السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائي في منتدى اسرار للروحانيات ، اكتب لكم هذا المقال لتوضيح بعض الأمور التي يتوجب على الرائي ان يعلمها عن (مفسري الاحلام) بصيغة سؤال وجواب. فلابد للرائي ان يعلمها جيّدا ويتعرف على حدود وإمكانات المعبّر في تفسير الاحلام ...
فلا يرفع من شأنه ويتصورانه عالم للغيب ولا يقلل من شأنه ويترك التعبير ويعتبرها مجرد قصة خياليه هذه نصيحة أخ محب لكم اسأل الله ان تنفع بها كل من يقرأها ... وقبل ان ابدأ ... ستجد في المقال بعض العبارات لها معنى واحد مثلا (معبّر الرؤى هو مفسر الأحلام) وقول (التعبير هو التفسير)وقول (الرائي او الحالم هو صاحب الحلم) .
من هو مفسر الاحلام؟
هو الذي يستطيع ربط الرؤيا بالواقع عن طريق فك رموز واستنباط المعاني وربطها بحال الرائي فيستنتج المعنى الشامل للرؤيا والمقصد منها فتكون كالبشارة او انذار او تفسير حالة الرائي النفسية ان كان حزين او مهوم وهكذا ... فتجد في المعبّر صفة الفراسة والتحليل والاستنتاج ومطلع على علوم القران والحديث وحال الواقع سوآءا كانت الرؤيا خاصة بالرائي او تخص واقع المكان والزمان (رؤيا عامة) وصفة المعبر اما ان تكون هبة من الله سبحانه وتعالى ... فتجد من هم يمتلكون هذه الصفات والعلوم بدون دراسة ... كقوله تعالى:
(وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك) .
او من يدرس هذا العلم ويكتسبه كباقي العلوم الأخرى ...مثلا تجد من هو روحاني بالفطرة ويصل الى مراحل عالية بسهولة وتجد من يتعلم الروحانيات لسنوات طويلة حتى يطلق عليه اسم روحاني ...
هل يشترط ان يكون مفسر الاحلام روحاني؟
ابدا ... فالروحاني يعتمد على الرؤى في حدود معينة بتواصله مع الجن بطلب من الروحاني نفسه في الغالب ... كالذي يرى انه يأخذ العهد او ان يرى قبول عمله او تم إنجازه او جلب الاخبار والاستعانة وغيرها ... اما مفسر الاحلام أوسع واشمل، فالرائي والرؤيا والمعبر ليس بينهم أي تواصل روحاني ... فالرؤى تأتي بدون طلب الرائي الا نادرا في حالة الاستخارة مثلا، ولا يفهم معناها الا المعبر واحيانا تكون الرؤيا مثل الرسالة قد تخص الرائي او تخص شخص اخر من اقاربه ومعارفه.. كالذي يرى والده فتكون الرسالة للأب وليست للرائي.
وأيضا لا تعتمد على علم الحرف والاعداد الا في حالات نادرة جدا. والأهم من هذا ان الله وكل ملك من الملائكة كما نقل عن ابن حجر. فهذا الملك يطلع بإذن الله على أحوال الرائي من اللوح المحفوظ وينقلها له في المنام، ولا غرابة في هذا فجميعنا نعرف قصة الخضر واطلاعه على العلم الغيبي. وتعبير سيدنا أبو بكر لرؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم في اكله للتمرات ... فقال صلى الله عليه وسلم لأبو بكر (هكذا قال الملك) .
إذا على ماذا يستند مفسر الاحلام؟
لو رجعنا للسؤال الأول عندما ذكرت ان من صفات المعبر ان يكون مطّلع على علوم القرآن (اللغة والتفسير..) والاحاديث النبوية والواقع فستجد أن المعبّر أول ما يلجأ إليه في فك الرموز هو القرآن ثم السنّة النبوية وتعبير الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ثم اللغة ومعانيها ثم اجتهاد المعبّر في تمييز المعنى للرمز خصوصا اذا كانت الرؤى تحتوي على أسماء حديثة في هذا العصر مثل سماعة الأذن او كلمات معربة اصلها اجنبي مثل السي دي ... وأيضا يستند على أحوال الرائي الشخصية واحوال الزمان والمكان.
ما رأيك في مفسري الأحلام في القنوات الفضائية؟
طريقة اغلب معبري الرؤى في التلفزيون تكون بأخذ اتصالات بدون السؤال عن حال الرائي وانا هنا لا اسيئ لأحد. انا شخصيا اتاني زميل لي في العمل وقد اتصل على احد القنوات وتكلفة الدقيقة والانتظار مرتفعة جدا ... فلما ذكر رؤيته وعبّرها له المعبّر كانت صدمه لزميلي فيقول ان المعبر قال له انه سيرث مالا من ابوه – وزميلي لقيط (يتيم) لا يرث في الشرع والأب متوفى من سنوات طويلة ... فكان التعبير للأسف بعيد جدا عن الواقع.. خصوصا المعبّر الذي يأخذ خمس اتصالات دفعة واحدة ثم يعبرها كلها دفعه واحدة وعلى هذا المنوال ...
هل مفسر الأحلام يعلم الغيب؟
لا أظن مسلم على وجه الأرض يؤمن بكتاب الله ثم يقول ان مفسر الاحلام عالم للغيب. ولكن الرؤيا اذا كانت من الله فهي رسالة غيبية . كما ذكرت انها عن طريق ملك من الملائكة ... فتكون للرائي عن امر ما سيحدث له او امر قد وقع.. وهذا ثابت في القران والسنة، حتى عند الملحدين. فمن اقوى الأسئلة التي تواجه بها الملحد هو سؤال (كيف ترى في منامك رؤيا ثم تتحقق، من اخبرك بها؟) ...
اذاً مفسر الأحلام كما ذكرنا هو فقط وسيط وعالم بالرموز فيجمعها ويضعها على شكل رسالة الى الرائي والرؤيا مصدرها من الله ان كانت تنبئ بالمستقبل فلا دخل لمفسر الأحلام بها ابدا .
