نشأة الروحانيات : علم الوشوشة وشياطين الجن
التعلق بالأرواح على اختلاف أنواعها وأجناسها والرغبة في الاتصال بها أمر فطري فنشأ مع الإنسان منذ وجد في هذه الحياة وترعرع, حتى أثمر فنوناً لا حصر لها والذي يقص علينا التاريخ القديم بعض مظاهره من فنون السحر والشعوذة والكهانة, مما كان له أعظم الأثر في اتساع الآفاق أمام الباحثين .
حتى زعموا أنهم وصلوا إلى استحضار الأرواح والتحدث إليها والاتصال معها اتصالاً متنوع الطرق والأساليب ولنرجع مع التاريخ لآلاف السنين, حتى عصر نبي الله موسى عليه السلام فقد أخذ السحر غايته وبلغ نهايته وكان من أقوى معجزاته وأبهر آياته للقضاء على السحرة وشعوذتهم .
يمكنك الاطلاع على مقال للدكتور ابو الحارث بعنوان سلسلة تعليم الروحانيات مجانا لأول مرة .
وها هو الإنجيل مشحون بما فيه الكفاية للسائلين فقد كان نبي الله عيسى عليه السلام يطرد الأرواح الشريرة من الأجسام المريضة وكان يفعل ذلك دون وسيط وعلى مرأى من قومه, ولا زال الزمان يدور دورته حتى جاء عصر القرآن يقص علينا أحوال السحر في قصة هاروت وماروت في عهد نبي الله سليمان عليه السلام واقرأ معي قوله تعالى :
(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان, ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) .
ورغم هذا التحذير استمر التفكير في الأرواح والشياطين والتطلع إلى تلك العوالم المجهولة وما زال الزمان يسير سراعا, حتى جاء عصر الإسلام وقد سأل الكفار الرسول عليه الصلاة والسلام عن قصة أهل الكهف وقصة ذي القرنين وعن الروح, وكان رد الوحي عن الروح ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) .
ولا ينبغي للإنسان أن يتكلم في شيء إلا إذا كان عنده علم به وإلا كيف نخوض في شيء قال الله عنه أنه من أمره والذي دعا للاسهاب في هذا الشأن شغف الكثير منا في هذا العصر بهذه الناحية الخطيرة تطلعا استولى على مشاعرهم, بسبب ما أذعه علماء الروح في الغرب ومن نهج نهجهم في الشر, من انهم ملكوا زمام الأمر واستحضروا كثيراً من الأرواح التي كشفت لهم عن حقائق الكون في شتى مظاهره وأحواله إلى آخر ما أذاعوه .
مما استهوى كثيرا من ذوي الميول إلى التطلع إلى عالم الغيب فاندفعوا وراء ما يكتب أولئك الباحثون فوقعوا صرعى الدعايات الواسعة لأمجادهم وما وصلوا إليه, فساروا في ركابهم يؤمنون بكل ما يحدثونهم به عن تلك العوالم الغامضة الممتدة في أغوار هذا الكون العظيم .
هنا يجدر بنا أن نقف لحظة إزاء ما يتردد في النفس من خواطر ورغبات تتطلع إلى الكشف عن حقائق هذه الأرواح التي يستحضرونها أهي حقاً أرواح الآدميين الذين يطلبون الاتصال بهم, والتحدث إليهم أم هي أرواح ملائكة كما يزعمون أم هي أرواح من عالم الجن والشياطين وما قيمة تلك
المحاولات في نظر الأديان ؟وإني أستطيع أن أقول مطمئناً إن للجن والشياطين دخلاً كبيراً في هذه الحظيرة كما سنبين ذلك فيما بعد والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل, فلقد زعم المشتغلون بالأرواح في هذا الزمان أنه أصبح من السهولة بمكان استحضار أرواح الموتى وأنهم استحضروا أرواح الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين الخ .
ملاحظة : ان استخدام الروحانيات في العلاج الجسدي تعتبر من اقوى الأدوية التي تغذي الروح البشرية .
