ابطال السحر الاسود و تسخيرات الكواكب السبعة المبحث الأول حول ابطال السحر, ونقصد سحر الكوكاب سنتحدث عن تسخيرات الكواكب وطريقة تسخر كوكب لفك السحر .
ونبدا
بالموضوع جول تسخير القمر فاعلم أن تسخير القمر زيادة على ما تقرر من الشروط العامة خمسة عشر شرطا مهما, وسنتحدث عن الشروط كاملة بعون الله فهذا المقال سيشمل الكثير من الفوائد الروحانية حول السحر والكواكب .
الأول اختيار الطالع في الابتداء في اي عمل فيه ابطال السحر او فك السحر او علاج السحر الاسود فالاوقات لها مفعول قوي في نجاح المجربة الروحانية أي ابتداء الشروع في تحصيل الأمور التي يتوقف عليها التسخير كالانتقال إلى البلاد الصالحة .
تسخير القمر وتحصيل الماء و أكل والملبس وجمع الدخن وغيرها من الأمور الآتية وهذا الشرط هو أعظم الشروط بل هو الركن والعمدة ولكن يندرج تحته تسعة عشر أمراً الأول أن يكون ساعة الزهرة .
والثاني أن يكون البرج الطالع في ذلك الوقت من البروج المستقيمة الطلوع والثالث أن يكون المريخ قوياً في ذلك الوقت لانه فعال في فك السحر بكل انواعه ولا تتم قوته إلا بستة شروط :
أحدها أن يكون في وتد من الأوتاد الأربعة لكن يستثنى ما إذا رب الرابع كوكباً راجعاً فإنه في ذلك الوقت يجوز أن المريخ في حادي عشر الطالع مع أنه ليس من الأوتاد كما سيأتي قريباً في الأمر الثاني فافهمه و ثانيها أن يكون خالياً من نظر عطارد و ثالثها أن يكون خالياً من تربيع الشمس .
و رابعها أن يكون خالياً من مقابلة الشمس أيضا لانه لايمكن علاج السحر بهذا الوقت وهذا مهم و خامسها أن يكون خالياً من نظر زحل مطلقاً و سادسها أن تجعله ناظراً إلى المشتري تثليثاً أو تسديداً فإذا اجتمعت هذه الشروط في المريخ ثبت أنه قوي مقبول .
الرابع أن يكون الطالع المذكور بعد كونه من البروج المستقيمة سعيداً إما بسبب نظر المشتري إليه والزهرة تثليثاً وتسديساً .
الخامس أن يكون شابع طالع من البروح المستقيمة وهو وتد المغرب خالياً من نظر النحوس وهو وقت سعيد لفك السحر .
السادس أن يكون رب السابع من الكواكب قوياً بأن يكون في اكثر حظوظه وهو افضل توقيت في ابطال السحر .
السابع أن يكون رب البرج الرابع من الكواكب قوياً أيضاً بأن يكون في أكثر حظوظه مناسب في علاج السحر الاسود .
الثامن أن لا يكون رب الرابع من الكواكب راجعاً وإن اتفق إن كان رب الرابع راجعاً فيشترط في دفع ضرره أمران :
أحدهما أن لا ينظر إلى الطالع ورابعه وعاشره إلا المريخ فقط لانه في تداخله لايمكن عمل ابطال السحر .
وثانيهما أن تجعل المريخ في عاشر الطالع إن كان أعني المريخ في بيته أو في شرفه وإن لم يكن في أحدهما فاجعل المريخ
في حادي عشرة ومع وجود هذين الأمرين لا يضر كون رب الطالع راجعا وهنا وقت سعيد في فك السحر اللعين .
التاسع أن يكون المشتري والزهرة معاً إما في الطالع أو في رابع الطالع أو سابعه .
العاشر لا بد مع ذلك أن يكونا أعني المشتري والزهرة قويين مقبولين بأن يكونا في أكثر حظوظهما .
الحادي عشر إياك أن يكون بين المريخ وعطارد نظراً مقبولاً أو غير مقبول لانه هنا لاينفع فك السحر او ابطال السحر وعلاج السحر .
الثاني عشر أن يكون القمر ساقطاً عن الأوتاد منحوساً أي خالياً عن جميع السعادات موصوفاً بأوصاف النحوسة فلذلك يجب عليك أن تحترز من كون القمر في برج السرطان لأنه بيته أو برج الثور لأنه شرفه بل ينبغي أن يكون ذاهباً إلى الشمس بالمقارنة .
ويكون بينه وبين الشمس اثنا عشر دقيقة ويكون محصوراً بين النحسين أو يكون بينه وبين الذنب أقل من اثني عشر درجة قلت : وقد علمت أن هذا كله مبني على رأي أبي معشر .
الثالث عشر أن تجعل الشمس إما في التاسع أو في الحادي عشر إذا لم يكن المريخ في الحادي عشر الرابع عشر تجعل زحل السادس .
أو الثاني عشر والسادس عشر أولاً كيلا يكون مكان فرحه الخامس عشر اجعل عطارد في ثاني طالع السادس عشر أن لا تكون الدرجة الطالعة مظلمة السابع عشر أن لا يكون في درجة الطالع كوكباً من الكواكب الثابتة التي على مزاج النحوس .
الثامن عشر أن لا تكون الدرجة مؤنثة التاسع عشر أن يكون الاختيار في وقت كون الشمس في برج الحوت مطلقاً أو في برج الحمل بشرط أن يكون المريخ وقت التحويل فهذه تسعة عشر أمراً مندرجة تحت الشرط الأول وهو اختيار طالع الابتداء .
ثم هذا الشرط الأول
يعتبر مرتين مرة عند الشروع في تحصيل آلات التسفير ومرة ثانية عند الوقوف الأول إلى القمر الذي هو أول الشروع في التسخير وأما بقية الشروط الآتية غير الثالث فإن اعتبارها مستمر إلى تمام التسخير وأما الثالث فإنه يعتبر مرة واحدة فقط إلا إذا دار الحول كما ستعلمه في تتمة الحديث حول ابطال السحر وفك السحر وسحر الكواكب .
الشرط الثاني ؟
يجب على من أراد تسخير القمر أن يجمع كل ما يتعلق بالقمر وينسب إليه من المساكن والأماكن والمأكولات والمشروبات والثياب, والأشكال وكل ما ينسب إلى القمر وقد تقدم تفصيل ذلك ومن جملة ما يندرج في هذا الشرط الثاني أن يلبس الثوب الأبيض في الابتداء, والأحمر في الانتهاء كما قاله أبو معشر وهذا في مجمل حديثه حول سحر الكواكب وفك السحر اللعين وعلاج المس العاشق .
الشرط الثالث ؟
بعد اجتماع جميع الأشياء المذكورة بصوم سبعة أيام مع قربانها وبخورها وهي المتقدمة في الشرط الخامس من العامة المقيدة وبعدها يحبس أياماً قليلة ثم يصوم ثلاثة أيام وتكون متصلة بابتداء التسخير فك السحر وابطال السحر الاسود وعلاج المس .
الشرط الرابع ؟
من حين يشرع في سيام الأيام السبعة يتلبس بجميع الأمور المنسوبة إلى القمر ويقل غذائه بالتدريج بحيث يظهر به الصفا ولا يفسد به المزاج ويكون أكثر غذائه من لحوم الطير وغيرهما مما هو منسوب إلى القمر يأكل منه ويتصدق منه بقدر ما يمكنه .
الشرط الخامس ؟
من الواجب أن لا ينظر إلى ميت ولا مقتول ولا يقتل حيواناً البتة سواء كان مؤذياً أم لا والحاصل أنه يحترز من الأذى لجميع الأشياء من النبات والحيوان بقدر الوسع لانه هنا يتوقف عمل فك السحر الاسود والسحر السفلي .