هل نقلل من شأن مفسر الأحلام عند استعانته بكتب التفسير؟
العكس هو الصحيح ... هل رأيت عالما بدون مكتبة؟ او طبيبا بدون مراجع؟ او روحانيا متمكنا بدون مخطوطات؟ بل هذا دليل قوي على حرصه في الرجوع للكتب.. خصوصا اذا كان المرجع الأول هو القرآن الكريم فكيف يقلل من شأنه ... فقط اكتب اسم عالم في أي تخصص وابحث عن صوره وانا على يقين انك تجد صورته امام مكتبته ومجلداته ... في عالم تفسير الرؤى نحن نتحدث عن رؤيا مليئة بالرموز لشخص واحد في زمن معيّن واحداث معينة... فتكون هذه الرؤيا كأنها (بصمة الإنسان) تختلف كليا عن أي شخص اخر لاختلاف حال الرائي من أوجه كثيرة والمرجع هو القرآن والسنّة وغيرها كما ذكرت ... فلابد ان يكون لمفسر الاحلام مراجع يستند اليها ويستنبط منها وهذا عين الصواب .
هل يخطأ مفسر الأحلام؟
نعم حاله حال البشر، يخطئ ويصيب، ولكن أن تجد من يخطئ في عشر رؤى يعبرها ويصيب في واحدة، فهنا لا يجب ان يطلق عليه مفسر أحلام او تقول لفلان فسر حلمك لديه .
الوحيد في هذه الأمة الذي لا يخطئ في تعبير الرؤى هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل معبري الرؤى بعد النبي في هذه الأمة هو أبوبكر رضي الله عنه وقد أخطأ وثبت ذلك في الحديث الشريف عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم (أصبت بعضا وأخطأت بعضا), وهو التلميذ الأول والملازم للنبي صلى الله عليه وسلم اذا مفسر الأحلام حاله كحال العلماء وطلبة العلم يخطئ ويصيب ولكن بعد اجتهاد في التعبير.
هل تعبير الرؤيا واقعة لامحالة؟
كلا، فتعبير الرؤيا تتغير بتغير حال الرائي ودعاؤه، فمن رأى إنذارا من الله ثم تاب فبإذن الله لن تقع، ومن رأى بشرى سارة ولكن تبدل حاله وازداد بعدا من الله فربما تتأخر او تتبعها رؤيا أخرى تنقضها، ولا يسابق القدر إلا الدعاء. لذلك يستحب الدعاء دائما بعد الرؤيا فإن كانت رؤيا سارة فيشكر الله ويدعو بتعجيلها وان كانت رؤيا انذار فليبادر بالتوبة والاستغفار والخضوع وان كانت رؤيا تبشر وتنذر فتقول ربي اسألك خير ما رأيت وأعوذ بك من شر ما رأيت.
هل الامراض الروحانية تؤثر في تحقق الرؤيا؟
نعم، ولكن ليس على الفهم السائد ... فالرؤيا ان كانت حق وتم تعبيرها بالوجه الصحيح فهي واقعة بإذن الله ولكن يبتلي الله العبد بتأخر وقوعها، فلنضرب مثال ان شخص رأى رؤيا وعبرت بالزواج ولكن أصيب بالسحر وساءت اموره حتى وصل الى مرحلة اليأس ... وهذا الاختبار والابتلاء.
لأن رؤيا الحق من الله ... والسحر لن يتم إلا بإذن الله ... فهنا يتوجب على الرائي ان لا يسخط ولا ييأس وان يكثر من الدعاء والاستغفار كما ذكرت. فمتى سخط ويأس من رحمة الله وحاد عن الطريق ولم يجاهد نفسه بقدر استطاعته، فهنا قد تبدل حاله وقد تتبعها رؤيا تنقض الاولى. وهذا ينطبق على العين والحسد والمس وغيرها من الامراض.
وانا انصح احبتي بأن يقرأوا ويتأملوا قصة يوسف عليه السلام في سورة يوسف. وقد يقول احدكم ان يوسف عليه
السلام لم يصب بمرض روحاني، وانا أقول حسد اخوته عليه السلام وكثرة الابتلاءات التي عاشها منذ رؤيته للكواكب والشمس والقمر الى ان اصبح عزيز مصر مرورا ببيعه كالعبد وفتنة النساء والسجن وكل الابتلاءات ... لم تغيّر من حاله ابدا بل كان عليه السلام ثابتا فتحققت رؤياه. وقد يقول احدكم هذا نبي ونحن فقط أناس عاديين ...
وانا أرد بأن قولك هذا اول مراحل اليأس ومدخل من مداخل الشيطان حتى يبدل حالك، فإن كنت تعلم يقينا بأن رحمة الله واسعة وتأملت في سورة يوسف فتجد ان رحمة الله وسعت ملك مصر الكافر في رؤياه التي تحققت ونجّاه الله وشعبه من كارثة المجاعة بمشورة يوسف عليه السلام.
انا لست مفسر للأحلام، هل استطيع تفسير حلمي عن طريق قراءة الكتب؟
خطأ كبير ان تفسر حلمك عن طريق قراءة الكتب، لأنك ستقرأ ما تريد وما تحب، وتتغاضى عما تكره، وربما تجامل نفسك وتزيد وتنقص من الرؤيا الى ان تعتقد انك وصلت للتفسير الصحيح، والاغلبية يبحثون عن رمز واحد فقط من الرؤيا ويترك الباقي. مثل الذي يقول رأيت عقرب فيذهب الى الكتب ويتوه ثم يعبرها على انها عدو ويرتعب خوفا وتأتيه الأفكار "من هذا العدو"، فكأنه اخذ ايه من القرآن وترك الباقي مثل (ويل للمصلين).
الرؤيا رسالة كاملة ورموز مترابطة تفسر بعضها، ربما العقرب هو شيطان من الجن ولو أكملت الرؤيا فتجدها انه نصر على هذا العدو، لهذا يجب ان تعرضها على مفسر أحلام متمكن وإلا فأنت لم تعبّرها.