وإن تعجب فعجب قولهم أنهم استحضروا الأرواح وخاطبوها وصوروا ما وعرفوا أحوالهم بعد مماتهم وما هم فيه من نعيم وشقاء مخالفين بذلك ما جاءت به الشرائع والأديان, وإني لأخاطب هؤلاء في أدب و احترام قائلاً لهم إن من يخاطبونهم على اعتبار أنهم أرواح الموتى هم أرواح من مختلف أنواع الجن .
راجع مقال زبدة الروحانيات للاستفادة والاطلاع .
أرواح الملائكة والأنبياء :
أما أرواح الملائكة الطاهرين والأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين فلا تدخل في نطاق بحثي هذا فإنها أرواح عالية تحضر ولا تستحضر مستمدة قوتها من الله وحده .
تحضر بمحض إرادتها لنصرة المظلومين وقضاء مصالح المحتاجين ولإرشاد الخلق إلى طريق الحق .
- قرين الإنسان :
جاء في الأخبار الصحيحة أن لكل إنسان قريناً من عالم الجن يلازمه من وقت ولادته حتى يوم وفاته فقد ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير ) وقد أشار القرآن في صريح الآيات إلى هذا القرين .
فقال تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) .
وقال عز من قائل :
(قال قرينه ربنا ما أطغيته) .
وقال تعالى :
( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ) .
فإذا مات الإنسان بقي قرينه سابحاً في الفضاء شأنه شأن سائر الأرواح فإذا عقدت جلسة استحضار الأرواح ونادى محضروها روح أحد المتوفين هنا يحضر قرينه الذي كان يلازمه في حياته, وحينما يسأل عن اسمه يجيب أنه فلان على اسم المتوفي لأنه لا يعرف له اسماً غيره .
ويجيب عن كل سؤال يوجه إليه موهماً الحاضرين أنه روح المتوفى المطلوب فيكون صادقاً في كلامه من حيث أنه لا يعرف له اسم غير اسم المتوفى وكاذباً لأنه ليس هو روح المتوفى, ونظراً لأنه كان يلازم المتوفى أيام حياته جاز عقلاً أن يجيب عن كل سؤال يلقى إليه خصوصاً إذا كان السؤال خاصاً عن تركة المتوفى .
أو أشياء يجهلها السائل عن المتوفي وقد تحضر روح أخرى بدل القرين وتتسمى بأسماء من نهج الخيال فتزعم أنها روح جبريل عليه السلام أو أنها من سكان الكواكب والأفلاك, ولما كانت الأسئلة كلها غيبيات تعجز عن الإجابة عنها تضطر لمجاراة السائلين على هواهم معتمدة على الظن والتخمين بعيدة عن الصدق واليقين ومن هنا نسمع من المشتغلين بذلك قولهم (الجن تكذب كثيراً) .
راجع مقال مجربات روحانية للرزق للاستفادة والاطلاع .
وإذا لاحظ أحد الحاضرين في هذه الجلسات كذب الروح فعند سؤال زعماء هذه الحركة يقولون إنها أرواح كانت كاذبة في حياتها وهي لا تزال للآن كاذبة مدعية مشاغبة وإني أترك هذا الظن للقارئ الكريم ؟
ولقد استحضرت روح شخص متوفى له دين معروف ولما سأل عن حاله بعد وفاته قال : إنه منعم يمرح في ملكوت السموات حيث شاء في النعيم والريحان وقد استحضرت روح شخص متوفى آخر له دين خلاف دين الأول ولما سأل عن حاله بعد الموت قال : إنه في جنة الله وإنه ينزل من السماء إلى يوقد الشموع في المعابد والمحاريب .ثم يصف الجنة وما فيها بكلام في غاية البلاغة وبديع الأسلوب .
وهذا شخص ثالث له دين خلاف دين الأول والثاني ولما سأل عن حاله بعد الموت قال إنه مع الملائكة الأطهار ومع الأنبياء والأبرار في روضات الجنات إلى آخر هذا الكلام الجذاب العجيب فيا سيدي القارئ إذا كان الأول في الجنة والثاني في الجنة والثالث في الجنة .
