بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
إن الفضائل والمنافع التي يحصلها العبد من تعلم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والانشغال بها كثيرة لا يمكن حصرها
فمن فضائل حفظ الأحاديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء" وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً" قال النووي رحمه الله تعالى: (واتفق الحفاظ على ضعفه، وإن كثرت طرقه).
ومن فوائد رواية الأحاديث نضارة الوجه في الدنيا والآخرة:
عن زيد بن ثابت مرفوعاً "نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه ربَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" رواه الإمام أحمد و الترمذي وقال: حديث حسن.
وجاء في فضل علوم القرآن والسنة وما يتعلق بهما ما رواه أبو داود و ابن ماجه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة"
والله تعالى أعلى وأعلم.
فاخترت كتاب الأربعين النووية فهو مجموعة من الأحاديث المختارة جمعها العلامة يحي بن شرف النووي ، وهو ممن شرح كتاباً في الحديث والفقه.
وأصل كتابه هذا أن ابن الصلاح رحمه الله جمع في أحد مجالسه لتدريس الحديث الأحاديث الكلية التي يدور عليها علم الشريعة ، فجعلها ستة وعشرين حديثاً ، فنظر فيها العلامة النووي رحمه الله فزادها ستة وعشرين حديثاً ، فصارت الأحاديث التي اختارها النووي اثني وأربعين حديثاً فسميت الأربعين النووية
و أصل هذه الأحاديث في اختيارها على أنها جوامع كلم تدور عليها أمور الدين فمنها ما يتصل بالإخلاص ، ومنها ما هو في الإسلام وأركانه، ومنها ما هو في الإيمان وأركانه، ومنها ما هو في بيان الحلال والحرام ، ومنها ما هو في بيان الآداب العامة، ومنها ما هو في بيان بعض صفات الله جل وعلا وهكذا في موضوع الشريعة جميعاً، فهذه الأحاديث الأربعين وما زيد عليها فيها علم الدين كله، فما من مسألة من مسائل الدين إلا وهي موجودة في هذه الأحاديث من العقيدة أو من الفقه . وهذا يتبين لمن طالع لشرح ابن رجب ( جامع العلوم والحكم ) للأربعين النووية وعلى الأحاديث التي زادها ثم شرحها.
فقد كان مقصد الإمام النووي رحمه الله جمع أحاديث تكون أصولا و قواعد في ديننا، لذا اعتنى العلماء بشرحها لاشتمالها لعدة مهمات و تنبيهات، فمن حازها بفهم فقد حاز خيرًا كثيرًا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته