طعام الجن وشرابهم هل العظام طعام الجن حقيقة .
إن كل جسد تقوم به الحياة لا بد له من مقوم لهذه الحياة فيه وأن هذا المقوم لا بد أن يكون من تكوين هذا الجسم فالإنسان أصله من التراب, ولكي يحفظ حياته يجب أن يمد جسمه ببعض مقومات من أكل وشرب .
فإن تركهما ذبل ومات هذا الهيكل ولا يصح أن يكون من مقومات الجسم الآدمي الأبخرة ولا أشياء غير مادته كالأثير فيتعين أن يكون مقومه من أصل طبيعة خلقته, فهو يقتات الحب والثمار والفاكهة وأصله من الأرض فما يقومه من أصل طبيعة خلقته .
كذلك الجن لا بد من مقومات له بعد الحياة وهي تعاطي ما به بحفظ حياته من التلف والضياع فهو من الأثير فما به حياته يكون من الأثير
الأبخرة والروائح للعطور وهكذا من كل ما يوافق تكوين جسمه فلا يقتات كما يقتات بني آدم إلا إذا كان في صورة مادية فيقتات بما تقتات به مادة جسمه الآدمية مثلاً أو الحيوانية .
فغذاء الجن يتناسب مع أصل خلقتهم من الأثير فالجن عالم كبير منظور لنا .
اقرأ مقال زواج الجن اطفالهم فهو مفيد ويمكن تصور حياة الجان فيه .
له أقاليمه الأثيرية والأرضية وله مدن وملوك وصناعات وزراعات وأشياء تلائم طبيعته يدل على ذلك قول الله تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) .
فإن الله سبحانه وتعالى ذكر أنه ما خلق الجن والإنس إلا ليؤدوا فرض عبوديتهم إلى ربهم وخالقهم ثم ذكر عجزهم وافتقارهم إليه في أجسامهم حية المدة المقدرة لحياتهم, فنفى أنه يريد منهم رزقاً أو إطعاماً وذكر أن الله هو الرزاق له وأنه صاحب القوة التي تعلو فوق كل قوة وقدرة, فهو الذي يرزق وهو الذي يطعم الإنس والجن فنعم الله على الجنسين لا عد لها ولا حصر .
(وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) .
خصوصاً ما به قوام حياتهما من مطعم ومشرب فالجن والإنس سواء بسواء في احتياجه إلى رزق ورزاق يرزقه وطاعم يطعمه كما جاء في القرآن الكريم في سورة الرحمن مخاطباً الجن والإنس (ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيها عينان تجري فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان). الخ .
ان زواج الجن مثبت ويمكن الاطلاع عليه للاستفادة كمقالة مميزة .
ومعناه أن الله جل شأنه ذكر للجن والإنس أن من خاف مقام ربه وبعد عن معصيته وسعى في مرضاته اتباع أوامره واجتناب نواهيه فقد أعد الله له جنتين ذواتاً أفنان : تجري فيهما عينان من ماء السلسبيل وفيهما من الفاكهة كل ما تشتهيه الأنفس وذلك لأن الإنسان مشتاق لما يتلذذ به حال حياته من أكل وشرب وجماع .
فذكر الله للجن والإنس ما يكون لهما معداً في الآخرة مما يشتهيانه والمعقول إذا أن الجن والإنس يتنعم في دنياه بلذيذ الطعام والشراب, فشوقهما الله ووعدهما بأحسن من ذلك .
يمكن الاطلاع على مقال اقسام الجن ومساكن الجن واشكال الجان المتمرد .
وروى الإمام مسلم في صحيحه أن ابن مسعود قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسنا في الأودية والشعاب فقلنا : أستطير أو أفتيل (طارت به الجن أو قتل) قال : فبتنا شر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا شر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً ، وكل بعرة علف لدوابكم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بها فإنها طعام إخوانكم ومعنى هذا أن الجن يوقدون النار ويأكلون ويشربون ولهم دواب يعلقونها حسب طبيعة وجودهم فإن كانوا على شكل الإنسان كان طعامهم مثل طعام الإنسان, وإن كانوا على شكل حشرات كان
طعامهم مثل طعام الحشرات المشكلين على صورتها وإن كانوا على شكلهم الطبيعي الأثيري كان طعامهم ما يلائم طبعهم الأثيري, مثل البخور والروائح الخ ...
