اختلف أهل العلم في عدد الأنبياء والمرسلين، بحسب ما ثبت من الأحاديث الوارد فيها ذِكر عددهم، فمن حسنها أو صححها فقد قال بمقتضاها، ومن ضعفها فقد قال بأن العدد لا يعرف إلا بالوحي فيتوقف في إثبات العدد، وقالوا إن النبي هو كل من أوحي إليه من الله سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي، وإن أمر بالتبليغ فهو نبي ورسول، وقال بعضهم إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والنبي يسوس الناس على شريعة من قبله من الرسل، أما الرسول فإنه يأتي بشرع جديد، يقول صلى الله عليه وسلم: “إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء”.
وقد ورد في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين نبيا، لكن هناك الكثيرين من الرسل والأنبياء لم يذكروا، كما قال تعالى: “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون” “غافر:78”.
فيؤكد العلماء أن هناك أنبياء لم يرد ذكرهم في القرآن لحكمة يعلمها الله، لكن ورد ذكرهم في كتب السنة والسيرة وهم كثر، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: “ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا”، وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر، قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: “مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جما غفيرا”، وقد ذكر القرآن أن بعض الرسل كانوا أيضا أنبياء كقوله: “واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا”، ولو كان كل الرسل أنبياء لما خص القرآن بعضهم فقط بهذا الوصف.
هبة الله
ومن الأنبياء الذين لم يرد ذكر أسمائهم في القرآن شيث بن آدم، وذكر ابن كثير أن الله وهب آدم غلاما اسمه شيث، ومعناه “هبة الله”، وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله أنزل مئة صحيفة وأربع صحف على شيث خمسين صحيفة”، قال محمد بن إسحاق ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، وعلمه ساعات الليل والنهار، وعبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك، ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا.
وقال الإمام الطبري في تاريخه إن آدم قبل موته أوصى إلى ابنه شيث، وكتب وصيته ثم دفعها إليه وأمره أن يخفيها من قابيل وولده، لأن قابيل كان قتل هابيل، فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم، وقيل إنه لم يزل مقيما بمكة إلى أن مات، وإنه جمع ما أنزل الله عليه من الصحف إلى صحف أبيه وعمل بما فيها.
وقد اختلف العلماء في ثلاثة ممن ورد ذكرهم في القرآن هل هم أنبياء أم لا، وهم ذو القرنين وتبع والخضر، فذهب طائفة من أهل العلم إلى أن ذا القرنين نبي، وكذلك تبع، والأولى التوقف في إثبات النبوة لهما، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أدري أتبع نبيا كان أم لا وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا” ”أخرجه الحاكم”، وأما الخضر فالراجح أنه نبي لقوله تعالى في آخر قصته: “وما فعلته عن أمري” “الكهف:82” أي أنه قد أوحي إليه فيه.
أهل القرية
وذكر القرآن قصة أنبياء أهل القرية دون أسمائهم وهم ثلاثة كذبهم قومهم، فلما أقاموا عليهم الحجة هددوهم بالرجم والقتل، يقول تعالى: “واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون، قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون” “يس”.
فقد أرسل الله رسولين لإحدى القرى لكن أهلها كذبوهما، فأرسل رسولا ثالثا يصدقهما، والأنبياء الثلاثة لم تذكر أسماؤهم، ولا أصحاب القرية ولا اسمها، وقد اختلفت فيها الروايات، وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئا في دلالة القصة وإيحائها، لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم.
ولا يقول السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء، إنما يذكر ما كان من أمر رجل آمن بهم وحده، ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة، جاء من أقصى المدينة يسعى، لم يكن ذا جاه ولا سلطان، ولم تكن له عشيرة تدافع عنه، فقال لهم اتبعوا هؤلاء الرسل، وهو لا يطلب أجرا، ولا يبتغي مغنما، لكن القوم قتلوا الرجل المؤمن.
قال ابن إسحاق عن ابن عباس وكعب ووهب، إنهم قالوا إنه كان لهذه القرية ملك اسمه انطيخس بن انطيخس، وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق ومصدوق وشلوم فكذبهم، والظاهر انهم رسل من الله عز وجل
وقد ورد في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين نبيا، لكن هناك الكثيرين من الرسل والأنبياء لم يذكروا، كما قال تعالى: “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون” “غافر:78”.
فيؤكد العلماء أن هناك أنبياء لم يرد ذكرهم في القرآن لحكمة يعلمها الله، لكن ورد ذكرهم في كتب السنة والسيرة وهم كثر، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: “ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا”، وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر، قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: “مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جما غفيرا”، وقد ذكر القرآن أن بعض الرسل كانوا أيضا أنبياء كقوله: “واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا”، ولو كان كل الرسل أنبياء لما خص القرآن بعضهم فقط بهذا الوصف.
هبة الله
ومن الأنبياء الذين لم يرد ذكر أسمائهم في القرآن شيث بن آدم، وذكر ابن كثير أن الله وهب آدم غلاما اسمه شيث، ومعناه “هبة الله”، وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله أنزل مئة صحيفة وأربع صحف على شيث خمسين صحيفة”، قال محمد بن إسحاق ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، وعلمه ساعات الليل والنهار، وعبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك، ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا.
وقال الإمام الطبري في تاريخه إن آدم قبل موته أوصى إلى ابنه شيث، وكتب وصيته ثم دفعها إليه وأمره أن يخفيها من قابيل وولده، لأن قابيل كان قتل هابيل، فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم، وقيل إنه لم يزل مقيما بمكة إلى أن مات، وإنه جمع ما أنزل الله عليه من الصحف إلى صحف أبيه وعمل بما فيها.
وقد اختلف العلماء في ثلاثة ممن ورد ذكرهم في القرآن هل هم أنبياء أم لا، وهم ذو القرنين وتبع والخضر، فذهب طائفة من أهل العلم إلى أن ذا القرنين نبي، وكذلك تبع، والأولى التوقف في إثبات النبوة لهما، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أدري أتبع نبيا كان أم لا وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا” ”أخرجه الحاكم”، وأما الخضر فالراجح أنه نبي لقوله تعالى في آخر قصته: “وما فعلته عن أمري” “الكهف:82” أي أنه قد أوحي إليه فيه.
أهل القرية
وذكر القرآن قصة أنبياء أهل القرية دون أسمائهم وهم ثلاثة كذبهم قومهم، فلما أقاموا عليهم الحجة هددوهم بالرجم والقتل، يقول تعالى: “واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون، قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون” “يس”.
فقد أرسل الله رسولين لإحدى القرى لكن أهلها كذبوهما، فأرسل رسولا ثالثا يصدقهما، والأنبياء الثلاثة لم تذكر أسماؤهم، ولا أصحاب القرية ولا اسمها، وقد اختلفت فيها الروايات، وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئا في دلالة القصة وإيحائها، لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم.
ولا يقول السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء، إنما يذكر ما كان من أمر رجل آمن بهم وحده، ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة، جاء من أقصى المدينة يسعى، لم يكن ذا جاه ولا سلطان، ولم تكن له عشيرة تدافع عنه، فقال لهم اتبعوا هؤلاء الرسل، وهو لا يطلب أجرا، ولا يبتغي مغنما، لكن القوم قتلوا الرجل المؤمن.
قال ابن إسحاق عن ابن عباس وكعب ووهب، إنهم قالوا إنه كان لهذه القرية ملك اسمه انطيخس بن انطيخس، وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق ومصدوق وشلوم فكذبهم، والظاهر انهم رسل من الله عز وجل