غني عن القول بأن المولعين بالويجا والمؤمنين بقدراتها موقنين بأن الأرواح هي التي تحرك أصابعهم لا إراديا فوق اللوح لكي تجيب على أسئلتهم الحائرة، أما العلماء والباحثين القلائل الذين اهتموا بدراسة الويجا فيقولون بأنها مجرد خدعة رخيصة الهدف الأساسي منها هو جني المال عن طريق الضحك على ذقون المغفلين والسذج من المولعين بقصص الأشباح.
وبحسب هؤلاء الباحثين فأن مؤشر الويجا يتحرك فوق اللوح بواسطة أصابع اللاعبين طبقا لرغباتهم الداخلية حتى ولو بدا الأمر كأن المؤشر يتحرك بفعل قوى خارجية غير مرئية، فلولا أصابع اللاعبين لما تحرك المؤشر قيد أنملة.
يحلم العديد من البشر بالتواصل مع العالم الآخر، يودون كثيرا لو يستطيعون معرفة مصير أحبائهم الذين فارقوا هذه الدنيا الفانية إلى العالم الآخر، ماذا حدث لهم يا ترى بعد الموت ؟ وأين انتهى بهم المطاف ؟ .. أسئلة حائرة لا تجد أمامها سوى صمت القبور المطبق، فالموتى كما تعلم عزيزي القارئ لا يثرثرون كثيرا، ربما لأنهم حائرون مثلنا في إيجاد وسيلة لإيصال أصواتهم إلى عالمنا. غير أن سكوت الموتى الأزلي لم يفت في عضد بعض الفضوليين الذين راحوا يفتشون عن وسائل للاتصال بالعالم الآخر، وقد ظهرت بالفعل العديد منها عبر التاريخ، لكن معظمها للأسف كان صعبا ومعقدا ومخيفا، باستثناء لوح الويجا، الذي يمكن تشبيهه بالخلوي، فهو أيضا يحتوي أرقاما وحروف و "نعم" و "لا"، لكنه للأسف – ربما بسبب ضعف الشبكة! - غالبا ما يكون خارج نطاق التغطية!، وحتى عندما يتصل فمن المستحيل معرفة حقيقة المتكلم على الطرف الآخر من الخط، هذا طبعا إذا كان هناك اتصال أصلا ولم يكن الأمر برمته مجرد خدعة.
الويجا .. بوابة الى العالم الآخر ؟
منذ فجر التاريخ، آمن البشر بوجود عالم آخر خفي لا تدركه أبصارهم في مكان ما تحت الأرض أو فوقها، ظنوا أن الحياة فيه تقتصر على الإلهة ومخلوقاتها الأثيرية الغامضة التي تنوعت أسمائها وصفاتها عبر العصور، وحسبوا بأنه يتداخل مع عالمنا ضمن نفس الحيز من الوجود مع احتفاظ كلا العالمين بخصائصه المادية وقوانينه الفيزيائية المختلفة كليا عن تلك التي تحكم الآخر. أما فيما يختص بالعلاقة بين سكان العالمين، فقد أنقسم الناس فريقان، الأول مؤمن بانفصالهما التام وعجزهما عن رؤية بعضهما رغم وجودهما في نفس الحيز من المكان والزمان، في حين يرى الفريق الثاني بأن سكان العالم الآخر محجوبون عنا فقط نحن بني البشر لكنهم يستطيعون رؤيتنا وإدراك وجودنا.
عالم آخر خفي عن أبصارنا ؟
أنها فكرة غريبة، وهي بصراحة مرفوضة من قبل أغلب العلماء، هذه حقيقة ينبغي ذكرها، فالعلم ذو طبيعة مادية، يؤمن بالحجم والكتلة والوزن والارتفاع .. الخ، أي بالأمور التي تدرك وتقاس ويمكن إخضاعها للدرس والاستقصاء، أما الغيبيات فهي عصية على الإدراك ولا يمكن قياسها، لهذا يرفضها العلم ويعتبرها مجرد خرافة، لكن هذا الرأي العلمي الصارم تجاه الغيبيات لا يشفي غليل معظم الناس ولا يقدم لهم تفسيرات مقنعة فيما يختص بأيمانهم بالروح والأشباح والجن والعفاريت والشياطين .. الخ، لذا يلجأ أغلبهم إلى الروحانيات، فهي الوحيدة التي تقدم أجوبة شافية لأسئلتهم الحائرة حول تلك الكائنات الخفية والسبب الذي يجعلها تطل برؤوسها في عالمنا من حين لآخر لتشيع بيننا جوا رهيبا من الرعب والهلع ؟ أعني هنا قصص الجن والأشباح وتلبسها بالبشر وحكايات البيوت المسكونة.
السبيل إلى العالم الآخر .
جلسات وطرق تحضير الأرواح .. معقدة ومخيفة ؟
القدماء حدثونا عن وجود سبل موصولة تربط عالمنا بالعالم الآخر، لكنها ليست مشرعة تماما، بل تقطعها بوابات سحرية طالما حذرونا من الاقتراب منها والعبث بأقفالها والسعي لولوج العوالم السرية القابعة خلفها، لأنهم تعلموا بالتجربة بأن تلك الأبواب الموصدة والحجب المسدلة غالبا ما تنجلي عن شرور وويلات نحن البشر في غنى عنها في عالمنا المتخم أصلا بأنواع البلاء.
غير أن جميع النواهي والتحذيرات لم تنفع في كبح جماح الإنسان ورغبته التواقة للاستكشاف، فذلك الفضول الغريزي الذي سبق أن دفع بأبينا آدم إلى عصيان ربه والاقتراب من الشجرة المحرمة التي نهاه عنها لينتهي به الأمر مطرودا منبوذا إلى الأرض .. ذلك الفضول القديم نفسه دفع بعض الناس إلى ممارسة السحر والشعوذة لولوج بوابات العالم الآخر واستغلال سكانه طمعا في الحصول على نبوءات مستقبلية وامتلاك قوى خارقة، وبالمقابل سمحوا لكائنات البعد الآخر بالولوج إلى عالمنا، وبعضها كان مخيفا وشريرا وحاقدا إلى أبعد الحدود.
لوح الويجا ؟
ولوج بوابات العالم الآخر ليس أمرا سهلا كما يحسب البعض، فهي مقفلة وموصدة بإحكام، وعبورها هو أشبه بعملية فتح بريدنا الالكتروني أو حسابنا المصرفي، فبدون الرمز يستحيل الدخول، والأمر نفسه ينطبق على البوابات، فهناك وسائل وطرق خاصة يستخدمها السحرة والوسطاء الروحيون من أجل فك رموزها، ويمكن اعتبار لوح الويجا (Ouija ) كأحد أبسط تلك الوسائل وأكثرها شيوعا وانتشارا.
