بسم الله الرحمن الرحيم
=============
قال تعالى :
======
(أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
ما أحلاها من لحظات
إنها لحظات الانكسار والندم ، واستشعار الفقر والحاجة إلى من بيده ملكوت كل شيء ما أحلاها من لحظات تستشعر فيها قربك من مولاك ، وتستنشق فيها نسيم الأسحار
ما أحلاها من لحظات
وأنت تنظر في الساعة فتجد أن الوقت قد حان ، وأن السائلين قد بدؤوا بتقديم الطلبات فتنفض النوم عن وجهك ، وتسرع إلى المحراب تتذلل لمولاك ، وتسأله مسألة المسكين ، وتستغيث به استغاثة السقيم تعود فيها إلى أصل ضعفك وتنسى عوارض قوتك ، تلح في الدعاء ، وتذرف الدموع لعله يرى صدقك وفقرك ومسكنتك فيعطيك من خزائنه ، أتراه يردك عن بابه وما أيقظك سواه ؟
أدمن قرع الباب
وقل عبيدك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، مسكينك بفنائك ......
ألحّ في دعائك واستغث بمولاك استغاثة المشرف على الغرق وفر إليه فرار الخائف الوجل
قل :
نعم يا رب ، أنا السائل فأعطني ، أنا المستغفر فاغفر لي وأنا العاري فاكسني وأنا الجائع فأطعمني ، وأنا الضال فاهدني وأنا الحائر فأرشدني ، وأنا الفقير فأغنني ، وأنا الذليل فأعزني ، وأنا الضعيف فقوني .
في طريق معرفتك بالله
ابدأ بقيام الليل لأنه دأب الأنبياء والصالحين في طريقهم إلى الله تعالى ، فالليل هو وقت الخلوة بالحبيب ، تخرج فيه معاني الذل والانكسار والافتقار والخشية ...
تكتب الرسائل بالدموع ليحملها نسيم الأسحار إلى من قال: هل من سائل فأعطيه ؟
لاتدع تلك اللحظات تفوتك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ ) .
( البخاري ومسلم)
الله يطلب منك أن اسألني يا عبدي ، أنا نزلت إليك لأستمع إلى شكواك ، إلى طلبك ، إلى حاجتك ، إلى مسألتك ، إلى استفسارك ، إلى توبتك
وعن عبد الله بن سلام قال :
لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم جفل الناس إليه و قيل قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلون الجنة بسلام
يقول صلى الله عليه وسلم:
(شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس )
عاهد ربك الآن على قيام الليل
اتجه إلى فراشك باكراً واطلب من الله تعالى أن يعينك على القيام فهو وحده القادر على ذلك.
لاتنسى النوم على طهارة وبادر إلى التبكير بالنوم بعد العشاء واحرص على القيلولة في النهار
اعلم أن الله تعالى يضحك لمن يقوم الليل
واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى وهو مريض
وأن السلف كانوا يتحسرون على فوات قيام الليل وهم في السكرات
فالقيام تربية النفس على المسابقة إلى الطاعات وهو يشفع لصاحبه يوم القيامة وهو سبب للفوز برحمة الله
وسبب لطرد الأمراض عن البدن وهو تزكية للنفس من أمراضها وآفاتها
قيام الليل خطوة في طريق الإيمان
امتلك رغبة حقيقية صادقة في قيام الليل نابعة من يقينك بأهمية القيام ودوره في بناء إيمانك القادر على الوقوف في وجه الشهوات والشبهات هذه الرغبة محلها القلب، ودافعها السير إلى الله تعالى، ومحركها محبة الله تعالى وكلامِه والخوفُ من عاقبة الذنوب والتقصيِر في حق العبودية لله والرغبةُ في شكر النعم التي لا تعد ولا تحصى.
استحضر قبل نومك يوماً من أيام الله تفضل به عليك ونعمة من نعمه التي لا تنقضي واستحضر سبباً من أسباب الخوف من الله تعالى
( الخوف يدفعك إلى الاستيقاظ والحب يدفعك إلى المناجاة)
اتخذ سبباً للاستيقاظ ولا تعتمد عليه ، وعوّد نفسك أن تنهض واقفاً فور وجود السبب مهما كانت الظروف ومهما شعرت برغبة في البقاء في الفراش
ولا تنس الأذكار المسنونة قبل النوم .
انهض من فراشك وتوضأ وضوءاً غير الذي عرفته من قبل وضوءاً ليس لرفع الحدث واستباحة الصلاة فحسب ولكن لطهارة القلب والإقبال على الله
- قف بين يدي الله تعالى واستحضر عظمته وجلاله وتوجه بقلبك إليه .
- اختر آيات تتأثر بها وتحبها واقرأها ولو بصوت تسمعه لنفسك وتغنَّ بها وتفكر بمعانيها
أطل القيام والركوع والسجود وناج الله في سجودك واطلب منه بدموع وإخلاص ما تريد من حوائج الآخرة فالدنيا .
صل ماشئت وماتطيقه نفسك "ركعتان,
أربع,ست ,ثمان ...
إن لم تستطع القيام فلا مانع في البدايات أن تصلي قبل أن تأوي إلى فراشك
انتبه
لا تحدث أحداً بقيامك الليل فالقيام من عبادات الإخلاص فلا تفسدها بالتحدث عنها إلا لحاجة ضرورية
اللهم وفقنا لقيام الليل ابتغاء وجهك الكريم واجعلنا ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعونك خوفا ورهبا ..
اللهم آمين ..
