مسأله العقل والجسد
إن القضية الرئيسية في فلسفة العقل هي مكان وموضع الظواهر العقلية في الطبيعة. والسؤال هو فيما إذا كنا نتصور أو نعتقد بأن الحالات العقلية هي حالات فيزيائية لجسم مادي معقد، كما هو معروف في المذهب المادي Materialism، أو أن هناك سبب معقول حتى نميز بين العقل والجسم واعتبارهما ينتميان إلى حقلين أو عالمين مختلفين كما هو معروف في الثنوية Dualism.
المادية (المذهب المادي) Materialism :
مذهب فلسفي يقر بأن الوجود كله هو مظهر للمادة أو خاصة لها. وطبقاً لهذا المذهب، فإن المادة هي الحقيقة الأولية (الجوهرية)، وأن ظاهرة العقل يمكن تفسيرها بواسطة التغيرات الفيزيائية والكيميائية للجهاز العصبي. ولهذا فإن المادية هي عكس المثالية idealism حيث السيادة للعقل وأن المادة هي أحد خصائص ومظاهر العقل أو الشكل الحسي له. أما المادية المطلقة فإنها تعرف بالأحدية المادية materialistic monism.
والمادية الفلسفية قديمة العهد ولها صياغات عديدة. عرف فلاسفة اليونان الأوائل نوعا مختلفاً من المادية، عرفت بحيوية المادة hylozoism (المادة كلها ذات حياة)، فطبقاً لهذا حيث تتماثل الحياة والمادة، حيث ينسب لحيوية المادة hylozoism مبدأ أن المادة ذات طابع إلهي.
أما المادية المناهضة للدين Anti-religious materialism تعادي العقائد الدينية والمؤسسات الدينية، ومن الجدير بالذكر أن المناصرين للمادية المناهضة للدين كانوا من الفلاسفة الفرنسيين في القرن 18. أما المادية التاريخية في كتابات كارل ماركس فهي نوع مختلف، فهي لا تشدد على تفسير الوعي consciousness بلغة المادة، بل تفسر النظم الاجتماعية وتشكلها بلغة عملية إنتاج الضروريات المادية للحياة. وطبقاً لكارل ماركس فإن تطور أدوات الإنتاج (الوسائل التكنولوجية) المتعلقة بإنتاج هذه الضروريات المادية للحياة خلال فترة تاريخية معينة، تحتم طبيعة النظام الاقتصادي وذلك تحت أسلوب وطريقة الإنتاج. وبتتابع هذه العملية فإن النظام الاقتصادي السائد سوف يحدد شكل النظام الاجتماعي،
والسياسي، والديني، والأخلاقي، والفكري، والتاريخ الفني لتلك الفترة. فإن تقدم وتطور المجتمعات وانحلالها يتم عبر التناقضات بين هذه العناصر.
قام فريدريك انجلز Friedrich Engels بتوسيع المادية التاريخية ضمن وجهة نظر فلسفية عامة عرفت بالمادية الجدلية dialectical materialism فالطبيعة مثل التاريخ تتقدم وتتطور نتيجة التناقضات. فأفكار انجلز في المادية الجدلية معاكسة للمثالية الجدلية dialectical idealism عند هيغل Hegel. حيث أصبحت المادية الجدلية الفلسفة الرسمية للإتحاد السوفيتي السابق.
في الزمن المعاصر تأثرت الفلسفة المادية بشكل كبير بمبادئ التطور حتى أنه يمكننا القول أن نظرية التطور أصبحت أساساً مهما للفلسفة المادية فالتطور إذاً يخضع إلى قوانين فيزيائية طبيعية، أي حتمي. فالمؤيدون لنظرية التطور يذهبون أبعد من الإلحاد atheism (إنكار وجود إله) فهم يحاولون أن يبينوا أن التنوع والاختلاف في الخلق هو نتيجة حتمية لفعل الطبيعة وليس له علاقة بعمليات خارقة للطبيعة. وبشكل خاص يحاول علماء عمليات التطور الطبيعية تعطي البشر ظواهر كالحب، الأخلاق، الجريمة، أي بمعنى أخر العقل هو نتاج الطبيعة.
المثالية Idealism :
نظرية في الحقيقة والمعرفة، حيث يلعب العقل الدور الرئيسي في تكوين العالم كما نعرفه من خلال خبرتنا. فالحقيقة المطلقة كامنة في عالم يتعدى عالم الظواهر، وأن الحقيقة كامنة بالأساس في وعينا (عقلنا).
نسخ عديدة وتطبيقات مختلفة للفلسفة المثالية idealism يمكن أن نميزها في تاريخ الفلسفة. ومن أشد الأشكال راديكالية للفلسفة المثالية شكل يكافئ لما يعرف بالأنانية solipsism، وجهة النظر هذه تقول: إن الحقيقة غير موجودة، إلا النشاط العقلي الخاص بالشخص، وليس هناك شيء له وجود حقيقي إلا العقل الخاص بالشخص وأفكار هذا العقل.
