آخر الفراعنة كليوباترا .. معشوقة كل العصور و آخر ملوك الفراعنة كليوباترا آخر ملكة فرعونية .
هذه الملكة التي كانت مثقفة سياسياً فقد اتسم عصرها بالرخاء والزهو وانتشار العمران, وقد أصبحت الاسكندرية في عصرها قبلة لكل من يريد التعلم والثقافة وكيف لا ؟
وهى تتقن ثمان لغات حية وتمتلك من الذكاء الكثير ومن الجمال الذى أخضع اثنان من أعتى الرجال في عصرها, إنها معشوقة الرجال على مر العصور, إنها آخر ملوك الفراعنة التي سيذكرها التاريخ دوماً.
يوليوس قيصر على قدر ما أحبها على قدر ما كان يخشاها فقد كان يعلم حجم من أمامه جيداً, إنها ملكة مصر التي استطاعت بذكائها أن تأخذ قلبه ببساطة تحت, و كان يعلم أنها تجيد بل تبرع في فن السموم أكثر من أي شرير على الأرض في حينها..
وقفت الملكة في غرفتها في دلال وقد ارتدت حلة خفيفة تكشف قوامها الفتان الذى تغنى به الشعراء بعد ذلك و ألهب خيال ولب البشر على مر العصور ,و قد وضعت في شعرها الأسمر الذى يشبه الليل بلا نجوم زهرة حمراء بلون الدم زادت وجهها الوضاء جمالاً فوق جمالها و أخذت تتهادى أمام يوليس قيصر و كأنها زهرة ياسمين تتهادى على نسمات الربيع و اقتربت منه وقالت له بخبث الثعالب وهى تنظر الى عيناه الملونة :
- أتخشاني ؟
يوليوس قيصر
و لو كان هذا السؤال من أي شخص آخر لرفع سيفه في الحال و أطاح رأسه بدم بارد و لم يطرف له جفن و لهذا لم يعلق و اكتفى بابتسامة وهو يسرح في جمالها الفتان ,أما هي فنزعت هذه الوردة الحمراء التي تزين شعرها لتغمزها في كأسه كنوع من الإغراء و الدلال ثم ترفعه اليه وهى تميل بجسدها عليه فينتقل من عالم الى عالم آخر وهو يرى نحرها المرمى الذى يذيب أعتى قلوب الجبابرة.
صاحبنا يمسك بالكأس و يتجه به الى فمه وقبل أن يرتشف منه تضربه بعنف ليقع الكأس وقد أخذت تضحك في خبث الثعالب ثم قالت بدلال النساء :
- رغم كل حرصك مني كنت أستطيع قتلك في أي وقت شئت فهذه الزهرة التي غمستها في كأسك ما هي الاّ زهرة مسمومة كانت لتقتلك في الحال لو رشفت رشفة واحدة من الكأس.
أحبت كليوباترا ان تثبت ليوليوس أنها قادرة على كل شيء فلا داعي لخوفه منها طالما هي راضيه عليه.
* *
التاريخ دائماً لم ينسَ هذا الصراع الأبدي بين الجنس الناعم و الجنس الخشن من أول أبونا أدم وأمنا حواء ,مروراً بإزيس وست أخو أزوريس ,و كليوبترا و قصتها الشهيرة ,والملكة تى وزانوبيا في سوريا القديمة ,وهلين في طروادة ,و حتى التاريخ الحديث معشوقة هتلر و كلينتون و غيرهم الكثير ,و في المستقبل سيأتي الكثير غيرهم و سيبقى التاريخ يسجل بقلمة الأبدي هذه القصص التي ما تأتي سيرتها حتى نتسامر و نتحاكى فالتاريخ كله عبر وحكم ومواعظ, وكم من القصص ألهبت قلوب المفكرين والأدباء والشعراء فها هو شكسبير بجلالة قدرة يهيم عشقا في كليوباترا فيسطر بقلمه الحائرة رواية عنها من أجمل ما كتب وعاد بنا للعصور القديمة في رواية (أنطونيو و كليوباترا).
