مناقب سيدنا عبد السلام الأسمر
هو الشيخ القدوة الكامل المحقق العمدة في طريق الله الصالح العالم شيخ زمانه القطب ذو المقامات العليّة مولانا سيدنا عبد السلام بن السيد سليم الأسمر الشريف الحسني المالكي مذهباً دفين مدينة (زليتن) بليبيا وقبره مشهور، ولد في 12 من ربيع الأول عام 880 هـ.
نسبه
هو السيد عبد السلام بن السيد سليم بن سليمان بن عمران بن أحمد بن خليفة الملقب بفيتور بن الولي الصالح الزاهد الشريف عبد الله الشهير بـ(نبيل) المدفون بمكة المكرمة بن عبد العزيز بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله بن محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة بن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. سبب تسميته الأسمر وهو كما قالت والدة سيدي عبد السلام لما بلغ أربعين يوماً من ولادته رأت في المنام أن ألقبه بالأسمر وسوف يكون له سهراً في الليالي السُمر ذوات العدد في طاعة الله. وقوله سُميت بالأسمر (لمبيتي الليالي سمراً في طاعة ربي عزّوجل).
تربيته
لما توفى والده السيد سليم وهو صغير السن قام بتربيته وكفالته عمه أبو العباس أحمد بن محمد الفيتوري. ذهب به إلى الكتاب حيث حفظ القرآن.
مشايخ سيدي
عبد السلام وسنده
عبد السلام وسنده
أخذ عن شيخه سيدي عبد الواحد الدوكالي وهو عن القطب سيدي فتح الله أبو رأس وكان مفتي بالقيروان ومات ودفن في (برنو) بالسودان وهو عن الشيخ أحمد بن أبو تليسس القيرواني الذي دفن بالقيروان وهو عن شيخه سيدي أحمد بن عروس وهو عن شيخه فتح الله العجمي الخرساني وهو عن شيخه القطب الشيخ سيدي ياقوت العرش وهو عن أستاذه سيدي أبو العباس المرسي وهو عن قطب الأنام سيدي أبو الحسن الشاذلي وهو عن شيخه القطب الشهير سيدي عبد السلام بن بشيش عن شيخه سيدي عبد الرحمن المدني العطار الزيات وهو عن شيخه القطب تقي الدين الفقير وهو عن القطب تاج الدين وهو عن القطب شمس الدين التركي عن القطب زين الدين القزويني وهو عن القطب إبراهيم البصري وهو عن القطب أحمد المرواني وهو عن القطب سيدي سعيد الصافي وهو عن القطب فتح السعود وهو عن القطب سعد الغزواني وهو عن القطب سيدنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وهو عن أول أقطاب هذه الأمة سيدنا الحسن ثم عن والده سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو سيد الكونين وإمام المرسلين رسول رب العالمين سيدنا محمد بن عبد الله ثم عن رب العزة سبحانه وتعالى. وقد قام بنظم هذه السلسلة سيدي عبد السلام الأسمر في قصيدة.
عبادته وكلامه وإرشاده
كان لا يفتر لسانه عن ذكر ربه من قراءة القرآن الكريم وكان بعد صلاة العشاء الأخيرة يصلي مائة ركعة نفلاً ثم يختم بورده سبعين ألف مرة (لا إله إلاّ الله) ثم الإخلاص سبعين ألف مرة واسم الجلالة (الله) خمسمائة مرة ثم يقرأ بعدها أسماء الله الحسنى كل ليلة وبعد صلاة الصبح يقرأ وظيفة سيدي أحمد زروق (عنه وأحزاب سيدي أبو الحسن الشاذلي بأجمعها ويختم القرآن، وكان يقرأ دلائل الخيرات ويقول سبحان الله وبحمده ألف مرة ثم يقرأ أحزابه الأربعة - الحزب الكبير - حزب الطمس - حزب الخوف - حزب الفلاح وبعد ذلك يلقي درساً في التوحيد حتى الظهر ويقرأ الرسالة والمختصر إلى أن يأتي العصر وبعده يقرأ حكم بن عطاء السكندري إلى المغرب ثم يقرأ في علم النحو والمعقول إلى وقت العشاء.
يقول من علامة سعادة الفقير تيسير الطاعة عليه والتزامه السنة في كل أفعاله وأقواله ومحبة أهل الصلاح وسن أخلاقه ومداومته صلاة الجماعة فمن كانت فيه هذه الخصال فهو من أهل الجنة وكان يقول:
وكان من كلامه
يقول من علامة سعادة الفقير تيسير الطاعة عليه والتزامه السنة في كل أفعاله وأقواله ومحبة أهل الصلاح وسن أخلاقه ومداومته صلاة الجماعة فمن كانت فيه هذه الخصال فهو من أهل الجنة وكان يقول:
هذي الطريقة صعب يا نـاس وحارت فيهـا الـعــوالـم
وعلى المحبة بنيان الســاس يا طالبين الغنـــــــايم
ما يبنوها إلاّ اهل الإخـلاص بـــذكر معبود دايــــم
هي المحبة هي الإخــلاص ملحـوظي لـو كـان نايـم
وصـايـاه
يقوم الشيخ بذكر شروط التوبة ويأخذ يده في يده ويعاهده ويشهد الله على اتباع الطاعة واجتناب المعصية ثم يتلو قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث إنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجراً عظيما}.
من شروط التوبة الندم على ما فات - جزم النية على أن لا يعود للذنب - ترك المعصية.
المصافحة: تجلب المحبة والمودة. قال رضي الله عنه (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غفر الله لهما).
تفرد السيد رضى الله عنه عمن سبقه من شعراء المحبة الالهية ومن لحقهبغزاره الانتاج الشعرى الذى ينقسم الى عده انواع. عروضى باللغه العربيه, ومقطوعاتملحونه, وازجال وقصائد باللغه العاميه.
وتعتبر تائيته التى سلك فيها نهج اصحاب التائيات قبله مثلتائية ابن الفارض وسار عليه الكثير من الصوفيه بعدهما من اهم اشعارهوقصائده فقد احتوتعلى النفيس من الكلام والجميل من الاشارات والمعانى و خاصه وانه قالها بعد انتجاوز التسعين عاما من عمره المديد المبارك على الاقل اذ قالها ليله الجمعه واوائلشهر شعبان970هـ , بعد ان حاز من العلوم منقولها ومعقولها الشى الكثير وبعد ان قضىفى قيادة وامامة ليبيا ما يزيد عن الثمانين عاما وهى معطيات قلما توفرت لغيره لأنالقبائل بايعته وعمره قرابة الستة عشر عاما وان عاش العديد من سنين عمره الشريفطريدا شريدا منتقلا من مدينة الى مدينة الى ان خضعت له النفوس والرقاب ودانت لهالبلاد والعباد.
وينسبللسيد رضى الله عنه عموما سبعمائه قصيده باللغه العربيه الفصحى حسب ما يخضع له علمالعروض من موازين , واربعمائه مقطعه باللهجه الدارجه , وثمانمائيه مقطعه على موازينالحسن الشششترى , وخمسمائيه مقطعه على موازين الشيخ يوسف الجعرانى , وعدد لا يحصيهالا الله وحده من الاشعا ر الملحونه.
أثر الشيخ عبد السلام الأسمر في العالم الإسلامي
قضى الشيخ رضي الله عنه ما يقرب من الثمانين عاماً في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة ، وقد رأينا معا اتساع دائرة من أخذوا عنه لتشمل كافة الشمال الأفريقي وحتى مجاهل أواسط إفريقيا .
وليمتد بتوفيق رباني كريم إلى الديار المقدسة ، فقد روى الشيخ عبد الرحمن المكي - وهو رجل من أهل مكة المكرمة - رحلته إلى الشيخ عبد السلام الأسمر رضي الله عنه فقال :
نوينا السفر أنا وجماعة من أهل مكة نحو المائيتن والخمسين فقيرا من حملة القرآن الكريم شاغفين بمحبة الأسمر وطريقته إلى أن وصلنا إلى الإسكندرية فاخبرناهم بذلك فسارت معنا طائفة منها نحو المائة فقير ومن كل بلاد طائفة .