على أية حال الفلاسفة المثاليين عادة ما يعطوا اعترافاً كاملاً بما هو خارجي، أي العالم الطبيعي، ويتفادون أي ادعاء يمكن أن يضعف من قدرة عملية التفكير. والعقل من ناحية أخرى، هو نشاط فعلي وهو في الواقع قادر على إنتاج وتعزيز طرق وأساليب الوجود (الكينونة) حيث لا يمكن بأي طريقة أخرى إيجادها، مثل القانون، والدين، والفن، والرياضيات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أسلوب وطريقة وجود الأجسام الطبيعية كما نعرفه في خبرتنا البشرية يكون متأثراً بنشاط العقل،
الثنوية (الإثنينية) Dualism :
نظرية في الفلسفة تعتبر أن الكون قابل للتفسير إذا اعتبرناه مؤلفاً فقط من عنصرين متمايزين متشاركين (يتبادلان فيما بينهما) غير قابلين للتبسيط. ففي الفلسفة الأفلطونية جوهر الثنوية هو بين الوجود being وعدم الوجود nonbeing، أي بين الأفكار والمثل وبين المادة. في القرن 17، أخذت الثنوية شكل الإيمان بوجود جوهرين أساسيين العقل mind و المادة matter.
المادة Matter :
في الفيزياء والعلوم مصطلح عام يستعمل للدلالة على أي شيء يشغل حيزاً من الفراغ ويمتلك خاصيتي الجاذبية (الثقالية gravity) والعطالة (خاصة القصور الذاتي inertia). في الفيزياء الكلاسيكية تعتبر المادة والطاقة مفهومين منفصلين وهما يعتبران أساس كل الظواهر الفيزيائية. أما الفيزياء الحديثة تبين أنه يمكن تحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة وبهذا يصبح التمييز بين مفهومي المادة والطاقة غير صالحاً للعمل به. وفي بعض الحالات يفضل العلماء اعتبار المادة والطاقة كينونتين منفصلتين حيث يكون ذلك أكثر ملائمة، كدراسة حالة السوائل، والغازات، والحرارة.
أما في الفلسفة فالمادة Matter تعتبر بشكل عام المادة الأولية (المادة الخام) للعالم الفيزيائي. عدد محدد من فلاسفة المدرسة المثالية idealism يعتبرون أن المادة موجودة بشكل مستقل عن العقل. لكن معظم الفلاسفة الحديثين يوافقون على التعريف العلمي للمادة.
ملاحظة : هذه المفاهيم أصبحت مفاهيم في هذا العصر مفاهيم كلاسيكية التطور العلمي أحدث تغيرات جذرية في المفاهيم الفلسفية
إن القضية الرئيسية في فلسفة العقل هي مكان وموضع الظواهر العقلية في الطبيعة. والسؤال هو فيما إذا كنا نتصور أو نعتقد بأن الحالات العقلية هي حالات فيزيائية لجسم مادي معقد، كما هو معروف في المذهب المادي Materialism، أو أن هناك سبب معقول حتى نميز بين العقل والجسم واعتبارهما ينتميان إلى حقلين أو عالمين مختلفين كما هو معروف في الثنوية Dualism.
المادية (المذهب المادي) Materialism :
مذهب فلسفي يقر بأن الوجود كله هو مظهر للمادة أو خاصة لها. وطبقاً لهذا المذهب، فإن المادة هي الحقيقة الأولية (الجوهرية)، وأن ظاهرة العقل يمكن تفسيرها بواسطة التغيرات الفيزيائية والكيميائية للجهاز العصبي. ولهذا فإن المادية هي عكس المثالية idealism حيث السيادة للعقل وأن المادة هي أحد خصائص ومظاهر العقل أو الشكل الحسي له. أما المادية المطلقة فإنها تعرف بالأحدية المادية materialistic monism.
والمادية الفلسفية قديمة العهد ولها صياغات عديدة. عرف فلاسفة اليونان الأوائل نوعا مختلفاً من المادية، عرفت بحيوية المادة hylozoism (المادة كلها ذات حياة)، فطبقاً لهذا حيث تتماثل الحياة والمادة، حيث ينسب لحيوية المادة hylozoism مبدأ أن المادة ذات طابع إلهي.
أما المادية المناهضة للدين Anti-religious materialism تعادي العقائد الدينية والمؤسسات الدينية، ومن الجدير بالذكر أن المناصرين للمادية المناهضة للدين كانوا من الفلاسفة الفرنسيين في القرن 18. أما المادية التاريخية في كتابات كارل ماركس فهي نوع مختلف، فهي لا تشدد على تفسير الوعي consciousness بلغة المادة، بل تفسر النظم الاجتماعية وتشكلها بلغة عملية إنتاج الضروريات المادية للحياة. وطبقاً لكارل ماركس فإن تطور أدوات الإنتاج (الوسائل التكنولوجية) المتعلقة بإنتاج هذه الضروريات المادية للحياة خلال فترة تاريخية معينة، تحتم طبيعة النظام الاقتصادي وذلك تحت أسلوب وطريقة الإنتاج. وبتتابع هذه العملية فإن النظام الاقتصادي السائد سوف يحدد شكل النظام الاجتماعي،
والسياسي، والديني، والأخلاقي، والفكري، والتاريخ الفني لتلك الفترة. فإن تقدم وتطور المجتمعات وانحلالها يتم عبر التناقضات بين هذه العناصر.