اذا كنت تقرأ الكتب لمجرد القراءة فقط او حب التعلم فهذا لا بأس فيه.
انا فسرت حلمي عند معبرين اثنين او اكثر... فأيهم الأصح؟
لو اكتشفت ان المعبّر الأول غير ملم بعلم تفسير الاحلام او ان تعبيره مخالف جدا للواقع مثل زميلي (اليتيم) في مثالي السابق فهنا لا بأس أن تذهب إلى معبر اخر وتعرض رؤياك عليه... ولكن ان تنتقل من معبر الى اخر لمجرد ان التفسير لم يعجبك او اردت التأكد فهذا خطأ كبير.
والأولى والأهم ان لا تبدأ بعرض رؤياك لأحد حتى تجد من هو ثقة وأهل لهذا العلم وان تكون صادق بمعنى الكلمة في ذكر الرؤيا كاملة وأحوالك ان كنت مقصر في دينك او ظلمت أحدا ... الخ. فأنت لم تبحث عن مفسر للرؤيا إلا لأنك تبحث عن الحقيقة، فيجب عليك ان تكون صادق حتى تصل لحقيقة الرؤيا والتفسير الأصح.
كأنك ذاهب الى طبيب وتبحث عن علاج ولكن تخفي عنه حقيقة مرضك واعراضك، فالعلاج سيكون عكسي عليك او على الأقل لن يأتي بنتيجة.
أجد بعض مفسري الأحلام يفسر رؤياي في كلمات معدودة، فهل هذا صحيح؟
كل معبر وله أسلوبه وطريقته في نقل الرسالة ونحن نلتمس العذر في الغالب خصوصا ان كانت الرسائل كثيرة جدا من أصحاب الرؤى والمعبّر واحد.
لكن للأسف هناك من يكتم العلم وكأنه خاص به ويخالف السنّة في التعبير.
فلو تأملنا في قصة يوسف وسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم فتجد الاتي:
ذكر الرمز ومعناه ثم ذكر التعبير كاملا ومعناه ثم النصيحة. فتجد نبي الله يوسف عليه السلام قد ذكر ان سبع بقرات هي سبع سنوات والسنبلات هي الزراعة ثم اتبعها بنصيحة (فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون).
ولو تأملنا في تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤى فتجده يذكر الرمز والمعنى (فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة، وأنَّ ديننا قد طاب) كلها من رؤيته صلى الله عليه وسلم في عقبة من رافع والتمرات من طاب. وهنا لا تحتاج النصيحة لأنها بشرى.. ولكنه صلى الله عليه وسلم قد نصح الرائي في بعض الرؤى كقوله (فليحمد الله عليها وليحدث بها) ...
عكس رؤيا ملك مصر التي كانت انذار التي تستوجب النصيحة. فالمسلم أولى بالنصيحة والمشورة. على الأقل ان ينصح
الرائي بالدعاء والاستغفار فيتم التعبير كما تعلمناه من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا يوسف عليه السلام.
رأيت رؤيا مرعبة فكيف احكم عليها ان كانت من الشيطان ام رؤيا حق؟
كلمة (مرعبة) تختلف من شخص لآخر... فتجد من يرى نفسه يقطّع ويضرب في منامه ثم يصحى ولا كأن شيء قد حدث بل تجده في احسن مزاج. وتجد من يرى انه يقبّل رجل فتجده يرتعد خوفا وكأن الشيطان قد اراه مالا يحب فيكتمها. فالحلم الذي يكون من الشيطان قد ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم عندما سأله الرائي (إني رأيت رأسي ضرب فرأيته يتدهده) واوصانا صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ منها وننفث عن يسارنا ثلاثا فلن تضرك ان شاء الله.
ويجوز ان تعرضها على مفسر الأحلام فقط ... مهما كانت الرؤيا وشناعتها حتى يبيّن لك ان كانت هي رؤيا حق ام حلم من الشيطان ويوجهك بناءا على التعبير. فأحيانا تجد المعبر يذكر لك "استعذ بالله منها ولا تخبر أحدا فهي من الشيطان". ولكن لا تكتمها عن المعبّر لمجرد حكمك عليها انها حلم من الشيطان. فهناك من يرى ان يجامع اقاربه او يرى انه بين اعدائه وهكذا ... فالواجب في كلا الحالتين ان تعرضها على مفسر الأحلام فالرموز ومعانيها تختلف جدا عن تصورك ... فمثلا جماع الأقارب في الغالب هو خير والتقبيل في الغالب أيضا هو خير...الخ
ماهي الحكمة ان تكون الرؤيا بالرموز؟
نعم هناك حكمة في أن يرى الرائي رموزا يجب تعبيرها، ولكن لا ننسى ان هناك أيضا رؤى واضحة تقع كما هي بالضبط.
منها رؤى النبي صلى الله عليه وسلم والانبياء والصحابة. كانت أحيانا تأتي كالرمز مثل رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (دار عقبة بن رافع وتمر من طاب) او رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام (الكواكب والشمس والقمر) او تكون رؤيا صريحة واضحة كرؤيا نبي الله إبراهيم عليه السلام بأن يذبح أبنه أو كرؤيا عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب في الاذان للصلاة ... فطبقها النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا ونحن نسمع الاذان.
ولكن نعود للسؤال، لماذا تأتي كالرموز؟ الله اعلم واحكم فلا ينبغي ان نتوغل في هذا الشأن كثيرا ويصبح شغلنا الشاغل... ولكن ما يظهر لنا من الحكمة أن الرؤيا هي رسالة للرائي او لغيره من الأقارب والمعارف وللمعبّر نفسه. فلو كانت الرؤيا واضحة للرائي (كفلق الصبح) ربما اهملها ولم يحدث بها ولم ينفع بها غيره ولم يستفيد من رأي ودعاء مفسر الاحلام، لأن طبائع الناس تختلف وكثرة الرؤى عند الناس يستوجب ان تكون في علم مفسّر الاحلام فيكون مرشدا وناصحا ومبشرا للرائي اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو فرضنا ان ملك مصر في قصة يوسف عليه السلام قد رأى ان السنوات القادمة في ملكه فيها مجاعة شديدة، لفزع وارتعب وربما اتخذ قرارا يضر ملكه وشعبه، ولكن اتى التعبير من نبينا يوسف عليه السلام بسلاسة وسهولة
وأضاف اليها النصح والإرشاد فأصبحت كالبشرى عند ملك مصر مما جعله يقرّب نبي الله يوسف عنده.