وكتبنا مقال حول الجن بعنوان عالم الجن استحضار الارواح الشيطانية السفلية والعلوية .
وفي حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهما أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم أداة لوضوئه وحاجته (ما هو ماء كالزمزمية) فبينما هو يتبعه به فقال : من هذا ، فقال : أنا أبو هريرة ، فقال : أبغني أحجاراً استنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة, فأتيته بأحجار احملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت ما بال العظم والروثة .
(يعني لم تستعملها) قال : هما من طعام الجن وأنه أتاني وفد جن نصيبين (بلد بالعراق)ونعم الجن (يعني دوابهم) فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روث إلا وجدوا عليها طعاماً, ومعناه أن الرسول الأعظم نهى عن الاستنجاء بالعظم وروث الدواب .
لأنهما من طعام الجن ودوابهم وذكر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن وفداً من جن نصيبين جاء إليه ليسأل الله جل شأنه أن يزيد في رزقهم, فزاده بأن جمل كل عظمة ذكر عليها اسم الله تكسى لهم لحماً وكل بعرة تكون طعاماً لدوابهم .
وليس هذا ابتداء رزقهم فقد كانوا يعيشون قبل النبوة المحمدية ويرزقهم خالقهم ولكنهم رغبوا في زيادة رزقهم حلالاً إذا أنهم مسلمون على يد رسولهم الكريم, كما ورد في السنة الصحيحة أيضاً إذا أكل أحد فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعطي بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله .
يمكن قراءة مقال زواج الجن اطفالهم حلال ام حرام لتكون فكرة عن نكاح الجن .
وهذا لا يحتاج إلى شرح ولا تأويل كما أن أبناء الشيطان القرناء يعيشون عالة على ابن آدم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك, فيستحل الشيطان طعام الإنسان مادام لم يذكر اسم الله عليه .
وقد روى أبو الدرداء قال : كان رسول الله جالساً ورجل يأكل ولم يسم الله حتى إذا لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه, وهو صريح في أن الشيطان يشارك ابن آدم معيشته اقتياتاً منه عليه . فإذا استعان الإنسان بالله منعه من ظلمه والبغى عليه .
وروى أبو داوود والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيطان جساس لحاس فاحذروه على أنفسكم .
من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه وهذا ما يحصل لأولاد الفلاحين الذين يأكلون الطبيخ وفيه دسم ثم ينامون من غير غسل أيديهم فيأتي الشيطان, فيلمس أفواههم وأيديهم فتخرج فيها بثرات تتزايد وتكثر ويقولون عليها كرفة .
وهي في الواقع من لحس الشيطان وتركه ريقه الذي يضر بجلد الآدمي . فيخرج مكانها دمامل وجراح وهذا صريح في أن الشياطين تأكل لتعيش كبني آدم وأن أكثر أمراض بني آدم من الشياطين .
فالطاعون من وخز الشيطان والحمى من مس الجن (أم ملدم) ونزيف الدم (الاستحاضة) ركضة من ركضات الشيطان وهكذا فصنف منهم هو مكروب المرض الذي يصيب الإنسان أو هم الذين ينشئون المكروب ليضروا به الإنسان لعدائهم السابق لآدم وذريته .
وللتحصن منهم ومن آذاهم النظافة والطهارة الدائمة والرياضة الجسمانية كالوضوء والصلاة والالتجاء إلى الله دائماً في جميع الأمور بالإيمان الصادق .
خلاصة ما سبق وإيضاحه :
الجن مثل الروح لا نراه كما لا نرى الروح وهي التي تحرك الجسم الترابي ونعيش بها ولكن لا نراها (الجن) يشاركنا في الكوكب الأرضي, وهم عالم مثلنا تماماً يتزوجون ويتناسلون ومكلفون بالعبادة من حين الخلقة قال الله تعالى (وما خلقت الحن والإنس إلا ليعبدون ) .
وقال بشأن إبليس أبو الجن وذريته (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو) وفي آية أخرى (لم يطمئهن إنس قبلهم ولا جان) .
وهذا بشأن النساء الذي سيكرم الله بهن الصالحين بل أكثر من ذلك إذ يتم التناسل بين الإنس والجن فمن ذلك بلقيس ملكة سبأ كانت أمها جنية وامرئ القيس الشاعر الجاهلي كان كذلك وكثير من الناس ينسبون لأباء من البشر والحقيقة (أبوهم الجني) .
ويعرف ذلك كل إنسان يكره أبو البشر أو يغير منه إذا وجد منفرداً مع أمه فهذه دلالة على أن هذا الرجل البشر ليس أبوه وإن كان منسوباً إليه في الظاهر .
والحقيقة هو من نسل الجن أي أن أبوه جني غشى أمه وحملت فيه وولدته رغم أنها متزوجة من هذا الرجل البشر .
وقد نسب المولود إليه بعد إتمام حمله ووضعه .
اطلع على مقالة مهمة ايضا بعنوان حقيقة تسخير الجن لتتوسع في فهم عالم الجن .
وقد يختلط الأمر على الكثير من الناس حتى يحسبوا أن الجن يحرق الإنسان إذا اقترب منه لأنه مخلوق من النار وهذا ظن خاطئ فالإنسان خلق من التراب والطين وهو الآن ليس كذلك بل جسمه لحم ودم وعظام فكذلك الجن خلق من مارج من نار أي من أعالي النار الصافية التي انتهى منها الإحراق .
فلا يوجد في أجسامهم ناراً وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قبض على الجني في المسجد وخنقه بيديه, حتى شعر ببرد لعابه على يده وأراد أن يربطه في سارية المسجد ليطلع الناس عليه في الصباح .
ولكنه تذكر دعاء سيدنا سليمان
(ربي هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) فتركه وذكر الحديث, وفي قصة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كان يمشي في فلاة فوجد حية ميتة فكفنها بفضلة من ثوب وواراها التراب فإذا بقائل يقول : (أشهد يا سرق بأني سمعت رسول الله يقول لك ستموت بأرض غربة يدفنك فيها خير أهل الأرض, فقال عمر بن عبد العزيز : من أنت يرحمك الله فقال رجل من الجن الذين سمعوا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يبق منا إلا أنا وسرق هذا الذي كفنته ودفنته ونحن من الذين قال الله عنهم وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن الخ ... الآية فحمد الله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز على ذلك .
وهناك كتاب يتحدث عن قبائل الجن يمكن الاطلاع عليه .
أما تعرض الجن للإنس فهذا واضح لا شك فيه فلا يمر يوم ولا أسبوع إلا وترى مصاب بالمس الشيطاني وقد تتعرض بعض نسائنا لهذه الجن ويفعل معهن مثل ما يفعل الرجل بزوجته وإنني أعرف الكثيرات منهن, ولولا الخوف من كشف أسرار الناس لذكرت أسماءهن وعناوينهن ولكن أتمثل بقول من قال :
قلوب الأحرار قبور الأسرار والسر عند خيار الناس مكتوم فقد يعشق بعض الجن بعض الإنس ذكوراً وإناثاً ويتزوجوهم أو يتخذوهم أصدقاء وأصحاب وقد ذكر الإمام مالك رضي الله عنه كراهة تزويج الجني بالإنسية خشية من كثرة الفسق فقط .
وقد شهدت الآية بأن الإنس والجن يستمتعون ببعضهم قال الله تعالى (يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا) .
ومنهم من يدخل بدن الإنسان ويتكلم على لسانه ففي الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق وقال الله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) .
ويكفي قول نبي الله أيوب عليه السلام إذ يقول رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب وقد روى عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن امرأة أتت إليه بولدها, وهو مجنون فأذن الرسول عليه الصلاة والسلام في أذنه وقال (أخرج يا عدو الله فأني عبد الله فخرج منه الشيطان وعوفي من الجنون ) .