قام فريدريك انجلز Friedrich Engels بتوسيع المادية التاريخية ضمن وجهة نظر فلسفية عامة عرفت بالمادية الجدلية dialectical materialism فالطبيعة مثل التاريخ تتقدم وتتطور نتيجة التناقضات. فأفكار انجلز في المادية الجدلية معاكسة للمثالية الجدلية dialectical idealism عند هيغل Hegel. حيث أصبحت المادية الجدلية الفلسفة الرسمية للإتحاد السوفيتي السابق.
في الزمن المعاصر تأثرت الفلسفة المادية بشكل كبير بمبادئ التطور حتى أنه يمكننا القول أن نظرية التطور أصبحت أساساً مهما للفلسفة المادية فالتطور إذاً يخضع إلى قوانين فيزيائية طبيعية، أي حتمي. فالمؤيدون لنظرية التطور يذهبون أبعد من الإلحاد atheism (إنكار وجود إله) فهم يحاولون أن يبينوا أن التنوع والاختلاف في الخلق هو نتيجة حتمية لفعل الطبيعة وليس له علاقة بعمليات خارقة للطبيعة. وبشكل خاص يحاول علماء عمليات التطور الطبيعية تعطي البشر ظواهر كالحب، الأخلاق، الجريمة، أي بمعنى أخر العقل هو نتاج الطبيعة.
المثالية Idealism :
نظرية في الحقيقة والمعرفة، حيث يلعب العقل الدور الرئيسي في تكوين العالم كما نعرفه من خلال خبرتنا. فالحقيقة المطلقة كامنة في عالم يتعدى عالم الظواهر، وأن الحقيقة كامنة بالأساس في وعينا (عقلنا).
نسخ عديدة وتطبيقات مختلفة للفلسفة المثالية idealism يمكن أن نميزها في تاريخ الفلسفة. ومن أشد الأشكال راديكالية للفلسفة المثالية شكل يكافئ لما يعرف بالأنانية solipsism، وجهة النظر هذه تقول: إن الحقيقة غير موجودة، إلا النشاط العقلي الخاص بالشخص، وليس هناك شيء له وجود حقيقي إلا العقل الخاص بالشخص وأفكار هذا العقل.
على أية حال الفلاسفة المثاليين عادة ما يعطوا اعترافاً كاملاً بما هو خارجي، أي العالم الطبيعي، ويتفادون أي ادعاء يمكن أن يضعف من قدرة عملية التفكير. والعقل من ناحية أخرى، هو نشاط فعلي وهو في الواقع قادر على إنتاج وتعزيز طرق وأساليب الوجود (الكينونة) حيث لا يمكن بأي طريقة أخرى إيجادها، مثل القانون، والدين، والفن، والرياضيات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أسلوب وطريقة وجود الأجسام الطبيعية كما نعرفه في خبرتنا البشرية يكون متأثراً بنشاط العقل،
الثنوية (الإثنينية) Dualism :
نظرية في الفلسفة تعتبر أن الكون قابل للتفسير إذا اعتبرناه مؤلفاً فقط من عنصرين متمايزين متشاركين (يتبادلان فيما بينهما) غير قابلين للتبسيط. ففي الفلسفة الأفلطونية جوهر الثنوية هو بين الوجود being وعدم الوجود nonbeing، أي بين الأفكار والمثل وبين المادة. في القرن 17، أخذت الثنوية شكل الإيمان بوجود جوهرين أساسيين العقل mind و المادة matter.
المادة Matter :
في الفيزياء والعلوم مصطلح عام يستعمل للدلالة على أي شيء يشغل حيزاً من الفراغ ويمتلك خاصيتي الجاذبية (الثقالية gravity) والعطالة (خاصة القصور الذاتي inertia). في الفيزياء الكلاسيكية تعتبر المادة والطاقة مفهومين منفصلين وهما يعتبران أساس كل الظواهر الفيزيائية. أما الفيزياء الحديثة تبين أنه يمكن تحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة وبهذا يصبح التمييز بين مفهومي المادة والطاقة غير صالحاً للعمل به. وفي بعض الحالات يفضل العلماء اعتبار المادة والطاقة كينونتين منفصلتين حيث يكون ذلك أكثر ملائمة، كدراسة حالة السوائل، والغازات، والحرارة.
أما في الفلسفة فالمادة Matter تعتبر بشكل عام المادة الأولية (المادة الخام) للعالم الفيزيائي. عدد محدد من فلاسفة المدرسة المثالية idealism يعتبرون أن المادة موجودة بشكل مستقل عن العقل. لكن معظم الفلاسفة الحديثين يوافقون على التعريف العلمي للمادة.
ملاحظة : هذه المفاهيم أصبحت مفاهيم في هذا العصر مفاهيم كلاسيكية التطور العلمي أحدث تغيرات جذرية في المفاهيم الفلسفية