الشرط السادس ؟
ملازمة النظافة التامة ويحترز من أن يصل إليه أو إلى أعضائه شيء من النجاسات وإن قل لان النجاسة اساس الاعمال السفلية .
الشرط السابع ؟
حفظ عينيه اليسرى من أن ينظر بها الأشياء القبيحة وخاصة اعمال السحر الاسود .
الشرط الثامن ؟
يحلق رأسه في كل ثلاثة أيام .
الشرط التاسع ؟
يكثر فكره في العلوم العلوية .
الشرط العاشر ؟
يكثر مجاملة الملوك إن أمكنه وإلا فمع الأشراف والعلماء .
الشرط الحادي عشر ؟
يجب أن يكون مسكنه في الأراضي المزروعة والمياه الجارية .
الشرط الثاني عشر ؟
البخور وهو الكافور والعنبر الممزوجين وهذا البخور إنما هو لوقوف التسخير والمطلوب عند القربان إذ ذاك قد تقدم ذكره في الشرط
الثالث فلا يشتبه عليك أمرهما .
الشرط الثالث عشر ؟
تكثر مراعاة الأمور السابقة في الليل وإن كان يجب عليه مراعاتها في النهار أيضاً وخاصة في علاج السحر الاسود .
الشرط الرابع عشر ؟
وهو من شروط الكمال أن يعلق في رقبته حمائل منقوشة بنقوش بيض وحمر والأولى أن تكون هذه الحمائل من جنس معدن القمر من فضة .
الشرط الخامس عشر ؟
وهو من شروط الكمال أيضاً أن يكون معه شيء من أسماء الله تعالى الحسنى لوفق أو غيره وخاصة في فك السحر وابطال السحر .
فهذه خمسة عشر شرطاً إذا اتفق لك فتقف مقابلة القمر ساعة زمانيه ولا تتكلم بشيء مع مراعاة أدبين :
أحدهما أن لا ترفع رأسك بل تقف منحرفاً إلى الجانب الأيسر .
ثانيهما أن لا تنظر إليه بعينك اليمنى بل تنظر إليه بالعين اليسرى ثلاث مرات وتقول في المرة الثالثة :
أيها النير الأعظم يا منير العالم منك كل الأشجار نامية ومنك الثمار مصبوغة أنت السعد الأكبر والكوكب الأزهر منك نور الأرض وضوء السماء منك سعادة المسعودين ودفع البلاء تحل ما تعقده النحوس .
وتدفع الشر عن المنحوس ولا ينقص عن سعادتك شأن بل يزيد في جمالك ما ضرك كسوفك ولا يضرك حضيضك ولا الإتصال بالجوزاء هزات ولا حدود المريخ وزحل ولا اثني عشريتهما ولا بطئ سيرك ولا انحدارك في الجنوب والشمال فالوبال لك بيت والهبوط لك شرف أنت ملك والسيارات لك جيش أنت أمير الثوابت لك خيل بالله الذي خلقك وخلقني .
وأعزك وأذلني إني محبك ومحب محبيك وخادمك وخادم خدمك أحلفك بخالقك أن تقبلني لخدمتك ومحبتك فإني مهموم بفقدك مشغوف من وجدك غذائي ولباسي ونظري ومقامي وتسبيحي وبخوري موافق لك وشواهد على صدق محبتك .
تكرر هذه الألفاظ ثلاث مرات ثم تترك وتنظر موضعاً يكون ضعيفاً فيه فتقوم فتشافهه بهذه الكلمات أيضاً على الصفة المشروحة وهكذا تفعل إلى تمام الشهر الأول تتبع مواضع ضعفه وتشافهه بالكلمات مع مراعاة غير الأول والثالث مع الخمسة عشر شرطاً .
وثم إذا دخل الشهر الثاني تخدمه أيضاً بمثل هذه الخدمة بمراعاة الثلاثة عشر المذكورة مع زيادة شرط آخر وهو أن ترصده في أماكن توسط أحواله في غاية النحوسة كالابتداء ولا في غاية السعادة كما في الشهر الثالث وما بعده فتلازم الخدمة بهذه الشروط الأربعة عشر .
حتى إذا دخل الشهر الثالث تخدمه على العادة المستمرة غير أنك تطلبه في مواضع عزه وقوته كوقت شرفه أو حين حلوله في بيته أو في حدود الزهرة .
لأن حدود الزهرة بالنسبة إليه كموضع شرفه في القوة بل أقوى من موضع شرفه ثم لا تزال قائماً بهذه الوظيفة على الأسلوب الذي سلكته من ابتداء الشهر الثالث إلى الشهر الثاني عشر الذي هو آخر السنة من ابتداء العمل .
حتى تظهر لك نتيجة العمل بعد تمام الشهر الثالث وتلك النتيجة هي شدة محبته للقمر وولهه به وتزداد تلك المحبة بازدياد تمكن التسخير في الشهر الرابع والخامس والسادس .
حتى يصير كالعاشق على القمر بحيث لو لم يره ساعة جزع وبكى وتحصل له في تلك الأزمان زيادة كثيرة في صحة الجسم واعتدال المزاج ويسمع أيضاً الأخبار السارة الكثير النافعة, وفي الشهر السابع يزداد طول ظله في حسه ويكون ظله أطول قدراً مما كان قبل ذلك وفي الشهر الثامن يزداد طوله زيادة فاحشة بحيث يصل مقدار ظله إلى ألف ذراع فيدل هذا على زيادة قبول القمر له .
وتوجهه إليه ومحبته له وفي الشهر التاسع والعاشر يزداد ضوء القمر عنده ويراه أضوأ من الشمس حتى لا يمكنه أن ينظر إليه قال أبو معشر وإياك أن تنظر إلى القمر في الشهر التاسع والعاشر في كل ليلة أكثر من مرة واحدة وإن كان يشق عليك الاصطبار بدونه لأن كثرة النظر إليه تورث العمى لا محالة وعلينا الانتباه لتسخير الكواكب في فك السحر الاسود وابطال السحر .
ثم في الشهر الحادي عشر يظهر لك في كل ليلة في منامك الفلك ما فيه من الشمس والقمر من الكواكب وتعرض عليك الأمور المغيبات الآتية .
وفي الشهر الثاني عشر يطيب قلبك وتسهل عليك الأمور المتعسرة وتعمل إليك الخلع والهدايا من الملوك والأمراء ولو كنت لست أهلاً لتلك الخلع والهدايا وتسمع كل الأخبار المستقبلة الصحيحة بين النوم واليقظة وكل حديث يدور في فكرك .
فإنه صحيح فإذا حدثت به فلا يتخلف حديثك أبداً بل يكون كما أخبرت به من جميع الحوادث والوقائع الكائنة في ذلك اليوم كل البلاد قريبة كانت أو بعيدة من غير تفاوت بين الحادثة وبين ما أخبرت به ولا شك ان فك السحر وابطال السحر الاسود من اهم الامور الواجب تقيد الوقت بها .
فإذا تمت السنة الشمسية من ابتداء خدمتك مع ظهور هذه العلامات كلها فقد حصل لك العلم اليقين بانك قد سخرت القمر وحصلت مقصودك منه وجاز لك أن تسأل كل شيء وكل حاجة مما هو منسوب إليه سواء كان جلب خير أو دفع ضير وعلى الفرض لو مرت عليك الإثنا عشر شهراً كلها ولم يحصل لك العلم اليقيني بحصول التسخير بسبب ظهور العلامات السابعة بتمامها وإن لم تظهر لك بعد تكرر السنين .
فاعلم أنه ليس لك نصيب في هذا العلم فاتركه إذا واشتغل بغيره مما يعود إليك نقمة من أمور دنياك و معادك حتى لا يفوتك هذا العلم وغيره فتعظم الحسرة فافهم ترشد وهذا مانركز عليه في فك السحر الاسود وابطال السحر النجس .
ثم بعد ظهور العلامات المذكورة وبعد مضي الشهر الثاني عشراً عني من ابتداء العمل إذا أردت حصول مقصودك من القمر فلا بد من مراعاة شروط آخر غير الخمسة عشر السابقة ولكن تلك الشروط تختلف باختلاف المطلوب لأنه إما أن يكون جلب خيراً أو دفع ضير أو إيصال ضرر إلى الغير أو هلاك عدو أو البركة في عمر لك أو لغيرك فهذه أربعة أنواع .
(الأول) جلب الخير إليك أو إلى غيرك مثل حصول المحصول المقصود والتمني من السعادة والحظ في الأمور كلها ومثل حصول الاتصال بالملوك أو الأشراف أو حصول الأملاك والأراضي أو دفع شرور الكذابين والنمامين ودفع الجبن وغير ذلك من المنافع والمضرات فإذا أراد أحد أمراً من هذه الأمور أو كلها فيشترط في حقه سبعة شروط .
(أحدها) أن ترصد الوقت الذي يكون فيه القمر في غاية قوته وسعادته على أقصى ما يمكن من الوجوه الممكنة .
(ثانيها ) أن لا يكون القمر متصلاً بكوكب هابط أو زائل عن الوتد أو محترق .
(ثالثها ) أن يكون على حد الزهرة .
(رابعها) أن يكون ما تقدم ناظراً بالتثليث أو التسديس إلى أحد الكواكب الأربعة التي هي المشتري والزهرة والمريخ وزحل متفاوتة على حسب ترتيبها في الذكر لا في الأفلاك الأول فالأول : أي فهما أمكن أن يكون متصلاً بالمشتري فلا يصح العدول إلى الزهرة .
ولذلك إذا أمكن الإتصال بالزهرة فلا يعدل إلى المريخ وعلى هذا القياس ثم إن كان الاتصال بالمشتري أو الزهرة فلا يشترط فيهما شيء غير السعادة وأما المريخ فشرطه أن يكون في برج الجدي لا غير وزحل يشترط كونه إما في الجدي وهو أولى أو في الدلو .
(خامسها) أن لا يكون القمر متصلاً بعطارد مطلقاً لأن الاتصالبه يبل هذا العمل .
(سادسها) يجب ألا يكون عطارد راجعاً ولا محترقاً ليكون قوي الحال.
(سابعها) وهو من شروط الكمال ليس المخصوص من كل كوكب من الكواكب الأربعة عشر التي شرطنا اتصال القمر بأحدها إلى اللبس الذي يكون في الجانب الداعي الموالي لها ولذلك يختلف ذلك اللباس باختلاف الكوكب المتصل به فإن كان الاتصال بالمشتري .
فإنه يلبس ثوباً مائلاً إلى الحمرة معلماً بالذهب الخالص الغير مغشوش ويكون مع ذلك في يده الموالية للمشتري سوار وخواتيم من ذهب خالص .
ثم تأخذ بتلك اليد مسبحة وتضم معه شيئاً من أسماء الله الحسنى وإن كان الاتصال بالزهرة لبس من جانبها ثوباً أرقط قطعة منه بيضاء وأخرى حمراء وأخرى صفراء وتكون تلك القطعة بيضاء في الوسط وجوباً وترصع الثوب بالفضة واللآلئ ويتخذ سواراً من فضة نقية و خوايتم ويجعل في كل خاتم لؤلؤة وفي السوار عشر الأول .
وإذا كان الاتصال بالمريخ لبس ثوباً من جانب لونه كلون الدم ويتخذ السوار والخواتيم من الصفراء والنحاس ويأخذ بتلك اليد سيفاً مسلولاً بشرط أن يكون حديده في غاية الحسن واللمعان وإن كان الاتصال بزحل يكون نصف ثوبه المقابل لزحل ديباجا أسود أو أخضر فيكون في اليد التي من جانب زحل سوار من حديد .
ويأخذ بتلك اليد عظماً ويكون في الجانب الموالي للقمر مطلقاً أي مع كل واحد من الكواكب الأربعة أبيض نقياً فإنه يكون هكذا دائماً فلا يتبدل مع اتصاله بأي كوكب من الكواكب المذكورة فإذا اتفق لك الاختيار المستجمع لجميع هذه الشروط فقف مقابلة القمر ساعة زمانيه كما كنت تفعل أيام التسخير .
وتنظر إلى القمر بعينك اليسرى ثلاث مرات صريحاً وتنظر باليمين إلى الكوكب المتصل بالقمر من الكواكب الأربعة المعلومة ثلاث مرات أيضاً لكن مسروقاً وتقرأ عقب النظرة الثالثة هذا التسبيح بدل الكلمات السابقة أيام التسخير وهو هذا :
أيها الملك الكريم والسيد الرحيم مرسل الرحمة ومنزل النعمة مانح السعادات ومحصل المرادات ناظم مصالح البلاد ومعطي مناهج العباد المتحرك بالحركة السرمدية والمتنقل بالنقلة الأبدية .
الذي هو أسرع الحركات لأجرام السموات لأجل استحفاظ الأجناس واستبقاء الأنواع والمفيض على كل انواع الاصطناع جامع أنوار الكواكب وناقلها والمعطي للاتصالات العلوية وقوابلها المنفرد بتقسيم فلكه المنازل قد جعل حلوله في كل مرة واحدة منها مبدأ النوازل يناظر كل ثابت وسيار .
وينتقل من أطوار يمازج الكواكب بطبائعها ويشاركها في صنائعها ويتبدل من طبع رعاية للسافلات ورعاية بالكائنات فمن المستهل إلى التربيع الأول تعطى طبيعته الماء ومنه إلى الامتلاء طبيعته الهواء ومنه إلى التربيع الثاني طبيعته الماء ومنه إلى المحاق طبيعته الأرض منزل الأمطار ومكون الفضة في معادن الأحجار ومفيض الأنوار ومفتق الأزهار .
ومرضع النبات والحيوان من ثدي الإحسان المؤيد من عند العليم القدير اللطيف الخبير جلت عظمته وعلت كلمته تنقش المواد العنصرية بالنفوس الروحانية وتصور النطف الإنسانية بالصور النورانية واهب الإحسان الإلهي في الأشكال وأحمد الخصال ومانحه العلم والسخاء واللطافة والحياء .
إني مقر بكمالك ومقصر عن ملاحظة جمالك وكيف لا وأنت خليفة النير الأعظم وواسطة الضياء الأكبر في إفاضة الخبرات على العالمين والمبدأ الأقرب في عالم الكون والفساد غدنوش هاديش مرانوش هلطاش
طيمارش رانيش ميالوش دغانوش فاسلك يا وهاب الشكل ومانح العقل بالذي صورك ودورك ونورك وفي الأفلاك سيرك أن تسعدني بعطاياك الجزيلة ومنائحك الجميلة .
فأنت المخصوص بالرأفة والمتعين لدفع الآفة ثم تخر ساجداً تفعل ذلك ثلاث مرات أو سبعاً وتطلب مقصودك عند السجود من السعادة في الأمور والاتصال بالملوك والاشراف والسعادة في المعاش وتحصيل الأملاك من الأراضي و دفع شر الكذابين والنمامين ودفع آفة اللسان آفة اللسان والجبن وطلب الأصالة في الرأي والمحبة للناس ودفع المال المزمنة وجعل الأعداء عبيداً أذلة .
