تعددت طرق الأوراد وطرق التقرب لله فمنها الطريقة التجانية والطريقة القادرية والطريقة الكيلانية وهنا نشرح الطريقة التجانية :
إن الطريقة التجانية طريقة علم ومعرفة وعمل وإخلاص وكل المتمسكين بها من أجلة العلماء الذين هم المرجع فى الإسلام وعلومه لمسلمي بلادهم وهذه الطريقة عبارة عن الوردين والوظيفة وذكر الجمعة.
وما عدا هذا مما اشتملت عليه كتبها فهو من التصوف وليس بداخل فى مسمّى الطريقة وهذا منقول عن جميع أئمة هذه الطريقة الشريفة بدون استثناء(1).
وقد تعرضت الطريقة التجانية لحملات جائرة من الخصوم والمنكرين فى مسائل لم يفهموها الفهم الصحيح ولم يسألوا عنها علماء الطريقة ليشرحوها لهم بل سارعوا إلى تكفير التجانيين وإخراجهم من دائرة أهل الإسلام بسبب الفهم السقيم قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
ومن جملة هذه المسائل رؤية النبي صلي الله عليه و سلم فى اليقظة وفضل صلاة الفاتح وبشارات الطريق والمرتبة العالية فى الولاية التى أكرم الله بها الشيخ التجانى رضي الله عنه.
وقال بعضهم إنّ مسألة واحدة إن ثبتت ثبتت الطريقة كلها وإن بطلت بطلت الطريقة كلها وهى مسألة رؤية اليقظة ظناً منه أنها لا تثبت وليس لها دليل شرعي.. والشيخ التجانى رضي الله عنه ذكر أنه رأى النبي صلي الله عليه و سلم يقظة لا مناماً وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل وهو عدل ثقة والقاعدة المشهورة عند العلماء أن العدل إذا أخبر بأمر جائز وجب تصديقه وبهذا قامت الشريعة.
إن بعض من تقّيد بالحس أنكر الاجتماع بالنبى صلي الله عليه و سلم فى اليقظة والتلقى عنه وليس ثمة ما يحيل ذلك لا عقلاً ولا شرعاً ولا ريب أن الحقائق لا تزال حقائق وأهلها متمتعين بها رغم إنكار المنكر وليس من لم ير بحجة على من رأى فلو شهد ألف عدل أنهم لم يروا الهلال مثلاً وشهد عدلان أنهما رأياه فهما الحجة على من لم ير وتمضى أحكام رؤيتها عليهم وقد أفرد الحافظ السيوطى وغيره ذلك بالتأليف ولنا كتاب خاص برؤية النبى صلي الله عليه و سلم فى اليقظة أتينا فيه بالحجج البينة عليها ولا يوجد مسلم يجهل أن الحق تبارك وتعالى إذا أراد أن يغدق فضله على أحد بأن يريه الذات المحمدية الشريفة ويمنّ عليه بالتلقى عنها ما يصح أن يتلقى من معارف وأذواق فإنه سبحانه لا يستشير أحداً من أولئك المنكرين فى إنعامه حتى يكون سبحانه لا يتفضل على أحد إلا بما يعلمون {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
وليس بخاف على أهل العلم أن حكم ما يلقى في تلك اليقظة هو حكم ما يلقى في النوم لا بدّ أن يعرض على الشريعة ولا يعول إلا على ما وافقها - وغيره له تأويل(1).
وروى مسلم فى صحيحه حدثنا سويد بن سعيد حدثنا على بن مسهر قال: (سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبى عياش نحواً من ألف حديث قال علىٌّ فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبى صلي الله عليه و سلم في المنام فعرض عليه ما سمع من أبان فما عرف منها إِلاّ شيئاً يسيراً خمسة أو ستة).
