السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت ان انقل لكم قصة الرجل المبشر بمعية النبي صلى الله عليه واله وسلم في الجنة عن طريق رؤيا في منام امام وخطيب المسجد.
والقصة موجودة في اليوتيوب اذكر تفاصيلها لكن حاولت البحث عنها ولم اجدها ... فقلت اكتبها وهي قصة جدا رائعة وفيها رسائل
كثيرة لنا كمسلمين. يروي احد الشيوخ عن قصة إمام وخطيب مسجد في الشام ... ويبدو انها قديمة ... انه قد رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم في المنام يقول له:
يا فلان اذهب الى جارك فلان وبشره بأنه رفيقي في الجنة. يقول امام المسجد انه فرح برؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تأثر بأن
البشارة لغيره. فجاره فلان مجرد صاحب بقالة وانا امام وخطيب واحفظ من القران والتجويد والحديث.
فعلا ذهب الإمام الى هذا الجار وقال له رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واوصاني اني ابشرك. ولكن استحلفك بالله قبل ان أقول البشارة،
ان تخبرني بالسر الذي بينك وبين ربك لدرجة ان رسول الله يذكرك بالاسم ويوصيني ان ابشرك. ولكن فلان البقال رفض في البداية ومازال
عليه الامام يلح ويلح حتى اعترف هذا الرجال (البقال):
يقول تزوجت من امرأة وتفاجأت في الشهر الخامس من زواجنا
انها حامل في الشهر التاسع، فقلت في نفسي انا استطيع ان اطلقها وافضحها والشرع معي والقانون معي والاهل معي ولا احد ينكر هذا
ولكني فضّلت ان استر عليها واجعل من ستري لها سبب في هدايتها بإذن الله
وفعلا قد احضر (الولّادة) وانجبت المولود
فأخذت المولود بعد اذان صلاة الفجر ووضعته في احدى زوايا المسجد بخفية وقبل الإقامة
فلما انتهت الصلاة سمعوا صياح المولود واجتمعوا حوله ... فسألت المجتمعين ماذا يحدث
قالوا هذا طفل لقيط يبكي ... قال لهم اتركوه انا اتكفل به
اخذه المولود وذهب.. لاحظوا أعزائي ماذا فعل هذا الرجل:
ستر على امرأة – ارجع المولود لأمه – كفله كفالة اليتيم (لوجه الله)
ولو كان لغير وجه الله لما قام بهذا العمل كله وستره الا انه مخلص وصادق
وفوق هذا كله توفيق الله له
فلما سمع الامام هذه القصة من هذا الرجل بكى وقال له البشارة
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي اذهب الى فلان وبشره بمعيتي في الجنة
ماذا نتعلم من هذه القصة:
تجد أناس كثيرو الطاعة والعبادة بكل أنواعها يحيا ويموت ولم يبشر من رسول الله في المنام وتجد رجل قام بعمل واحد رفع الله قدره اعلى الجنان
وكأن الله سبحانه يخبر الامام ان الدرجة بالجنة اعمالها يسيره لم ينتبه لها الامام نفسه لهذا أصبحت البشارة عن طريق الامام حتى يتفطن
الله غني عن كثرة ركوعنا وسجودنا فلا ينقص من قدره وملكه ولن يزيد بها شيء
ولكنه جل جلاله (الرحمن) يحب من يسعى في الناس ويستر على ذنوبهم ويحب العمل بالسر الذي هو مفتاح الإخلاص لله،
فتجد الرجل الفقير يخبئ وجهه (يتلثم) ويتصدق بمبلغ كبير بخفية لمحتاج شديد الحاجة ثم ينسى هذا العمل لأن اودعه عند الله الذي لا ينسى
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا)
يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم ((أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً،
ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته
حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل))
((الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهدين في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل))
شكرا لكم أعزائي