وإن كانوا ملوكاً والأصدقاء نجعلهم ملوكاً أعزة وإن كانوا عبيداً أذلة وبالجملة يكون عندك ملكة إيصال السعادة إلى أي شخص ممن تحبه ومنع السعادة من أي شخص ممن تكرهه .
(النوع الثاني) في إيصال الضرر إلى الغير مثل الفقر وطرد الإنسان عن بلده أو تبغيضه إلى كل الناس ونحو ذلك أو ايصال ضرر في جسده بنحو ضرب أو حبس أو مرض مزمن إلى غير ذلك .
فإذا أردت فعل شيء من هذه الأمور أو كلها فيشترط في حقك بدل السبعة السابقة أربعة :
(أحدها وثانيها) الأول والسابع من السبعة المذكورة .
(وثالثها) أن ترصد اتصال القمر بكوكب من الكواكب الثابتة السعيدة تفاؤلاً بثبات سعادتك أنت .
(ورابعها ) اتصال القمر بكوكب من السيارات النحسية لذاتها كزحل والمريخ أو لعارض من العوارض كبقية الدرار حال اختراقها أو
رجوعها أو وبالها أو هبوطها وإن لم يتفق اتصال القمر بأحد الكواكب السيارة فيسدها مسدها اتصال القمر بالجوزاء هو مطلقاً وكذا يسد مسدها اتصاله بالسحابيات لكن في إيصال الأمراض إلى جسد العدو خاصة ولا يسد مسدها في إيصال بقية الضرورات والمصائب غير الأمراض .
ثم ايصال الضرر المذكور يختلف باختلاف اتصال القمر بكوكب من المذكورات المذكورة فيصلح في وقت ما لا يصلح في وقت آخر وكذلك تحتاج إلى أن تنظر إلى ما اتفق اتصال القمر به .
فإن كان اتصاله وقت الحاجة بزحل فإن الوقت إنما يصلح لتمريض الأذن اليمنى وللشق الأيمن والطحال وكل شيء في الجوف من الأماكن المجوفة وإن كان متصلاً بالمريخ فإن الوقت إنما يصلح لتمريض المقعدة والمفصل والكبد وإن كان بالمشتري فإن الوقت يصلح لمرض الفخذين والساقين .
ويؤثر في العنة وإفساد الكبد والأذن اليسرى وإن كان الاتصال بالشمس فإن الوقت صالح لوجع العين اليمنى والقلب والدماغ والرجل اليسرى أو إن كان الاتصال بالزهرة يكون الوقت صالحاً لتمريض الذكر والحلقوم وإن كان الاتصال بعطارد فيصلح الوقت لتمريض اليدين والأصابع واللهاة واللسان وإن كان الاتصال بالجوزاء فالوقت إنما يصلح لتمريض الأمعاء فقط .
وإن كان الاتصال بالسحابيات فالوقت لا يصلح إلا لتمريض العين اليسرى والمعدة والرئة ولكن الضرر الحاصل بسبب اتصال القمر بالمشتري أو الزهرة تكون عافيته حميدة لأنه يصير سبباً لاتصال العدو إلى خير آخر ونفع دنيوي أو أخروي فإذا اتفق لك هذا الاختيار المستجمع لهذه الشروط فقف مقابلة القمر ساعة زمانية على الكيفية السابقة .
وتنظر بعينك اليسرى إلى القمر ثلاث مرات صريحاً وتنظر باليمنى إلى كوكب من الكواكب المتصلة به ثلاث مرات أيضاً مسروقاً وتقرأ في الثالثة التسبيح المتقدم في النوع الأول ثلاث مرات أو سبعاً وتخر ساجداً وتسأل حاجتك عند السجود من إيصال الضرر اللائق بالوقت إلى العدو .
(النوع الثالث) في هلاك العدو فإذا أردت عملاً من هذا النوع فلا بد لك من مراعاة ثلاثة شروط :الأول والثاني والثالث والرابع والسابع من شروط النوع الأول .
(الرابع) أن يكون ثامن الطالع من البروج نحساً .
(الخامس) أن يكون رب الثامن من الذكور من الدرارى نحساً أيضاً .
(السادس) أن يكون ثامن الشمس من البروج نحساً .
(السابع) أن يكون رب ثامن الشمس المذكور من الدرارى نحساً أيضاً .
(الثامن) أن يكون الحال وثامن الطالع وثامن الشمس المذكورين كوكباً نحساً أصالة أو بالعرض ولكن يسد مسد هذا الشرط الثامن كون النحس أصالة أو بالعرض حالاً في البرج تربيع البرج الثامن من الطالع أومن الشمس أو حالاً في برج مقابلته .
فإذا اتفق لك هذا الاختيار المستجمع لهذه الشروط فقف مقابل القمر ساعة زمانية كما سبق مراراً وتنظر إلى القمر بعينيك اليسرى ثلاث مرات صريحاً وإلى كوكب من الكواكب المتصلة به باليمين ثلاث مرات أيضاً مسروقاً ويقول بعد الثالثة التسبيح المتقدم في النوع الأول ثلاث مرات أو سبعاً وتسجد في آخره وتسأل حاجتك عند السجود .
(تتمة) :
اعلم أنه هذا الفن ذكروا في المحل نكتة نافعة جداً فيما نحن فيه ولا بأس أن نذكرها تتميماً للفائدة وهي ما يعرف به حال العدو وما يؤول إليه أمره هل يؤثر فيه أعمال الهلاك أم لا وعلى فرض تأثيرها فيه بأي شيء يكون هلاكه إلا أنها خاصة بمن يعرف طالع ولادته بأخبار منه أو من غيره أو بمشاهدتك وقت ولادته أو بفراستك من أحواله وتصرفاته .
حتى عرفت الغالب عليه من الدرارى وبالجملة متى أردت هلاكه وأنت تعرف طالع ولادته فانظر إلى الغالب عليه من الكواكب فإن كان الغالب علي القمر وهو منحوس دل على وقوع الموت على طبيعة النحس الذي تنحس لبسه كمقارنته لزحل مثلاً أو اتصاله به وإن كان القمر مع الذنب دل على موته بالأدوية المسهلة والسم وإن كان القمر سعيداً فلا يدل على هلاكه بشيء من الأشياء البتة .
وإن كان الغالب عليه عطارد وهو منحوس دل على موته بسبب الخصومة والجدال ووجع الأمعاء واليرقان وإن كان عطارد في الثامن مع الذنب كان موته بالحيلة عليه أو بالسحر وإن كان الغالب عليه الزهرة وهي منحوسة دل على الموت بسبب الأقارب والسلطان ووجع الفؤاد والمعدة وفي المواضع الكريهة مثل الحمام وإن كان الغالب عليه المريخ وهو غير منحوس دل على موته بأوجاع حارة من الدم وموت الفجأة .
وإن كان منحوساً دل على موته بالحديد والنار وفي الحروب وإن كان الغالب عليه المشتري وهي منحوس دل على موته على أيدي الملوك وإن كان منحوساً دل على وقوع الموت على طبيعة النحس الذي تنحس لأجله وإن كان الغالب عليه زحل بشعاعه أو تدبيره وهو غير منحوس دل على موته بالأوجاع المتطاولة من البرودة والرطوبة .
وإن كان منحوساً دل على موته بالثلج والغرق وحاصل هذه التتمة أن العامل إذا كان مراده حصول لهلاك المطلق للعدو وإراحة الناس منه لكونه يفسد في الأرض بسفك الدماء وسلب الأموال وجلب الأمراض وإفساد العقائد .
ولك يكن مقصوده هلاكاً خاصاً فإنه يفعل مثل ما ذكرنا في النوع الثالث من الاختيار المذكور فيدعو عليه فإنه يهلك ويموت ويستريح منه .
ونبدا
بالموضوع جول تسخير القمر فاعلم أن تسخير القمر زيادة على ما تقرر من الشروط العامة خمسة عشر شرطا مهما, وسنتحدث عن الشروط كاملة بعون الله فهذا المقال سيشمل الكثير من الفوائد الروحانية حول السحر والكواكب .
الأول اختيار الطالع في الابتداء في اي عمل فيه ابطال السحر او فك السحر او علاج السحر الاسود فالاوقات لها مفعول قوي في نجاح المجربة الروحانية أي ابتداء الشروع في تحصيل الأمور التي يتوقف عليها التسخير كالانتقال إلى البلاد الصالحة .
تسخير القمر وتحصيل الماء و أكل والملبس وجمع الدخن وغيرها من الأمور الآتية وهذا الشرط هو أعظم الشروط بل هو الركن والعمدة ولكن يندرج تحته تسعة عشر أمراً الأول أن يكون ساعة الزهرة .
والثاني أن يكون البرج الطالع في ذلك الوقت من البروج المستقيمة الطلوع والثالث أن يكون المريخ قوياً في ذلك الوقت لانه فعال في فك السحر بكل انواعه ولا تتم قوته إلا بستة شروط :
أحدها أن يكون في وتد من الأوتاد الأربعة لكن يستثنى ما إذا رب الرابع كوكباً راجعاً فإنه في ذلك الوقت يجوز أن المريخ في حادي عشر الطالع مع أنه ليس من الأوتاد كما سيأتي قريباً في الأمر الثاني فافهمه و ثانيها أن يكون خالياً من نظر عطارد و ثالثها أن يكون خالياً من تربيع الشمس .
و رابعها أن يكون خالياً من مقابلة الشمس أيضا لانه لايمكن علاج السحر بهذا الوقت وهذا مهم و خامسها أن يكون خالياً من نظر زحل مطلقاً و سادسها أن تجعله ناظراً إلى المشتري تثليثاً أو تسديداً فإذا اجتمعت هذه الشروط في المريخ ثبت أنه قوي مقبول .
الرابع أن يكون الطالع المذكور بعد كونه من البروج المستقيمة سعيداً إما بسبب نظر المشتري إليه والزهرة تثليثاً وتسديساً .
الخامس أن يكون شابع طالع من البروح المستقيمة وهو وتد المغرب خالياً من نظر النحوس وهو وقت سعيد لفك السحر .
السادس أن يكون رب السابع من الكواكب قوياً بأن يكون في اكثر حظوظه وهو افضل توقيت في ابطال السحر .
السابع أن يكون رب البرج الرابع من الكواكب قوياً أيضاً بأن يكون في أكثر حظوظه مناسب في علاج السحر الاسود .
الثامن أن لا يكون رب الرابع من الكواكب راجعاً وإن اتفق إن كان رب الرابع راجعاً فيشترط في دفع ضرره أمران :
أحدهما أن لا ينظر إلى الطالع ورابعه وعاشره إلا المريخ فقط لانه في تداخله لايمكن عمل ابطال السحر .
وثانيهما أن تجعل المريخ في عاشر الطالع إن كان أعني المريخ في بيته أو في شرفه وإن لم يكن في أحدهما فاجعل المريخ
في حادي عشرة ومع وجود هذين الأمرين لا يضر كون رب الطالع راجعا وهنا وقت سعيد في فك السحر اللعين .
التاسع أن يكون المشتري والزهرة معاً إما في الطالع أو في رابع الطالع أو سابعه .
العاشر لا بد مع ذلك أن يكونا أعني المشتري والزهرة قويين مقبولين بأن يكونا في أكثر حظوظهما .
الحادي عشر إياك أن يكون بين المريخ وعطارد نظراً مقبولاً أو غير مقبول لانه هنا لاينفع فك السحر او ابطال السحر وعلاج السحر .
الثاني عشر أن يكون القمر ساقطاً عن الأوتاد منحوساً أي خالياً عن جميع السعادات موصوفاً بأوصاف النحوسة فلذلك يجب عليك أن تحترز من كون القمر في برج السرطان لأنه بيته أو برج الثور لأنه شرفه بل ينبغي أن يكون ذاهباً إلى الشمس بالمقارنة .
ويكون بينه وبين الشمس اثنا عشر دقيقة ويكون محصوراً بين النحسين أو يكون بينه وبين الذنب أقل من اثني عشر درجة قلت : وقد علمت أن هذا كله مبني على رأي أبي معشر .
الثالث عشر أن تجعل الشمس إما في التاسع أو في الحادي عشر إذا لم يكن المريخ في الحادي عشر الرابع عشر تجعل زحل السادس .
أو الثاني عشر والسادس عشر أولاً كيلا يكون مكان فرحه الخامس عشر اجعل عطارد في ثاني طالع السادس عشر أن لا تكون الدرجة الطالعة مظلمة السابع عشر أن لا يكون في درجة الطالع كوكباً من الكواكب الثابتة التي على مزاج النحوس .
الثامن عشر أن لا تكون الدرجة مؤنثة التاسع عشر أن يكون الاختيار في وقت كون الشمس في برج الحوت مطلقاً أو في برج الحمل بشرط أن يكون المريخ وقت التحويل فهذه تسعة عشر أمراً مندرجة تحت الشرط الأول وهو اختيار طالع الابتداء .
ثم هذا الشرط الأول
يعتبر مرتين مرة عند الشروع في تحصيل آلات التسفير ومرة ثانية عند الوقوف الأول إلى القمر الذي هو أول الشروع في التسخير وأما بقية الشروط الآتية غير الثالث فإن اعتبارها مستمر إلى تمام التسخير وأما الثالث فإنه يعتبر مرة واحدة فقط إلا إذا دار الحول كما ستعلمه في تتمة الحديث حول ابطال السحر وفك السحر وسحر الكواكب .
الشرط الثاني ؟
يجب على من أراد تسخير القمر أن يجمع كل ما يتعلق بالقمر وينسب إليه من المساكن والأماكن والمأكولات والمشروبات والثياب, والأشكال وكل ما ينسب إلى القمر وقد تقدم تفصيل ذلك ومن جملة ما يندرج في هذا الشرط الثاني أن يلبس الثوب الأبيض في الابتداء, والأحمر في الانتهاء كما قاله أبو معشر وهذا في مجمل حديثه حول سحر الكواكب وفك السحر اللعين وعلاج المس العاشق .
الشرط الثالث ؟
بعد اجتماع جميع الأشياء المذكورة بصوم سبعة أيام مع قربانها وبخورها وهي المتقدمة في الشرط الخامس من العامة المقيدة وبعدها يحبس أياماً قليلة ثم يصوم ثلاثة أيام وتكون متصلة بابتداء التسخير فك السحر وابطال السحر الاسود وعلاج المس .
الشرط الرابع ؟
من حين يشرع في سيام الأيام السبعة يتلبس بجميع الأمور المنسوبة إلى القمر ويقل غذائه بالتدريج بحيث يظهر به الصفا ولا يفسد به المزاج ويكون أكثر غذائه من لحوم الطير وغيرهما مما هو منسوب إلى القمر يأكل منه ويتصدق منه بقدر ما يمكنه .
الشرط الخامس ؟
من الواجب أن لا ينظر إلى ميت ولا مقتول ولا يقتل حيواناً البتة سواء كان مؤذياً أم لا والحاصل أنه يحترز من الأذى لجميع الأشياء من النبات والحيوان بقدر الوسع لانه هنا يتوقف عمل فك السحر الاسود والسحر السفلي .
الشرط السادس ؟
ملازمة النظافة التامة ويحترز من أن يصل إليه أو إلى أعضائه شيء من النجاسات وإن قل لان النجاسة اساس الاعمال السفلية .
الشرط السابع ؟
حفظ عينيه اليسرى من أن ينظر بها الأشياء القبيحة وخاصة اعمال السحر الاسود .
الشرط الثامن ؟
يحلق رأسه في كل ثلاثة أيام .
الشرط التاسع ؟
يكثر فكره في العلوم العلوية .
الشرط العاشر ؟
يكثر مجاملة الملوك إن أمكنه وإلا فمع الأشراف والعلماء .
الشرط الحادي عشر ؟
يجب أن يكون مسكنه في الأراضي المزروعة والمياه الجارية .
الشرط الثاني عشر ؟
البخور وهو الكافور والعنبر الممزوجين وهذا البخور إنما هو لوقوف التسخير والمطلوب عند القربان إذ ذاك قد تقدم ذكره في الشرط
الثالث فلا يشتبه عليك أمرهما .
الشرط الثالث عشر ؟
تكثر مراعاة الأمور السابقة في الليل وإن كان يجب عليه مراعاتها في النهار أيضاً وخاصة في علاج السحر الاسود .
الشرط الرابع عشر ؟
وهو من شروط الكمال أن يعلق في رقبته حمائل منقوشة بنقوش بيض وحمر والأولى أن تكون هذه الحمائل من جنس معدن القمر من فضة .
الشرط الخامس عشر ؟
وهو من شروط الكمال أيضاً أن يكون معه شيء من أسماء الله تعالى الحسنى لوفق أو غيره وخاصة في فك السحر وابطال السحر .
فهذه خمسة عشر شرطاً إذا اتفق لك فتقف مقابلة القمر ساعة زمانيه ولا تتكلم بشيء مع مراعاة أدبين :
أحدهما أن لا ترفع رأسك بل تقف منحرفاً إلى الجانب الأيسر .
ثانيهما أن لا تنظر إليه بعينك اليمنى بل تنظر إليه بالعين اليسرى ثلاث مرات وتقول في المرة الثالثة :
أيها النير الأعظم يا منير العالم منك كل الأشجار نامية ومنك الثمار مصبوغة أنت السعد الأكبر والكوكب الأزهر منك نور الأرض وضوء السماء منك سعادة المسعودين ودفع البلاء تحل ما تعقده النحوس .
وتدفع الشر عن المنحوس ولا ينقص عن سعادتك شأن بل يزيد في جمالك ما ضرك كسوفك ولا يضرك حضيضك ولا الإتصال بالجوزاء هزات ولا حدود المريخ وزحل ولا اثني عشريتهما ولا بطئ سيرك ولا انحدارك في الجنوب والشمال فالوبال لك بيت والهبوط لك شرف أنت ملك والسيارات لك جيش أنت أمير الثوابت لك خيل بالله الذي خلقك وخلقني .
وأعزك وأذلني إني محبك ومحب محبيك وخادمك وخادم خدمك أحلفك بخالقك أن تقبلني لخدمتك ومحبتك فإني مهموم بفقدك مشغوف من وجدك غذائي ولباسي ونظري ومقامي وتسبيحي وبخوري موافق لك وشواهد على صدق محبتك .
تكرر هذه الألفاظ ثلاث مرات ثم تترك وتنظر موضعاً يكون ضعيفاً فيه فتقوم فتشافهه بهذه الكلمات أيضاً على الصفة المشروحة وهكذا تفعل إلى تمام الشهر الأول تتبع مواضع ضعفه وتشافهه بالكلمات مع مراعاة غير الأول والثالث مع الخمسة عشر شرطاً .
وثم إذا دخل الشهر الثاني تخدمه أيضاً بمثل هذه الخدمة بمراعاة الثلاثة عشر المذكورة مع زيادة شرط آخر وهو أن ترصده في أماكن توسط أحواله في غاية النحوسة كالابتداء ولا في غاية السعادة كما في الشهر الثالث وما بعده فتلازم الخدمة بهذه الشروط الأربعة عشر .
حتى إذا دخل الشهر الثالث تخدمه على العادة المستمرة غير أنك تطلبه في مواضع عزه وقوته كوقت شرفه أو حين حلوله في بيته أو في حدود الزهرة .
لأن حدود الزهرة بالنسبة إليه كموضع شرفه في القوة بل أقوى من موضع شرفه ثم لا تزال قائماً بهذه الوظيفة على الأسلوب الذي سلكته من ابتداء الشهر الثالث إلى الشهر الثاني عشر الذي هو آخر السنة من ابتداء العمل .
حتى تظهر لك نتيجة العمل بعد تمام الشهر الثالث وتلك النتيجة هي شدة محبته للقمر وولهه به وتزداد تلك المحبة بازدياد تمكن التسخير في الشهر الرابع والخامس والسادس .
حتى يصير كالعاشق على القمر بحيث لو لم يره ساعة جزع وبكى وتحصل له في تلك الأزمان زيادة كثيرة في صحة الجسم واعتدال المزاج ويسمع أيضاً الأخبار السارة الكثير النافعة, وفي الشهر السابع يزداد طول ظله في حسه ويكون ظله أطول قدراً مما كان قبل ذلك وفي الشهر الثامن يزداد طوله زيادة فاحشة بحيث يصل مقدار ظله إلى ألف ذراع فيدل هذا على زيادة قبول القمر له .
وتوجهه إليه ومحبته له وفي الشهر التاسع والعاشر يزداد ضوء القمر عنده ويراه أضوأ من الشمس حتى لا يمكنه أن ينظر إليه قال أبو معشر وإياك أن تنظر إلى القمر في الشهر التاسع والعاشر في كل ليلة أكثر من مرة واحدة وإن كان يشق عليك الاصطبار بدونه لأن كثرة النظر إليه تورث العمى لا محالة وعلينا الانتباه لتسخير الكواكب في فك السحر الاسود وابطال السحر .
ثم في الشهر الحادي عشر يظهر لك في كل ليلة في منامك الفلك ما فيه من الشمس والقمر من الكواكب وتعرض عليك الأمور المغيبات الآتية .
وفي الشهر الثاني عشر يطيب قلبك وتسهل عليك الأمور المتعسرة وتعمل إليك الخلع والهدايا من الملوك والأمراء ولو كنت لست أهلاً لتلك الخلع والهدايا وتسمع كل الأخبار المستقبلة الصحيحة بين النوم واليقظة وكل حديث يدور في فكرك .
فإنه صحيح فإذا حدثت به فلا يتخلف حديثك أبداً بل يكون كما أخبرت به من جميع الحوادث والوقائع الكائنة في ذلك اليوم كل البلاد قريبة كانت أو بعيدة من غير تفاوت بين الحادثة وبين ما أخبرت به ولا شك ان فك السحر وابطال السحر الاسود من اهم الامور الواجب تقيد الوقت بها .
فإذا تمت السنة الشمسية من ابتداء خدمتك مع ظهور هذه العلامات كلها فقد حصل لك العلم اليقين بانك قد سخرت القمر وحصلت مقصودك منه وجاز لك أن تسأل كل شيء وكل حاجة مما هو منسوب إليه سواء كان جلب خير أو دفع ضير وعلى الفرض لو مرت عليك الإثنا عشر شهراً كلها ولم يحصل لك العلم اليقيني بحصول التسخير بسبب ظهور العلامات السابعة بتمامها وإن لم تظهر لك بعد تكرر السنين .
فاعلم أنه ليس لك نصيب في هذا العلم فاتركه إذا واشتغل بغيره مما يعود إليك نقمة من أمور دنياك و معادك حتى لا يفوتك هذا العلم وغيره فتعظم الحسرة فافهم ترشد وهذا مانركز عليه في فك السحر الاسود وابطال السحر النجس .
ثم بعد ظهور العلامات المذكورة وبعد مضي الشهر الثاني عشراً عني من ابتداء العمل إذا أردت حصول مقصودك من القمر فلا بد من مراعاة شروط آخر غير الخمسة عشر السابقة ولكن تلك الشروط تختلف باختلاف المطلوب لأنه إما أن يكون جلب خيراً أو دفع ضير أو إيصال ضرر إلى الغير أو هلاك عدو أو البركة في عمر لك أو لغيرك فهذه أربعة أنواع .
(الأول) جلب الخير إليك أو إلى غيرك مثل حصول المحصول المقصود والتمني من السعادة والحظ في الأمور كلها ومثل حصول الاتصال بالملوك أو الأشراف أو حصول الأملاك والأراضي أو دفع شرور الكذابين والنمامين ودفع الجبن وغير ذلك من المنافع والمضرات فإذا أراد أحد أمراً من هذه الأمور أو كلها فيشترط في حقه سبعة شروط .
(أحدها) أن ترصد الوقت الذي يكون فيه القمر في غاية قوته وسعادته على أقصى ما يمكن من الوجوه الممكنة .
(ثانيها ) أن لا يكون القمر متصلاً بكوكب هابط أو زائل عن الوتد أو محترق .
(ثالثها ) أن يكون على حد الزهرة .
(رابعها) أن يكون ما تقدم ناظراً بالتثليث أو التسديس إلى أحد الكواكب الأربعة التي هي المشتري والزهرة والمريخ وزحل متفاوتة على حسب ترتيبها في الذكر لا في الأفلاك الأول فالأول : أي فهما أمكن أن يكون متصلاً بالمشتري فلا يصح العدول إلى الزهرة .
ولذلك إذا أمكن الإتصال بالزهرة فلا يعدل إلى المريخ وعلى هذا القياس ثم إن كان الاتصال بالمشتري أو الزهرة فلا يشترط فيهما شيء غير السعادة وأما المريخ فشرطه أن يكون في برج الجدي لا غير وزحل يشترط كونه إما في الجدي وهو أولى أو في الدلو .
(خامسها) أن لا يكون القمر متصلاً بعطارد مطلقاً لأن الاتصالبه يبل هذا العمل .
(سادسها) يجب ألا يكون عطارد راجعاً ولا محترقاً ليكون قوي الحال.
(سابعها) وهو من شروط الكمال ليس المخصوص من كل كوكب من الكواكب الأربعة عشر التي شرطنا اتصال القمر بأحدها إلى اللبس الذي يكون في الجانب الداعي الموالي لها ولذلك يختلف ذلك اللباس باختلاف الكوكب المتصل به فإن كان الاتصال بالمشتري .
فإنه يلبس ثوباً مائلاً إلى الحمرة معلماً بالذهب الخالص الغير مغشوش ويكون مع ذلك في يده الموالية للمشتري سوار وخواتيم من ذهب خالص .
ثم تأخذ بتلك اليد مسبحة وتضم معه شيئاً من أسماء الله الحسنى وإن كان الاتصال بالزهرة لبس من جانبها ثوباً أرقط قطعة منه بيضاء وأخرى حمراء وأخرى صفراء وتكون تلك القطعة بيضاء في الوسط وجوباً وترصع الثوب بالفضة واللآلئ ويتخذ سواراً من فضة نقية و خوايتم ويجعل في كل خاتم لؤلؤة وفي السوار عشر الأول .
وإذا كان الاتصال بالمريخ لبس ثوباً من جانب لونه كلون الدم ويتخذ السوار والخواتيم من الصفراء والنحاس ويأخذ بتلك اليد سيفاً مسلولاً بشرط أن يكون حديده في غاية الحسن واللمعان وإن كان الاتصال بزحل يكون نصف ثوبه المقابل لزحل ديباجا أسود أو أخضر فيكون في اليد التي من جانب زحل سوار من حديد .
ويأخذ بتلك اليد عظماً ويكون في الجانب الموالي للقمر مطلقاً أي مع كل واحد من الكواكب الأربعة أبيض نقياً فإنه يكون هكذا دائماً فلا يتبدل مع اتصاله بأي كوكب من الكواكب المذكورة فإذا اتفق لك الاختيار المستجمع لجميع هذه الشروط فقف مقابلة القمر ساعة زمانيه كما كنت تفعل أيام التسخير .
وتنظر إلى القمر بعينك اليسرى ثلاث مرات صريحاً وتنظر باليمين إلى الكوكب المتصل بالقمر من الكواكب الأربعة المعلومة ثلاث مرات أيضاً لكن مسروقاً وتقرأ عقب النظرة الثالثة هذا التسبيح بدل الكلمات السابقة أيام التسخير وهو هذا :
أيها الملك الكريم والسيد الرحيم مرسل الرحمة ومنزل النعمة مانح السعادات ومحصل المرادات ناظم مصالح البلاد ومعطي مناهج العباد المتحرك بالحركة السرمدية والمتنقل بالنقلة الأبدية .
الذي هو أسرع الحركات لأجرام السموات لأجل استحفاظ الأجناس واستبقاء الأنواع والمفيض على كل انواع الاصطناع جامع أنوار الكواكب وناقلها والمعطي للاتصالات العلوية وقوابلها المنفرد بتقسيم فلكه المنازل قد جعل حلوله في كل مرة واحدة منها مبدأ النوازل يناظر كل ثابت وسيار .
وينتقل من أطوار يمازج الكواكب بطبائعها ويشاركها في صنائعها ويتبدل من طبع رعاية للسافلات ورعاية بالكائنات فمن المستهل إلى التربيع الأول تعطى طبيعته الماء ومنه إلى الامتلاء طبيعته الهواء ومنه إلى التربيع الثاني طبيعته الماء ومنه إلى المحاق طبيعته الأرض منزل الأمطار ومكون الفضة في معادن الأحجار ومفيض الأنوار ومفتق الأزهار .
ومرضع النبات والحيوان من ثدي الإحسان المؤيد من عند العليم القدير اللطيف الخبير جلت عظمته وعلت كلمته تنقش المواد العنصرية بالنفوس الروحانية وتصور النطف الإنسانية بالصور النورانية واهب الإحسان الإلهي في الأشكال وأحمد الخصال ومانحه العلم والسخاء واللطافة والحياء .
إني مقر بكمالك ومقصر عن ملاحظة جمالك وكيف لا وأنت خليفة النير الأعظم وواسطة الضياء الأكبر في إفاضة الخبرات على العالمين والمبدأ الأقرب في عالم الكون والفساد غدنوش هاديش مرانوش هلطاش
طيمارش رانيش ميالوش دغانوش فاسلك يا وهاب الشكل ومانح العقل بالذي صورك ودورك ونورك وفي الأفلاك سيرك أن تسعدني بعطاياك الجزيلة ومنائحك الجميلة .
فأنت المخصوص بالرأفة والمتعين لدفع الآفة ثم تخر ساجداً تفعل ذلك ثلاث مرات أو سبعاً وتطلب مقصودك عند السجود من السعادة في الأمور والاتصال بالملوك والاشراف والسعادة في المعاش وتحصيل الأملاك من الأراضي و دفع شر الكذابين والنمامين ودفع آفة اللسان آفة اللسان والجبن وطلب الأصالة في الرأي والمحبة للناس ودفع المال المزمنة وجعل الأعداء عبيداً أذلة .
وإن كانوا ملوكاً والأصدقاء نجعلهم ملوكاً أعزة وإن كانوا عبيداً أذلة وبالجملة يكون عندك ملكة إيصال السعادة إلى أي شخص ممن تحبه ومنع السعادة من أي شخص ممن تكرهه .
(النوع الثاني) في إيصال الضرر إلى الغير مثل الفقر وطرد الإنسان عن بلده أو تبغيضه إلى كل الناس ونحو ذلك أو ايصال ضرر في جسده بنحو ضرب أو حبس أو مرض مزمن إلى غير ذلك .
فإذا أردت فعل شيء من هذه الأمور أو كلها فيشترط في حقك بدل السبعة السابقة أربعة :
(أحدها وثانيها) الأول والسابع من السبعة المذكورة .
(وثالثها) أن ترصد اتصال القمر بكوكب من الكواكب الثابتة السعيدة تفاؤلاً بثبات سعادتك أنت .
(ورابعها ) اتصال القمر بكوكب من السيارات النحسية لذاتها كزحل والمريخ أو لعارض من العوارض كبقية الدرار حال اختراقها أو
رجوعها أو وبالها أو هبوطها وإن لم يتفق اتصال القمر بأحد الكواكب السيارة فيسدها مسدها اتصال القمر بالجوزاء هو مطلقاً وكذا يسد مسدها اتصاله بالسحابيات لكن في إيصال الأمراض إلى جسد العدو خاصة ولا يسد مسدها في إيصال بقية الضرورات والمصائب غير الأمراض .
ثم ايصال الضرر المذكور يختلف باختلاف اتصال القمر بكوكب من المذكورات المذكورة فيصلح في وقت ما لا يصلح في وقت آخر وكذلك تحتاج إلى أن تنظر إلى ما اتفق اتصال القمر به .
فإن كان اتصاله وقت الحاجة بزحل فإن الوقت إنما يصلح لتمريض الأذن اليمنى وللشق الأيمن والطحال وكل شيء في الجوف من الأماكن المجوفة وإن كان متصلاً بالمريخ فإن الوقت إنما يصلح لتمريض المقعدة والمفصل والكبد وإن كان بالمشتري فإن الوقت يصلح لمرض الفخذين والساقين .
ويؤثر في العنة وإفساد الكبد والأذن اليسرى وإن كان الاتصال بالشمس فإن الوقت صالح لوجع العين اليمنى والقلب والدماغ والرجل اليسرى أو إن كان الاتصال بالزهرة يكون الوقت صالحاً لتمريض الذكر والحلقوم وإن كان الاتصال بعطارد فيصلح الوقت لتمريض اليدين والأصابع واللهاة واللسان وإن كان الاتصال بالجوزاء فالوقت إنما يصلح لتمريض الأمعاء فقط .
وإن كان الاتصال بالسحابيات فالوقت لا يصلح إلا لتمريض العين اليسرى والمعدة والرئة ولكن الضرر الحاصل بسبب اتصال القمر بالمشتري أو الزهرة تكون عافيته حميدة لأنه يصير سبباً لاتصال العدو إلى خير آخر ونفع دنيوي أو أخروي فإذا اتفق لك هذا الاختيار المستجمع لهذه الشروط فقف مقابلة القمر ساعة زمانية على الكيفية السابقة .
وتنظر بعينك اليسرى إلى القمر ثلاث مرات صريحاً وتنظر باليمنى إلى كوكب من الكواكب المتصلة به ثلاث مرات أيضاً مسروقاً وتقرأ في الثالثة التسبيح المتقدم في النوع الأول ثلاث مرات أو سبعاً وتخر ساجداً وتسأل حاجتك عند السجود من إيصال الضرر اللائق بالوقت إلى العدو .
(النوع الثالث) في هلاك العدو فإذا أردت عملاً من هذا النوع فلا بد لك من مراعاة ثلاثة شروط :الأول والثاني والثالث والرابع والسابع من شروط النوع الأول .
(الرابع) أن يكون ثامن الطالع من البروج نحساً .
(الخامس) أن يكون رب الثامن من الذكور من الدرارى نحساً أيضاً .
(السادس) أن يكون ثامن الشمس من البروج نحساً .
(السابع) أن يكون رب ثامن الشمس المذكور من الدرارى نحساً أيضاً .
(الثامن) أن يكون الحال وثامن الطالع وثامن الشمس المذكورين كوكباً نحساً أصالة أو بالعرض ولكن يسد مسد هذا الشرط الثامن كون النحس أصالة أو بالعرض حالاً في البرج تربيع البرج الثامن من الطالع أومن الشمس أو حالاً في برج مقابلته .
فإذا اتفق لك هذا الاختيار المستجمع لهذه الشروط فقف مقابل القمر ساعة زمانية كما سبق مراراً وتنظر إلى القمر بعينيك اليسرى ثلاث مرات صريحاً وإلى كوكب من الكواكب المتصلة به باليمين ثلاث مرات أيضاً مسروقاً ويقول بعد الثالثة التسبيح المتقدم في النوع الأول ثلاث مرات أو سبعاً وتسجد في آخره وتسأل حاجتك عند السجود .
(تتمة) :
اعلم أنه هذا الفن ذكروا في المحل نكتة نافعة جداً فيما نحن فيه ولا بأس أن نذكرها تتميماً للفائدة وهي ما يعرف به حال العدو وما يؤول إليه أمره هل يؤثر فيه أعمال الهلاك أم لا وعلى فرض تأثيرها فيه بأي شيء يكون هلاكه إلا أنها خاصة بمن يعرف طالع ولادته بأخبار منه أو من غيره أو بمشاهدتك وقت ولادته أو بفراستك من أحواله وتصرفاته .
حتى عرفت الغالب عليه من الدرارى وبالجملة متى أردت هلاكه وأنت تعرف طالع ولادته فانظر إلى الغالب عليه من الكواكب فإن كان الغالب علي القمر وهو منحوس دل على وقوع الموت على طبيعة النحس الذي تنحس لبسه كمقارنته لزحل مثلاً أو اتصاله به وإن كان القمر مع الذنب دل على موته بالأدوية المسهلة والسم وإن كان القمر سعيداً فلا يدل على هلاكه بشيء من الأشياء البتة .
وإن كان الغالب عليه عطارد وهو منحوس دل على موته بسبب الخصومة والجدال ووجع الأمعاء واليرقان وإن كان عطارد في الثامن مع الذنب كان موته بالحيلة عليه أو بالسحر وإن كان الغالب عليه الزهرة وهي منحوسة دل على الموت بسبب الأقارب والسلطان ووجع الفؤاد والمعدة وفي المواضع الكريهة مثل الحمام وإن كان الغالب عليه المريخ وهو غير منحوس دل على موته بأوجاع حارة من الدم وموت الفجأة .
وإن كان منحوساً دل على موته بالحديد والنار وفي الحروب وإن كان الغالب عليه المشتري وهي منحوس دل على موته على أيدي الملوك وإن كان منحوساً دل على وقوع الموت على طبيعة النحس الذي تنحس لأجله وإن كان الغالب عليه زحل بشعاعه أو تدبيره وهو غير منحوس دل على موته بالأوجاع المتطاولة من البرودة والرطوبة .
وإن كان منحوساً دل على موته بالثلج والغرق وحاصل هذه التتمة أن العامل إذا كان مراده حصول لهلاك المطلق للعدو وإراحة الناس منه لكونه يفسد في الأرض بسفك الدماء وسلب الأموال وجلب الأمراض وإفساد العقائد .
ولك يكن مقصوده هلاكاً خاصاً فإنه يفعل مثل ما ذكرنا في النوع الثالث من الاختيار المذكور فيدعو عليه فإنه يهلك ويموت ويستريح منه .