فمن يكون إذاً في النار ؟
هذه أقوال متناقضة تدعو للشك والارتياب فحدثني بربك سيدي وليشهد العقل هذه المحاورات لا أنها محاورة أرواح شيطانية تلعب بالعقول ولو كانوا أرواح الموتى حقاً لأخبرونا عما عرفوه وراء الموت وعما نحن فيه مختلفون من أمور الدنيا والدين هذه ألاعيب الشيطان فهل من مذكر ..
والحق أن الأرواح بعد انتقالها من هذه الدار تكون رهينة أعمالها انتظاراً ليوم الحساب والجزاء لا تلبي غير نداء ربها والله يقول :
(ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون)
والبرزخ حاجز من قدرة الله بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى يوم البعث وغير معقول أن يختلط عالم الغيب والشهادة مع وجود هذا البرزخ .
فإذا ثبت لديك أن الأرواح محجوزة في غيب برزخها فكيف يعقل تحضيرها على صوت فوتوغراف أو بقراءة الأقسام والدعوات والحق يقول ( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جهنم) .
يعني إن الأبرار في أعلى عليين والكافرين في أسفل سافلين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة ولا يتصور عقلاً أن المشغول بالنعيم يلبي ندائك وكذلك المعذب في الجحيم لا يجيب دعائك .
و يمكنك مراجعة قسم المدرسة الروحانية فتجد مجربات روحانية مهمة جدا .
ــ الرؤيا والأحلام :
عندما قرأت هذا البحث على صاحبي قال لي وهو يحاورني لقد عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء فقلت له ماذا تقصد إننا نرى في المنام أرواح الأنبياء والأولياء والأصحاب والأقرباء فقلت له اعلم علمك الله من العلم ما أنفعه . إن اتصال أرواح الأحياء بأرواح الأموات في النوم جائز شرعاً وعقلاً .
لأن الروح لا تراها إلا روح مثلها فإذا نمت ورأيت نبياً أو ولياً أو صديقاً أو عدواً فما جسدك الذي رأى بروحك نفسها رأت روحاً مثلها بسبب أن الإنسان إذا نام تخلصت روحه من ظلمة الجسد وانطلقت نورانية ترى من هذا الإشعاع ما شاء الله أن تراه من أرواح قال تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) .
وهذا يثبت تلاقي أرواح الأحياء بأرواح الأموات في المنام وقد تكون الرؤيا على جانب عظيم من الأهمية وقد تكون صحيحة صادقة وبعد انتهاء لقاء روح الحي بروح الميت ترجع روح الحي إلى جسده إلى بقية أجلها وإذا أردت روح الميت أن تعود إلى جسدها أمسكها الله في برزخها, حتى لا ترجع إلى جسدها وتبارك الله ناطر الأرواح ومنشئها ومميتها ومسعدها ومشقها .
ــ لفتة :
بمناسبة الحديث عن الرؤيا والأحلام أحب أن أقول لك أن الملائكة ترشدنا في منامنا إلى ما فيه خيرنا وصلاحنا ويتولى ذلك ملك يقال له (صديقون) حتى يكون الإنسان على شيء من حالته فإذا رأى الأنسان في المنام ما يسره ويشرح صدره فذلك من الله وما يراه, فيصبح مهموماً محزوناً فهذا من الشيطان فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث شماله ثلاثاً وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره)
وفي حديث آخر :
( إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) .
فإن الحلم لا يضره لأن الأحلام صورة من الصور التي يتعلق بها القلب في ساعات النهار والأحلام المهمة التي لا منطق لها فهي أضغاث أحلام وعلماء النفس في زماننا يقولون أن الأحلام تحمل في كوامين حناياها صرخات مهمة للغريزة عند الذكور والإناث وإجمالاً وتفصيلا .
من أراد أن ينام وروحه تسبح تحت عرش الله منعمة مكرمة فعليه ترك الانفعالات النفسية, وليتم على انشراح وسرور آكلاً طعاماً خفيفاً تالياً ما تيسر من آيات الله مثل آية الكرسي والصمدية والمعوذتين .
وليقل قول رسول الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء يكررها حتى ينام فإنه ينام في انشراح وأمان هذا هدى نبوي سقناه إليك لعلك تجد فيه ما ترتاح إليه في نفسك .
