بسم الله الرحمن الرحيم
واعملوا واستيقنوا ان تقوى الله هي الحكمة الكبرى ، والنعمة العظمى ، والسبب الداعي الى الخير ، والفاتح لابواب الخير والفهم والعقل.
لان الله لما احب عباده وهب لهم العقل ، واختص انبيائه واوليائه بروح القدس ، فكشفوا لهم عن سراير الديانة ، وحقائق الحكمة ، لينتهوا عن الضلال ، ويتبعوا الرشاد ، ليتعظ في نفوسهم.
ان الله اعظم من ان تحيط به الافكار ، او تدركه الابصار ، او تحصله الاوهام ، او تحده الاحوال ، وانه المحيط بكل شيء ، والمدبر له كما يشاء ، ولا يتعقب افعاله ، ولا يدرك غاياته ، ولا يقع عليه تحديد ، ولا تحصيل ، ولا مسار ، ولا اعتبار ، ولا نطق ، ولا تفسير ، ولا ينتهي استطاعة المخلوقين الى معرفة ذاته ولا علم كنهه.