بعكس رؤيا نبي الله إبراهيم في ذبح ابنه فكانت رؤيا واضحة كفلق الصبح ومؤلمة جدا ان تذبح ابنك الوحيد، ولكنه عليه السلام ليس كباقي الناس، بل كان ثابتا وعلى يقين تام انها امر من الله يجب تنفيذه.
اذا نفهم من هذا ان طبائع البشر وتفكيرهم وتصرفاتهم تختلف من شخص لآخر فلابد من مرشد ومبشر وناصح للرائي وهو مفسر الأحلام. ولو قلنا مثلا ان الرؤيا بلا رموز لا تخص الرائي نفسه بل تخص احد من اهله فهنا ربما يقع الحسد ان كانت بشرى وربما تحدث المشاكل ان كانت نذير، فلن تجد افضل من مفسر الأحلام في التوجيه وضبط النفس لأن كما قلنا ان المرجع الأول لمفسر الأحلام هو القرآن ثم السنة، فإذا فهم مفسر الأحلام بأنها شر سيقول لك استعذ من شرّها وأن فهمها خير اعانك على تحقيقها.
والله ورسوله اعلم واحكم.
هل يستطيع مفسر الاحلام ان يميز الامراض الروحانية؟
نعم فهناك معطيات واضحة في الأحلام يستدل بها المعبّر ان سببها امراض روحانية، كالذي يتكرر عليه الاعتداء الجنسي اثناء النوم او يرى انه يقاتل اشكالا قبيحة او تتكرر عليه الافاعي والكلاب والقطط (السوداء)، او يكون الرائي يعلم بمرضه انه سحر ويتكرر في منامه مكان مثل القبر.
وقد وضعت في المنتدى مقطعا لمغامر في البيوت المهجورة، وقد ذهب الى احد هذه الأماكن ثم رجع ورأى رؤيا انه في صحراء والماء قد جف، فعبرها له احد المفسرين وطلب منه العودة الى المكان وطلب منه البحث في المكيف الصحراوي، وفعلا ما لبث الا ووجد السحر في المكيف.
وقد ذكرت أيضا في الرموز الحديثة ان من تكرر عنده رؤى عين الفرن المشتعل فقد تعبّر بالإصابة بالعين والهندي ذو الملابس الغريبة والشكل القبيح يعّبر بالساحر.
فعلى من يجد هذه الأنواع من الرؤى تتكرر عنده لابد ان يعرضها على مفسر الأحلام وان يعرض نفسه على راقي روحاني.
هل يرى الانسان الصالح رؤيا انذار او مصيبة قد تقع؟
نعم فهذا ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى للصالح، فمن هو اشرف واخير وافضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قد رأى في منامه وقد فزع صلى الله عليه وسلم وقال (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا) وقد رأى رؤيا مقتل أصحابه في معركة أحد.
فهنا يتبين قوة وصبر المؤمن الصالح بأن مثل هذه الرؤى لا تجعله يسخط او يزيغ او يضعف. فالدعاء والصدقة هما اقوى سلاح بإذن الله.
هل تصح رؤيا الطفل؟
اذا كان يحسن التعبير ولا يتوه في كلماته وتجد انه فعلا يقص رؤياه بدون تردد او تلكأ او إضافات فهنا تصح رؤياه وننصح بتعبيرها .
كيف اميّز الرؤيا الحق عن غيرها؟
الرؤيا الحق من الله تعالى، لا يمكن ان يعبث بها شيطان ولا يمكن للرائي ان يصرفها ويتغاضى عنها ... فتجدها واضحة جدا لا تنسى احداثها بعد النوم، وتبقى راسخة في ذهنك، وان اهملتها تكررت عليك بنفس الاحداث او بشكل اخر، ويكون تسلسل الرؤيا منطقي جدا بعكس اضغاث الاحلام، ومن اهمل تعبيرها فهي واقعه بإذن الله ويلهم الله الرائي بأن ما وقع هو تعبير رؤياك.
وقد وقعت لي انا شخصيا ان تكررت علي رؤيا اجد نفسي فيها داخل البحر انظر للاتجاهات الأربع ولا اجد الا بحر. فوقعت سبحان الله بأن جعل الله مصدر رزقي داخل البحر، وهكذا وقعت للأخت رهف أيضا.
أعزائي، هذا الموضوع قابل للنقاش والمداخلة والاضافة، فلست بعالم انا فقط باحث محب لتعبير الرؤى وابحث عن أي فائدة تنفعني وانفع بها كل مسلم ان شاء الله، فلا تترددوا في أي إضافة او استفسار بارك الله فيكم .
وهنا بعض الأسئلة التي تمت الإجابة عنها مسبقا للفائدة
- تعبير الرؤى في منتدى اسرار للعلوم الروحانية .
- أهمية معرفة حالة الرائي الروحانية .
- أهمية ذكر الأسماء في الرؤيا .
رؤيا الأخت رهف المشاعر والفائدة منها.
- تأثير الامراض الروحانية والاعراض الجسدية في الاحلام ..
- رموز الاشياء الحديثة في المنام .
- خطورة الكذب في الرؤى وما يترتب عليه من ضرر .
ارجو تثبيت الموضوع جزاكم الله خير
هذا المقال خاص بموقع اسرار فمن الأمانة ان يذكر اسم الموقع عند النقل، وأنتم ان شاء الله اهل الأمانة .