والسلام عليكم
مع تحيات
ابو اقبال
=============
قال تعالى :
======
(أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
ما أحلاها من لحظات
إنها لحظات الانكسار والندم ، واستشعار الفقر والحاجة إلى من بيده ملكوت كل شيء ما أحلاها من لحظات تستشعر فيها قربك من مولاك ، وتستنشق فيها نسيم الأسحار
ما أحلاها من لحظات
وأنت تنظر في الساعة فتجد أن الوقت قد حان ، وأن السائلين قد بدؤوا بتقديم الطلبات فتنفض النوم عن وجهك ، وتسرع إلى المحراب تتذلل لمولاك ، وتسأله مسألة المسكين ، وتستغيث به استغاثة السقيم تعود فيها إلى أصل ضعفك وتنسى عوارض قوتك ، تلح في الدعاء ، وتذرف الدموع لعله يرى صدقك وفقرك ومسكنتك فيعطيك من خزائنه ، أتراه يردك عن بابه وما أيقظك سواه ؟
أدمن قرع الباب
وقل عبيدك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، مسكينك بفنائك ......
ألحّ في دعائك واستغث بمولاك استغاثة المشرف على الغرق وفر إليه فرار الخائف الوجل
قل :
نعم يا رب ، أنا السائل فأعطني ، أنا المستغفر فاغفر لي وأنا العاري فاكسني وأنا الجائع فأطعمني ، وأنا الضال فاهدني وأنا الحائر فأرشدني ، وأنا الفقير فأغنني ، وأنا الذليل فأعزني ، وأنا الضعيف فقوني .
في طريق معرفتك بالله
ابدأ بقيام الليل لأنه دأب الأنبياء والصالحين في طريقهم إلى الله تعالى ، فالليل هو وقت الخلوة بالحبيب ، تخرج فيه معاني الذل والانكسار والافتقار والخشية ...
تكتب الرسائل بالدموع ليحملها نسيم الأسحار إلى من قال: هل من سائل فأعطيه ؟
لاتدع تلك اللحظات تفوتك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ ) .
( البخاري ومسلم)
الله يطلب منك أن اسألني يا عبدي ، أنا نزلت إليك لأستمع إلى شكواك ، إلى طلبك ، إلى حاجتك ، إلى مسألتك ، إلى استفسارك ، إلى توبتك
وعن عبد الله بن سلام قال :
لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم جفل الناس إليه و قيل قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلون الجنة بسلام
يقول صلى الله عليه وسلم:
(شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس )
عاهد ربك الآن على قيام الليل
اتجه إلى فراشك باكراً واطلب من الله تعالى أن يعينك على القيام فهو وحده القادر على ذلك.
لاتنسى النوم على طهارة وبادر إلى التبكير بالنوم بعد العشاء واحرص على القيلولة في النهار
اعلم أن الله تعالى يضحك لمن يقوم الليل
واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى وهو مريض
وأن السلف كانوا يتحسرون على فوات قيام الليل وهم في السكرات
فالقيام تربية النفس على المسابقة إلى الطاعات وهو يشفع لصاحبه يوم القيامة وهو سبب للفوز برحمة الله
وسبب لطرد الأمراض عن البدن وهو تزكية للنفس من أمراضها وآفاتها
قيام الليل خطوة في طريق الإيمان
امتلك رغبة حقيقية صادقة في قيام الليل نابعة من يقينك بأهمية القيام ودوره في بناء إيمانك القادر على الوقوف في وجه الشهوات والشبهات هذه الرغبة محلها القلب، ودافعها السير إلى الله تعالى، ومحركها محبة الله تعالى وكلامِه والخوفُ من عاقبة الذنوب والتقصيِر في حق العبودية لله والرغبةُ في شكر النعم التي لا تعد ولا تحصى.
استحضر قبل نومك يوماً من أيام الله تفضل به عليك ونعمة من نعمه التي لا تنقضي واستحضر سبباً من أسباب الخوف من الله تعالى
( الخوف يدفعك إلى الاستيقاظ والحب يدفعك إلى المناجاة)
اتخذ سبباً للاستيقاظ ولا تعتمد عليه ، وعوّد نفسك أن تنهض واقفاً فور وجود السبب مهما كانت الظروف ومهما شعرت برغبة في البقاء في الفراش
ولا تنس الأذكار المسنونة قبل النوم .
انهض من فراشك وتوضأ وضوءاً غير الذي عرفته من قبل وضوءاً ليس لرفع الحدث واستباحة الصلاة فحسب ولكن لطهارة القلب والإقبال على الله
- قف بين يدي الله تعالى واستحضر عظمته وجلاله وتوجه بقلبك إليه .
- اختر آيات تتأثر بها وتحبها واقرأها ولو بصوت تسمعه لنفسك وتغنَّ بها وتفكر بمعانيها
أطل القيام والركوع والسجود وناج الله في سجودك واطلب منه بدموع وإخلاص ما تريد من حوائج الآخرة فالدنيا .
صل ماشئت وماتطيقه نفسك "ركعتان,
أربع,ست ,ثمان ...
إن لم تستطع القيام فلا مانع في البدايات أن تصلي قبل أن تأوي إلى فراشك
انتبه
لا تحدث أحداً بقيامك الليل فالقيام من عبادات الإخلاص فلا تفسدها بالتحدث عنها إلا لحاجة ضرورية
اللهم وفقنا لقيام الليل ابتغاء وجهك الكريم واجعلنا ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعونك خوفا ورهبا ..
اللهم آمين ..
والسلام عليكم
مع تحيات
ابو اقبال