قال النووى: قال القاضى عياض رحمه الله هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرّر من ضعف أبان لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا بإجماع العلماء هذا كلام القاضى وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغيَّر بسبب ما يراه النائم ما تقرّر فى الشرع وليس هذا الذي ذكرناه مخالفا لقوله صلي الله عليه و سلم: (من رانى فى المنام فقد رآنى) فإِنّ معنى الحديث أنّ رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعى به لأَنّ حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائى وقد اتفقوا على أَنَّ من شرط من تقبل روايته وشهادته أن يكون متيقظاً لا مغفلاً ولاسيئ الحفظ ولا كثير الخطأ ولا مختل الضبط والنائم ليس بهذه الصفة فلم تقبل روايته لاختلال ضبطه هذا كله فى منام يتعلق بإثبات حكم على خلاف ما يحكم به الولاة.
أما اذا رأى النبى صلي الله عليه و سلم يأمره بفعل ما هو مندوب إليه أو ينهاه عن منهي عنه أو يرشده الي فعل مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل علي وفقه لأنَّ ذلك ليس حكماً بمجرد المنام بل بما تقرَّر من أصل ذلك الشىء والله أعلم(2).
فالشيخ التجانى رضي الله عنه رأى النبى صلي الله عليه وسلم فى اليقظة وأعطاه هذا الورد وهو الاستغفار والصلاة على النبى ولا إله إلا الله .. وهذا على حسب كلام النووي رحمه الله لاخلاف فى استحباب العمل على وفقه .. إذن فلا حرج على من ذكر هذا الورد وصدق بالفضل الخـاص الذى أخبر به الشيخ التجانى عن النبي صلي الله عليه و سلم.
واعلم أنَّ هذا السيّد الجليل ما ذكر فيما أعطاه الله شيئاً إلا من قبيل الجائز الذى لا يحيله العقل ولا يأباه النقل وقد أعطى كثيراً من أوليائه العظام مما لا تدركه الأفهام وهذا الفضل العظيم تحدّثوا به وغاية ما ذكره الشيخ التجاني رضي الله عنه أنَّ الله أعطاه ما أعطاه وزاده على ذلك(3).
إنّ من أصول أهل السنة والجماعة التبشير بالخير ورجاء القبول والإجابة من الله تعالى فى جميع أعمالهم وما ورد فى الطريقة التجانية من بشارات الشيخ التجانى لأتباعه بما تلقاه من حضرة المصطفى صلي الله عليه و سلم ليس ضماناً وإنما هو تبشير وقد قيّده هو وجميع علماء طريقته بقيد هو الوفاء بشروط هذه الطريقة فهو ضمان مشروط وليس ضماناً مطلقاً بالمعنى الذى يصوّره المتهجمون على الشيخ وإنما هو تبشير فقط لا أكثر ولا أقل فمن التزم طريق الاستقامة ولم ينحرف عنه بشَّره المؤمنون من دون أن يقطعوا فى أمره بشىء وذلك مطابق لقوله عليه الصلاة والسلام (سدّدوا وقاربوا وأبشروا) الحديث .
ولقوله تعالى: {إنَّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة}(1).
وأما المرتبة العالية فى الولاية التى أكرم الله بها الشيخ التجانى رضي الله عنه وكونه الممد لسائر الأولياء والأقطاب وأنه خاتم الولاية المحمدية فإنّ ما دون النبوة والصحبة جائز يعطيه الله لمن يشاء من خلقه.
وفى نسيم الرياض لشهاب الدين الخفاجى عند شرحه لحديث (خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) بعد كلام فلا ينافيه حديث (أمتى كالمطر لا يدرى الخير فى أوله أم فى آخره) فإنّ هذا من وادٍ وذلك من وادٍ آخر وهذا إشارة إلى أنه قد يجىء في الأمة من ينفع الناس نفعاً عظيماً لم يتيسّر لغيره ممن سبقه وهذا بالنظر لأفراد مخصوصة وذلك بالنظر لمجموع العصر وشتان ما بينهما ولذا عبّر بالقرن أهـ(2).
