بسم الله الرحمن الرحيم
كان هود عليه السلام زراعا وكان يسقي الزرع ، فجاء قوم الى بابه يريدونه ، فخرجت عليهم امرأته شمطاء عوراء.
فقالت من انتم ؟ فقالوا : نحن من بلاد كذا وكذا ، اجدبت بلادنا فجئنا الى هود نسأله ان يدعو الله لنا حتى تمطر وتخصب بلادنا.
فقالت : لو استجيب لهود لدعا لنفسه ، فقد احترق زرعه لقلة الماء ، قالوا : فأين هو ؟ قالت : هو في موضع كذا وكذا.
فجاؤوا اليه فقالوا : يا نبي الله قد اجدبت بلادنا ولم تمطر فأسأل الله ان تخصب بلادنا وتمطر ، فتهيا للصلاة وصلى ودعا لهم فقال لهم : ارجعوا فقد امطرتم فاخضبت بلادكم.
فقالوا : يا نبي الله انا رأينا عجبا ، قال : وما رايتم ؟
قالوا : رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء ، قالت لنا : من انتم ؟ ومن تريدون ؟ قلنا : جئنا الى نبي الله هود ليدعو الله لنا فنمطر ، فقالت :
لو كان داعيا لدعا لنفسه فان زرعه قد احترق.
فقال هود : ذاك ، وانا ادعو الله لها بطول البقاء.
فقالوا : كيف ذلك ؟ قال : لانه ما خلق الله مؤمنا الا وله عدو يؤذيه ، وهي عدوتي.
فلئن يكون عدوي فمن املكه ، خير من ان يكون عدوي ممن يملكني.