ليأتي بعده بعقود أمير الشعراء أحمد شوقي مسرحيته الشهيرة (مصرع كليوباترا) ثم يتغنى بها الموسيقار الكبير (محمد عبد الوهاب) ومع كل ما كتب عنها لم تنساها شاشة السينما العالمية.
وظهر العديد من الأفلام و أعادت الحياة من جديد لهذه الملكة حتى بعد مرور ألفي عام ,ومن أشهرها على الإطلاق هذا الفيلم الذى كلف المنتجين في وقتها الكثير من الأموال الطائلة ليظهر مدى عظمة هذه الملكة ومدى ثراء مصر في هذه الفترة ,من منا ينسى وجه اليزابيث تايلور عندما زارت روما فقد تفنن مهندسون الديكور والملابس وأجادوا في كل شيء وخرج الفيلم بأبهى الصور التي لم تعهدها السينما في هذا الوقت وكان نقله للأفلام التاريخية.
و من الجدير بالذكر أن مخرجنا العظيم الشأن (شادي عبد السلام) قد شارك فيه من خلال تصميم كافة الحلى و الاكسسورات التي كانت تتحلى بها كليوباترا في الفيلم وهو من صمم هذه المركب الذهبية التي انتقلت بها الى روما .. و لكننا هنا لسنا بصدد تفاصيل هذه الأشياء بل بصدد لغز قتلها أو موتها.
السؤال هل ماتت بسم الأفعى المصرية أم قتلها احدهم أم انتحرت ؟
تحير علماء التاريخ لهذا كثيرا وكثرت التكهنات وفى ذلك نتحدث في السطور الآتية:
تبدأ قصة كليوباترا عندما يموت والدها (بطليموس الثاني عشر) وقد تركها ومعها أختها الكبرى(أرسنوى) التي لم يذكرها التاريخ كثيراً, ثم الأخ الأصغر لكليوباترا (بطليموس الثالث عشر ) و(بطليموس الرابع عشر) وكان عمر الأخير عشر سنوات وكانت هي تكبر أخاها الأول بنحو ثماني سنوات فقد ولدت عام 68 ق .م ,وهى سليلة لأسرة مقدونية يونانية وقد بدأت هذه الأسرة حكمها مع بطليموس الأول عام323-30 ق.م. لم يختلف حكام هذه الأسرة في طريقة عيشهم أو حكمهم لكن أتت هي لتغير كل ذلك فتعلمت كل شيء عن المصريين لتصبح هي الوحيدة من أسرتها التي تتكلم المصرية وكانت بالذكاء الكافي ليؤهلها الى حكم هذه البلد العظيمة.
وكم حلمت وهى بمضجعها أنها يوماً ما ستعتلى العرش وكأنه مقدر لها فقيل أنها تخلصت من شقيقتها الكبرى بحيلة ذكية ليخلوا لها الأمر مع أخيها لتتقاسم معه العرش ويدب النزاع بينهما نزاع السلطة.
وأمام سطوة أوصياء أخيها ونتيجة لهزيمتها تهرب الى سوريا القديمة وهنا أنشأت بذكائها جيش فعادت لمواجهة أخيها عام48 ق.م في موقعة بيلوسيوم (بورسعيد) حالياً, ولكنها قبل هذه المواجهة أدركت كليوباترا بذكائها انها محتاجة الى دعم من قبل الرومان فذهبت الى يوليوس قيصر.