ثم يتكلم عن العام الثاني لقدومه على الشيخ فيقول :
وفي العام الثاني قد تجمعت عنده ستة اركاب من المشارقة والمغاربة .
ثم يقول : وقد شاع الخبر بالمشرق والمغرب عند الحجاج وفي العام الثالث قد جاءه خمسة آلاف من الشام ومصر وبغداد ومكة المشرفة والمدينة المنورة وأخذوا عنه العلوم والطريقة وجاءه من المغاربة تسعمائة فقير وأخذوا عنه العلوم كالتوحيد والفقه والتصوف والأوراد وكذلك الحزب والدرس ولا زلنا معه إلى أن توفاه الله .
ولايقتصر هذا الأثر على قدوم هذه الآلاف المؤلفة من بقاع الإسلام لتنهل من هذا المورد الصافي وتتبرك برؤياه وتتعلم على يديه بل إن الشيخ المكي ينقل في بعض فصول كتابه المسمى بالصغير اثناء حديثه عن قيامه بأداء فريضة الحج للمرة الخامسة ما يجعل المرء يقف إجلالا لهذه الشخصية العظيمة التي احترمها كل من اتصل به من نبأها شيء فيقول : ولما بلغنا إلى المدينة في الحجة الخامسة والوصية الكبرى المذكورة والشطحة عندنا وقرأناها على علماء المدينة بأجمعهم فأعطونا خمسمائة بندق ذهب تعظيما للشيخ الأسمر واعتقادا في كلامه فقسمها الفقراء بينهم واستاقت قلوب العلماء بمحبة الشيخ الأسمر وزيارته . اهـ .
ولاشك أن شهر الشيخ رضي الله عنه ومتابعة العلماء في ديار الإسلام بل في عاصمة ديار الإسلام له واعتقادهم فيه وفي كلامه تدل بوضوح تام على اتساع تأثير الشيخ رضي الله عنه وشهرته العلمية والصوفية التي طبقت الآفاق .
ويجيب الشيخ المكي رحمه الله عن تساءل طالما راودني عن السبب في عدم ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني للشيخ عبد السلام الأسمر في مؤلفاته رغم تعاصرهما روبما راود هذا السؤال غيري فينقل رغبة الشيخ الشعراني في زيارة الشيخ عبد السلام السمر واستاذه الدوكالي فيقول :
وقد اجتمعت بالشيخ عبد الوهاب الشعراني فوجدناه مريض الجسم وقرأنا عليه الوصية والشطحة وسلمهما معا وقال :
إن عشت واطال الله في عمري لأزورن الشيخ الدوكالي وتلميذه عبد السلام الأسمر وأمرنا بجمع مناقب الشيخ الأسمر وحكايته وأموره لكي ينقلهم ويترجعهم في رسائله فمات في ذلكم المرض رحمه الله . هـ .
ولاريب أن هذه الزيارة التي لم يذكر الشيخ المكي تاريخها حدثت سنة 973 هـ إذ هي سنة وفاة الشيخ الشعراني رحمه الله .
وذكر أيضا أن أربعة عشر يهوديا من اطرابلس قدموا على الشيخ واسلموا على يديه واقاموا معه في الزاوية وحفظوا القرآن الكريم وأخذوا عنه الطريقة .هـ
بل تجاوز أثر الشيخ بلاد العرب إلى بلاد العجم فقد ذكر الشيخ المكي خبر قدوم جماعة نحو الربعين تركيا في مركب إلى أن بلغت اطرابلس ومنها توجهوا إلى زليتن وأن الشيخ خرج لملاقاتهم وأنهم بقوا مع الشيخ إلى أن توفاهم الله .
وفي كتاب فتح العليم للشيخ عبد السلام بن سليم - خطأ مطبعي والصحيح للشيخ عبد السلام بن عثمان - ذكر لزاويتين للشيخ في الهند والمدينة المنورة .
