أهميه السنة في الحيث الشريف
لأن أرد درهما من شبهة أحب إلى من أن أتصدق بمائه آلف ، ومائه آلف ، حتى بلغ ستمائة آلف
عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : " دعوني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم علي أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ".
أخي المسلم : هذه "وصية" عظيمة الشأن ، تبين أهمية السنة ،وتحذر من الاختلاف ، انتهي عن كثرة المسائل على وجه التعنت والتكلف والتعمق وقد وردت بها عدة روايات متقاربة المعنى ، منها :
عن أبى هريرة قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج ".
فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟
فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو قلت :نعم لو جبت ولما استطعتم ".
ثم قال : " ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم . فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " وأخرجه " الدارقطنى"من وجه آخر مختصرا ، وقال فيه : فنزل قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم ".
وعن ابن عباس ، كان قوم يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم استهزاء ، فيقول الرجل : من أبى ؟ ويقول الرجل تضل ناقته : أين ناقتي ؟ فأنزل الله هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ..."رواه البخاري .
فدلت هذه الأحاديث على النهى عن السؤال عما لا يحتاج إليه ما يسوء السائل جوابه ، وعلى النهى عن السؤال على التعنت والبعث والاستهزاء كما كان يفعله كثير من المنافقين وغيرهم. وقريب من هذا : سؤال الآيات واقتراحها على وجه التعنت كما كان يسأله المشركون وأهل الكتاب . قال عكرمة : إن الآية نزلت في ذلك . ويقرب من ذلك السؤال عما أخفاه الله عن عباده ولم يطلعهم عليه كالسؤال عن وقت الساعة وعن الروح . ودلت ـ أيضا ـ على نهي المسلمين عن السؤال عن الحج هل يجب كل عام أم لا ؟
وفي " الصحيح " عن سعد بن أبى وقاص عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته " .
وقال الأوزاعى ـ رحمه الله ـ : " إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط ، فلقد رأيتهم أقل الناس علما ".
قلت : المغاليط : أو الأغلوطات : هي شداد المسائل كما قال الأوزعى .