السلام عليكم ورحمة الله
الأغلبية من الناس يربط صلاة الاستخارة بالرؤيا، فبعد انتهاءه من الصلاة وينام، ينتظر الإشارة من الله سبحانه وتعالى، فإن لم يرى شيئا أعاد الصلاة, وكأنها باطله او ناقصة او أن الله سبحانه لم يستجيب لهذه الصلاة ... دائما ما تتكرر أسئلة الناس عندي (صليت صلاة استخارة ولم أرى شيئا) .
فهنا وجب التوضيح للجميع ... من تمعّن في حديث " كيفية صلاة الاستخارة " لا يجد أي دليل على ان الاستجابة تكون عن طريق الرؤيا فقط.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب. اللّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقِبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنتَ تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي .
وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجِله ـ فاصرفه عنى واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به” قال ويسمّي حاجته.
لو ركزنا قليلا في الحديث، فهي صلاة ركعتين للحاجة لقوله صلى الله عليه وسلم (ويسمي حاجته) ثم يتبعها دعاء استخارة، وهو توكيل الأمر .
او الحاجة كلها لله جل وعلا والاستسلام بقضائه وقدره وجعل الأسباب كلها مسيّره بأمره بدون تدخل أي طرف اخر، أي توكل كامل على الله.
فتأتي الاستجابة من الله سبحانه بحسب الدعاء (فاقدره لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه) أو (اصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) ... فيكون الامر كله عند الله سبحانه يسبب الأسباب لدرجة ان المستخير لا يستوعب ما يحصل من امره وما يحدث من حوله ... الى ان يرى استجابة الدعاء اما بتيسير الحاجة او صرفها عنه، فيجد في نفسه الرضا بقدر ايمانه وتوكله على الله في الاستخارة.
فلو فرضنا ان امرأة تقدم لها خطيب واعجبت به ورأت انه الزوج المناسب وتعلق قلبها لهذا المستقبل الجميل، ولكن بدأت بالاستخارة واوكلت امرها لله تعالى حق التوكل، وهو العليم الخبير الوكيل سبحانه وتعالى، فتجد ان الاحداث بدأت تتغيّر وكأن الأمور بدأت تأخذ مسار معاكس الى ان ينتهي المطاف بذهاب هذا الخطيب ويتم الأمر لا إراديا.
ومع ان قلبها قد تعلق لهذا المستقبل الذي رسمته في مخيلتها، إلا انه بدأ يتلاشى ويذهب ولا تعلم لماذا، وقد تنسى انها قد صلت واستخارت ربها واوكلت امرها له، وقد تحزن وتحاول.
ولكن الخبير اللطيف قد استجاب لصلاتها وصرفه عنها وأنه تعالى يقدّر لها الأخير حتى ترضى. تماما كما في دعاء الاستخارة.
واحيانا تكون الاستجابة عن طريق رؤيا يراها المستخير تخبره بحاجته او كالإلهام او النفور او انشراح الصدر او انكشاف الواقع المستور في بصيرة المستخير فيجعل الله سبحانه وتعالى الامر واضح للمستخير فيعلم ان هذه اثار صلاة الاستخارة قد تمت استجابتها.
ولنركز في موضوعنا على الرؤيا ... وهنا تكون اما رؤيا حق واستجابة لصلاة الاستخارة ... او حديث نفس لكثرة تفكير المستخير.
وهنا يأتي عمل مفسر الأحلام في التمييز بينهما. فالواجب على المستخير ألا يستعجل باتخاذ القرار حتى يتبين ان الرؤيا حق من الله وليست حديث نفس يبني عليها اماله.
وقد اشرت في مقالات سابقة ان المسلم له ان يدعوا الله قبل نومه ويتضرع ويتوسل بأن يريه ما يريد وان لا يتوقف عند ليلة واحده، بل يواصل في دعائه بأن يريه الله حاجته او الخيرة من امره، فهذا دعاء محمود لا يتعارض ابدا مع صلاة الاستخارة.
ادعو الله في كل شيء واحمد الله على كل شيء واعمل بأسباب قبول الدعاء كأن تتصدق ثم تستغفر وتبدأ دعائك بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه واله وتختم الدعاء أيضا بالصلاة على النبي.
وأخيرا لا تنسى ان تعرض رؤياك لمفسر الأحلام فهو ان شاء الله دليلك في فك الرموز ومرشدك في العمل على تحقق الرؤيا بإذن الله.
تحياتي للجميع
الأغلبية من الناس يربط صلاة الاستخارة بالرؤيا، فبعد انتهاءه من الصلاة وينام، ينتظر الإشارة من الله سبحانه وتعالى، فإن لم يرى شيئا أعاد الصلاة, وكأنها باطله او ناقصة او أن الله سبحانه لم يستجيب لهذه الصلاة ... دائما ما تتكرر أسئلة الناس عندي (صليت صلاة استخارة ولم أرى شيئا) .
فهنا وجب التوضيح للجميع ... من تمعّن في حديث " كيفية صلاة الاستخارة " لا يجد أي دليل على ان الاستجابة تكون عن طريق الرؤيا فقط.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب. اللّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقِبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنتَ تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي .
وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجِله ـ فاصرفه عنى واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به” قال ويسمّي حاجته.
لو ركزنا قليلا في الحديث، فهي صلاة ركعتين للحاجة لقوله صلى الله عليه وسلم (ويسمي حاجته) ثم يتبعها دعاء استخارة، وهو توكيل الأمر .
او الحاجة كلها لله جل وعلا والاستسلام بقضائه وقدره وجعل الأسباب كلها مسيّره بأمره بدون تدخل أي طرف اخر، أي توكل كامل على الله.
فتأتي الاستجابة من الله سبحانه بحسب الدعاء (فاقدره لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه) أو (اصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) ... فيكون الامر كله عند الله سبحانه يسبب الأسباب لدرجة ان المستخير لا يستوعب ما يحصل من امره وما يحدث من حوله ... الى ان يرى استجابة الدعاء اما بتيسير الحاجة او صرفها عنه، فيجد في نفسه الرضا بقدر ايمانه وتوكله على الله في الاستخارة.
فلو فرضنا ان امرأة تقدم لها خطيب واعجبت به ورأت انه الزوج المناسب وتعلق قلبها لهذا المستقبل الجميل، ولكن بدأت بالاستخارة واوكلت امرها لله تعالى حق التوكل، وهو العليم الخبير الوكيل سبحانه وتعالى، فتجد ان الاحداث بدأت تتغيّر وكأن الأمور بدأت تأخذ مسار معاكس الى ان ينتهي المطاف بذهاب هذا الخطيب ويتم الأمر لا إراديا.
ومع ان قلبها قد تعلق لهذا المستقبل الذي رسمته في مخيلتها، إلا انه بدأ يتلاشى ويذهب ولا تعلم لماذا، وقد تنسى انها قد صلت واستخارت ربها واوكلت امرها له، وقد تحزن وتحاول.
ولكن الخبير اللطيف قد استجاب لصلاتها وصرفه عنها وأنه تعالى يقدّر لها الأخير حتى ترضى. تماما كما في دعاء الاستخارة.
واحيانا تكون الاستجابة عن طريق رؤيا يراها المستخير تخبره بحاجته او كالإلهام او النفور او انشراح الصدر او انكشاف الواقع المستور في بصيرة المستخير فيجعل الله سبحانه وتعالى الامر واضح للمستخير فيعلم ان هذه اثار صلاة الاستخارة قد تمت استجابتها.
ولنركز في موضوعنا على الرؤيا ... وهنا تكون اما رؤيا حق واستجابة لصلاة الاستخارة ... او حديث نفس لكثرة تفكير المستخير.
وهنا يأتي عمل مفسر الأحلام في التمييز بينهما. فالواجب على المستخير ألا يستعجل باتخاذ القرار حتى يتبين ان الرؤيا حق من الله وليست حديث نفس يبني عليها اماله.
وقد اشرت في مقالات سابقة ان المسلم له ان يدعوا الله قبل نومه ويتضرع ويتوسل بأن يريه ما يريد وان لا يتوقف عند ليلة واحده، بل يواصل في دعائه بأن يريه الله حاجته او الخيرة من امره، فهذا دعاء محمود لا يتعارض ابدا مع صلاة الاستخارة.
ادعو الله في كل شيء واحمد الله على كل شيء واعمل بأسباب قبول الدعاء كأن تتصدق ثم تستغفر وتبدأ دعائك بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه واله وتختم الدعاء أيضا بالصلاة على النبي.
وأخيرا لا تنسى ان تعرض رؤياك لمفسر الأحلام فهو ان شاء الله دليلك في فك الرموز ومرشدك في العمل على تحقق الرؤيا بإذن الله.
تحياتي للجميع