كما جاء في الأثر أن الجن قد بشروا بنجاة الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء الهجرة ووصوله إلى المدينة المنورة حيث أقبل رجل من الجن من أسفل مكة (المسفلة), يتغنى بأبيات من الشعر والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من مكة وهو يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي (أم معبد) هما نزلا بالبر ثم ترحلا فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهنأ بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد, فقال قصى ما زوى اللهم عنكم به من فعال الايجاري وسؤدد سلوا أختكم عن شأنها وإنائها فأنكم أن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحاً صرة الشاة مزيد .
فلما سمعت قريش هذه الشعر من الهاتف (الجني) أرسلوا إلى أم معبد من يسألها بخيمتها هل مر بك محمد الذي من حليته كذا وكذا, فقالت لا أدري ما تقولون وإنما جاءني اثنين معاً وطلبا مني أن اسقيهما لبناً ولم توجد عندي غير هذه الشاة الحائل التي يبس درعها فجئتهما بها .
وقلت لا يوجد عندي غير هذه الشاة اليابسة الدرع فمد أحدهما يده إلى درعها وقال بسم الله فغرز حلبها وادرار لبنها فشربنا جميعاً وأصبح درعها مليئاً باللبن وسمعت رفيقه, يقول لمن لمس درع الشاة صدقت وآمنت بك يا رسول الله فآمنت به ثم ارتحلا إلى المدينة .
وفي الإنجيل ما يشهد بدخول الشيطان في جسم الإنسان ففي الإصحاح 8 الآية 31 (فالشياطين طلبوا إليه (أي إلى المسيح عليه السلام) قائلين أن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير )إنجيل لوقا .
وفي الإصحاح العاشر إنجيل متى(ثم دعا تلاميذه الأثني عشر وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف) .
وفي إنجيل مرقص الاصحاح الخامس(إخراجه للجن من رب الأسرة التي ترك أسرته وسكن القبور ), وفي إنجيل لوقا الإصحاح العاشر (شهادة السبعين رسولا بخضوع الشياطين لهم) .
وقد قال في الإنجيل (باسمي تخرجون الشياطين) وهكذا تجد في كل كتاب سماوي شهادة واعتراف بذلك .
مواضيع مهمة ذات صلة حول طعام الجن وشرابهم ومأكلهم .
إن كل جسد تقوم به الحياة لا بد له من مقوم لهذه الحياة فيه وأن هذا المقوم لا بد أن يكون من تكوين هذا الجسم فالإنسان أصله من التراب, ولكي يحفظ حياته يجب أن يمد جسمه ببعض مقومات من أكل وشرب .
فإن تركهما ذبل ومات هذا الهيكل ولا يصح أن يكون من مقومات الجسم الآدمي الأبخرة ولا أشياء غير مادته كالأثير فيتعين أن يكون مقومه من أصل طبيعة خلقته, فهو يقتات الحب والثمار والفاكهة وأصله من الأرض فما يقومه من أصل طبيعة خلقته .
كذلك الجن لا بد من مقومات له بعد الحياة وهي تعاطي ما به بحفظ حياته من التلف والضياع فهو من الأثير فما به حياته يكون من الأثير
الأبخرة والروائح للعطور وهكذا من كل ما يوافق تكوين جسمه فلا يقتات كما يقتات بني آدم إلا إذا كان في صورة مادية فيقتات بما تقتات به مادة جسمه الآدمية مثلاً أو الحيوانية .
فغذاء الجن يتناسب مع أصل خلقتهم من الأثير فالجن عالم كبير منظور لنا .
اقرأ مقال زواج الجن اطفالهم فهو مفيد ويمكن تصور حياة الجان فيه .
له أقاليمه الأثيرية والأرضية وله مدن وملوك وصناعات وزراعات وأشياء تلائم طبيعته يدل على ذلك قول الله تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) .
فإن الله سبحانه وتعالى ذكر أنه ما خلق الجن والإنس إلا ليؤدوا فرض عبوديتهم إلى ربهم وخالقهم ثم ذكر عجزهم وافتقارهم إليه في أجسامهم حية المدة المقدرة لحياتهم, فنفى أنه يريد منهم رزقاً أو إطعاماً وذكر أن الله هو الرزاق له وأنه صاحب القوة التي تعلو فوق كل قوة وقدرة, فهو الذي يرزق وهو الذي يطعم الإنس والجن فنعم الله على الجنسين لا عد لها ولا حصر .
(وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) .
خصوصاً ما به قوام حياتهما من مطعم ومشرب فالجن والإنس سواء بسواء في احتياجه إلى رزق ورزاق يرزقه وطاعم يطعمه كما جاء في القرآن الكريم في سورة الرحمن مخاطباً الجن والإنس (ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيها عينان تجري فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان). الخ .
ان زواج الجن مثبت ويمكن الاطلاع عليه للاستفادة كمقالة مميزة .
ومعناه أن الله جل شأنه ذكر للجن والإنس أن من خاف مقام ربه وبعد عن معصيته وسعى في مرضاته اتباع أوامره واجتناب نواهيه فقد أعد الله له جنتين ذواتاً أفنان : تجري فيهما عينان من ماء السلسبيل وفيهما من الفاكهة كل ما تشتهيه الأنفس وذلك لأن الإنسان مشتاق لما يتلذذ به حال حياته من أكل وشرب وجماع .
فذكر الله للجن والإنس ما يكون لهما معداً في الآخرة مما يشتهيانه والمعقول إذا أن الجن والإنس يتنعم في دنياه بلذيذ الطعام والشراب, فشوقهما الله ووعدهما بأحسن من ذلك .
يمكن الاطلاع على مقال اقسام الجن ومساكن الجن واشكال الجان المتمرد .
وروى الإمام مسلم في صحيحه أن ابن مسعود قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسنا في الأودية والشعاب فقلنا : أستطير أو أفتيل (طارت به الجن أو قتل) قال : فبتنا شر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا شر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً ، وكل بعرة علف لدوابكم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بها فإنها طعام إخوانكم ومعنى هذا أن الجن يوقدون النار ويأكلون ويشربون ولهم دواب يعلقونها حسب طبيعة وجودهم فإن كانوا على شكل الإنسان كان طعامهم مثل طعام الإنسان, وإن كانوا على شكل حشرات كان
طعامهم مثل طعام الحشرات المشكلين على صورتها وإن كانوا على شكلهم الطبيعي الأثيري كان طعامهم ما يلائم طبعهم الأثيري, مثل البخور والروائح الخ ...
وكتبنا مقال حول الجن بعنوان عالم الجن استحضار الارواح الشيطانية السفلية والعلوية .
وفي حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهما أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم أداة لوضوئه وحاجته (ما هو ماء كالزمزمية) فبينما هو يتبعه به فقال : من هذا ، فقال : أنا أبو هريرة ، فقال : أبغني أحجاراً استنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة, فأتيته بأحجار احملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت ما بال العظم والروثة .
(يعني لم تستعملها) قال : هما من طعام الجن وأنه أتاني وفد جن نصيبين (بلد بالعراق)ونعم الجن (يعني دوابهم) فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روث إلا وجدوا عليها طعاماً, ومعناه أن الرسول الأعظم نهى عن الاستنجاء بالعظم وروث الدواب .
لأنهما من طعام الجن ودوابهم وذكر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن وفداً من جن نصيبين جاء إليه ليسأل الله جل شأنه أن يزيد في رزقهم, فزاده بأن جمل كل عظمة ذكر عليها اسم الله تكسى لهم لحماً وكل بعرة تكون طعاماً لدوابهم .
وليس هذا ابتداء رزقهم فقد كانوا يعيشون قبل النبوة المحمدية ويرزقهم خالقهم ولكنهم رغبوا في زيادة رزقهم حلالاً إذا أنهم مسلمون على يد رسولهم الكريم, كما ورد في السنة الصحيحة أيضاً إذا أكل أحد فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعطي بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله .
يمكن قراءة مقال زواج الجن اطفالهم حلال ام حرام لتكون فكرة عن نكاح الجن .
وهذا لا يحتاج إلى شرح ولا تأويل كما أن أبناء الشيطان القرناء يعيشون عالة على ابن آدم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك, فيستحل الشيطان طعام الإنسان مادام لم يذكر اسم الله عليه .