بارك الله فيكم
احبائي في منتدى اسرار للروحانيات ، اكتب لكم هذا المقال لتوضيح بعض الأمور التي يتوجب على الرائي ان يعلمها عن (مفسري الاحلام) بصيغة سؤال وجواب. فلابد للرائي ان يعلمها جيّدا ويتعرف على حدود وإمكانات المعبّر في تفسير الاحلام ...
فلا يرفع من شأنه ويتصورانه عالم للغيب ولا يقلل من شأنه ويترك التعبير ويعتبرها مجرد قصة خياليه هذه نصيحة أخ محب لكم اسأل الله ان تنفع بها كل من يقرأها ... وقبل ان ابدأ ... ستجد في المقال بعض العبارات لها معنى واحد مثلا (معبّر الرؤى هو مفسر الأحلام) وقول (التعبير هو التفسير)وقول (الرائي او الحالم هو صاحب الحلم) .
من هو مفسر الاحلام؟
هو الذي يستطيع ربط الرؤيا بالواقع عن طريق فك رموز واستنباط المعاني وربطها بحال الرائي فيستنتج المعنى الشامل للرؤيا والمقصد منها فتكون كالبشارة او انذار او تفسير حالة الرائي النفسية ان كان حزين او مهوم وهكذا ... فتجد في المعبّر صفة الفراسة والتحليل والاستنتاج ومطلع على علوم القران والحديث وحال الواقع سوآءا كانت الرؤيا خاصة بالرائي او تخص واقع المكان والزمان (رؤيا عامة) وصفة المعبر اما ان تكون هبة من الله سبحانه وتعالى ... فتجد من هم يمتلكون هذه الصفات والعلوم بدون دراسة ... كقوله تعالى:
(وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك) .
او من يدرس هذا العلم ويكتسبه كباقي العلوم الأخرى ...مثلا تجد من هو روحاني بالفطرة ويصل الى مراحل عالية بسهولة وتجد من يتعلم الروحانيات لسنوات طويلة حتى يطلق عليه اسم روحاني ...
هل يشترط ان يكون مفسر الاحلام روحاني؟
ابدا ... فالروحاني يعتمد على الرؤى في حدود معينة بتواصله مع الجن بطلب من الروحاني نفسه في الغالب ... كالذي يرى انه يأخذ العهد او ان يرى قبول عمله او تم إنجازه او جلب الاخبار والاستعانة وغيرها ... اما مفسر الاحلام أوسع واشمل، فالرائي والرؤيا والمعبر ليس بينهم أي تواصل روحاني ... فالرؤى تأتي بدون طلب الرائي الا نادرا في حالة الاستخارة مثلا، ولا يفهم معناها الا المعبر واحيانا تكون الرؤيا مثل الرسالة قد تخص الرائي او تخص شخص اخر من اقاربه ومعارفه.. كالذي يرى والده فتكون الرسالة للأب وليست للرائي.
وأيضا لا تعتمد على علم الحرف والاعداد الا في حالات نادرة جدا. والأهم من هذا ان الله وكل ملك من الملائكة كما نقل عن ابن حجر. فهذا الملك يطلع بإذن الله على أحوال الرائي من اللوح المحفوظ وينقلها له في المنام، ولا غرابة في هذا فجميعنا نعرف قصة الخضر واطلاعه على العلم الغيبي. وتعبير سيدنا أبو بكر لرؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم في اكله للتمرات ... فقال صلى الله عليه وسلم لأبو بكر (هكذا قال الملك) .
إذا على ماذا يستند مفسر الاحلام؟
لو رجعنا للسؤال الأول عندما ذكرت ان من صفات المعبر ان يكون مطّلع على علوم القرآن (اللغة والتفسير..) والاحاديث النبوية والواقع فستجد أن المعبّر أول ما يلجأ إليه في فك الرموز هو القرآن ثم السنّة النبوية وتعبير الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ثم اللغة ومعانيها ثم اجتهاد المعبّر في تمييز المعنى للرمز خصوصا اذا كانت الرؤى تحتوي على أسماء حديثة في هذا العصر مثل سماعة الأذن او كلمات معربة اصلها اجنبي مثل السي دي ... وأيضا يستند على أحوال الرائي الشخصية واحوال الزمان والمكان.
ما رأيك في مفسري الأحلام في القنوات الفضائية؟
طريقة اغلب معبري الرؤى في التلفزيون تكون بأخذ اتصالات بدون السؤال عن حال الرائي وانا هنا لا اسيئ لأحد. انا شخصيا اتاني زميل لي في العمل وقد اتصل على احد القنوات وتكلفة الدقيقة والانتظار مرتفعة جدا ... فلما ذكر رؤيته وعبّرها له المعبّر كانت صدمه لزميلي فيقول ان المعبر قال له انه سيرث مالا من ابوه – وزميلي لقيط (يتيم) لا يرث في الشرع والأب متوفى من سنوات طويلة ... فكان التعبير للأسف بعيد جدا عن الواقع.. خصوصا المعبّر الذي يأخذ خمس اتصالات دفعة واحدة ثم يعبرها كلها دفعه واحدة وعلى هذا المنوال ...
هل مفسر الأحلام يعلم الغيب؟
لا أظن مسلم على وجه الأرض يؤمن بكتاب الله ثم يقول ان مفسر الاحلام عالم للغيب. ولكن الرؤيا اذا كانت من الله فهي رسالة غيبية . كما ذكرت انها عن طريق ملك من الملائكة ... فتكون للرائي عن امر ما سيحدث له او امر قد وقع.. وهذا ثابت في القران والسنة، حتى عند الملحدين. فمن اقوى الأسئلة التي تواجه بها الملحد هو سؤال (كيف ترى في منامك رؤيا ثم تتحقق، من اخبرك بها؟) ...
اذاً مفسر الأحلام كما ذكرنا هو فقط وسيط وعالم بالرموز فيجمعها ويضعها على شكل رسالة الى الرائي والرؤيا مصدرها من الله ان كانت تنبئ بالمستقبل فلا دخل لمفسر الأحلام بها ابدا .
