بسم الله الرحمن الرحيم
اهمية المصالحة بين متخاصمين
القرآن الكريم ورد فيه آيآت ُ كثيرة تحثّ على الصلح بين المتخاصمين المسلمين , وهذا الموضوع يوضح أهمية المبدأ العظيم وهو
" الصلح "
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون }
توضح الآية الكريمة التي وردت في سورة الحجرات , أهمية الصلّح بين المتخاصمين , ففي الأصل الإسلام وضّح أن العلاقة بين المؤمنين هي علاقة أخوة وتراحم ليس التنازع والخصام والمشاكل !
وتوضح أيضا ً أن الصلح بين الأخوة هو مبدأ عظيم واجب على كل مسلم ٌ , وأن على المسلم أن يصلح بين الأخوة بأي طريقة حتى لو وصلت للكذب , لا إنشاء المشاكل والتحيز لأي طائفة أو إنسان , فالإنسان المسلم عليه أن يحكم بالحق والعدل والعقل أيضا ً , ولا يظلم أو يميل إلا أي أحد مهما كان هذا الشخص حتى لو كان أخوه !
قال تعالى أيضا ً في سورة الحجرات
{ وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين }
تبين الآية الكريمة أنه إذا تقاتلت فئتان من المسلمين , وطغت إحدى الفائت على الفئة الأخرى بالظلم والطغيان , فعلى المسلمون مقاتلة الفئة الظالمة حتى يرجعوا إلى أمر الله وشرعه ويقبلوا بأمره , وفي تلك اللحظة يقوم المؤمنين بالصلح بينهم بالعدل , وتبين الآية الكريمة أن الله يحب العادلين والمصلحين بين المتخاصمين , فإن هذه لأرفع الصفات التي تقرب المؤمن إلى الله تعالى . والتي تصدر ُ عن قلوب أحبت إنتشار الخير بين المؤمنين .
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟) قالوا : بلى ، قال : ( صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) . رواه الترمذي
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
نفهم من كلام الحديث الشريف أن الصلح بين المتخاصمين أفضل من الصيام والصلاة ٍ والصدقة ! فإن في ذلك خير ٌ وبركات ٌ كثيرة من الله سبحانه وتعالى .
هل يجوز الحلف كذبا ً لأجل الصلح بين متخاصمين ؟
قالت كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيراً . قالت : ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث : الإصلاح بين الناس ، والحرب ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها ) رواه مسلم في الصحيح .
الواضح من الحديث أن الكذب حلفا ً بهدف الصلح يجوز لكن كما يقولون جميع المفتيين أنه لا يجوز الإكثار من الحلف لأن الإنسان من الممكن أن يقع في الخطأ حتى لو كان صادقا ً