الويجا .. وسيلة أتصال سهلة وبسيطة ؟
فكرة الويجا تعود في جذورها إلى الصين القديمة، حيث كان كهنة الديانة الطاوية يستعملون أسلوب الكتابة التلقائية (Fuji ) للاتصال بعالم الأرواح، كان الكاهن يتلو صلواته ثم يمسك بعصا ويترك ليده العنان لتخط ما تشاء من الحروف والكلمات فوق الرمل، زاعما بأن الأرواح هي التي تحرك العصا من أجل إيصال رسائلها من العالم الآخر. وعلى نفس المنوال ظهر عبر العصور العديد من الوسطاء الروحيون الذين زعموا بأن أرواح الموتى والجن تتلبس أجسادهم لتوصل رسائلها على لسانهم أو تخطها على الورق بأيديهم. وربما بوحي من هذه المزاعم والادعاءات، وبسبب شغف الناس وولعهم الكبير بقصص الأشباح، أخترع الأمريكي أليجه بوند في عام 1890 لعبة منضدية أسماها الويجا، أشتق أسمها من دمج كلمتي "نعم" بالفرنسية والألمانية، وسرعان ما ذاع صيت هذه اللعبة كوسيلة مبسطة وسهلة للاتصال بالعالم الآخر من دون الحاجة إلى تعلم الأساليب الصعبة والمعقدة والمخيفة التي يستخدمها الوسطاء الروحيون لتحضير الأرواح والتواصل معها، فاستخدام الويجا لا يتطلب في الحقيقة سوى القدرة على قراءة الحروف الأبجدية والأرقام الصحيحة.
طريقة لعب الويجا يمكن صناعة الويجا في البيت من المقوى ؟
سر نجاح الويجا يكمن – كما أسلفنا - في بساطتها، فممارستها لا تتطلب أية خبرات أو تجهيزات وهي ميسرة للجميع. لوح اللعب الرئيسي مستطيل الشكل، عادة ما يصنع من الخشب – يمكن أن يصنع في المنزل من المقوى - وقد خطت على صفحته جميع الحروف الأبجدية إضافة إلى الأرقام من صفر إلى تسعة، وفي زاويا اللوح نقشت أربعة كلمات هي (نعم – لا – مرحبا – وداعا).
اللعب يتم بواسطة مؤشر على هيئة القلب مصنوع من الخشب وفي وسطه ثقب لإظهار الحروف والأرقام – يمكن صناعته من المقوى أو استعمال قدح بلاستك عادي - يتم تحريكه فوق اللوح بواسطة أصابع اللاعبين.
يسمح لأربعة أشخاص بالمشاركة في لعب الويجا، والمفضل أن يكونوا ثلاثة، لكن هذا لا يعد شرطا، إذ يمكن لعب الويجا بواسطة شخصين فقط، ويمكن أن يلعبها الإنسان بمفرده، لكنه خيار غير محبذ، فهناك نصيحة قديمة تقول : "إياك ولعب الويجا بمفردك .. لا تفعل ذلك أبدا!".
بالنسبة لمكان اللعب فلا توجد شروط محددة، يمكن اللعب في أي مكان، لكن يستحسن توفير الجو الملائم لتحضير الأرواح، كاللعب في حجرة هادئة وتحت إضاءة خافتة – يفضل ضوء الشموع -. وبالنسبة لوضعية اللوح عند اللعب فهناك خيارات عدة، فإذا كان عدد اللاعبين أثنين فقط فالمفضل أن يجلسا وجها لوجه متقابلين وهما يضعان اللوح في حجرهما، أما إذا كان عدد اللاعبين أكثر من أثنين فيمكن وضع اللوح فوق منضدة، وكذلك يمكن وضعه على الأرض.
قواعد اللعب بسيطة جدا، أولا يجب اختيار أحد اللاعبين ليكون عريف الجلسة، وهو اللاعب الذي سيقوم بطرح جميع الأسئلة، وطبعا يفضل أن تهيأ الأسئلة وتكتب على ورقة قبل الشروع باللعب. بعد ذلك على اللاعبين وضع أصابعهم على المؤشر الخشبي، يجب أن تكون أصابعهم مسترخية وأن لا يضغطوا على المؤشر بقوة، ثم يقوم عريف الجلسة بطرح السؤال التالي : "هل هناك روح معنا في الحجرة الآن ؟".
الجواب قد يأتي فورا أو يتأخر لبرهة أو قد لا يأتي أبدا، وفي كل الأحوال على اللاعبين عدم محاولة دفع أو تحريك المؤشر بالقوة، بل عليهم أن ينتظروه حتى يتحرك ويقود أصابعهم فوق اللوح من تلقاء نفسه، فإذا توقف المؤشر فوق كلمة نعم فهذا يعني وجود روح في الغرفة، وهنا سيقوم عريف الجلسة بطرح المزيد من الأسئلة، وستأتي الردود عن طريق حركة المؤشر، وهذه الحركة قد تكون بطيئة أو سريعة، وقد تكون بصورة نفي أو إيجاب فقط عن طريق وقوف المؤشر فوق كلمتي نعم أو لا، أو قد تكون على شكل جمل وكلمات تتشكل من مجموع الحروف والأرقام التي يقف فوقها المؤشر.
ولتبسيط الفكرة دعونا نتخيل ثلاثة أشخاص يتحلقون حول لوح ويجا واضعين أصابعهم على المؤشر ويقوم أحدهم بطرح الأسئلة التالية :
- عريف الجلسة : "هل هناك روح معنا في الغرفة ؟" .. يتحرك المؤشر نحو كلمة "نعم".
- عريف الجلسة : "هل هي روح رجل أم امرأة ؟" .. يتحرك المؤشر فوق الحروف التالية "ر" - "ج" - "ل"، أي إن الروح تعود لرجل.
- عريف الجلسة : "في أي سنة فارقت هذه الروح الحياة ؟" .. يتحرك المؤشر فوق الأرقام التالية : "1" - "9" - "4" - "3" أي أن الشبح يعود لميت فارق الحياة عام 1943.
ويستمر اللعب هكذا حتى تنتهي اللعبة أخيرا عند وقوف المؤشر فوق كلمة "وداعا"، مما يعني مغادرة الشبح للحجرة.
الحذر يقيك الخطر
فيديو مزعوم على يوتيوب يظهر تلبس الجن بفتاة أثناء لعب الويجا
هناك بعض النواهي والمحاذير المهمة التي ينبغي تذكرها عند لعب الويجا، بعضها عام ويشتمل على التحذيرات التي دأب على أطلاقها العديد من الروحانيين ورجال الدين والتي تنهى بشدة عن لعب الويجا باعتبارها شرا مطلقا وسبيلا شيطانية خطيرة يمكن أن تؤدي بلاعبها إلى ما لا تحمد عقباه.
وهناك أيضا نصائح ومحاذير خاصة بطريقة وأسلوب اللعب، وهي نصائح يجب على كل لاعب أن يضعها في حسبانه ونصب عينيه عند لعب الويجا، وأهم هذه النصائح هي :
- لا تلعب بمفردك أبدا، فالاعتقاد السائد هو أن كل الكائنات الأثيرية التي تأتي عبر الويجا تكون شريرة وحاقدة، وعليه فأن وجود عدة لاعبين معا سيكون بالطبع أكثر أمنا في مواجهة تلك الكائنات وردعها عن محاولة التلبس والإيذاء.
- يستحب بدء الجلسة بالتعوذ من الشيطان، حيث يقوم اللاعبون بإمساك أيدي بعضهم على شكل حلقة ثم يدعون الله أن يدرأ عنهم الجن والشياطين والأرواح الشريرة.