وقد روى أبو الدرداء قال : كان رسول الله جالساً ورجل يأكل ولم يسم الله حتى إذا لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه, وهو صريح في أن الشيطان يشارك ابن آدم معيشته اقتياتاً منه عليه . فإذا استعان الإنسان بالله منعه من ظلمه والبغى عليه .
وروى أبو داوود والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيطان جساس لحاس فاحذروه على أنفسكم .
من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه وهذا ما يحصل لأولاد الفلاحين الذين يأكلون الطبيخ وفيه دسم ثم ينامون من غير غسل أيديهم فيأتي الشيطان, فيلمس أفواههم وأيديهم فتخرج فيها بثرات تتزايد وتكثر ويقولون عليها كرفة .
وهي في الواقع من لحس الشيطان وتركه ريقه الذي يضر بجلد الآدمي . فيخرج مكانها دمامل وجراح وهذا صريح في أن الشياطين تأكل لتعيش كبني آدم وأن أكثر أمراض بني آدم من الشياطين .
فالطاعون من وخز الشيطان والحمى من مس الجن (أم ملدم) ونزيف الدم (الاستحاضة) ركضة من ركضات الشيطان وهكذا فصنف منهم هو مكروب المرض الذي يصيب الإنسان أو هم الذين ينشئون المكروب ليضروا به الإنسان لعدائهم السابق لآدم وذريته .
وللتحصن منهم ومن آذاهم النظافة والطهارة الدائمة والرياضة الجسمانية كالوضوء والصلاة والالتجاء إلى الله دائماً في جميع الأمور بالإيمان الصادق .
خلاصة ما سبق وإيضاحه :
الجن مثل الروح لا نراه كما لا نرى الروح وهي التي تحرك الجسم الترابي ونعيش بها ولكن لا نراها (الجن) يشاركنا في الكوكب الأرضي, وهم عالم مثلنا تماماً يتزوجون ويتناسلون ومكلفون بالعبادة من حين الخلقة قال الله تعالى (وما خلقت الحن والإنس إلا ليعبدون ) .
وقال بشأن إبليس أبو الجن وذريته (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو) وفي آية أخرى (لم يطمئهن إنس قبلهم ولا جان) .
وهذا بشأن النساء الذي سيكرم الله بهن الصالحين بل أكثر من ذلك إذ يتم التناسل بين الإنس والجن فمن ذلك بلقيس ملكة سبأ كانت أمها جنية وامرئ القيس الشاعر الجاهلي كان كذلك وكثير من الناس ينسبون لأباء من البشر والحقيقة (أبوهم الجني) .
ويعرف ذلك كل إنسان يكره أبو البشر أو يغير منه إذا وجد منفرداً مع أمه فهذه دلالة على أن هذا الرجل البشر ليس أبوه وإن كان منسوباً إليه في الظاهر .
والحقيقة هو من نسل الجن أي أن أبوه جني غشى أمه وحملت فيه وولدته رغم أنها متزوجة من هذا الرجل البشر .
وقد نسب المولود إليه بعد إتمام حمله ووضعه .
اطلع على مقالة مهمة ايضا بعنوان حقيقة تسخير الجن لتتوسع في فهم عالم الجن .
وقد يختلط الأمر على الكثير من الناس حتى يحسبوا أن الجن يحرق الإنسان إذا اقترب منه لأنه مخلوق من النار وهذا ظن خاطئ فالإنسان خلق من التراب والطين وهو الآن ليس كذلك بل جسمه لحم ودم وعظام فكذلك الجن خلق من مارج من نار أي من أعالي النار الصافية التي انتهى منها الإحراق .
فلا يوجد في أجسامهم ناراً وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قبض على الجني في المسجد وخنقه بيديه, حتى شعر ببرد لعابه على يده وأراد أن يربطه في سارية المسجد ليطلع الناس عليه في الصباح .
ولكنه تذكر دعاء سيدنا سليمان
(ربي هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) فتركه وذكر الحديث, وفي قصة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كان يمشي في فلاة فوجد حية ميتة فكفنها بفضلة من ثوب وواراها التراب فإذا بقائل يقول : (أشهد يا سرق بأني سمعت رسول الله يقول لك ستموت بأرض غربة يدفنك فيها خير أهل الأرض, فقال عمر بن عبد العزيز : من أنت يرحمك الله فقال رجل من الجن الذين سمعوا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يبق منا إلا أنا وسرق هذا الذي كفنته ودفنته ونحن من الذين قال الله عنهم وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن الخ ... الآية فحمد الله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز على ذلك .