وكتب فضيلة الأستاذ السيِّد محمد الحافظ التجانى كلمة بيَّن فيها حقيقة ما يعتقده السادة التجانية فى الأمور التى دار فيها النقاش بين بعض خلفاء الطريق بالشام وخصومهم. وأوضح أنّ جميع ما ساقه أولئك القوم مما يوجد فى كتب الطريقة مما يوهم - عند من لم يعرف حقيقة هذه الطريقة العلية - غير ما عليه أهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم - لا يحمله أهل الطريق على الوجه المخالف ويوجبون تأويله على مقتضى أصول أهل الحق من كمل أهل الله عز وجل وهذا الذى يوجبه حسن الظن فى أولئك العلماء الأئمة الذين ما عرف عنهم إلا متابعة الرسول صلي الله عليه و سلم. وقد وقع مثل تلك الموهمات عن كثير من الصالحين وإنما ترجع إلى اصطلاح خاص لدى السادة الصوفية يجب ردّ مثل هذه المشتبهات إليه أهـ(3).
يقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى متحدثاً عن السيّد محمد الحافظ التجانى رضي الله عنه.
تعرفت فى هذه الفترة - يعنى سنة 1928م - إلى السيِّد محمد الحافظ التجانى الذى جاء إلى الإسماعلية خصيصاً ليحذر من دسائس البهائيين ومكايدهم وقد كان لهم فى هذا الوقت دعوة ودعاة فى هذه النواحى تقوى وتشتد وتنتشر فأبلى البلاء الحسن فى تحذير الناس منهم وكشف خدعهم وأباطيلهم والرد عليهم وقد أعجبت بما رأيته من علمه وفضله ودينه وغيرته وناقشته طويلاً وكنا نسهر ليالى عدة فيما يؤخذ على التجانية من غلو ومبالغة ومخالفات فكان يؤول ما يحتمل التأويل وينفى ما يصطدم بالعقيدة الإسلامية الصافية ويبرأ منه أشد البراءة أهـ(1).
والشاهد فى هذا أن الشيخ محمد الحافظ وغيره من شيوخ الطريقة التجانية لا يقبلون أصلاً شيئاً يصطدم بالعقيدة الإسلامية الصافية.
والقاعدة التى يبنى عليها الأتباع بين أهل الطرق قاطبة هى الدين الحق لا سواه فما زال الكل فى دائرة الإسلام
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الطريقة التجانية طريقة علم ومعرفة وعمل وإخلاص وكل المتمسكين بها من أجلة العلماء الذين هم المرجع فى الإسلام وعلومه لمسلمي بلادهم وهذه الطريقة عبارة عن الوردين والوظيفة وذكر الجمعة.
وما عدا هذا مما اشتملت عليه كتبها فهو من التصوف وليس بداخل فى مسمّى الطريقة وهذا منقول عن جميع أئمة هذه الطريقة الشريفة بدون استثناء(1).
وقد تعرضت الطريقة التجانية لحملات جائرة من الخصوم والمنكرين فى مسائل لم يفهموها الفهم الصحيح ولم يسألوا عنها علماء الطريقة ليشرحوها لهم بل سارعوا إلى تكفير التجانيين وإخراجهم من دائرة أهل الإسلام بسبب الفهم السقيم قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
ومن جملة هذه المسائل رؤية النبي صلي الله عليه و سلم فى اليقظة وفضل صلاة الفاتح وبشارات الطريق والمرتبة العالية فى الولاية التى أكرم الله بها الشيخ التجانى رضي الله عنه.
وقال بعضهم إنّ مسألة واحدة إن ثبتت ثبتت الطريقة كلها وإن بطلت بطلت الطريقة كلها وهى مسألة رؤية اليقظة ظناً منه أنها لا تثبت وليس لها دليل شرعي.. والشيخ التجانى رضي الله عنه ذكر أنه رأى النبي صلي الله عليه و سلم يقظة لا مناماً وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل وهو عدل ثقة والقاعدة المشهورة عند العلماء أن العدل إذا أخبر بأمر جائز وجب تصديقه وبهذا قامت الشريعة.