- يستحب وضع قطعة معدنية فضية فوق اللوح، فهناك اعتقاد ضارب في القدم حول خاصية الفضة كسلاح فعال ضد قوى الشر والظلام.
- لا تستعجل في الحصول على الأجوبة، أصبر وأنتظر، فالويجا بحاجة لفترة من الإحماء قبل أن تنطلق!.
- لا تسأل أبدا عن الله أو عن وجود الخالق، لا تفعل ذلك أبدا، فقوى الشر والظلام تكره بشدة فكرة وجود الله، وقد يؤدي تذكيرها بهذا الأمر إلى عواقب وخيمة فيجن جنونها وتبدأ بتكسير وتحطيم كل شيء حولها.
- لا تطرح أسئلة سخيفة من قبيل : "متى سأموت ؟" ولا تصدق كل ما يقوله اللوح، فإذا أجابك اللوح : "خلال ستة أشهر" فهذا لا يعني قطعا بأنك ستموت حقا خلال ستة أشهر، لكنك المؤكد هو أنك ستعيش في جحيم من الرعب والأرق لمدة ستة أشهر، وقد تموت فعلا من شدة القلق!، لذا لا تطرح هذا النوع من الأسئلة، فالحياة والموت هي من شأن الخالق وحده.
- لا تترك اللعب أبدا قبل مغادرة الروح أو الجن للحجرة، ويكون ذلك بوقوف مؤشر اللعبة فوق كلمة "وداعا"، وبخلاف ذلك قد يتعرض اللاعب المخالف إلى لعنة مدمرة وقد تطارده الأرواح الغاضبة لتحيل حياته إلى جحيم لا يطاق. وفي حالة شعرت بخوف شديد أو توجب عليك مغادرة الحجرة لسبب ما فحرك المؤشر أولا نحو كلمة وداعا ثم قل : "سوف نغادر الآن .. أمضي لشأنك بسلام" ثم أغلق اللوح وغادر.
- لا تغش ولا تسكت على الغش، فإذا أحسست بأن احد اللاعبين يقوم بتحريك وتوجيه المؤشر عمدا نحو حروف وأرقام معينة فعليك وقف اللعب في الحال.
- يقال بأن لوح الويجا لا يتجاوب إلا مع الأشخاص المؤمنين بالعالم الآخر وبقدرات اللوح في التواصل، أما المشككين والملحدين وأولئك الذين يلعبون الويجا من باب السخرية والهزل فنادرا ما يتجاوب اللوح معهم. لذا أحرص على اختيار نوعية شركائك في اللعب.
- أخيرا لا تتوقع أن تصطاد روحا بلوحك منذ أول جلسة، فقد لا يحدث تواصل أبدا.
الويجا .. الجانب المشرق ؟
مبنى برادبيري في لوس انجلوس ؟
منذ ظهور لوح الويجا بالشكل الذي نعرفه عليه اليوم، أي قبل أكثر من قرن من الزمان، انتشرت بين الناس عبر السنين العديد من القصص حول اللوح وقدراته الخارقة، بعضها أتسم بالكثير من الغرابة والإبهام، مثل قصة مبنى برادبيري الشهير في لوس انجلوس التي جرت وقائعها في أواخر القرن التاسع عشر، حيث راودت المليونير الأمريكي لويس برادبيري رؤيا ضبابية كالحلم شاهد خلالها بناية فخمة تنتصب بشموخ عند احد تقاطعات الطرق الرئيسية في مدينة لوس انجلوس، المليونير العجوز قرر تحويل حلمه إلى حقيقة، فعرض فكرة تشييد بناية مشابهة لما رآه في الحلم على رسام مغمور أسمه جورج ويمن كان يعمل في احد المكاتب الهندسية، ويمن لم يوافق على العرض فورا لأنه خشي من الفشل بسبب خبرته المتواضعة في مجال الهندسة والبناء، فألتمس مهلة عدة أيام ليتداول الأمر مع زوجته، ولأن الزوجين ويمن كانا من أشد المؤمنين بالروحانيات وبقدرات لوح الويجا، لذا سارعا إلى لوحهما الخاص لاستشفاف مستقبل المشروع ومدى نجاحه، وقد حمل لهما اللوح الرسالة التالية :
"مارك ويمن يقول .. وافق على المشروع .. سوف يكون ناجحا".
ومارك ويمن هذا لم يكن سوى شقيق جورج الأصغر الذي مات قبل ست سنوات!. وطبعا لم يتردد جورج للحظة في الأخذ بنصيحة شبح شقيقه، فوافق فورا على تولي المشروع، وبالفعل حقق نجاحا منقطع النظير في مهمته فشيد بناية فاخرة ذات خمسة طوابق ظلت لعقود طويلة معلما مميزا وبارزا من معالم لوس انجلوس، زارها الكثير من المشاهير وتم تصوير العديد من الأفلام في رحابها ولا تزال تنتصب في مكانها حتى يومنا هذا حيث يزورها سنويا الكثير من السياح المولعين بالأبنية القديمة وقصصها الغريبة.
بيرل كورن .. الويجا حولتها الى شاعرة ؟
من القصص الشهيرة والعجيبة الأخرى، والتي سبق أن تطرقنا لها بالتفصيل، هي قصة السيدة بيرل كورن التي جلست تلاعب جارتها الويجا في نهار يوم صيف حار من عام 1912. السيدة كورن لم تكن تؤمن بقدرات الويجا، لكن اللوح فاجأها وحمل لها روحا حقيقية لفتاة عاشت في انجلترا خلال القرن السابع عشر ثم هاجرت لاحقا إلى أمريكا لتلاقي حتفها على يد الهنود الحمر، هذه الفتاة الشبح زعمت بأن أسمها هو بيشنز وورث، وقد تبين لاحقا بأنها لم تكن مجرد روح هائمة ومنسية في عالم البرزخ، لكنها أيضا شاعرة مفوهة ما فتئت تنفث قصائدها على لسان السيدة كورن لسنوات طويلة حتى لمع أسمها كشاعرة أمريكية مرموقة وصدر لها ديوان شعري مطبوع!.
الويجا .. الجانب المظلم
قد تكون القصص والأحداث أنفة الذكر هي خير تجسيد للجانب المشرق والممتع للوح الويجا، فما أروع أن نتصل بالعالم الآخر لنتحدث مع تلك الكائنات الخارقة التي طالما أثارت فضولنا، كالجن والأشباح، لنعرف عنها أكثر، ولنزداد يقينا بوجود حياة أخرى بعد الموت، إنها تجربة روحانية مثيرة حقا وقد يود أكثرنا خوضها، وما الضير في ذلك طالما إن تلك كائنات ستعود أدراجها إلى عالمها في نهاية اللعبة وتتركنا بسلام .. أليس كذلك ؟.
كلا عزيزي القارئ .. الأمر ليس بهذه البساطة .. فنحن في النهاية لا نعرف شيئا عن تلك الكائنات، نجهل طبيعتها ولا نملك أي دليل على صحة ما تلقيه إلينا من جمل وكلمات، نحن في الواقع عاجزون تماما عن إدراك حقيقتها لأنها محجوبة ومتوارية عن أبصارنا تماما، بإمكانها أن تخدعنا وتلفق من الحديث ما تشاء، فقد تخبرنا مثلا بأنها روح شخص ميت بينما هي في الحقيقة كائن وموجود شرير يسعى إلى إيذائنا، وقد توهمنا برحيلها بعد انتهاء اللعب بينما هي لا تزال موجودة معنا في الحجرة تحاول النيل منا والتلبس بأجسادنا. وهناك بالفعل العديد من القصص حول هذا الجانب المظلم والمخيف للويجا، أمور فضيعة وقعت لبعض الناس بسببها، منهم من أصيب بالجنون وانتهى به الأمر إلى المصحات العقلية، كما حدث في عام 1920 حين تصدرت بلدة صغيرة في كاليفورنيا تدعى إل سيريتو عناوين الصحف بعد أن أصيب قسم من سكانها بالجنون المطلق بسبب الويجا، الشرطة ألقت القبض على سبعة رجال فقدوا عقلهم تماما، وعثروا على فتاة في الخامسة عشر من عمرها وهي عارية تماما وقد بررت خلع ثيابها بالرغبة في تعزيز قدرتها على التواصل مع الأرواح. موجة الجنون هذه امتدت في الأيام اللاحقة لتطال المزيد من السكان، أحدهم كان ضابط شرطة خلع ملابسه وراح يرقص داخل أحد البنوك المحلية. المسئولون في البلدة سارعوا إلى عقد اجتماع عاجل لتدارك الأمر فقرروا استدعاء طبيب نفسي لفحص سلامة أهالي البلدة من الناحية العقلية كما فرضوا حضرا شاملا على بيع وتداول واستخدام الويجا.
تلبس الجن بالفتى بسبب الويجا ؟
أغلب حالات الجنون والاضطرابات العقلية التي يسببها لوح الويجا يمكن أن نعزوها إلى ظاهرة التلبس، أي تلبس الكائنات التي يجلبها اللوح بأجساد البشر، ولعل فلم (The Exorcist ) الذي يعد واحدا من أشهر الأفلام في تاريخ سينما الرعب هو خير مثال على هذه الحالة، فالفلم مقتبس عن أحداث حقيقية كان بطلها فتى في الرابعة عشر من عمره يدعى روبي عاش مع والديه في بلدة صغيرة ومغمورة في ولاية ماريلاند الأمريكية في أربعينيات القرن المنصرم. روبي كان متعلقا جدا بإحدى خالاته، وكانت هذه الخالة تعمل كوسيطة روحية، وقد أهدته في إحدى المناسبات لوح ويجا، فطفق الفتى يقضي جل أوقاته في اللعب على هذا اللوح بمفرده، مخالفا بذلك القاعدة الأولى من قواعد لعب الويجا والتي تقول : "إياك أن تلعب لوحدك!". وبالفعل سرعان ما بدئت الأحداث الغريبة تتوالى في منزل روبي .. أصوات مجهولة المصدر .. أثاث يتحرك من تلقاء نفسه .. أبواب ونوافذ تفتح وتغلق لوحدها .. الخ .. والأسوأ من كل ذلك هو التغيرات المخيفة التي بدأت تطرأ على تصرفات وسلوك روبي نفسه، وحين لم ينفع أي علاج في أصلاح سلوك الفتى الصغير، بدأ والديه يشكان في تلبس الجن بجسده فأخضعاه لجلسات طرد أرواح طويلة، جلسات شهدت أمورا وأحداثا مرعبة، لكنها لحسن الحظ انتهت إلى تخليص الفتى من معاناته.
ماتي تورلي .. قتلت أباها ؟
قوى اللوح الشريرة قد تقود أيضا إلى ما هو أسوأ من الجنون، فعلى سبيل المثال أقدمت فتاة في الخامسة عشر من العمر تدعى ماتي تورلي على إطلاق النار من مسدس على والدها فأردته قتيلا في عام 1933، الفتاة اقترفت جريمتها بعد أن لعبت الويجا مع أمها التي كانت تريد التخلص من زوجها لكي يخلو لها الجو فتتمكن من الزواج بعشيقها راعي البقر، لوح الويجا أخبر ماتي بأن عليهما أن تقتل والدها ووعدها بالإفلات من العقاب. ماتي باغتت والدها في اليوم التالي بينما كان ينقل الحليب من الحظيرة، أصابته مرتين في ظهره فسقط صريعا يتخبط في دمه، الشرطة ألقت القبض على الفتاة وأمها، تم سجن الأم لفترة قصيرة بتهمة التحريض على القتل، أما الابنة القاتلة فقد قضت عدة شهور في مدرسة أصلاحية ثم عادت لتعيش مع أمها بعد أطلاق سراحها.
من القصص العجيبة الأخرى في هذا المجال هو ما حدث في ليلة ما من عام 2001 حين أصيبت جدة عجوز تدعى كارول سو إلفاكير بموجة جنون هستيرية أثناء لعبها الويجا مع أبنتها وحفيدتيها، العجوز الواهنة انقلبت فجأة إلى وحش كاسر فطعنت زوج أبنتها بالسكين خلال نومه وحاولت أيضا طعن حفيدتها الصغرى ذات العشرة أعوام لكن أبنتها تمكنت من انتزاع السكين من يدها وقامت بإخفائه، الابنة حاولت التستر على أمها، اصطحبتها بالسيارة برفقة الحفيدتين وغادرت المنزل تاركة وراءها زوجها الجريح لكي ينزف حتى الموت.
جنون الجدة لم ينتهي بمغادرة المنزل، إذ لم تلبث أن باغتت أبنتها خلال قيادتها للسيارة فحرفت المقود عن مساره وتسببت بانقلاب السيارة في محاولة لقتل الجميع، لكنهم نجوا من الموت بأعجوبة ولم يصابوا سوى ببعض الكدمات والجروح السطحية فقط، غير أن تلك الجروح لم تمنع العجوز من مواصلة محاولاتها المحمومة لقتل حفيدتيها، هذه المرة قامت بسحب حفيدتها الكبرى من السيارة المقلوبة ودفعتها نحو الطريق العام المكتظ بالسيارات المسرعة في محاولة لقتلها دهسا، لكن الفتاة المذعورة تمكنت من الإفلات من قبضة جدتها.
أخيرا وحين باءت جميع محاولاتها لقتل الحفيدة بالفشل، قامت الجدة العجوز بخلع ملابسها ثم قفزت من فوق سور الطريق السريع وركضت بسرعة مدهشة – بالنسبة لامرأة في سنها - صوب الغابة حيث عثرت عليها الشرطة هناك بعد عدة ساعات في حالة مزرية ونقلتها إلى المستشفى.
أقارب وأصدقاء الجدة وصفوها لاحقا للشرطة والصحفيين بأنها امرأة رزينة ومتزنة لم يعرفوا عنها سابقا أي تصرفات غريبة أو شاذة، كما أن الفحص الطبي أثبت خلو دمها تماما من الكحول أو المخدرات. الجدة قالت خلال محاكمتها بأنها سمعت صوتا يدوي في رأسها أثناء لعب الويجا في ليلة الحادثة ويحضها على قتل زوج أبنتها لأنه شرير، كما ألح الصوت عليها في قتل حفيدتيها المراهقتين لأنهما شريرتان مثل والدهما!.
بوابة سحرية .. أم مجرد خدعة رخيصة ؟
بقلم : اياد العطار
ك ا ب و س
وبحسب هؤلاء الباحثين فأن مؤشر الويجا يتحرك فوق اللوح بواسطة أصابع اللاعبين طبقا لرغباتهم الداخلية حتى ولو بدا الأمر كأن المؤشر يتحرك بفعل قوى خارجية غير مرئية، فلولا أصابع اللاعبين لما تحرك المؤشر قيد أنملة.
يحلم العديد من البشر بالتواصل مع العالم الآخر، يودون كثيرا لو يستطيعون معرفة مصير أحبائهم الذين فارقوا هذه الدنيا الفانية إلى العالم الآخر، ماذا حدث لهم يا ترى بعد الموت ؟ وأين انتهى بهم المطاف ؟ .. أسئلة حائرة لا تجد أمامها سوى صمت القبور المطبق، فالموتى كما تعلم عزيزي القارئ لا يثرثرون كثيرا، ربما لأنهم حائرون مثلنا في إيجاد وسيلة لإيصال أصواتهم إلى عالمنا. غير أن سكوت الموتى الأزلي لم يفت في عضد بعض الفضوليين الذين راحوا يفتشون عن وسائل للاتصال بالعالم الآخر، وقد ظهرت بالفعل العديد منها عبر التاريخ، لكن معظمها للأسف كان صعبا ومعقدا ومخيفا، باستثناء لوح الويجا، الذي يمكن تشبيهه بالخلوي، فهو أيضا يحتوي أرقاما وحروف و "نعم" و "لا"، لكنه للأسف – ربما بسبب ضعف الشبكة! - غالبا ما يكون خارج نطاق التغطية!، وحتى عندما يتصل فمن المستحيل معرفة حقيقة المتكلم على الطرف الآخر من الخط، هذا طبعا إذا كان هناك اتصال أصلا ولم يكن الأمر برمته مجرد خدعة.
الويجا .. بوابة الى العالم الآخر ؟
منذ فجر التاريخ، آمن البشر بوجود عالم آخر خفي لا تدركه أبصارهم في مكان ما تحت الأرض أو فوقها، ظنوا أن الحياة فيه تقتصر على الإلهة ومخلوقاتها الأثيرية الغامضة التي تنوعت أسمائها وصفاتها عبر العصور، وحسبوا بأنه يتداخل مع عالمنا ضمن نفس الحيز من الوجود مع احتفاظ كلا العالمين بخصائصه المادية وقوانينه الفيزيائية المختلفة كليا عن تلك التي تحكم الآخر. أما فيما يختص بالعلاقة بين سكان العالمين، فقد أنقسم الناس فريقان، الأول مؤمن بانفصالهما التام وعجزهما عن رؤية بعضهما رغم وجودهما في نفس الحيز من المكان والزمان، في حين يرى الفريق الثاني بأن سكان العالم الآخر محجوبون عنا فقط نحن بني البشر لكنهم يستطيعون رؤيتنا وإدراك وجودنا.
عالم آخر خفي عن أبصارنا ؟
أنها فكرة غريبة، وهي بصراحة مرفوضة من قبل أغلب العلماء، هذه حقيقة ينبغي ذكرها، فالعلم ذو طبيعة مادية، يؤمن بالحجم والكتلة والوزن والارتفاع .. الخ، أي بالأمور التي تدرك وتقاس ويمكن إخضاعها للدرس والاستقصاء، أما الغيبيات فهي عصية على الإدراك ولا يمكن قياسها، لهذا يرفضها العلم ويعتبرها مجرد خرافة، لكن هذا الرأي العلمي الصارم تجاه الغيبيات لا يشفي غليل معظم الناس ولا يقدم لهم تفسيرات مقنعة فيما يختص بأيمانهم بالروح والأشباح والجن والعفاريت والشياطين .. الخ، لذا يلجأ أغلبهم إلى الروحانيات، فهي الوحيدة التي تقدم أجوبة شافية لأسئلتهم الحائرة حول تلك الكائنات الخفية والسبب الذي يجعلها تطل برؤوسها في عالمنا من حين لآخر لتشيع بيننا جوا رهيبا من الرعب والهلع ؟ أعني هنا قصص الجن والأشباح وتلبسها بالبشر وحكايات البيوت المسكونة.
السبيل إلى العالم الآخر .
جلسات وطرق تحضير الأرواح .. معقدة ومخيفة ؟
القدماء حدثونا عن وجود سبل موصولة تربط عالمنا بالعالم الآخر، لكنها ليست مشرعة تماما، بل تقطعها بوابات سحرية طالما حذرونا من الاقتراب منها والعبث بأقفالها والسعي لولوج العوالم السرية القابعة خلفها، لأنهم تعلموا بالتجربة بأن تلك الأبواب الموصدة والحجب المسدلة غالبا ما تنجلي عن شرور وويلات نحن البشر في غنى عنها في عالمنا المتخم أصلا بأنواع البلاء.
غير أن جميع النواهي والتحذيرات لم تنفع في كبح جماح الإنسان ورغبته التواقة للاستكشاف، فذلك الفضول الغريزي الذي سبق أن دفع بأبينا آدم إلى عصيان ربه والاقتراب من الشجرة المحرمة التي نهاه عنها لينتهي به الأمر مطرودا منبوذا إلى الأرض .. ذلك الفضول القديم نفسه دفع بعض الناس إلى ممارسة السحر والشعوذة لولوج بوابات العالم الآخر واستغلال سكانه طمعا في الحصول على نبوءات مستقبلية وامتلاك قوى خارقة، وبالمقابل سمحوا لكائنات البعد الآخر بالولوج إلى عالمنا، وبعضها كان مخيفا وشريرا وحاقدا إلى أبعد الحدود.
لوح الويجا ؟
ولوج بوابات العالم الآخر ليس أمرا سهلا كما يحسب البعض، فهي مقفلة وموصدة بإحكام، وعبورها هو أشبه بعملية فتح بريدنا الالكتروني أو حسابنا المصرفي، فبدون الرمز يستحيل الدخول، والأمر نفسه ينطبق على البوابات، فهناك وسائل وطرق خاصة يستخدمها السحرة والوسطاء الروحيون من أجل فك رموزها، ويمكن اعتبار لوح الويجا (Ouija ) كأحد أبسط تلك الوسائل وأكثرها شيوعا وانتشارا.
الويجا .. وسيلة أتصال سهلة وبسيطة ؟
فكرة الويجا تعود في جذورها إلى الصين القديمة، حيث كان كهنة الديانة الطاوية يستعملون أسلوب الكتابة التلقائية (Fuji ) للاتصال بعالم الأرواح، كان الكاهن يتلو صلواته ثم يمسك بعصا ويترك ليده العنان لتخط ما تشاء من الحروف والكلمات فوق الرمل، زاعما بأن الأرواح هي التي تحرك العصا من أجل إيصال رسائلها من العالم الآخر. وعلى نفس المنوال ظهر عبر العصور العديد من الوسطاء الروحيون الذين زعموا بأن أرواح الموتى والجن تتلبس أجسادهم لتوصل رسائلها على لسانهم أو تخطها على الورق بأيديهم. وربما بوحي من هذه المزاعم والادعاءات، وبسبب شغف الناس وولعهم الكبير بقصص الأشباح، أخترع الأمريكي أليجه بوند في عام 1890 لعبة منضدية أسماها الويجا، أشتق أسمها من دمج كلمتي "نعم" بالفرنسية والألمانية، وسرعان ما ذاع صيت هذه اللعبة كوسيلة مبسطة وسهلة للاتصال بالعالم الآخر من دون الحاجة إلى تعلم الأساليب الصعبة والمعقدة والمخيفة التي يستخدمها الوسطاء الروحيون لتحضير الأرواح والتواصل معها، فاستخدام الويجا لا يتطلب في الحقيقة سوى القدرة على قراءة الحروف الأبجدية والأرقام الصحيحة.
طريقة لعب الويجا يمكن صناعة الويجا في البيت من المقوى ؟
سر نجاح الويجا يكمن – كما أسلفنا - في بساطتها، فممارستها لا تتطلب أية خبرات أو تجهيزات وهي ميسرة للجميع. لوح اللعب الرئيسي مستطيل الشكل، عادة ما يصنع من الخشب – يمكن أن يصنع في المنزل من المقوى - وقد خطت على صفحته جميع الحروف الأبجدية إضافة إلى الأرقام من صفر إلى تسعة، وفي زاويا اللوح نقشت أربعة كلمات هي (نعم – لا – مرحبا – وداعا).
اللعب يتم بواسطة مؤشر على هيئة القلب مصنوع من الخشب وفي وسطه ثقب لإظهار الحروف والأرقام – يمكن صناعته من المقوى أو استعمال قدح بلاستك عادي - يتم تحريكه فوق اللوح بواسطة أصابع اللاعبين.
يسمح لأربعة أشخاص بالمشاركة في لعب الويجا، والمفضل أن يكونوا ثلاثة، لكن هذا لا يعد شرطا، إذ يمكن لعب الويجا بواسطة شخصين فقط، ويمكن أن يلعبها الإنسان بمفرده، لكنه خيار غير محبذ، فهناك نصيحة قديمة تقول : "إياك ولعب الويجا بمفردك .. لا تفعل ذلك أبدا!".
بالنسبة لمكان اللعب فلا توجد شروط محددة، يمكن اللعب في أي مكان، لكن يستحسن توفير الجو الملائم لتحضير الأرواح، كاللعب في حجرة هادئة وتحت إضاءة خافتة – يفضل ضوء الشموع -. وبالنسبة لوضعية اللوح عند اللعب فهناك خيارات عدة، فإذا كان عدد اللاعبين أثنين فقط فالمفضل أن يجلسا وجها لوجه متقابلين وهما يضعان اللوح في حجرهما، أما إذا كان عدد اللاعبين أكثر من أثنين فيمكن وضع اللوح فوق منضدة، وكذلك يمكن وضعه على الأرض.
قواعد اللعب بسيطة جدا، أولا يجب اختيار أحد اللاعبين ليكون عريف الجلسة، وهو اللاعب الذي سيقوم بطرح جميع الأسئلة، وطبعا يفضل أن تهيأ الأسئلة وتكتب على ورقة قبل الشروع باللعب. بعد ذلك على اللاعبين وضع أصابعهم على المؤشر الخشبي، يجب أن تكون أصابعهم مسترخية وأن لا يضغطوا على المؤشر بقوة، ثم يقوم عريف الجلسة بطرح السؤال التالي : "هل هناك روح معنا في الحجرة الآن ؟".
الجواب قد يأتي فورا أو يتأخر لبرهة أو قد لا يأتي أبدا، وفي كل الأحوال على اللاعبين عدم محاولة دفع أو تحريك المؤشر بالقوة، بل عليهم أن ينتظروه حتى يتحرك ويقود أصابعهم فوق اللوح من تلقاء نفسه، فإذا توقف المؤشر فوق كلمة نعم فهذا يعني وجود روح في الغرفة، وهنا سيقوم عريف الجلسة بطرح المزيد من الأسئلة، وستأتي الردود عن طريق حركة المؤشر، وهذه الحركة قد تكون بطيئة أو سريعة، وقد تكون بصورة نفي أو إيجاب فقط عن طريق وقوف المؤشر فوق كلمتي نعم أو لا، أو قد تكون على شكل جمل وكلمات تتشكل من مجموع الحروف والأرقام التي يقف فوقها المؤشر.
ولتبسيط الفكرة دعونا نتخيل ثلاثة أشخاص يتحلقون حول لوح ويجا واضعين أصابعهم على المؤشر ويقوم أحدهم بطرح الأسئلة التالية :
- عريف الجلسة : "هل هناك روح معنا في الغرفة ؟" .. يتحرك المؤشر نحو كلمة "نعم".
- عريف الجلسة : "هل هي روح رجل أم امرأة ؟" .. يتحرك المؤشر فوق الحروف التالية "ر" - "ج" - "ل"، أي إن الروح تعود لرجل.
- عريف الجلسة : "في أي سنة فارقت هذه الروح الحياة ؟" .. يتحرك المؤشر فوق الأرقام التالية : "1" - "9" - "4" - "3" أي أن الشبح يعود لميت فارق الحياة عام 1943.
ويستمر اللعب هكذا حتى تنتهي اللعبة أخيرا عند وقوف المؤشر فوق كلمة "وداعا"، مما يعني مغادرة الشبح للحجرة.
الحذر يقيك الخطر
فيديو مزعوم على يوتيوب يظهر تلبس الجن بفتاة أثناء لعب الويجا
هناك بعض النواهي والمحاذير المهمة التي ينبغي تذكرها عند لعب الويجا، بعضها عام ويشتمل على التحذيرات التي دأب على أطلاقها العديد من الروحانيين ورجال الدين والتي تنهى بشدة عن لعب الويجا باعتبارها شرا مطلقا وسبيلا شيطانية خطيرة يمكن أن تؤدي بلاعبها إلى ما لا تحمد عقباه.
وهناك أيضا نصائح ومحاذير خاصة بطريقة وأسلوب اللعب، وهي نصائح يجب على كل لاعب أن يضعها في حسبانه ونصب عينيه عند لعب الويجا، وأهم هذه النصائح هي :
- لا تلعب بمفردك أبدا، فالاعتقاد السائد هو أن كل الكائنات الأثيرية التي تأتي عبر الويجا تكون شريرة وحاقدة، وعليه فأن وجود عدة لاعبين معا سيكون بالطبع أكثر أمنا في مواجهة تلك الكائنات وردعها عن محاولة التلبس والإيذاء.
- يستحب بدء الجلسة بالتعوذ من الشيطان، حيث يقوم اللاعبون بإمساك أيدي بعضهم على شكل حلقة ثم يدعون الله أن يدرأ عنهم الجن والشياطين والأرواح الشريرة.
- يستحب وضع قطعة معدنية فضية فوق اللوح، فهناك اعتقاد ضارب في القدم حول خاصية الفضة كسلاح فعال ضد قوى الشر والظلام.
- لا تستعجل في الحصول على الأجوبة، أصبر وأنتظر، فالويجا بحاجة لفترة من الإحماء قبل أن تنطلق!.
- لا تسأل أبدا عن الله أو عن وجود الخالق، لا تفعل ذلك أبدا، فقوى الشر والظلام تكره بشدة فكرة وجود الله، وقد يؤدي تذكيرها بهذا الأمر إلى عواقب وخيمة فيجن جنونها وتبدأ بتكسير وتحطيم كل شيء حولها.
- لا تطرح أسئلة سخيفة من قبيل : "متى سأموت ؟" ولا تصدق كل ما يقوله اللوح، فإذا أجابك اللوح : "خلال ستة أشهر" فهذا لا يعني قطعا بأنك ستموت حقا خلال ستة أشهر، لكنك المؤكد هو أنك ستعيش في جحيم من الرعب والأرق لمدة ستة أشهر، وقد تموت فعلا من شدة القلق!، لذا لا تطرح هذا النوع من الأسئلة، فالحياة والموت هي من شأن الخالق وحده.
- لا تترك اللعب أبدا قبل مغادرة الروح أو الجن للحجرة، ويكون ذلك بوقوف مؤشر اللعبة فوق كلمة "وداعا"، وبخلاف ذلك قد يتعرض اللاعب المخالف إلى لعنة مدمرة وقد تطارده الأرواح الغاضبة لتحيل حياته إلى جحيم لا يطاق. وفي حالة شعرت بخوف شديد أو توجب عليك مغادرة الحجرة لسبب ما فحرك المؤشر أولا نحو كلمة وداعا ثم قل : "سوف نغادر الآن .. أمضي لشأنك بسلام" ثم أغلق اللوح وغادر.
- لا تغش ولا تسكت على الغش، فإذا أحسست بأن احد اللاعبين يقوم بتحريك وتوجيه المؤشر عمدا نحو حروف وأرقام معينة فعليك وقف اللعب في الحال.
- يقال بأن لوح الويجا لا يتجاوب إلا مع الأشخاص المؤمنين بالعالم الآخر وبقدرات اللوح في التواصل، أما المشككين والملحدين وأولئك الذين يلعبون الويجا من باب السخرية والهزل فنادرا ما يتجاوب اللوح معهم. لذا أحرص على اختيار نوعية شركائك في اللعب.
- أخيرا لا تتوقع أن تصطاد روحا بلوحك منذ أول جلسة، فقد لا يحدث تواصل أبدا.
الويجا .. الجانب المشرق ؟
مبنى برادبيري في لوس انجلوس ؟
منذ ظهور لوح الويجا بالشكل الذي نعرفه عليه اليوم، أي قبل أكثر من قرن من الزمان، انتشرت بين الناس عبر السنين العديد من القصص حول اللوح وقدراته الخارقة، بعضها أتسم بالكثير من الغرابة والإبهام، مثل قصة مبنى برادبيري الشهير في لوس انجلوس التي جرت وقائعها في أواخر القرن التاسع عشر، حيث راودت المليونير الأمريكي لويس برادبيري رؤيا ضبابية كالحلم شاهد خلالها بناية فخمة تنتصب بشموخ عند احد تقاطعات الطرق الرئيسية في مدينة لوس انجلوس، المليونير العجوز قرر تحويل حلمه إلى حقيقة، فعرض فكرة تشييد بناية مشابهة لما رآه في الحلم على رسام مغمور أسمه جورج ويمن كان يعمل في احد المكاتب الهندسية، ويمن لم يوافق على العرض فورا لأنه خشي من الفشل بسبب خبرته المتواضعة في مجال الهندسة والبناء، فألتمس مهلة عدة أيام ليتداول الأمر مع زوجته، ولأن الزوجين ويمن كانا من أشد المؤمنين بالروحانيات وبقدرات لوح الويجا، لذا سارعا إلى لوحهما الخاص لاستشفاف مستقبل المشروع ومدى نجاحه، وقد حمل لهما اللوح الرسالة التالية :
"مارك ويمن يقول .. وافق على المشروع .. سوف يكون ناجحا".
ومارك ويمن هذا لم يكن سوى شقيق جورج الأصغر الذي مات قبل ست سنوات!. وطبعا لم يتردد جورج للحظة في الأخذ بنصيحة شبح شقيقه، فوافق فورا على تولي المشروع، وبالفعل حقق نجاحا منقطع النظير في مهمته فشيد بناية فاخرة ذات خمسة طوابق ظلت لعقود طويلة معلما مميزا وبارزا من معالم لوس انجلوس، زارها الكثير من المشاهير وتم تصوير العديد من الأفلام في رحابها ولا تزال تنتصب في مكانها حتى يومنا هذا حيث يزورها سنويا الكثير من السياح المولعين بالأبنية القديمة وقصصها الغريبة.
بيرل كورن .. الويجا حولتها الى شاعرة ؟
من القصص الشهيرة والعجيبة الأخرى، والتي سبق أن تطرقنا لها بالتفصيل، هي قصة السيدة بيرل كورن التي جلست تلاعب جارتها الويجا في نهار يوم صيف حار من عام 1912. السيدة كورن لم تكن تؤمن بقدرات الويجا، لكن اللوح فاجأها وحمل لها روحا حقيقية لفتاة عاشت في انجلترا خلال القرن السابع عشر ثم هاجرت لاحقا إلى أمريكا لتلاقي حتفها على يد الهنود الحمر، هذه الفتاة الشبح زعمت بأن أسمها هو بيشنز وورث، وقد تبين لاحقا بأنها لم تكن مجرد روح هائمة ومنسية في عالم البرزخ، لكنها أيضا شاعرة مفوهة ما فتئت تنفث قصائدها على لسان السيدة كورن لسنوات طويلة حتى لمع أسمها كشاعرة أمريكية مرموقة وصدر لها ديوان شعري مطبوع!.
الويجا .. الجانب المظلم
قد تكون القصص والأحداث أنفة الذكر هي خير تجسيد للجانب المشرق والممتع للوح الويجا، فما أروع أن نتصل بالعالم الآخر لنتحدث مع تلك الكائنات الخارقة التي طالما أثارت فضولنا، كالجن والأشباح، لنعرف عنها أكثر، ولنزداد يقينا بوجود حياة أخرى بعد الموت، إنها تجربة روحانية مثيرة حقا وقد يود أكثرنا خوضها، وما الضير في ذلك طالما إن تلك كائنات ستعود أدراجها إلى عالمها في نهاية اللعبة وتتركنا بسلام .. أليس كذلك ؟.
كلا عزيزي القارئ .. الأمر ليس بهذه البساطة .. فنحن في النهاية لا نعرف شيئا عن تلك الكائنات، نجهل طبيعتها ولا نملك أي دليل على صحة ما تلقيه إلينا من جمل وكلمات، نحن في الواقع عاجزون تماما عن إدراك حقيقتها لأنها محجوبة ومتوارية عن أبصارنا تماما، بإمكانها أن تخدعنا وتلفق من الحديث ما تشاء، فقد تخبرنا مثلا بأنها روح شخص ميت بينما هي في الحقيقة كائن وموجود شرير يسعى إلى إيذائنا، وقد توهمنا برحيلها بعد انتهاء اللعب بينما هي لا تزال موجودة معنا في الحجرة تحاول النيل منا والتلبس بأجسادنا. وهناك بالفعل العديد من القصص حول هذا الجانب المظلم والمخيف للويجا، أمور فضيعة وقعت لبعض الناس بسببها، منهم من أصيب بالجنون وانتهى به الأمر إلى المصحات العقلية، كما حدث في عام 1920 حين تصدرت بلدة صغيرة في كاليفورنيا تدعى إل سيريتو عناوين الصحف بعد أن أصيب قسم من سكانها بالجنون المطلق بسبب الويجا، الشرطة ألقت القبض على سبعة رجال فقدوا عقلهم تماما، وعثروا على فتاة في الخامسة عشر من عمرها وهي عارية تماما وقد بررت خلع ثيابها بالرغبة في تعزيز قدرتها على التواصل مع الأرواح. موجة الجنون هذه امتدت في الأيام اللاحقة لتطال المزيد من السكان، أحدهم كان ضابط شرطة خلع ملابسه وراح يرقص داخل أحد البنوك المحلية. المسئولون في البلدة سارعوا إلى عقد اجتماع عاجل لتدارك الأمر فقرروا استدعاء طبيب نفسي لفحص سلامة أهالي البلدة من الناحية العقلية كما فرضوا حضرا شاملا على بيع وتداول واستخدام الويجا.
تلبس الجن بالفتى بسبب الويجا ؟
أغلب حالات الجنون والاضطرابات العقلية التي يسببها لوح الويجا يمكن أن نعزوها إلى ظاهرة التلبس، أي تلبس الكائنات التي يجلبها اللوح بأجساد البشر، ولعل فلم (The Exorcist ) الذي يعد واحدا من أشهر الأفلام في تاريخ سينما الرعب هو خير مثال على هذه الحالة، فالفلم مقتبس عن أحداث حقيقية كان بطلها فتى في الرابعة عشر من عمره يدعى روبي عاش مع والديه في بلدة صغيرة ومغمورة في ولاية ماريلاند الأمريكية في أربعينيات القرن المنصرم. روبي كان متعلقا جدا بإحدى خالاته، وكانت هذه الخالة تعمل كوسيطة روحية، وقد أهدته في إحدى المناسبات لوح ويجا، فطفق الفتى يقضي جل أوقاته في اللعب على هذا اللوح بمفرده، مخالفا بذلك القاعدة الأولى من قواعد لعب الويجا والتي تقول : "إياك أن تلعب لوحدك!". وبالفعل سرعان ما بدئت الأحداث الغريبة تتوالى في منزل روبي .. أصوات مجهولة المصدر .. أثاث يتحرك من تلقاء نفسه .. أبواب ونوافذ تفتح وتغلق لوحدها .. الخ .. والأسوأ من كل ذلك هو التغيرات المخيفة التي بدأت تطرأ على تصرفات وسلوك روبي نفسه، وحين لم ينفع أي علاج في أصلاح سلوك الفتى الصغير، بدأ والديه يشكان في تلبس الجن بجسده فأخضعاه لجلسات طرد أرواح طويلة، جلسات شهدت أمورا وأحداثا مرعبة، لكنها لحسن الحظ انتهت إلى تخليص الفتى من معاناته.
ماتي تورلي .. قتلت أباها ؟
قوى اللوح الشريرة قد تقود أيضا إلى ما هو أسوأ من الجنون، فعلى سبيل المثال أقدمت فتاة في الخامسة عشر من العمر تدعى ماتي تورلي على إطلاق النار من مسدس على والدها فأردته قتيلا في عام 1933، الفتاة اقترفت جريمتها بعد أن لعبت الويجا مع أمها التي كانت تريد التخلص من زوجها لكي يخلو لها الجو فتتمكن من الزواج بعشيقها راعي البقر، لوح الويجا أخبر ماتي بأن عليهما أن تقتل والدها ووعدها بالإفلات من العقاب. ماتي باغتت والدها في اليوم التالي بينما كان ينقل الحليب من الحظيرة، أصابته مرتين في ظهره فسقط صريعا يتخبط في دمه، الشرطة ألقت القبض على الفتاة وأمها، تم سجن الأم لفترة قصيرة بتهمة التحريض على القتل، أما الابنة القاتلة فقد قضت عدة شهور في مدرسة أصلاحية ثم عادت لتعيش مع أمها بعد أطلاق سراحها.
من القصص العجيبة الأخرى في هذا المجال هو ما حدث في ليلة ما من عام 2001 حين أصيبت جدة عجوز تدعى كارول سو إلفاكير بموجة جنون هستيرية أثناء لعبها الويجا مع أبنتها وحفيدتيها، العجوز الواهنة انقلبت فجأة إلى وحش كاسر فطعنت زوج أبنتها بالسكين خلال نومه وحاولت أيضا طعن حفيدتها الصغرى ذات العشرة أعوام لكن أبنتها تمكنت من انتزاع السكين من يدها وقامت بإخفائه، الابنة حاولت التستر على أمها، اصطحبتها بالسيارة برفقة الحفيدتين وغادرت المنزل تاركة وراءها زوجها الجريح لكي ينزف حتى الموت.
جنون الجدة لم ينتهي بمغادرة المنزل، إذ لم تلبث أن باغتت أبنتها خلال قيادتها للسيارة فحرفت المقود عن مساره وتسببت بانقلاب السيارة في محاولة لقتل الجميع، لكنهم نجوا من الموت بأعجوبة ولم يصابوا سوى ببعض الكدمات والجروح السطحية فقط، غير أن تلك الجروح لم تمنع العجوز من مواصلة محاولاتها المحمومة لقتل حفيدتيها، هذه المرة قامت بسحب حفيدتها الكبرى من السيارة المقلوبة ودفعتها نحو الطريق العام المكتظ بالسيارات المسرعة في محاولة لقتلها دهسا، لكن الفتاة المذعورة تمكنت من الإفلات من قبضة جدتها.
أخيرا وحين باءت جميع محاولاتها لقتل الحفيدة بالفشل، قامت الجدة العجوز بخلع ملابسها ثم قفزت من فوق سور الطريق السريع وركضت بسرعة مدهشة – بالنسبة لامرأة في سنها - صوب الغابة حيث عثرت عليها الشرطة هناك بعد عدة ساعات في حالة مزرية ونقلتها إلى المستشفى.
أقارب وأصدقاء الجدة وصفوها لاحقا للشرطة والصحفيين بأنها امرأة رزينة ومتزنة لم يعرفوا عنها سابقا أي تصرفات غريبة أو شاذة، كما أن الفحص الطبي أثبت خلو دمها تماما من الكحول أو المخدرات. الجدة قالت خلال محاكمتها بأنها سمعت صوتا يدوي في رأسها أثناء لعب الويجا في ليلة الحادثة ويحضها على قتل زوج أبنتها لأنه شرير، كما ألح الصوت عليها في قتل حفيدتيها المراهقتين لأنهما شريرتان مثل والدهما!.
بوابة سحرية .. أم مجرد خدعة رخيصة ؟
بقلم : اياد العطار
ك ا ب و س