قوله تعالى ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) الكهف 46
وقوله تعالى ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ) مريم 76
ما هي الباقيات الصالحات ؟
اختلف العلماء في معناها وماهي ... ومنهم الكثير من استدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأقرب
قال صلى الله عليه واله وسلم
- استكثروا من الباقيات الصالحات : التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله
- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن الباقيات الصالحات
- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من الباقيات الصالحات
فهي كلمات قليلة ولكن عظيمة في الأجر و مدّخرة عند الله لمن قالها
قال صلى الله عليه واله وسلم : لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
فذكرها أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ومافيها من زينة وملك وشهوات وملذات وكل شء ... وهذا تفسير قول الله تعالى في الايات المذكورة اعلاه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمدلله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر
فهن الزاد ليوم المعاد وهن الباقيات الصالحات
وهذا استدلال عظيم أن احب الكلام إلى الله جل وعلى هو ذكرها
وهي وصية إبراهيم عليه السلام لأمةَ محمد صلى الله عليه وسلم عندما التقى به الرسول في المعراج فقال ابراهيم عليه السلام :
يا مُحَمَّدُ ! أَقْرِئْ أمتَك مِنِّي السلامَ، وأَخْبِرْهم أن الجنةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الماءِ، وأنها قِيعانٌ، وأن غِرَاسَها : سبحان اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ".
فأجرها عظيم جدا وهي تختصر الذكر الكثير والطويل اذا كنت من المشغولين بأمور الدنيا واتباع الرزق او العمل الخيري او قضاء الحوائج الدنيوية
كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لزوجته أم المؤمنين جويرية عندما خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهى في مسجدها ثم رجع بعد ان اضحى وهى جالسة فقال ما زلت على الحال التى فارقتك عليها قالت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
فيامن اشغلته الحياة وكثرت اعماله الدنيوية ولم يستطع ان ينال حظه من عمل النوافل والخيرات او قيام الليل والصوم والصدقة
فأبشر بكلمات يحبّها الله ورسوله اجرها عظيم جدا وهن الباقيات الصالحات فلاتفوتها
سبحان الله وبحمده :
أحب الكلام إلى الله تعالى والاكثار من قولها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله وهو مااصطفى لملائكته في الذكر وهي غرس الجنّة وهي صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ ومن قالها 100 مرة تكتب له ألف حسنة او تحط عنه الف سيئة وغفر الله له لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر ومن قالها حين يصبح وحين يُمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته:
عن جويرية رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج من عندها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها) قالت نعم. قال صلى الله عليه وسلم - (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن
سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولاحول ولاقوة إلا بالله عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته:
أفضل من ذكرك الليل والنهار ودأبت الليل والنهار لم تبلغه
الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد لله عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله ملء ما في خلقه والحمد لله ملء سمواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء وتسبح مثل ذلك، وتكبر مثل ذلك :
إذا قلته ثم دأبت الليل والنهار لم تبلغه
سبحانَ اللهِ، والحمد للهِ، ولا إله إلا الله، والله أكبرُ :
أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ وأَحَبُّ إلى رسول الله مما طَلَعتْ عليهِ الشمسُ لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدأْتَ و تُغْرَس لَكَ بِكُلِّ واحدَةٍ شَجَرَةٌ في الجنَّةِ - فمن قال: (سبحانَ الله)؛ كُتبتْ له عِشرونَ حسنةً، وحُطَّتْ عنهِ عشرون سيئةً، ومن قال: (الله أكبرَ)؛ فمثلٍ ذلكَ، ومَنْ قال: (لا إله إلا الله)؛ فمثل ذلكَ - بِكُلِّ تسبيحةٍ صدقةً، وكلِّ تكبيرةٍ صدقةً، وكلِّ تحميدةٍ صدقةً - بَخٍ بَخٍ لخمْسٍ ما أثْقلَهنَّ في الميزانِ - فإنَّهُنَّ يأْتينَ يومَ القيامة مُجنباتٍ ومُعقِّباتٍ، وهُنَّ الباقياتُ الصالحاتُ وهُنُّ مِنَ القرآن - ينعطِفنَ حوْلَ العرْشِ، لهُنَّ دوِيٌّ كدويِّ النَّحْلِ، تُذَكَّر بصاحِبِها - ينفضنَ الخطايا كما تنفضُ الشجرةُ ورقها ومن قالها 100 مرة مئةَ تَسبيحةٍ تعدِلُ مئة رقبةٍ مِنْ وَلَدِ إِسماعيل، ومئةَ تَحميدةٍ تَعْدِلُ مئةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمةٍ تحمل عَلَيْها في سبيل اللهِ، ومئةَ تكبِيرةٍ تَعِدلُ مئةَ بَدَنَةٍ مُقلَّدةٍ مُتَقَبَّلةٍ، ومئةَ تَهليلةٍ تَمْلأُ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ لا تَذَرُ ذَنباً، ولا يَسبِقُها عَمَلٌ، وَلا يُرفع يَومئَذٍ لأحدٍ عَمَلٌ إلا أن يأْتي بِمِثلِه
سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولاحولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ :
الباقياتُ الصَّالحاتُ وهنَّ يحطُطْن الخطايا كما تحطُّ الشَّجرةُ ورقَها وهي من كنوزِ الجنَّةِ
سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ:
كَلمتانِ خَفيفَتانِ على اللسانِ، ثَقيلتانِ في الميزانِ، حَبيبتانِ إلى الرَّحمنِ
سبحان من جعل كسب الحسنات وذهاب السيئات أسهل ممّا نتصور
( فاستبقوا الخيرات )