إن بعض من تقّيد بالحس أنكر الاجتماع بالنبى صلي الله عليه و سلم فى اليقظة والتلقى عنه وليس ثمة ما يحيل ذلك لا عقلاً ولا شرعاً ولا ريب أن الحقائق لا تزال حقائق وأهلها متمتعين بها رغم إنكار المنكر وليس من لم ير بحجة على من رأى فلو شهد ألف عدل أنهم لم يروا الهلال مثلاً وشهد عدلان أنهما رأياه فهما الحجة على من لم ير وتمضى أحكام رؤيتها عليهم وقد أفرد الحافظ السيوطى وغيره ذلك بالتأليف ولنا كتاب خاص برؤية النبى صلي الله عليه و سلم فى اليقظة أتينا فيه بالحجج البينة عليها ولا يوجد مسلم يجهل أن الحق تبارك وتعالى إذا أراد أن يغدق فضله على أحد بأن يريه الذات المحمدية الشريفة ويمنّ عليه بالتلقى عنها ما يصح أن يتلقى من معارف وأذواق فإنه سبحانه لا يستشير أحداً من أولئك المنكرين فى إنعامه حتى يكون سبحانه لا يتفضل على أحد إلا بما يعلمون {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
وليس بخاف على أهل العلم أن حكم ما يلقى في تلك اليقظة هو حكم ما يلقى في النوم لا بدّ أن يعرض على الشريعة ولا يعول إلا على ما وافقها - وغيره له تأويل(1).
وروى مسلم فى صحيحه حدثنا سويد بن سعيد حدثنا على بن مسهر قال: (سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبى عياش نحواً من ألف حديث قال علىٌّ فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبى صلي الله عليه و سلم في المنام فعرض عليه ما سمع من أبان فما عرف منها إِلاّ شيئاً يسيراً خمسة أو ستة).
قال النووى: قال القاضى عياض رحمه الله هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرّر من ضعف أبان لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت ولا تثبت به سنة لم تثبت وهذا بإجماع العلماء هذا كلام القاضى وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغيَّر بسبب ما يراه النائم ما تقرّر فى الشرع وليس هذا الذي ذكرناه مخالفا لقوله صلي الله عليه و سلم: (من رانى فى المنام فقد رآنى) فإِنّ معنى الحديث أنّ رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعى به لأَنّ حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائى وقد اتفقوا على أَنَّ من شرط من تقبل روايته وشهادته أن يكون متيقظاً لا مغفلاً ولاسيئ الحفظ ولا كثير الخطأ ولا مختل الضبط والنائم ليس بهذه الصفة فلم تقبل روايته لاختلال ضبطه هذا كله فى منام يتعلق بإثبات حكم على خلاف ما يحكم به الولاة.
أما اذا رأى النبى صلي الله عليه و سلم يأمره بفعل ما هو مندوب إليه أو ينهاه عن منهي عنه أو يرشده الي فعل مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل علي وفقه لأنَّ ذلك ليس حكماً بمجرد المنام بل بما تقرَّر من أصل ذلك الشىء والله أعلم(2).
فالشيخ التجانى رضي الله عنه رأى النبى صلي الله عليه وسلم فى اليقظة وأعطاه هذا الورد وهو الاستغفار والصلاة على النبى ولا إله إلا الله .. وهذا على حسب كلام النووي رحمه الله لاخلاف فى استحباب العمل على وفقه .. إذن فلا حرج على من ذكر هذا الورد وصدق بالفضل الخـاص الذى أخبر به الشيخ التجانى عن النبي صلي الله عليه و سلم.
واعلم أنَّ هذا السيّد الجليل ما ذكر فيما أعطاه الله شيئاً إلا من قبيل الجائز الذى لا يحيله العقل ولا يأباه النقل وقد أعطى كثيراً من أوليائه العظام مما لا تدركه الأفهام وهذا الفضل العظيم تحدّثوا به وغاية ما ذكره الشيخ التجاني رضي الله عنه أنَّ الله أعطاه ما أعطاه وزاده على ذلك(3).