ــ المتكلم من بطنه :
والاعجب بما ذكرت وجود أشخاص لهم القدرة على التحدث من بطونهم ويسمى على ما أذكر (فنترلوك)أي المتحدث من بطنه فيوهمك أنه قادر على استحضار الجن وبعد ان يطفئ الأنوار يقوم بإجراءات تقليدية من إطلاق البخور وقراءة كلمات غير عربية, وبعد القليل من الوقت تسمع صوتاً رقيقاً بعيداً كما تظن أنه صوت من الجن المطلوب .
ويحصل ذلك وهو لا يفتح فمه مطلقاً لأنه يتكلم من بطنه كما ذكرت وهذه حالة أخرى أعرضها عليك لتكون على بصيرة من الأمر .
ــ شياطين الجن :
وهذا شخص آخر تدخل عليه فيخبرك باسمك واسم حاجتك مما يدهش العقل ويحير الفكر ولو علمت الحقيقة ما كان هناك موضع للدهشة والغرابة .
لا ريب أن للجن الدور الأول في ذلك وعسى أن لا تكون نسيت قرين الإنسان الذي حدثتك عنه سابقاً فعند دخولك عليه يسأل قرينك عن سبب الحضور, ونوع الحاجة التي حضرت من أجلها فيبلغ قرينك قرينه حاجتك فلا عجب بعدئذ أن يفاجئك باسمك واسم حاجتك هذا سر معرفتهم فإياك أن تقع في شركهم .
ـ علم الوشوشة :
ونوع آخر يخاوي الجان ويسمى علم الوشوشة وهذا شائع جداً وليس الأمر مختصر على فئة خاصة بل يستوي فيه المتمشيخون والخواجات, فهذا مغربي وآخر سوداني وثالث طلياني والجن القائم بهذه المهمة عند هذه الطائفة يدعى (جواش) وله اعوان كثيرون ومن ضمن القسم الذي يقسم عليه (أجب يا جواش وأخبرنا بما في ضمير الناس) إلى آخر هذا الكلام .
التعلق بالأرواح على اختلاف أنواعها وأجناسها والرغبة في الاتصال بها أمر فطري فنشأ مع الإنسان منذ وجد في هذه الحياة وترعرع, حتى أثمر فنوناً لا حصر لها والذي يقص علينا التاريخ القديم بعض مظاهره من فنون السحر والشعوذة والكهانة, مما كان له أعظم الأثر في اتساع الآفاق أمام الباحثين .
حتى زعموا أنهم وصلوا إلى استحضار الأرواح والتحدث إليها والاتصال معها اتصالاً متنوع الطرق والأساليب ولنرجع مع التاريخ لآلاف السنين, حتى عصر نبي الله موسى عليه السلام فقد أخذ السحر غايته وبلغ نهايته وكان من أقوى معجزاته وأبهر آياته للقضاء على السحرة وشعوذتهم .
يمكنك الاطلاع على مقال للدكتور ابو الحارث بعنوان سلسلة تعليم الروحانيات مجانا لأول مرة .
وها هو الإنجيل مشحون بما فيه الكفاية للسائلين فقد كان نبي الله عيسى عليه السلام يطرد الأرواح الشريرة من الأجسام المريضة وكان يفعل ذلك دون وسيط وعلى مرأى من قومه, ولا زال الزمان يدور دورته حتى جاء عصر القرآن يقص علينا أحوال السحر في قصة هاروت وماروت في عهد نبي الله سليمان عليه السلام واقرأ معي قوله تعالى :
(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان, ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) .
ورغم هذا التحذير استمر التفكير في الأرواح والشياطين والتطلع إلى تلك العوالم المجهولة وما زال الزمان يسير سراعا, حتى جاء عصر الإسلام وقد سأل الكفار الرسول عليه الصلاة والسلام عن قصة أهل الكهف وقصة ذي القرنين وعن الروح, وكان رد الوحي عن الروح ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) .
ولا ينبغي للإنسان أن يتكلم في شيء إلا إذا كان عنده علم به وإلا كيف نخوض في شيء قال الله عنه أنه من أمره والذي دعا للاسهاب في هذا الشأن شغف الكثير منا في هذا العصر بهذه الناحية الخطيرة تطلعا استولى على مشاعرهم, بسبب ما أذعه علماء الروح في الغرب ومن نهج نهجهم في الشر, من انهم ملكوا زمام الأمر واستحضروا كثيراً من الأرواح التي كشفت لهم عن حقائق الكون في شتى مظاهره وأحواله إلى آخر ما أذاعوه .
مما استهوى كثيرا من ذوي الميول إلى التطلع إلى عالم الغيب فاندفعوا وراء ما يكتب أولئك الباحثون فوقعوا صرعى الدعايات الواسعة لأمجادهم وما وصلوا إليه, فساروا في ركابهم يؤمنون بكل ما يحدثونهم به عن تلك العوالم الغامضة الممتدة في أغوار هذا الكون العظيم .
هنا يجدر بنا أن نقف لحظة إزاء ما يتردد في النفس من خواطر ورغبات تتطلع إلى الكشف عن حقائق هذه الأرواح التي يستحضرونها أهي حقاً أرواح الآدميين الذين يطلبون الاتصال بهم, والتحدث إليهم أم هي أرواح ملائكة كما يزعمون أم هي أرواح من عالم الجن والشياطين وما قيمة تلك
المحاولات في نظر الأديان ؟وإني أستطيع أن أقول مطمئناً إن للجن والشياطين دخلاً كبيراً في هذه الحظيرة كما سنبين ذلك فيما بعد والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل, فلقد زعم المشتغلون بالأرواح في هذا الزمان أنه أصبح من السهولة بمكان استحضار أرواح الموتى وأنهم استحضروا أرواح الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين الخ .
ملاحظة : ان استخدام الروحانيات في العلاج الجسدي تعتبر من اقوى الأدوية التي تغذي الروح البشرية .
وإن تعجب فعجب قولهم أنهم استحضروا الأرواح وخاطبوها وصوروا ما وعرفوا أحوالهم بعد مماتهم وما هم فيه من نعيم وشقاء مخالفين بذلك ما جاءت به الشرائع والأديان, وإني لأخاطب هؤلاء في أدب و احترام قائلاً لهم إن من يخاطبونهم على اعتبار أنهم أرواح الموتى هم أرواح من مختلف أنواع الجن .
راجع مقال زبدة الروحانيات للاستفادة والاطلاع .
أرواح الملائكة والأنبياء :
أما أرواح الملائكة الطاهرين والأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين فلا تدخل في نطاق بحثي هذا فإنها أرواح عالية تحضر ولا تستحضر مستمدة قوتها من الله وحده .
تحضر بمحض إرادتها لنصرة المظلومين وقضاء مصالح المحتاجين ولإرشاد الخلق إلى طريق الحق .
- قرين الإنسان :
جاء في الأخبار الصحيحة أن لكل إنسان قريناً من عالم الجن يلازمه من وقت ولادته حتى يوم وفاته فقد ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير ) وقد أشار القرآن في صريح الآيات إلى هذا القرين .
فقال تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) .
وقال عز من قائل :
(قال قرينه ربنا ما أطغيته) .
وقال تعالى :
( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ) .
فإذا مات الإنسان بقي قرينه سابحاً في الفضاء شأنه شأن سائر الأرواح فإذا عقدت جلسة استحضار الأرواح ونادى محضروها روح أحد المتوفين هنا يحضر قرينه الذي كان يلازمه في حياته, وحينما يسأل عن اسمه يجيب أنه فلان على اسم المتوفي لأنه لا يعرف له اسماً غيره .
ويجيب عن كل سؤال يوجه إليه موهماً الحاضرين أنه روح المتوفى المطلوب فيكون صادقاً في كلامه من حيث أنه لا يعرف له اسم غير اسم المتوفى وكاذباً لأنه ليس هو روح المتوفى, ونظراً لأنه كان يلازم المتوفى أيام حياته جاز عقلاً أن يجيب عن كل سؤال يلقى إليه خصوصاً إذا كان السؤال خاصاً عن تركة المتوفى .
أو أشياء يجهلها السائل عن المتوفي وقد تحضر روح أخرى بدل القرين وتتسمى بأسماء من نهج الخيال فتزعم أنها روح جبريل عليه السلام أو أنها من سكان الكواكب والأفلاك, ولما كانت الأسئلة كلها غيبيات تعجز عن الإجابة عنها تضطر لمجاراة السائلين على هواهم معتمدة على الظن والتخمين بعيدة عن الصدق واليقين ومن هنا نسمع من المشتغلين بذلك قولهم (الجن تكذب كثيراً) .
راجع مقال مجربات روحانية للرزق للاستفادة والاطلاع .
وإذا لاحظ أحد الحاضرين في هذه الجلسات كذب الروح فعند سؤال زعماء هذه الحركة يقولون إنها أرواح كانت كاذبة في حياتها وهي لا تزال للآن كاذبة مدعية مشاغبة وإني أترك هذا الظن للقارئ الكريم ؟
ولقد استحضرت روح شخص متوفى له دين معروف ولما سأل عن حاله بعد وفاته قال : إنه منعم يمرح في ملكوت السموات حيث شاء في النعيم والريحان وقد استحضرت روح شخص متوفى آخر له دين خلاف دين الأول ولما سأل عن حاله بعد الموت قال : إنه في جنة الله وإنه ينزل من السماء إلى يوقد الشموع في المعابد والمحاريب .ثم يصف الجنة وما فيها بكلام في غاية البلاغة وبديع الأسلوب .
وهذا شخص ثالث له دين خلاف دين الأول والثاني ولما سأل عن حاله بعد الموت قال إنه مع الملائكة الأطهار ومع الأنبياء والأبرار في روضات الجنات إلى آخر هذا الكلام الجذاب العجيب فيا سيدي القارئ إذا كان الأول في الجنة والثاني في الجنة والثالث في الجنة .
فمن يكون إذاً في النار ؟
هذه أقوال متناقضة تدعو للشك والارتياب فحدثني بربك سيدي وليشهد العقل هذه المحاورات لا أنها محاورة أرواح شيطانية تلعب بالعقول ولو كانوا أرواح الموتى حقاً لأخبرونا عما عرفوه وراء الموت وعما نحن فيه مختلفون من أمور الدنيا والدين هذه ألاعيب الشيطان فهل من مذكر ..
والحق أن الأرواح بعد انتقالها من هذه الدار تكون رهينة أعمالها انتظاراً ليوم الحساب والجزاء لا تلبي غير نداء ربها والله يقول :
(ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون)
والبرزخ حاجز من قدرة الله بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى يوم البعث وغير معقول أن يختلط عالم الغيب والشهادة مع وجود هذا البرزخ .
فإذا ثبت لديك أن الأرواح محجوزة في غيب برزخها فكيف يعقل تحضيرها على صوت فوتوغراف أو بقراءة الأقسام والدعوات والحق يقول ( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جهنم) .
يعني إن الأبرار في أعلى عليين والكافرين في أسفل سافلين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة ولا يتصور عقلاً أن المشغول بالنعيم يلبي ندائك وكذلك المعذب في الجحيم لا يجيب دعائك .
و يمكنك مراجعة قسم المدرسة الروحانية فتجد مجربات روحانية مهمة جدا .
ــ الرؤيا والأحلام :
عندما قرأت هذا البحث على صاحبي قال لي وهو يحاورني لقد عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء فقلت له ماذا تقصد إننا نرى في المنام أرواح الأنبياء والأولياء والأصحاب والأقرباء فقلت له اعلم علمك الله من العلم ما أنفعه . إن اتصال أرواح الأحياء بأرواح الأموات في النوم جائز شرعاً وعقلاً .
لأن الروح لا تراها إلا روح مثلها فإذا نمت ورأيت نبياً أو ولياً أو صديقاً أو عدواً فما جسدك الذي رأى بروحك نفسها رأت روحاً مثلها بسبب أن الإنسان إذا نام تخلصت روحه من ظلمة الجسد وانطلقت نورانية ترى من هذا الإشعاع ما شاء الله أن تراه من أرواح قال تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) .