هل نقلل من شأن مفسر الأحلام عند استعانته بكتب التفسير؟
العكس هو الصحيح ... هل رأيت عالما بدون مكتبة؟ او طبيبا بدون مراجع؟ او روحانيا متمكنا بدون مخطوطات؟ بل هذا دليل قوي على حرصه في الرجوع للكتب.. خصوصا اذا كان المرجع الأول هو القرآن الكريم فكيف يقلل من شأنه ... فقط اكتب اسم عالم في أي تخصص وابحث عن صوره وانا على يقين انك تجد صورته امام مكتبته ومجلداته ... في عالم تفسير الرؤى نحن نتحدث عن رؤيا مليئة بالرموز لشخص واحد في زمن معيّن واحداث معينة... فتكون هذه الرؤيا كأنها (بصمة الإنسان) تختلف كليا عن أي شخص اخر لاختلاف حال الرائي من أوجه كثيرة والمرجع هو القرآن والسنّة وغيرها كما ذكرت ... فلابد ان يكون لمفسر الاحلام مراجع يستند اليها ويستنبط منها وهذا عين الصواب .
هل يخطأ مفسر الأحلام؟
نعم حاله حال البشر، يخطئ ويصيب، ولكن أن تجد من يخطئ في عشر رؤى يعبرها ويصيب في واحدة، فهنا لا يجب ان يطلق عليه مفسر أحلام او تقول لفلان فسر حلمك لديه .
الوحيد في هذه الأمة الذي لا يخطئ في تعبير الرؤى هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل معبري الرؤى بعد النبي في هذه الأمة هو أبوبكر رضي الله عنه وقد أخطأ وثبت ذلك في الحديث الشريف عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم (أصبت بعضا وأخطأت بعضا), وهو التلميذ الأول والملازم للنبي صلى الله عليه وسلم اذا مفسر الأحلام حاله كحال العلماء وطلبة العلم يخطئ ويصيب ولكن بعد اجتهاد في التعبير.
هل تعبير الرؤيا واقعة لامحالة؟
كلا، فتعبير الرؤيا تتغير بتغير حال الرائي ودعاؤه، فمن رأى إنذارا من الله ثم تاب فبإذن الله لن تقع، ومن رأى بشرى سارة ولكن تبدل حاله وازداد بعدا من الله فربما تتأخر او تتبعها رؤيا أخرى تنقضها، ولا يسابق القدر إلا الدعاء. لذلك يستحب الدعاء دائما بعد الرؤيا فإن كانت رؤيا سارة فيشكر الله ويدعو بتعجيلها وان كانت رؤيا انذار فليبادر بالتوبة والاستغفار والخضوع وان كانت رؤيا تبشر وتنذر فتقول ربي اسألك خير ما رأيت وأعوذ بك من شر ما رأيت.
هل الامراض الروحانية تؤثر في تحقق الرؤيا؟
نعم، ولكن ليس على الفهم السائد ... فالرؤيا ان كانت حق وتم تعبيرها بالوجه الصحيح فهي واقعة بإذن الله ولكن يبتلي الله العبد بتأخر وقوعها، فلنضرب مثال ان شخص رأى رؤيا وعبرت بالزواج ولكن أصيب بالسحر وساءت اموره حتى وصل الى مرحلة اليأس ... وهذا الاختبار والابتلاء.
لأن رؤيا الحق من الله ... والسحر لن يتم إلا بإذن الله ... فهنا يتوجب على الرائي ان لا يسخط ولا ييأس وان يكثر من الدعاء والاستغفار كما ذكرت. فمتى سخط ويأس من رحمة الله وحاد عن الطريق ولم يجاهد نفسه بقدر استطاعته، فهنا قد تبدل حاله وقد تتبعها رؤيا تنقض الاولى. وهذا ينطبق على العين والحسد والمس وغيرها من الامراض.
وانا انصح احبتي بأن يقرأوا ويتأملوا قصة يوسف عليه السلام في سورة يوسف. وقد يقول احدكم ان يوسف عليه
السلام لم يصب بمرض روحاني، وانا أقول حسد اخوته عليه السلام وكثرة الابتلاءات التي عاشها منذ رؤيته للكواكب والشمس والقمر الى ان اصبح عزيز مصر مرورا ببيعه كالعبد وفتنة النساء والسجن وكل الابتلاءات ... لم تغيّر من حاله ابدا بل كان عليه السلام ثابتا فتحققت رؤياه. وقد يقول احدكم هذا نبي ونحن فقط أناس عاديين ...
وانا أرد بأن قولك هذا اول مراحل اليأس ومدخل من مداخل الشيطان حتى يبدل حالك، فإن كنت تعلم يقينا بأن رحمة الله واسعة وتأملت في سورة يوسف فتجد ان رحمة الله وسعت ملك مصر الكافر في رؤياه التي تحققت ونجّاه الله وشعبه من كارثة المجاعة بمشورة يوسف عليه السلام.
انا لست مفسر للأحلام، هل استطيع تفسير حلمي عن طريق قراءة الكتب؟
خطأ كبير ان تفسر حلمك عن طريق قراءة الكتب، لأنك ستقرأ ما تريد وما تحب، وتتغاضى عما تكره، وربما تجامل نفسك وتزيد وتنقص من الرؤيا الى ان تعتقد انك وصلت للتفسير الصحيح، والاغلبية يبحثون عن رمز واحد فقط من الرؤيا ويترك الباقي. مثل الذي يقول رأيت عقرب فيذهب الى الكتب ويتوه ثم يعبرها على انها عدو ويرتعب خوفا وتأتيه الأفكار "من هذا العدو"، فكأنه اخذ ايه من القرآن وترك الباقي مثل (ويل للمصلين).
الرؤيا رسالة كاملة ورموز مترابطة تفسر بعضها، ربما العقرب هو شيطان من الجن ولو أكملت الرؤيا فتجدها انه نصر على هذا العدو، لهذا يجب ان تعرضها على مفسر أحلام متمكن وإلا فأنت لم تعبّرها.