مقتل يوليوس قيصر
وكانت الشرارة الأولى والحب من أول نظرة فقد وقع القصير صريعاً في أهدابها وبدأت الحرب بينها وبين أخيها التي انتهت الى محصارتها هي والقصير في قصرها بالإسكندرية, ولكن العشيق لم يقف مكتوف الأيدي وطلب العون من روما التي وصلته عام47 ق.م وقتل شقيقها وتسلمت الحكم بجوار اخيها الأصغر وبقى العشيق بجوارها ثلاثة أشهر قبل أن يعود أدراجه الى روما وهو منتفخ الأوداج مزهواً بعشيقته الجميلة ,وينتج عن ثمرة هذا العشق قيصرون الصغير كما اطلق عليه أهل الاسكندرية ويعلم بأمر العشق مجلس الشيوخ في روما ويعارضه الجميع وأثناء خروجه يطعنه هذا المدعو بروتس وتحضرني هنا الجملة الشهيرة:
- حتى أنت يا بروتس ؟
و قيل ان كل من في المجلس قد طعنه طعنة حقد منهم وكرهاً للقصير.
وبعد اغتيال القصير انقسمت روما بين أوكتافيوس ومارك أنطوني, وكانت مصر من نصيب الأخير مع بعض الدول الأخرى وكان هذا لا يرضى غرور أوكتافيوس وبذكاء المرأة اتجهت أنظار كليوباترا الى مارك, فما جاء الى الاسكندرية حتى بعثت له هدية عبارة عن سجادة من الحرير الخالص ,وما فردت السجادة أمام قدميه حتى خرجت هي في أجمل زينتها وأبهى حلالها وكأنها حورية من حوريات القصص والحواديث أضافت الى مجدها كأنثى, وما رآها حتى هام فيها حباً هو الآخر.
كانت حيلة ذكية من ملكة عظيمة لم ينساها التاريخ ولم تفعلها ملكة قبلها ولا بعدها, ورغم أنه أرسل ليضم مصر الى الامبراطورية الرومانية الا أنه أصبح حليفاً لعشقه الأول والأخير وترك زوجته في روما وأصبح لا يفكر الا في معشوقته التي سلبت قلبه وأتعبت فؤاده كليوباترا.
مارك انطوني او ماركوس انطونيوس
ومن ثم دعيت لزيارة روما وسافرت بمركبها المترف وسارت في شوارع روما بموكب يخلب العقول وكانت تلقى بالذهب على رؤوس الرومانيين ببذخ حتى وصلت للقصر الملكي بمشهد أسطوري وذاد لهيب العشاق, وبعدها عادت لمصر لتتابع هذا الصراع المحتدم بين اوكتافيوس ومارك انطوني في موقعة (أكتيوم البحرية), وأثناء وطيس هذه المعركة يصل خبر كاذب بتخلي كليوباترا عنه وانها ماتت.. ففضل الموت عن الحياة بدونها.
- وكم من حبيب قتله الحب غيرك يا انطوني دون ان يذكره التاريخ.
و يأتي الخبر من الناحية الأخرى وكأنه كالصاعقة على رأس كليوباترا, لقد مات حاميها في المعركة ولم يبقَ غير من يدمر لها الشر وأنه سيستحلها مثل خالتها في شوارع روما العظيمة وستمر في القفص الحديدي وكأنها جرذ حقير بعدما طافت فيها وهى مرفوعة الرأس تطأ بأقدامها رؤوس الرومان المنحنية أمام جمالها وعزتها وثرائها وذكائها الفذ.. رفض عقلها هذا المشهد وطلبت من خادمتها عفراء ان تزينها في أجمل زينة وأن تلبس ثوبها الذهبي وتاجها وان تزين وجهها وتضع أفخم العطور وأن يجهزوا كأس السم.. نعم كأس وليس كما هو المعروف الحية السامة, فقد قال بعض علماء التاريخ ان سم الكبرى يسبب التشنجات وهذا يتنافى مع شخصيتها حيث انها كانت تريد ان تموت وهى على حالها وكأنها في حالة ثبات او نوم عميق فهي خبيرة بالسموم, وكانت تريد أن تموت بهدوء, عظيمة أبية حتى في موتها فقيل أنها استخدمت خليط من سم الأفيونوالشوكران وخانق الزئبق فهو سم زعاف يقتل بلا تشنجات ولا توجع إنما هو الموت الهادئ.
انتحار كليوباترا
هذه الملكة التي كانت مثقفة سياسياً فقد اتسم عصرها بالرخاء والزهو وانتشار العمران, وقد أصبحت الاسكندرية في عصرها قبلة لكل من يريد التعلم والثقافة وكيف لا ؟
وهى تتقن ثمان لغات حية وتمتلك من الذكاء الكثير ومن الجمال الذى أخضع اثنان من أعتى الرجال في عصرها, إنها معشوقة الرجال على مر العصور, إنها آخر ملوك الفراعنة التي سيذكرها التاريخ دوماً.
يوليوس قيصر على قدر ما أحبها على قدر ما كان يخشاها فقد كان يعلم حجم من أمامه جيداً, إنها ملكة مصر التي استطاعت بذكائها أن تأخذ قلبه ببساطة تحت, و كان يعلم أنها تجيد بل تبرع في فن السموم أكثر من أي شرير على الأرض في حينها..
وقفت الملكة في غرفتها في دلال وقد ارتدت حلة خفيفة تكشف قوامها الفتان الذى تغنى به الشعراء بعد ذلك و ألهب خيال ولب البشر على مر العصور ,و قد وضعت في شعرها الأسمر الذى يشبه الليل بلا نجوم زهرة حمراء بلون الدم زادت وجهها الوضاء جمالاً فوق جمالها و أخذت تتهادى أمام يوليس قيصر و كأنها زهرة ياسمين تتهادى على نسمات الربيع و اقتربت منه وقالت له بخبث الثعالب وهى تنظر الى عيناه الملونة :
- أتخشاني ؟
يوليوس قيصر
و لو كان هذا السؤال من أي شخص آخر لرفع سيفه في الحال و أطاح رأسه بدم بارد و لم يطرف له جفن و لهذا لم يعلق و اكتفى بابتسامة وهو يسرح في جمالها الفتان ,أما هي فنزعت هذه الوردة الحمراء التي تزين شعرها لتغمزها في كأسه كنوع من الإغراء و الدلال ثم ترفعه اليه وهى تميل بجسدها عليه فينتقل من عالم الى عالم آخر وهو يرى نحرها المرمى الذى يذيب أعتى قلوب الجبابرة.
صاحبنا يمسك بالكأس و يتجه به الى فمه وقبل أن يرتشف منه تضربه بعنف ليقع الكأس وقد أخذت تضحك في خبث الثعالب ثم قالت بدلال النساء :
- رغم كل حرصك مني كنت أستطيع قتلك في أي وقت شئت فهذه الزهرة التي غمستها في كأسك ما هي الاّ زهرة مسمومة كانت لتقتلك في الحال لو رشفت رشفة واحدة من الكأس.
أحبت كليوباترا ان تثبت ليوليوس أنها قادرة على كل شيء فلا داعي لخوفه منها طالما هي راضيه عليه.
* *
التاريخ دائماً لم ينسَ هذا الصراع الأبدي بين الجنس الناعم و الجنس الخشن من أول أبونا أدم وأمنا حواء ,مروراً بإزيس وست أخو أزوريس ,و كليوبترا و قصتها الشهيرة ,والملكة تى وزانوبيا في سوريا القديمة ,وهلين في طروادة ,و حتى التاريخ الحديث معشوقة هتلر و كلينتون و غيرهم الكثير ,و في المستقبل سيأتي الكثير غيرهم و سيبقى التاريخ يسجل بقلمة الأبدي هذه القصص التي ما تأتي سيرتها حتى نتسامر و نتحاكى فالتاريخ كله عبر وحكم ومواعظ, وكم من القصص ألهبت قلوب المفكرين والأدباء والشعراء فها هو شكسبير بجلالة قدرة يهيم عشقا في كليوباترا فيسطر بقلمه الحائرة رواية عنها من أجمل ما كتب وعاد بنا للعصور القديمة في رواية (أنطونيو و كليوباترا).