وهذا يثبت تلاقي أرواح الأحياء بأرواح الأموات في المنام وقد تكون الرؤيا على جانب عظيم من الأهمية وقد تكون صحيحة صادقة وبعد انتهاء لقاء روح الحي بروح الميت ترجع روح الحي إلى جسده إلى بقية أجلها وإذا أردت روح الميت أن تعود إلى جسدها أمسكها الله في برزخها, حتى لا ترجع إلى جسدها وتبارك الله ناطر الأرواح ومنشئها ومميتها ومسعدها ومشقها .
ــ لفتة :
بمناسبة الحديث عن الرؤيا والأحلام أحب أن أقول لك أن الملائكة ترشدنا في منامنا إلى ما فيه خيرنا وصلاحنا ويتولى ذلك ملك يقال له (صديقون) حتى يكون الإنسان على شيء من حالته فإذا رأى الأنسان في المنام ما يسره ويشرح صدره فذلك من الله وما يراه, فيصبح مهموماً محزوناً فهذا من الشيطان فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث شماله ثلاثاً وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره)
وفي حديث آخر :
( إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) .
فإن الحلم لا يضره لأن الأحلام صورة من الصور التي يتعلق بها القلب في ساعات النهار والأحلام المهمة التي لا منطق لها فهي أضغاث أحلام وعلماء النفس في زماننا يقولون أن الأحلام تحمل في كوامين حناياها صرخات مهمة للغريزة عند الذكور والإناث وإجمالاً وتفصيلا .
من أراد أن ينام وروحه تسبح تحت عرش الله منعمة مكرمة فعليه ترك الانفعالات النفسية, وليتم على انشراح وسرور آكلاً طعاماً خفيفاً تالياً ما تيسر من آيات الله مثل آية الكرسي والصمدية والمعوذتين .
وليقل قول رسول الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء يكررها حتى ينام فإنه ينام في انشراح وأمان هذا هدى نبوي سقناه إليك لعلك تجد فيه ما ترتاح إليه في نفسك .
ــ المتكلم من بطنه :
والاعجب بما ذكرت وجود أشخاص لهم القدرة على التحدث من بطونهم ويسمى على ما أذكر (فنترلوك)أي المتحدث من بطنه فيوهمك أنه قادر على استحضار الجن وبعد ان يطفئ الأنوار يقوم بإجراءات تقليدية من إطلاق البخور وقراءة كلمات غير عربية, وبعد القليل من الوقت تسمع صوتاً رقيقاً بعيداً كما تظن أنه صوت من الجن المطلوب .
ويحصل ذلك وهو لا يفتح فمه مطلقاً لأنه يتكلم من بطنه كما ذكرت وهذه حالة أخرى أعرضها عليك لتكون على بصيرة من الأمر .
ــ شياطين الجن :
وهذا شخص آخر تدخل عليه فيخبرك باسمك واسم حاجتك مما يدهش العقل ويحير الفكر ولو علمت الحقيقة ما كان هناك موضع للدهشة والغرابة .
لا ريب أن للجن الدور الأول في ذلك وعسى أن لا تكون نسيت قرين الإنسان الذي حدثتك عنه سابقاً فعند دخولك عليه يسأل قرينك عن سبب الحضور, ونوع الحاجة التي حضرت من أجلها فيبلغ قرينك قرينه حاجتك فلا عجب بعدئذ أن يفاجئك باسمك واسم حاجتك هذا سر معرفتهم فإياك أن تقع في شركهم .
ـ علم الوشوشة :
ونوع آخر يخاوي الجان ويسمى علم الوشوشة وهذا شائع جداً وليس الأمر مختصر على فئة خاصة بل يستوي فيه المتمشيخون والخواجات, فهذا مغربي وآخر سوداني وثالث طلياني والجن القائم بهذه المهمة عند هذه الطائفة يدعى (جواش) وله اعوان كثيرون ومن ضمن القسم الذي يقسم عليه (أجب يا جواش وأخبرنا بما في ضمير الناس) إلى آخر هذا الكلام .