اذا كنت تقرأ الكتب لمجرد القراءة فقط او حب التعلم فهذا لا بأس فيه.
انا فسرت حلمي عند معبرين اثنين او اكثر... فأيهم الأصح؟
لو اكتشفت ان المعبّر الأول غير ملم بعلم تفسير الاحلام او ان تعبيره مخالف جدا للواقع مثل زميلي (اليتيم) في مثالي السابق فهنا لا بأس أن تذهب إلى معبر اخر وتعرض رؤياك عليه... ولكن ان تنتقل من معبر الى اخر لمجرد ان التفسير لم يعجبك او اردت التأكد فهذا خطأ كبير.
والأولى والأهم ان لا تبدأ بعرض رؤياك لأحد حتى تجد من هو ثقة وأهل لهذا العلم وان تكون صادق بمعنى الكلمة في ذكر الرؤيا كاملة وأحوالك ان كنت مقصر في دينك او ظلمت أحدا ... الخ. فأنت لم تبحث عن مفسر للرؤيا إلا لأنك تبحث عن الحقيقة، فيجب عليك ان تكون صادق حتى تصل لحقيقة الرؤيا والتفسير الأصح.
كأنك ذاهب الى طبيب وتبحث عن علاج ولكن تخفي عنه حقيقة مرضك واعراضك، فالعلاج سيكون عكسي عليك او على الأقل لن يأتي بنتيجة.
أجد بعض مفسري الأحلام يفسر رؤياي في كلمات معدودة، فهل هذا صحيح؟
كل معبر وله أسلوبه وطريقته في نقل الرسالة ونحن نلتمس العذر في الغالب خصوصا ان كانت الرسائل كثيرة جدا من أصحاب الرؤى والمعبّر واحد.
لكن للأسف هناك من يكتم العلم وكأنه خاص به ويخالف السنّة في التعبير.
فلو تأملنا في قصة يوسف وسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم فتجد الاتي:
ذكر الرمز ومعناه ثم ذكر التعبير كاملا ومعناه ثم النصيحة. فتجد نبي الله يوسف عليه السلام قد ذكر ان سبع بقرات هي سبع سنوات والسنبلات هي الزراعة ثم اتبعها بنصيحة (فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون).
ولو تأملنا في تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤى فتجده يذكر الرمز والمعنى (فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة، وأنَّ ديننا قد طاب) كلها من رؤيته صلى الله عليه وسلم في عقبة من رافع والتمرات من طاب. وهنا لا تحتاج النصيحة لأنها بشرى.. ولكنه صلى الله عليه وسلم قد نصح الرائي في بعض الرؤى كقوله (فليحمد الله عليها وليحدث بها) ...
عكس رؤيا ملك مصر التي كانت انذار التي تستوجب النصيحة. فالمسلم أولى بالنصيحة والمشورة. على الأقل ان ينصح
الرائي بالدعاء والاستغفار فيتم التعبير كما تعلمناه من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا يوسف عليه السلام.
رأيت رؤيا مرعبة فكيف احكم عليها ان كانت من الشيطان ام رؤيا حق؟
كلمة (مرعبة) تختلف من شخص لآخر... فتجد من يرى نفسه يقطّع ويضرب في منامه ثم يصحى ولا كأن شيء قد حدث بل تجده في احسن مزاج. وتجد من يرى انه يقبّل رجل فتجده يرتعد خوفا وكأن الشيطان قد اراه مالا يحب فيكتمها. فالحلم الذي يكون من الشيطان قد ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم عندما سأله الرائي (إني رأيت رأسي ضرب فرأيته يتدهده) واوصانا صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ منها وننفث عن يسارنا ثلاثا فلن تضرك ان شاء الله.
ويجوز ان تعرضها على مفسر الأحلام فقط ... مهما كانت الرؤيا وشناعتها حتى يبيّن لك ان كانت هي رؤيا حق ام حلم من الشيطان ويوجهك بناءا على التعبير. فأحيانا تجد المعبر يذكر لك "استعذ بالله منها ولا تخبر أحدا فهي من الشيطان". ولكن لا تكتمها عن المعبّر لمجرد حكمك عليها انها حلم من الشيطان. فهناك من يرى ان يجامع اقاربه او يرى انه بين اعدائه وهكذا ... فالواجب في كلا الحالتين ان تعرضها على مفسر الأحلام فالرموز ومعانيها تختلف جدا عن تصورك ... فمثلا جماع الأقارب في الغالب هو خير والتقبيل في الغالب أيضا هو خير...الخ
ماهي الحكمة ان تكون الرؤيا بالرموز؟
نعم هناك حكمة في أن يرى الرائي رموزا يجب تعبيرها، ولكن لا ننسى ان هناك أيضا رؤى واضحة تقع كما هي بالضبط.
منها رؤى النبي صلى الله عليه وسلم والانبياء والصحابة. كانت أحيانا تأتي كالرمز مثل رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (دار عقبة بن رافع وتمر من طاب) او رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام (الكواكب والشمس والقمر) او تكون رؤيا صريحة واضحة كرؤيا نبي الله إبراهيم عليه السلام بأن يذبح أبنه أو كرؤيا عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب في الاذان للصلاة ... فطبقها النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا ونحن نسمع الاذان.
ولكن نعود للسؤال، لماذا تأتي كالرموز؟ الله اعلم واحكم فلا ينبغي ان نتوغل في هذا الشأن كثيرا ويصبح شغلنا الشاغل... ولكن ما يظهر لنا من الحكمة أن الرؤيا هي رسالة للرائي او لغيره من الأقارب والمعارف وللمعبّر نفسه. فلو كانت الرؤيا واضحة للرائي (كفلق الصبح) ربما اهملها ولم يحدث بها ولم ينفع بها غيره ولم يستفيد من رأي ودعاء مفسر الاحلام، لأن طبائع الناس تختلف وكثرة الرؤى عند الناس يستوجب ان تكون في علم مفسّر الاحلام فيكون مرشدا وناصحا ومبشرا للرائي اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو فرضنا ان ملك مصر في قصة يوسف عليه السلام قد رأى ان السنوات القادمة في ملكه فيها مجاعة شديدة، لفزع وارتعب وربما اتخذ قرارا يضر ملكه وشعبه، ولكن اتى التعبير من نبينا يوسف عليه السلام بسلاسة وسهولة
وأضاف اليها النصح والإرشاد فأصبحت كالبشرى عند ملك مصر مما جعله يقرّب نبي الله يوسف عنده.