ليأتي بعده بعقود أمير الشعراء أحمد شوقي مسرحيته الشهيرة (مصرع كليوباترا) ثم يتغنى بها الموسيقار الكبير (محمد عبد الوهاب) ومع كل ما كتب عنها لم تنساها شاشة السينما العالمية.
وظهر العديد من الأفلام و أعادت الحياة من جديد لهذه الملكة حتى بعد مرور ألفي عام ,ومن أشهرها على الإطلاق هذا الفيلم الذى كلف المنتجين في وقتها الكثير من الأموال الطائلة ليظهر مدى عظمة هذه الملكة ومدى ثراء مصر في هذه الفترة ,من منا ينسى وجه اليزابيث تايلور عندما زارت روما فقد تفنن مهندسون الديكور والملابس وأجادوا في كل شيء وخرج الفيلم بأبهى الصور التي لم تعهدها السينما في هذا الوقت وكان نقله للأفلام التاريخية.
و من الجدير بالذكر أن مخرجنا العظيم الشأن (شادي عبد السلام) قد شارك فيه من خلال تصميم كافة الحلى و الاكسسورات التي كانت تتحلى بها كليوباترا في الفيلم وهو من صمم هذه المركب الذهبية التي انتقلت بها الى روما .. و لكننا هنا لسنا بصدد تفاصيل هذه الأشياء بل بصدد لغز قتلها أو موتها.
السؤال هل ماتت بسم الأفعى المصرية أم قتلها احدهم أم انتحرت ؟
تحير علماء التاريخ لهذا كثيرا وكثرت التكهنات وفى ذلك نتحدث في السطور الآتية:
تبدأ قصة كليوباترا عندما يموت والدها (بطليموس الثاني عشر) وقد تركها ومعها أختها الكبرى(أرسنوى) التي لم يذكرها التاريخ كثيراً, ثم الأخ الأصغر لكليوباترا (بطليموس الثالث عشر ) و(بطليموس الرابع عشر) وكان عمر الأخير عشر سنوات وكانت هي تكبر أخاها الأول بنحو ثماني سنوات فقد ولدت عام 68 ق .م ,وهى سليلة لأسرة مقدونية يونانية وقد بدأت هذه الأسرة حكمها مع بطليموس الأول عام323-30 ق.م. لم يختلف حكام هذه الأسرة في طريقة عيشهم أو حكمهم لكن أتت هي لتغير كل ذلك فتعلمت كل شيء عن المصريين لتصبح هي الوحيدة من أسرتها التي تتكلم المصرية وكانت بالذكاء الكافي ليؤهلها الى حكم هذه البلد العظيمة.
وكم حلمت وهى بمضجعها أنها يوماً ما ستعتلى العرش وكأنه مقدر لها فقيل أنها تخلصت من شقيقتها الكبرى بحيلة ذكية ليخلوا لها الأمر مع أخيها لتتقاسم معه العرش ويدب النزاع بينهما نزاع السلطة.
وأمام سطوة أوصياء أخيها ونتيجة لهزيمتها تهرب الى سوريا القديمة وهنا أنشأت بذكائها جيش فعادت لمواجهة أخيها عام48 ق.م في موقعة بيلوسيوم (بورسعيد) حالياً, ولكنها قبل هذه المواجهة أدركت كليوباترا بذكائها انها محتاجة الى دعم من قبل الرومان فذهبت الى يوليوس قيصر.