وهناك كتاب يتحدث عن قبائل الجن يمكن الاطلاع عليه .
أما تعرض الجن للإنس فهذا واضح لا شك فيه فلا يمر يوم ولا أسبوع إلا وترى مصاب بالمس الشيطاني وقد تتعرض بعض نسائنا لهذه الجن ويفعل معهن مثل ما يفعل الرجل بزوجته وإنني أعرف الكثيرات منهن, ولولا الخوف من كشف أسرار الناس لذكرت أسماءهن وعناوينهن ولكن أتمثل بقول من قال :
قلوب الأحرار قبور الأسرار والسر عند خيار الناس مكتوم فقد يعشق بعض الجن بعض الإنس ذكوراً وإناثاً ويتزوجوهم أو يتخذوهم أصدقاء وأصحاب وقد ذكر الإمام مالك رضي الله عنه كراهة تزويج الجني بالإنسية خشية من كثرة الفسق فقط .
وقد شهدت الآية بأن الإنس والجن يستمتعون ببعضهم قال الله تعالى (يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا) .
ومنهم من يدخل بدن الإنسان ويتكلم على لسانه ففي الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق وقال الله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) .
ويكفي قول نبي الله أيوب عليه السلام إذ يقول رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب وقد روى عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن امرأة أتت إليه بولدها, وهو مجنون فأذن الرسول عليه الصلاة والسلام في أذنه وقال (أخرج يا عدو الله فأني عبد الله فخرج منه الشيطان وعوفي من الجنون ) .
كما جاء في الأثر أن الجن قد بشروا بنجاة الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء الهجرة ووصوله إلى المدينة المنورة حيث أقبل رجل من الجن من أسفل مكة (المسفلة), يتغنى بأبيات من الشعر والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من مكة وهو يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي (أم معبد) هما نزلا بالبر ثم ترحلا فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهنأ بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد, فقال قصى ما زوى اللهم عنكم به من فعال الايجاري وسؤدد سلوا أختكم عن شأنها وإنائها فأنكم أن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحاً صرة الشاة مزيد .
فلما سمعت قريش هذه الشعر من الهاتف (الجني) أرسلوا إلى أم معبد من يسألها بخيمتها هل مر بك محمد الذي من حليته كذا وكذا, فقالت لا أدري ما تقولون وإنما جاءني اثنين معاً وطلبا مني أن اسقيهما لبناً ولم توجد عندي غير هذه الشاة الحائل التي يبس درعها فجئتهما بها .
وقلت لا يوجد عندي غير هذه الشاة اليابسة الدرع فمد أحدهما يده إلى درعها وقال بسم الله فغرز حلبها وادرار لبنها فشربنا جميعاً وأصبح درعها مليئاً باللبن وسمعت رفيقه, يقول لمن لمس درع الشاة صدقت وآمنت بك يا رسول الله فآمنت به ثم ارتحلا إلى المدينة .
وفي الإنجيل ما يشهد بدخول الشيطان في جسم الإنسان ففي الإصحاح 8 الآية 31 (فالشياطين طلبوا إليه (أي إلى المسيح عليه السلام) قائلين أن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير )إنجيل لوقا .
وفي الإصحاح العاشر إنجيل متى(ثم دعا تلاميذه الأثني عشر وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف) .
وفي إنجيل مرقص الاصحاح الخامس(إخراجه للجن من رب الأسرة التي ترك أسرته وسكن القبور ), وفي إنجيل لوقا الإصحاح العاشر (شهادة السبعين رسولا بخضوع الشياطين لهم) .
وقد قال في الإنجيل (باسمي تخرجون الشياطين) وهكذا تجد في كل كتاب سماوي شهادة واعتراف بذلك .
مواضيع مهمة ذات صلة حول طعام الجن وشرابهم ومأكلهم .