بعكس رؤيا نبي الله إبراهيم في ذبح ابنه فكانت رؤيا واضحة كفلق الصبح ومؤلمة جدا ان تذبح ابنك الوحيد، ولكنه عليه السلام ليس كباقي الناس، بل كان ثابتا وعلى يقين تام انها امر من الله يجب تنفيذه.
اذا نفهم من هذا ان طبائع البشر وتفكيرهم وتصرفاتهم تختلف من شخص لآخر فلابد من مرشد ومبشر وناصح للرائي وهو مفسر الأحلام. ولو قلنا مثلا ان الرؤيا بلا رموز لا تخص الرائي نفسه بل تخص احد من اهله فهنا ربما يقع الحسد ان كانت بشرى وربما تحدث المشاكل ان كانت نذير، فلن تجد افضل من مفسر الأحلام في التوجيه وضبط النفس لأن كما قلنا ان المرجع الأول لمفسر الأحلام هو القرآن ثم السنة، فإذا فهم مفسر الأحلام بأنها شر سيقول لك استعذ من شرّها وأن فهمها خير اعانك على تحقيقها.
والله ورسوله اعلم واحكم.
هل يستطيع مفسر الاحلام ان يميز الامراض الروحانية؟
نعم فهناك معطيات واضحة في الأحلام يستدل بها المعبّر ان سببها امراض روحانية، كالذي يتكرر عليه الاعتداء الجنسي اثناء النوم او يرى انه يقاتل اشكالا قبيحة او تتكرر عليه الافاعي والكلاب والقطط (السوداء)، او يكون الرائي يعلم بمرضه انه سحر ويتكرر في منامه مكان مثل القبر.
وقد وضعت في المنتدى مقطعا لمغامر في البيوت المهجورة، وقد ذهب الى احد هذه الأماكن ثم رجع ورأى رؤيا انه في صحراء والماء قد جف، فعبرها له احد المفسرين وطلب منه العودة الى المكان وطلب منه البحث في المكيف الصحراوي، وفعلا ما لبث الا ووجد السحر في المكيف.
وقد ذكرت أيضا في الرموز الحديثة ان من تكرر عنده رؤى عين الفرن المشتعل فقد تعبّر بالإصابة بالعين والهندي ذو الملابس الغريبة والشكل القبيح يعّبر بالساحر.
فعلى من يجد هذه الأنواع من الرؤى تتكرر عنده لابد ان يعرضها على مفسر الأحلام وان يعرض نفسه على راقي روحاني.
هل يرى الانسان الصالح رؤيا انذار او مصيبة قد تقع؟
نعم فهذا ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى للصالح، فمن هو اشرف واخير وافضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قد رأى في منامه وقد فزع صلى الله عليه وسلم وقال (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا) وقد رأى رؤيا مقتل أصحابه في معركة أحد.
فهنا يتبين قوة وصبر المؤمن الصالح بأن مثل هذه الرؤى لا تجعله يسخط او يزيغ او يضعف. فالدعاء والصدقة هما اقوى سلاح بإذن الله.
هل تصح رؤيا الطفل؟
اذا كان يحسن التعبير ولا يتوه في كلماته وتجد انه فعلا يقص رؤياه بدون تردد او تلكأ او إضافات فهنا تصح رؤياه وننصح بتعبيرها .
كيف اميّز الرؤيا الحق عن غيرها؟
الرؤيا الحق من الله تعالى، لا يمكن ان يعبث بها شيطان ولا يمكن للرائي ان يصرفها ويتغاضى عنها ... فتجدها واضحة جدا لا تنسى احداثها بعد النوم، وتبقى راسخة في ذهنك، وان اهملتها تكررت عليك بنفس الاحداث او بشكل اخر، ويكون تسلسل الرؤيا منطقي جدا بعكس اضغاث الاحلام، ومن اهمل تعبيرها فهي واقعه بإذن الله ويلهم الله الرائي بأن ما وقع هو تعبير رؤياك.
وقد وقعت لي انا شخصيا ان تكررت علي رؤيا اجد نفسي فيها داخل البحر انظر للاتجاهات الأربع ولا اجد الا بحر. فوقعت سبحان الله بأن جعل الله مصدر رزقي داخل البحر، وهكذا وقعت للأخت رهف أيضا.
أعزائي، هذا الموضوع قابل للنقاش والمداخلة والاضافة، فلست بعالم انا فقط باحث محب لتعبير الرؤى وابحث عن أي فائدة تنفعني وانفع بها كل مسلم ان شاء الله، فلا تترددوا في أي إضافة او استفسار بارك الله فيكم .
وهنا بعض الأسئلة التي تمت الإجابة عنها مسبقا للفائدة
- تعبير الرؤى في منتدى اسرار للعلوم الروحانية .
- أهمية معرفة حالة الرائي الروحانية .
- أهمية ذكر الأسماء في الرؤيا .
رؤيا الأخت رهف المشاعر والفائدة منها.
- تأثير الامراض الروحانية والاعراض الجسدية في الاحلام ..
- رموز الاشياء الحديثة في المنام .
- خطورة الكذب في الرؤى وما يترتب عليه من ضرر .
ارجو تثبيت الموضوع جزاكم الله خير
هذا المقال خاص بموقع اسرار فمن الأمانة ان يذكر اسم الموقع عند النقل، وأنتم ان شاء الله اهل الأمانة .
بارك الله فيكم