مقتل يوليوس قيصر
وكانت الشرارة الأولى والحب من أول نظرة فقد وقع القصير صريعاً في أهدابها وبدأت الحرب بينها وبين أخيها التي انتهت الى محصارتها هي والقصير في قصرها بالإسكندرية, ولكن العشيق لم يقف مكتوف الأيدي وطلب العون من روما التي وصلته عام47 ق.م وقتل شقيقها وتسلمت الحكم بجوار اخيها الأصغر وبقى العشيق بجوارها ثلاثة أشهر قبل أن يعود أدراجه الى روما وهو منتفخ الأوداج مزهواً بعشيقته الجميلة ,وينتج عن ثمرة هذا العشق قيصرون الصغير كما اطلق عليه أهل الاسكندرية ويعلم بأمر العشق مجلس الشيوخ في روما ويعارضه الجميع وأثناء خروجه يطعنه هذا المدعو بروتس وتحضرني هنا الجملة الشهيرة:
- حتى أنت يا بروتس ؟
و قيل ان كل من في المجلس قد طعنه طعنة حقد منهم وكرهاً للقصير.
وبعد اغتيال القصير انقسمت روما بين أوكتافيوس ومارك أنطوني, وكانت مصر من نصيب الأخير مع بعض الدول الأخرى وكان هذا لا يرضى غرور أوكتافيوس وبذكاء المرأة اتجهت أنظار كليوباترا الى مارك, فما جاء الى الاسكندرية حتى بعثت له هدية عبارة عن سجادة من الحرير الخالص ,وما فردت السجادة أمام قدميه حتى خرجت هي في أجمل زينتها وأبهى حلالها وكأنها حورية من حوريات القصص والحواديث أضافت الى مجدها كأنثى, وما رآها حتى هام فيها حباً هو الآخر.
كانت حيلة ذكية من ملكة عظيمة لم ينساها التاريخ ولم تفعلها ملكة قبلها ولا بعدها, ورغم أنه أرسل ليضم مصر الى الامبراطورية الرومانية الا أنه أصبح حليفاً لعشقه الأول والأخير وترك زوجته في روما وأصبح لا يفكر الا في معشوقته التي سلبت قلبه وأتعبت فؤاده كليوباترا.
مارك انطوني او ماركوس انطونيوس
ومن ثم دعيت لزيارة روما وسافرت بمركبها المترف وسارت في شوارع روما بموكب يخلب العقول وكانت تلقى بالذهب على رؤوس الرومانيين ببذخ حتى وصلت للقصر الملكي بمشهد أسطوري وذاد لهيب العشاق, وبعدها عادت لمصر لتتابع هذا الصراع المحتدم بين اوكتافيوس ومارك انطوني في موقعة (أكتيوم البحرية), وأثناء وطيس هذه المعركة يصل خبر كاذب بتخلي كليوباترا عنه وانها ماتت.. ففضل الموت عن الحياة بدونها.
- وكم من حبيب قتله الحب غيرك يا انطوني دون ان يذكره التاريخ.
و يأتي الخبر من الناحية الأخرى وكأنه كالصاعقة على رأس كليوباترا, لقد مات حاميها في المعركة ولم يبقَ غير من يدمر لها الشر وأنه سيستحلها مثل خالتها في شوارع روما العظيمة وستمر في القفص الحديدي وكأنها جرذ حقير بعدما طافت فيها وهى مرفوعة الرأس تطأ بأقدامها رؤوس الرومان المنحنية أمام جمالها وعزتها وثرائها وذكائها الفذ.. رفض عقلها هذا المشهد وطلبت من خادمتها عفراء ان تزينها في أجمل زينة وأن تلبس ثوبها الذهبي وتاجها وان تزين وجهها وتضع أفخم العطور وأن يجهزوا كأس السم.. نعم كأس وليس كما هو المعروف الحية السامة, فقد قال بعض علماء التاريخ ان سم الكبرى يسبب التشنجات وهذا يتنافى مع شخصيتها حيث انها كانت تريد ان تموت وهى على حالها وكأنها في حالة ثبات او نوم عميق فهي خبيرة بالسموم, وكانت تريد أن تموت بهدوء, عظيمة أبية حتى في موتها فقيل أنها استخدمت خليط من سم الأفيونوالشوكران وخانق الزئبق فهو سم زعاف يقتل بلا تشنجات ولا توجع إنما هو الموت الهادئ.
انتحار كليوباترا