العهــد
كثير منا يقرأ كلمة العهد ضمن العمل الروحاني
من مثال أن مثلا يقال تأخذ العهد أو تعمل بالعهد الذي قيل لك وسنشرح العهد وماهو
العهد: الأمان والموثق والذمة، ومنه قيل للحربي يدخل بالأمان: ذو عهد ومعاهد.
وكل ما بين العباد من المواثيق فهو عهد.
والوفاء بالعهد واجب شرعاً، والأدلة على ذلك كثيرة.
فمن الكتاب، قوله تعالى:
«وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها» (النحل 91).
وقوله تعالى:
«وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا» (الإسراء34).
وقد وصف الله تعالى الذين ينقضون العهد بالخسران
فقال تعالى:
«والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون» (البقرة 27).
وأما السنة: فقد نفى النبي (صلى الله عليه وسلم) الدين عمن لا عهد له، فقال عليه السلام: (لا دين لمن لا عهد لا) (أخرجه الإمام أحمد عن أنس بن مالك).
أضف إلى ذلك التزام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بسائر عهوده وعدم مخالفتها، ومن ذلك وفاؤه بالوثيقة التي عقدها لليهود عندما هاجر إلى المدينة، والتزامه بما اتفق عليه مع المشركين في صلح الحديبية.
وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ناقض العهد بالنفاق، ولا شك أن النفاق محرم، فيكون ما أدى إليه، وهو نقض العهد نفاقاً محرفاً.
فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر).
فمن الأدلة السابقة يتضح أنه يجب على المؤمن الوفاء بالعهد، سواء كان هذا العهد بين المسلمين أنفسهم، أو كان بين المسلمين وغيرهم ممن عقدوا لهم العهد والأمان.
ولابد من الإشارة إلى وجود عهد المسلم مع المعاهد (من أهل الكتاب وغيرهم) بقوله (صلى الله عليه وسلم): (من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)، ونقض العهد معه هو الغدر، قال عليه السلام: (لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به).
ويعتبر من صور الوفاء بالعهد، ما يعهد به الحاكم إلى من بعده، كما عهد أبو بكر إلى عمر، وعهد عمر إلى أهل الشورى- رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا اطلعنا على العهد باللغة العربية والمضمون
أفهم ترشد