إنّ من أصول أهل السنة والجماعة التبشير بالخير ورجاء القبول والإجابة من الله تعالى فى جميع أعمالهم وما ورد فى الطريقة التجانية من بشارات الشيخ التجانى لأتباعه بما تلقاه من حضرة المصطفى صلي الله عليه و سلم ليس ضماناً وإنما هو تبشير وقد قيّده هو وجميع علماء طريقته بقيد هو الوفاء بشروط هذه الطريقة فهو ضمان مشروط وليس ضماناً مطلقاً بالمعنى الذى يصوّره المتهجمون على الشيخ وإنما هو تبشير فقط لا أكثر ولا أقل فمن التزم طريق الاستقامة ولم ينحرف عنه بشَّره المؤمنون من دون أن يقطعوا فى أمره بشىء وذلك مطابق لقوله عليه الصلاة والسلام (سدّدوا وقاربوا وأبشروا) الحديث .
ولقوله تعالى: {إنَّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة}(1).
وأما المرتبة العالية فى الولاية التى أكرم الله بها الشيخ التجانى رضي الله عنه وكونه الممد لسائر الأولياء والأقطاب وأنه خاتم الولاية المحمدية فإنّ ما دون النبوة والصحبة جائز يعطيه الله لمن يشاء من خلقه.
وفى نسيم الرياض لشهاب الدين الخفاجى عند شرحه لحديث (خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) بعد كلام فلا ينافيه حديث (أمتى كالمطر لا يدرى الخير فى أوله أم فى آخره) فإنّ هذا من وادٍ وذلك من وادٍ آخر وهذا إشارة إلى أنه قد يجىء في الأمة من ينفع الناس نفعاً عظيماً لم يتيسّر لغيره ممن سبقه وهذا بالنظر لأفراد مخصوصة وذلك بالنظر لمجموع العصر وشتان ما بينهما ولذا عبّر بالقرن أهـ(2).
وكتب فضيلة الأستاذ السيِّد محمد الحافظ التجانى كلمة بيَّن فيها حقيقة ما يعتقده السادة التجانية فى الأمور التى دار فيها النقاش بين بعض خلفاء الطريق بالشام وخصومهم. وأوضح أنّ جميع ما ساقه أولئك القوم مما يوجد فى كتب الطريقة مما يوهم - عند من لم يعرف حقيقة هذه الطريقة العلية - غير ما عليه أهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم - لا يحمله أهل الطريق على الوجه المخالف ويوجبون تأويله على مقتضى أصول أهل الحق من كمل أهل الله عز وجل وهذا الذى يوجبه حسن الظن فى أولئك العلماء الأئمة الذين ما عرف عنهم إلا متابعة الرسول صلي الله عليه و سلم. وقد وقع مثل تلك الموهمات عن كثير من الصالحين وإنما ترجع إلى اصطلاح خاص لدى السادة الصوفية يجب ردّ مثل هذه المشتبهات إليه أهـ(3).
يقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى متحدثاً عن السيّد محمد الحافظ التجانى رضي الله عنه.
تعرفت فى هذه الفترة - يعنى سنة 1928م - إلى السيِّد محمد الحافظ التجانى الذى جاء إلى الإسماعلية خصيصاً ليحذر من دسائس البهائيين ومكايدهم وقد كان لهم فى هذا الوقت دعوة ودعاة فى هذه النواحى تقوى وتشتد وتنتشر فأبلى البلاء الحسن فى تحذير الناس منهم وكشف خدعهم وأباطيلهم والرد عليهم وقد أعجبت بما رأيته من علمه وفضله ودينه وغيرته وناقشته طويلاً وكنا نسهر ليالى عدة فيما يؤخذ على التجانية من غلو ومبالغة ومخالفات فكان يؤول ما يحتمل التأويل وينفى ما يصطدم بالعقيدة الإسلامية الصافية ويبرأ منه أشد البراءة أهـ(1).
والشاهد فى هذا أن الشيخ محمد الحافظ وغيره من شيوخ الطريقة التجانية لا يقبلون أصلاً شيئاً يصطدم بالعقيدة الإسلامية الصافية.
والقاعدة التى يبنى عليها الأتباع بين أهل الطرق قاطبة هى الدين الحق لا سواه فما زال الكل فى دائرة الإسلام
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته