سعاد حيرت العالم وسببت الكثير من الرعب بسبب شبحها .
بعض الأحداث التي تمرّ بنا تبقى رغم مرور الوقت قابعة في ركن قصيّ من الذاكرة قد ننسى تاريخ وقوعها , قد ننسى أسماء أبطالها ,لكننا أبدا لا ننسى تسلسل الأحداث و ستمرّ بنا من وقت لأخر كشريط مصوّر ,تماما كأحداث الجريمة التي سأسرد عليكم وقائعها .
كان يوما من أيام الشتاء الباردة ,في تسعينات القرن المنصرم , استيقظنا صباحا على خبر مروّع كتبت عنه أغلب الصحف التونسية آنذاك , على الصفحات الأولى بالخط العريض قرأت هذا العنوان "زوج يقتل زوجته بواسطة ساطور .."
فما الذي حدث؟؟
الصحف لم تكن هي المصدر الوحيد لمعلوماتي عن وقائع هذه الجريمة, بل لا تعتبر مصدرا ,فأحداث الجريمة و ما ترتب عنها عرفته من صديقتي المقربة فاطمة .
فاطمة قريبة لي تقطن في نفس القرية التي وقعت فيها هذه الجريمة و هي جارة للمجني عليها ,اتصلت بها فروت لي ما حدث .
و هذا هو ما حدث ؟
سعاد زوجة شابة و أم لثلاثة أطفال أصغرهم رضيع لم يتم سنته الأولى , و أحد أطفالها كان يعاني من إعاقة بسيطة في رجله تتطلب متابعة طبية و كان يخضع للعلاج الطبيعي .
الزوج الجاني ,كان عاملا يوميا , رجل بسيط يعيل ثلاثة أطفال و أمهم و لسبب اختلف فيه الناس عمد إلى قتل زوجته ,و ترك أطفاله أيتاما و إليكم تفاصيل الواقعة .
قتلها بأبشع صورة ؟
في ليلة من ليالي الشتاء ,كان الزوج قد أخذ طفليه إلى بيت جدّتهم فيمَا بقي الرضيع مع والدته , مرّت السهرة و استلقت الزوجة على فراشها لترضع طفلها و غفت, كان هو يراقبها و ما إن لاحظ أنها أغمضت عيناها و استسلمت الى غفوتها حتى أحضر الساطور الذي كان قد تركه مسبقا تحت الفراش كان ساطورا لتقطيع لحم الخروف في عيد الأضحى لكنه في هذه الليلة أصبح أداة لتقطيع جسد الزوجة المغدورة .
انهال عليها ضربا بالساطور , و قد جاء في تقرير الطب الشرعي أنه أصابها بما لا يقلّ عن ثلاثين طعنة ..شيء مروّع .
بعد أن أفاق من حالة الجنون التي انتابته و هو يقطّع جسد أمّ أبنائه دون أي رأفة برضيعها الذي كان نائما إلى جوارها, خرج من البيت متوجّها إلى المدينة , مشى و مشى و لا شيء في ذهنه سوى الانتحار قصد السكّة الحديدية منتظرا قدوم أول قطار ليرمي جسده تحت عجلاته , لكنه في اللحظات الأخيرة جبن , بكى و بكى فكّر ماذا يفعل .
لم يجد في نفسه الشجاعة كي يقدم على وضع حدّ لحياته ,ففضّل أن يتوجّه إلى أقرب مركز للشرطة ليبلغ عن جريمته النكراء في حقّ زوجته هناك في مركز الشرطة أخبرهم بتفاصيل جريمته و دلّهم على عنوان بيته لتتوجه فرقة الشرطة العدلية بصفاقس إلى موقع الجريمة .
المشهد هناك يفوق أي وصف,يدمي القلوب, لا أظن أنّ شخصا طبيعيا قادرا على مشاهدته بدون أن يعتصر الألم قلبه .
على حشيّة موضوعة على الأرض كانت جثّة امرأة ,كلمة تنزف لا تفي بالغرض لأن الدماء كانت تتدفق أنهارا و سيولا منها و هي على وضعها نائمة على جنبها ثديها إلى الخارج و طفلها الرضيع الذي لا يفقه من الحياة سوى جرعة حليب دافئة من ثدي أمّه الحنون ملتصقا بها ملتقما حلمتها في براءة منقطعة النظير ,ملاك نائم بين أحضان الموت , و لا يدري أن من تمنحه رحيق الحياة قد فارقتها و تركته ليعيش الحرمان بعدها ,أمّ توفيت و أب قابع في ظلمات السجون .
أسباب الجريمة اختلف الناس في سردها البعض يقول أن الزوجة كانت ذات لسان سليط و الزوج كان مغلوبا على أمره و لسبب ما قامت بعمل سحر له ترتب عنه إصابته بعجز جنسي صارت تعايره به يوميا حتى طفح به الكيل و عمد إلى قتلها بعد أن دبّر لذلك و أبعد طفليه الآخرين عن البيت .
و آخرون يقولون أن الزوج أصيب بالعجر الجنسي مما جعلها تنفر منه و تعايره بعجزه فقام يقتلها
و كلتا الروايتين تتفقان على أنّ الزوج مصاب بالعجز الجنسي و أنّ المجني عليها عايرته بعجزه بقولها "ماكش راجل " باللهجة التونسية و معناها "لست رجلا "و لمن لا يعرف المجتمع التونسي سأخبركم بأنّ هذه الكلمة بالنسبة الى الرجل التونسي, أشدّ من القتل و كل امرأة تقولها لرجل لا بدّ أن يقتلها قبل أن تبرح مكانها أو أن يغتصبها حالا ليثبت لها زيف قولها , و في أفضل الحالات سيتركها لكنها لن تسلم من انتقامه إن عاجلا أم آجلا , فما أدراك بزوجة ترمي بها زوجها ليلا نهارا و تذكره بعجزه و هو عاجز فعلا و ها قد كان نصيبها أكثر من ثلاثين ضربة ساطور .
هذا ما يخص تفاصيل الجريمة و أسبابها و إليكم ما ترتّب عنها و كل ما سأقوله لكم الآن سمعته عن ثقات هم: صديقتي فاطمة و عائلتها ,جدّتي رحمها الله و خالتي .
كما أنني من خلال زياراتي لبيت صديقتي فاطمة أعرف المقبرة التي دفنت فيها سعاد و أعرف بيتها و مررت به بعد الحادثة لكنني لم أجرأ على الاقتراب منه .
الجميع يتحدّث عن شبح سعاد الذي حرمهم النوم ليال طوال, فقد كانت صرخاتها تخترق سكون الليل و ترعب النائمين في بيوتهم, لم يكن احد من الجوار يجرأ على الخروج ليلا خاصة و أن المقبرة حيث دفنت سعاد كانت قريبة جدا ..كانت تقع خلف منازلهم .
و سأقص عليكم بعض ما سمعته عن شبح سعاد ؟
القصة الأولى: روتها لي صديقتي فاطمة تقول أن الشرطة قبل أن تضع الشمع الأحمر على البيت طلبت من شقيق الزوج أن يأتي ليأخذ المؤونة من مخزن البيت و ذهب الى هناك دخل الى المخزن و قبل أن يضع يده على اي شيء شعر بيد تمسك به من كتفه التفت ليجد سعاد أمامه تقول له بصوت حازم "ماذا تفعل هنا يا فتحي" ارتعدت فرائصه و غادر المكان بدون أن يأخذ شيئا..
من عجائب الذاكرة أذكر اسم شقيق الزوج و لا أذكر اسم الزوج و هو الشخصية الرئيسية في الأحداث.
تذهب إلى بيت أمها وتتوسل لرؤية اطفالها ؟
القصة الثانية: تقول فاطمة أنّ شبح سعاد يذهب إلى بيت والدتها كل ليلة حيث أن أبناءها قد أخذتهم جدّتهم –والدة سعاد- لتقرع النافذة و تستعطف والدتها لتفتح لها لكن الأم , من شدّة خوفها و رعبها,لم تكن تستجيب
القصة الثالثة: أيضا روتها لي فاطمة تقول أنّ ابن عمّها و هو أيضا قريب سعاد كان قد خرج فجرا إلى المقبرة ليجمع الصبّار فقد كانوا يطعمون الصبّار للمواشي صيفا عندما يقلّ العلف و لأن المقبرة محاطة بسور من نبات الصبّار فقد ذهب إلى هناك و أخذ معه عربة صغيرة ذات عجلة واحدة تعرف عندنا ب"البرويطة" ليضع داخلها الصبار و فيما كان منهمكا في جمع الصبار و تكديسه داخل العربة ظهر له خيط أبيض دخاني و بدأ يدور حوله ففزع و جرّ عربته هاربا لكن الخيط الدخاني لم يتركه و ظل يلاحقه و يتلاعب به حتى وقع داخل العربة وسط نبات الصبّار الذي جمعه و امتلأت مؤخرته شوكا .
القصة الرابعة : روتها لي خالتي , حيث حلّت ضيفة رفقة جدّتي و خالتي الأخرى على بيت فاطمة ليبتن عندهم ليلة كانت حسب تعبير خالتي أطول ليلة مرّت بها في عمرها, فبعد سهرة جميلة خلدن إلى النوم في غرفة الجلوس, و كانت الغرفة واسعة و بها فنار يفتح على السطح , و هي طريقة معمول بها في البناء عندنا حيث يوفر الفنار التهوية و الإضاءة لغرف الجلوس الكبيرة او وسط البيت و يكون الفنار على شكل مربع يرتفع قليلا عن سقف الغرفة و يحتوي على نوافذ صغيرة من الجهات الأربع ,في تلك الليلة و بينما كانت خالتاي ,جدّتي ,فاطمة و شقيقتها ,نائمات فجأة استيقظت خالتي على صوت صراخ مرعب هزّ أركان الغرفة نظرت فوجدت فاطمة تنظر إليها لتقول لا تخافي لقد اعتدنا على ذلك هذا صوت سعاد انها تصرخ كل ليلة على هذا النحو ,و ما إن أنهت فاطمة كلماتها تلك حتى سمعت خالتي صوت شيء يرتطم بنافذة الفنار نظرت فإذا بشيء يشبه الكرة يرتطم بالنافذة يبتعد قليلا ليعاود الارتطام و صوت الصراخ مستمرّ , انتفضت رعبا لتقول لها فاطمة لا بأس تجاهليها انه شبحها هذا ليس بجديد علينا انها على هذه الحال كل ليلة , هم اعتادوا على ذلك لكن خالتاي و جدتي امضين ليلة سوداء لم يستطعن النوم خلالها و ما إن لاحت أولى خيوط الفجر حتى تهيأن للعودة إلى البيت .
و مازالت خالتي تحكي لي حتى اليوم هذه القصة و هي ترتعد خوفا كأنها تعيش تفاصيل تلك الليلة من جديد أخيراىنعود إلى زوج سعاد , تمّت محاكمة الجاني فحكم عليه بخمسة عشر عاما سجنا , قيل أنّه تمّت مراعاة ظروفه العائلية حيث أنه أب لطفل لرضيع و آخر يعاني من إعاقة و يحتاج إلى العلاج و ليس لهم من معيل غير والدهم لكنّه وقبل أن تنقضي مدّة عقوبته كتبت الصحف أنّه توفّي داخل زنزانته , أظن أنّه مات جرّاء تأنيب الضمير المستمر و تحقّقت فيه عدالة السماء .
بقلم : نهى بنصالح - تونس
ك ا ب و س
بعض الأحداث التي تمرّ بنا تبقى رغم مرور الوقت قابعة في ركن قصيّ من الذاكرة قد ننسى تاريخ وقوعها , قد ننسى أسماء أبطالها ,لكننا أبدا لا ننسى تسلسل الأحداث و ستمرّ بنا من وقت لأخر كشريط مصوّر ,تماما كأحداث الجريمة التي سأسرد عليكم وقائعها .
كان يوما من أيام الشتاء الباردة ,في تسعينات القرن المنصرم , استيقظنا صباحا على خبر مروّع كتبت عنه أغلب الصحف التونسية آنذاك , على الصفحات الأولى بالخط العريض قرأت هذا العنوان "زوج يقتل زوجته بواسطة ساطور .."
فما الذي حدث؟؟
الصحف لم تكن هي المصدر الوحيد لمعلوماتي عن وقائع هذه الجريمة, بل لا تعتبر مصدرا ,فأحداث الجريمة و ما ترتب عنها عرفته من صديقتي المقربة فاطمة .
فاطمة قريبة لي تقطن في نفس القرية التي وقعت فيها هذه الجريمة و هي جارة للمجني عليها ,اتصلت بها فروت لي ما حدث .
و هذا هو ما حدث ؟
سعاد زوجة شابة و أم لثلاثة أطفال أصغرهم رضيع لم يتم سنته الأولى , و أحد أطفالها كان يعاني من إعاقة بسيطة في رجله تتطلب متابعة طبية و كان يخضع للعلاج الطبيعي .
الزوج الجاني ,كان عاملا يوميا , رجل بسيط يعيل ثلاثة أطفال و أمهم و لسبب اختلف فيه الناس عمد إلى قتل زوجته ,و ترك أطفاله أيتاما و إليكم تفاصيل الواقعة .
قتلها بأبشع صورة ؟
في ليلة من ليالي الشتاء ,كان الزوج قد أخذ طفليه إلى بيت جدّتهم فيمَا بقي الرضيع مع والدته , مرّت السهرة و استلقت الزوجة على فراشها لترضع طفلها و غفت, كان هو يراقبها و ما إن لاحظ أنها أغمضت عيناها و استسلمت الى غفوتها حتى أحضر الساطور الذي كان قد تركه مسبقا تحت الفراش كان ساطورا لتقطيع لحم الخروف في عيد الأضحى لكنه في هذه الليلة أصبح أداة لتقطيع جسد الزوجة المغدورة .
انهال عليها ضربا بالساطور , و قد جاء في تقرير الطب الشرعي أنه أصابها بما لا يقلّ عن ثلاثين طعنة ..شيء مروّع .
بعد أن أفاق من حالة الجنون التي انتابته و هو يقطّع جسد أمّ أبنائه دون أي رأفة برضيعها الذي كان نائما إلى جوارها, خرج من البيت متوجّها إلى المدينة , مشى و مشى و لا شيء في ذهنه سوى الانتحار قصد السكّة الحديدية منتظرا قدوم أول قطار ليرمي جسده تحت عجلاته , لكنه في اللحظات الأخيرة جبن , بكى و بكى فكّر ماذا يفعل .
لم يجد في نفسه الشجاعة كي يقدم على وضع حدّ لحياته ,ففضّل أن يتوجّه إلى أقرب مركز للشرطة ليبلغ عن جريمته النكراء في حقّ زوجته هناك في مركز الشرطة أخبرهم بتفاصيل جريمته و دلّهم على عنوان بيته لتتوجه فرقة الشرطة العدلية بصفاقس إلى موقع الجريمة .
المشهد هناك يفوق أي وصف,يدمي القلوب, لا أظن أنّ شخصا طبيعيا قادرا على مشاهدته بدون أن يعتصر الألم قلبه .
على حشيّة موضوعة على الأرض كانت جثّة امرأة ,كلمة تنزف لا تفي بالغرض لأن الدماء كانت تتدفق أنهارا و سيولا منها و هي على وضعها نائمة على جنبها ثديها إلى الخارج و طفلها الرضيع الذي لا يفقه من الحياة سوى جرعة حليب دافئة من ثدي أمّه الحنون ملتصقا بها ملتقما حلمتها في براءة منقطعة النظير ,ملاك نائم بين أحضان الموت , و لا يدري أن من تمنحه رحيق الحياة قد فارقتها و تركته ليعيش الحرمان بعدها ,أمّ توفيت و أب قابع في ظلمات السجون .
أسباب الجريمة اختلف الناس في سردها البعض يقول أن الزوجة كانت ذات لسان سليط و الزوج كان مغلوبا على أمره و لسبب ما قامت بعمل سحر له ترتب عنه إصابته بعجز جنسي صارت تعايره به يوميا حتى طفح به الكيل و عمد إلى قتلها بعد أن دبّر لذلك و أبعد طفليه الآخرين عن البيت .
و آخرون يقولون أن الزوج أصيب بالعجر الجنسي مما جعلها تنفر منه و تعايره بعجزه فقام يقتلها
و كلتا الروايتين تتفقان على أنّ الزوج مصاب بالعجز الجنسي و أنّ المجني عليها عايرته بعجزه بقولها "ماكش راجل " باللهجة التونسية و معناها "لست رجلا "و لمن لا يعرف المجتمع التونسي سأخبركم بأنّ هذه الكلمة بالنسبة الى الرجل التونسي, أشدّ من القتل و كل امرأة تقولها لرجل لا بدّ أن يقتلها قبل أن تبرح مكانها أو أن يغتصبها حالا ليثبت لها زيف قولها , و في أفضل الحالات سيتركها لكنها لن تسلم من انتقامه إن عاجلا أم آجلا , فما أدراك بزوجة ترمي بها زوجها ليلا نهارا و تذكره بعجزه و هو عاجز فعلا و ها قد كان نصيبها أكثر من ثلاثين ضربة ساطور .
هذا ما يخص تفاصيل الجريمة و أسبابها و إليكم ما ترتّب عنها و كل ما سأقوله لكم الآن سمعته عن ثقات هم: صديقتي فاطمة و عائلتها ,جدّتي رحمها الله و خالتي .
كما أنني من خلال زياراتي لبيت صديقتي فاطمة أعرف المقبرة التي دفنت فيها سعاد و أعرف بيتها و مررت به بعد الحادثة لكنني لم أجرأ على الاقتراب منه .
الجميع يتحدّث عن شبح سعاد الذي حرمهم النوم ليال طوال, فقد كانت صرخاتها تخترق سكون الليل و ترعب النائمين في بيوتهم, لم يكن احد من الجوار يجرأ على الخروج ليلا خاصة و أن المقبرة حيث دفنت سعاد كانت قريبة جدا ..كانت تقع خلف منازلهم .
و سأقص عليكم بعض ما سمعته عن شبح سعاد ؟
القصة الأولى: روتها لي صديقتي فاطمة تقول أن الشرطة قبل أن تضع الشمع الأحمر على البيت طلبت من شقيق الزوج أن يأتي ليأخذ المؤونة من مخزن البيت و ذهب الى هناك دخل الى المخزن و قبل أن يضع يده على اي شيء شعر بيد تمسك به من كتفه التفت ليجد سعاد أمامه تقول له بصوت حازم "ماذا تفعل هنا يا فتحي" ارتعدت فرائصه و غادر المكان بدون أن يأخذ شيئا..
من عجائب الذاكرة أذكر اسم شقيق الزوج و لا أذكر اسم الزوج و هو الشخصية الرئيسية في الأحداث.
تذهب إلى بيت أمها وتتوسل لرؤية اطفالها ؟
القصة الثانية: تقول فاطمة أنّ شبح سعاد يذهب إلى بيت والدتها كل ليلة حيث أن أبناءها قد أخذتهم جدّتهم –والدة سعاد- لتقرع النافذة و تستعطف والدتها لتفتح لها لكن الأم , من شدّة خوفها و رعبها,لم تكن تستجيب
القصة الثالثة: أيضا روتها لي فاطمة تقول أنّ ابن عمّها و هو أيضا قريب سعاد كان قد خرج فجرا إلى المقبرة ليجمع الصبّار فقد كانوا يطعمون الصبّار للمواشي صيفا عندما يقلّ العلف و لأن المقبرة محاطة بسور من نبات الصبّار فقد ذهب إلى هناك و أخذ معه عربة صغيرة ذات عجلة واحدة تعرف عندنا ب"البرويطة" ليضع داخلها الصبار و فيما كان منهمكا في جمع الصبار و تكديسه داخل العربة ظهر له خيط أبيض دخاني و بدأ يدور حوله ففزع و جرّ عربته هاربا لكن الخيط الدخاني لم يتركه و ظل يلاحقه و يتلاعب به حتى وقع داخل العربة وسط نبات الصبّار الذي جمعه و امتلأت مؤخرته شوكا .
القصة الرابعة : روتها لي خالتي , حيث حلّت ضيفة رفقة جدّتي و خالتي الأخرى على بيت فاطمة ليبتن عندهم ليلة كانت حسب تعبير خالتي أطول ليلة مرّت بها في عمرها, فبعد سهرة جميلة خلدن إلى النوم في غرفة الجلوس, و كانت الغرفة واسعة و بها فنار يفتح على السطح , و هي طريقة معمول بها في البناء عندنا حيث يوفر الفنار التهوية و الإضاءة لغرف الجلوس الكبيرة او وسط البيت و يكون الفنار على شكل مربع يرتفع قليلا عن سقف الغرفة و يحتوي على نوافذ صغيرة من الجهات الأربع ,في تلك الليلة و بينما كانت خالتاي ,جدّتي ,فاطمة و شقيقتها ,نائمات فجأة استيقظت خالتي على صوت صراخ مرعب هزّ أركان الغرفة نظرت فوجدت فاطمة تنظر إليها لتقول لا تخافي لقد اعتدنا على ذلك هذا صوت سعاد انها تصرخ كل ليلة على هذا النحو ,و ما إن أنهت فاطمة كلماتها تلك حتى سمعت خالتي صوت شيء يرتطم بنافذة الفنار نظرت فإذا بشيء يشبه الكرة يرتطم بالنافذة يبتعد قليلا ليعاود الارتطام و صوت الصراخ مستمرّ , انتفضت رعبا لتقول لها فاطمة لا بأس تجاهليها انه شبحها هذا ليس بجديد علينا انها على هذه الحال كل ليلة , هم اعتادوا على ذلك لكن خالتاي و جدتي امضين ليلة سوداء لم يستطعن النوم خلالها و ما إن لاحت أولى خيوط الفجر حتى تهيأن للعودة إلى البيت .
و مازالت خالتي تحكي لي حتى اليوم هذه القصة و هي ترتعد خوفا كأنها تعيش تفاصيل تلك الليلة من جديد أخيراىنعود إلى زوج سعاد , تمّت محاكمة الجاني فحكم عليه بخمسة عشر عاما سجنا , قيل أنّه تمّت مراعاة ظروفه العائلية حيث أنه أب لطفل لرضيع و آخر يعاني من إعاقة و يحتاج إلى العلاج و ليس لهم من معيل غير والدهم لكنّه وقبل أن تنقضي مدّة عقوبته كتبت الصحف أنّه توفّي داخل زنزانته , أظن أنّه مات جرّاء تأنيب الضمير المستمر و تحقّقت فيه عدالة السماء .
بقلم : نهى بنصالح - تونس
ك ا ب و س