ولنكون صورة عن كثرة من ورد على الشيخ وترك الدنيا وما فيها رغبة في جيرته والأخذ عنه وملازمته قادماً من بقاع العالم المختلفة يكفي أن تتطلع على ما نقله الشيخ المكي في هذا الأمر فيقول : وقد اتفقت على ولايته وطريقته المشارقة والمغاربة وجاءوه واقتدوا به وتركوا معه في زمانه جميع المشائخ والطرق ولو عاش بعد ذلك لاتخذه أهل المشرق والمغرب مذهبا لعلو ذوقه ومراتبه العلية .
وقد جاءوه من الشام وبغداد ومة السنود والهنود حتى امتلأت بلاد اطرابلس والساحل ومصراته بالفقراء وقد جلاهم الأمير إلى بلدانهم وطردهم من جميع اطرابلس خوفا منهم يقتسمون البلاد من كثرتهم وهم نحو العشرة آلف والأحد عشر آلف والله أعلم . هـ .
ويلاحظ أن هذا كان بالإضافة إلى مواجهته لأهل البغي والفساد والجهلة داخل البلاد وضربه على أيدي ظلمة الولاة . ونشره للعلوم والمباديء الإسلامية القويمة ونصحه لأمة المسلمين وإخلاصه على كافة الأصعدة .
رحمه الله وجعلنا ممن أحبه في الله ورزقنا الاجتماع به ودوام رؤياه .
وفاته
توفى سيدي عبد السلام الأسمر عام 981هـ وخلفه سيدي عمر بن محمد بن حموده الطرابلسي مولداً وداراً المخزومي نسباً المعروف بابن حجا وهو الإمام القدوة صاحب الكرامات الشهير ثم رحل إلى تونس ومات بها ولد في محرم 902هـ وتوفي سنة 999هـ وقبره يزار ويتبرك به بقرية (الداموس) بالمنستير - تونس.
من شروط التوبة الندم على ما فات - جزم النية على أن لا يعود للذنب - ترك المعصية.
المصافحة: تجلب المحبة والمودة. قال رضي الله عنه (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غفر الله لهما).
قـصـائـده
إن له من القصائد تقرب أربعة ألف قصيدة في مختلف الأغراض التي تخدم السالكين ومنها:
إن كنت عروس أقرب ننهاك وخذ من الوصية ادن منـي نعطيك منـاك ولا تخالف عليَّ
أحفظ صلاتك وأعبد مولاك في البكرة والعشية سلم تسلم جانب سفهاك ولا تعظـم حانيه
تفرد السيد رضى الله عنه عمن سبقه من شعراء المحبة الالهية ومن لحقهبغزاره الانتاج الشعرى الذى ينقسم الى عده انواع. عروضى باللغه العربيه, ومقطوعاتملحونه, وازجال وقصائد باللغه العاميه.
وتعتبر تائيته التى سلك فيها نهج اصحاب التائيات قبله مثلتائية ابن الفارض وسار عليه الكثير من الصوفيه بعدهما من اهم اشعارهوقصائده فقد احتوتعلى النفيس من الكلام والجميل من الاشارات والمعانى و خاصه وانه قالها بعد انتجاوز التسعين عاما من عمره المديد المبارك على الاقل اذ قالها ليله الجمعه واوائلشهر شعبان970هـ , بعد ان حاز من العلوم منقولها ومعقولها الشى الكثير وبعد ان قضىفى قيادة وامامة ليبيا ما يزيد عن الثمانين عاما وهى معطيات قلما توفرت لغيره لأنالقبائل بايعته وعمره قرابة الستة عشر عاما وان عاش العديد من سنين عمره الشريفطريدا شريدا منتقلا من مدينة الى مدينة الى ان خضعت له النفوس والرقاب ودانت لهالبلاد والعباد.
وينسبللسيد رضى الله عنه عموما سبعمائه قصيده باللغه العربيه الفصحى حسب ما يخضع له علمالعروض من موازين , واربعمائه مقطعه باللهجه الدارجه , وثمانمائيه مقطعه على موازينالحسن الشششترى , وخمسمائيه مقطعه على موازين الشيخ يوسف الجعرانى , وعدد لا يحصيهالا الله وحده من الاشعا ر الملحونه.
أثر الشيخ عبد السلام الأسمر في العالم الإسلامي
قضى الشيخ رضي الله عنه ما يقرب من الثمانين عاماً في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة ، وقد رأينا معا اتساع دائرة من أخذوا عنه لتشمل كافة الشمال الأفريقي وحتى مجاهل أواسط إفريقيا .
وليمتد بتوفيق رباني كريم إلى الديار المقدسة ، فقد روى الشيخ عبد الرحمن المكي - وهو رجل من أهل مكة المكرمة - رحلته إلى الشيخ عبد السلام الأسمر رضي الله عنه فقال :
نوينا السفر أنا وجماعة من أهل مكة نحو المائيتن والخمسين فقيرا من حملة القرآن الكريم شاغفين بمحبة الأسمر وطريقته إلى أن وصلنا إلى الإسكندرية فاخبرناهم بذلك فسارت معنا طائفة منها نحو المائة فقير ومن كل بلاد طائفة .
ثم يتكلم عن العام الثاني لقدومه على الشيخ فيقول :
وفي العام الثاني قد تجمعت عنده ستة اركاب من المشارقة والمغاربة .
ثم يقول : وقد شاع الخبر بالمشرق والمغرب عند الحجاج وفي العام الثالث قد جاءه خمسة آلاف من الشام ومصر وبغداد ومكة المشرفة والمدينة المنورة وأخذوا عنه العلوم والطريقة وجاءه من المغاربة تسعمائة فقير وأخذوا عنه العلوم كالتوحيد والفقه والتصوف والأوراد وكذلك الحزب والدرس ولا زلنا معه إلى أن توفاه الله .
ولايقتصر هذا الأثر على قدوم هذه الآلاف المؤلفة من بقاع الإسلام لتنهل من هذا المورد الصافي وتتبرك برؤياه وتتعلم على يديه بل إن الشيخ المكي ينقل في بعض فصول كتابه المسمى بالصغير اثناء حديثه عن قيامه بأداء فريضة الحج للمرة الخامسة ما يجعل المرء يقف إجلالا لهذه الشخصية العظيمة التي احترمها كل من اتصل به من نبأها شيء فيقول : ولما بلغنا إلى المدينة في الحجة الخامسة والوصية الكبرى المذكورة والشطحة عندنا وقرأناها على علماء المدينة بأجمعهم فأعطونا خمسمائة بندق ذهب تعظيما للشيخ الأسمر واعتقادا في كلامه فقسمها الفقراء بينهم واستاقت قلوب العلماء بمحبة الشيخ الأسمر وزيارته . اهـ .
ولاشك أن شهر الشيخ رضي الله عنه ومتابعة العلماء في ديار الإسلام بل في عاصمة ديار الإسلام له واعتقادهم فيه وفي كلامه تدل بوضوح تام على اتساع تأثير الشيخ رضي الله عنه وشهرته العلمية والصوفية التي طبقت الآفاق .
ويجيب الشيخ المكي رحمه الله عن تساءل طالما راودني عن السبب في عدم ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني للشيخ عبد السلام الأسمر في مؤلفاته رغم تعاصرهما روبما راود هذا السؤال غيري فينقل رغبة الشيخ الشعراني في زيارة الشيخ عبد السلام السمر واستاذه الدوكالي فيقول :
وقد اجتمعت بالشيخ عبد الوهاب الشعراني فوجدناه مريض الجسم وقرأنا عليه الوصية والشطحة وسلمهما معا وقال :
إن عشت واطال الله في عمري لأزورن الشيخ الدوكالي وتلميذه عبد السلام الأسمر وأمرنا بجمع مناقب الشيخ الأسمر وحكايته وأموره لكي ينقلهم ويترجعهم في رسائله فمات في ذلكم المرض رحمه الله . هـ .
ولاريب أن هذه الزيارة التي لم يذكر الشيخ المكي تاريخها حدثت سنة 973 هـ إذ هي سنة وفاة الشيخ الشعراني رحمه الله .
وذكر أيضا أن أربعة عشر يهوديا من اطرابلس قدموا على الشيخ واسلموا على يديه واقاموا معه في الزاوية وحفظوا القرآن الكريم وأخذوا عنه الطريقة .هـ
بل تجاوز أثر الشيخ بلاد العرب إلى بلاد العجم فقد ذكر الشيخ المكي خبر قدوم جماعة نحو الربعين تركيا في مركب إلى أن بلغت اطرابلس ومنها توجهوا إلى زليتن وأن الشيخ خرج لملاقاتهم وأنهم بقوا مع الشيخ إلى أن توفاهم الله .
وفي كتاب فتح العليم للشيخ عبد السلام بن سليم - خطأ مطبعي والصحيح للشيخ عبد السلام بن عثمان - ذكر لزاويتين للشيخ في الهند والمدينة المنورة .
ولنكون صورة عن كثرة من ورد على الشيخ وترك الدنيا وما فيها رغبة في جيرته والأخذ عنه وملازمته قادماً من بقاع العالم المختلفة يكفي أن تتطلع على ما نقله الشيخ المكي في هذا الأمر فيقول : وقد اتفقت على ولايته وطريقته المشارقة والمغاربة وجاءوه واقتدوا به وتركوا معه في زمانه جميع المشائخ والطرق ولو عاش بعد ذلك لاتخذه أهل المشرق والمغرب مذهبا لعلو ذوقه ومراتبه العلية .
وقد جاءوه من الشام وبغداد ومة السنود والهنود حتى امتلأت بلاد اطرابلس والساحل ومصراته بالفقراء وقد جلاهم الأمير إلى بلدانهم وطردهم من جميع اطرابلس خوفا منهم يقتسمون البلاد من كثرتهم وهم نحو العشرة آلف والأحد عشر آلف والله أعلم . هـ .
ويلاحظ أن هذا كان بالإضافة إلى مواجهته لأهل البغي والفساد والجهلة داخل البلاد وضربه على أيدي ظلمة الولاة . ونشره للعلوم والمباديء الإسلامية القويمة ونصحه لأمة المسلمين وإخلاصه على كافة الأصعدة .
رحمه الله وجعلنا ممن أحبه في الله ورزقنا الاجتماع به ودوام رؤياه .
وفاته
توفى سيدي عبد السلام الأسمر عام 981هـ وخلفه سيدي عمر بن محمد بن حموده الطرابلسي مولداً وداراً المخزومي نسباً المعروف بابن حجا وهو الإمام القدوة صاحب الكرامات الشهير ثم رحل إلى تونس ومات بها ولد في محرم 902هـ وتوفي سنة 999هـ وقبره يزار ويتبرك به بقرية (الداموس) بالمنستير - تونس.
مراجع حياة سيدي عبد السلام الأسمر
1-تنقيح روضة الأزهار في مناقب سيدي عبد السلام الأسمر للبرموني.
2-الوصية الكبرى للشيخ سيدي عبد السلام الأسمر.
3-كتاب الاشارات لبعض ما بطرابلس الغرب من المزارات لعبد السلام بن عثمان بن عز الدين بن عبدالوهاب ابن عبد السلام الأسمر.
5-صورة من وثيقة تبين هذه المعلومات ممهورة بختم وتوقيع (رجب أمان وأحمد بن عمر الريس).
2-الوصية الكبرى للشيخ سيدي عبد السلام الأسمر.
3-كتاب الاشارات لبعض ما بطرابلس الغرب من المزارات لعبد السلام بن عثمان بن عز الدين بن عبدالوهاب ابن عبد السلام الأسمر.
5-صورة من وثيقة تبين هذه المعلومات ممهورة بختم وتوقيع (رجب أمان وأحمد بن عمر الريس).
صيغة صلاة منسوبة للامام العلامة سيدى عبدالسلام الاسمر
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على امام المتقين وسيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه الكرام الطيبيين وبعد هذة صيغة صلاة نسبت الى االامام العلامة والشيخ الصالح سيدى عبد السلام الاسمر رضى الله عنه المدفون فى بلدة زليطن بالقرب من مدينة طرابلس وله العديد من التصانيف العلمية والوصايا:اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تأتينا منك برزق وفرج وتدفع بها عنا الفتن والبلاء والغلاء والحرج وتخرجنا من الضيق الذى طورهحرج صلاة ماصلاها مهموما الا فرج ولامسجون الا خرج وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا