قبر مرعب ولعين وهو قبر كارل اللعين وقد كان سببا في حدوث العديد من جرائم القتل وكان نحسا ومميتا للبشر
فكثيراً ما تبدأ أفلام الرعب بقصة شباب يذهبون في نزهة و يخيمون بجانب مقبرة ملعونة ، و لسوء حظهم يكون أحدهم مشاغبا فيعبث بأحد القبور ، و بسبب فعلته تنطلق الأشباح الغاضبة لتطاردهم و تقتلهم واحدا تلو الأخر ، و لكن هل فكرت عزيزي القارئ انه ربما تكون لأفلام الرعب تلك شيء من الصحة والحقيقة ؟ هل فكرت أنه الأشباح من الممكن أن تطارد البشر وتقتلهم ؟! ..
قد تقول بأن ذلك مستحيل ، لكن قصتنا لهذا اليوم تدور في نطاق هذا المضمون ، ويقال أنها حقيقية ..
شرارة قصتنا انطلقت من بلدة صغيرة تدعى بولاسكي تابعة لولاية كنتاكي الأمريكية . حدث ذلك منذ زمن بعيد ..
بولاسكي هي مقاطعة صغيرة في ولاية كنتاكي مع بزوغ الشمس وتسلل خيوطها الذهبية إلى غرفته ، أستيقظ كارل بروت ، الذي تعود دائماً أن يذهب باكراً للعمل بعد أن يتناول إفطاره و يودع زوجته الحبيبة و يتجه إلى ورشة تقطيع الأخشاب ، فهو يعمل نجاراً هناك ، و تمر الأيام و كارل يكافح من أجل أن يوفر لقمة العيش و أيجار البيت . و في ليلة من ليالي الشتاء البارد عام 1938 م ، عاد كارل إلى منزله منهكا يأمل أن يجد الطعام الشهي و الحضن الدافئ من زوجته الحبيبة ، و لكنه لم يجدها في استقباله عند الباب كالعادة ، دخل يبحث عنها في المطبخ فلم يجدها ، و أثناء بحثه عنها سمع أصوات همهمة و ضحك تصدر من غرفه النوم ، و عندما فتح باب الغرفة وجد زوجته تخونه مع عشيقها على فراشه .. الجميع شعر بالصدمة ، لكن صدمه كارل خالطها الغضب و الحزن ..
كارل بروت امسك زوجته متلبسة بالخيانة العشيق هرب مسرعاً من النافذة تاركاً عشيقته لوحدها تواجه قدرها المحتوم ، اخذ كارل سلسلة حديدية كان يربط بها الأخشاب و لفها حول عنق زوجته و أخذ يخنقها و لم يسمع حشرجة صوتها و هي ترجوه أن يسامحها ، و ما هي إلا لحظات حتى باتت جثة هامدة ، لم يعرف كارل ماذا يفعل ؟ فقام مذعوراً و أخرج مسدسه من الدولاب و أطلق النار على رأسه لعله يفوق من هذا الكابوس المزعج و مات في الحال ، و بهذا أطلق كابوس سوف يلاحق سكان بلدة بولاسكي لمدة عشر سنوات . وعندما تجمع الجيران حول المنزل و شاهدوا الجثتين ، تم استدعاء الشرطة و التي أكدت حادثة القتل و الانتحار ، وتقرر دفن جثامين الزوجين ، لكن أسره الزوجة المقتولة رفضت أن يتم دفن جثة أبنتهم بجانب جثة من قتلها ، بل طالبت أن يتم دفن جثة كارل في مقبرة أخرى في ضواحي البلدة ، و هذا ما تم فعلاً .
بعد عدة أسابيع لاحظ الزائرون للمقبرة أن شاهد قبر كارل قد بداء يتغير لونه ( الشاهد هو حجر يوضع على القبر) وبدأت تظهر عليه بقع بيضاء تتشكل بنمط معين مكونة شكل أشبه بالسلسلة ، كما جفت الحشائش فوق قبره و شكلت حرف اكس ، أثار هذا الأمر الذعر بتلك البلدة و خشي الناس أن يكون هذا الأمر علامة على غضب روح كارل عليهم ، فقررت البلدية استبدال شاهد القبر و تغيير التراب فوق القبر ، و بهذا توقفت العلامات الغريبة عن الظهور و بدأ الناس في نسيان تلك الحادثة الغريبة .
قام احد الصبية بالسخرية من قبر كارل و في احد الليالي المقمرة ذهب مجموعة من الصبية و تسللوا إلى المقبرة و جلسوا يتسامرون و يقصون القصص المرعبة حول النار التي أشعلوها من بقايا الأوراق ، وأثناء ذلك قام أحد هؤلاء الصبية و يدعى جيمس كولينس بالسخرية من قبر كارل بروت و رمى شاهد القبر بأحجار كبيرة فتسبب بتشققه و كل هذا من أجل أن يضحك أصدقائه ، و انصرفوا لبيوتهم دون أن يحصل لهم شيء ، و في اليوم التالي و بينما كان جيمس يلعب بدراجته الهوائية ، زادت سرعتها فجأة و فقد التوازن و السيطرة عليها و أصطدم بشجرة ، الغريب بالأمر أن السلسلة التي تحرك الدراجة انفصلت عنها و طارت ثم التفت حول عنق جيمس فمات مختنقاً ! ..
شكلت هذه الحادثة الغريبة صدمة لسكان البلدة و أثارت الرعب فيهم ، و بالذات أصدقاء جيمس الذين أكدوا أن صديقهم قد عبث بشاهد القبر و قد حطم أجزاء منه ، لكن عندما تحققوا من قبر كارل بروت وجدوا أن شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى ، و هذه الحادثة زادت من خوف الناس و أصبحت أسطورة شبح كارل القاتل حديث الناس بالبلدة .
و بسبب حزنها على فقدان ابنها بذلك الحادث الغريب ، قررت الأم المفجوعة بفقدان أبنها أن تنتقم من شبح كارل و تدمر قبره و تنهي معاناة أهل البلدة ، فحملت فأسها و ذهبت للمقبرة و أطفئت نار قلبها و حطمت شاهد القبر ، عادت الأم من المقبرة و بدأت بنشر الغسيل على الحبال لكي تجف تحت أشعة الشمس ، و أثناء ذلك انزلقت قدمها فوقعت على حبال الغسيل و بطريقة غريبة التفت الحبال حول عنقها و ماتت مختنقة .
أصابت تلك الحادثة جيرانها بالرعب و خصوصاً أنهم قد سمعوها قبل أيام تتوعد بتحطيم قبر كارل ، و عندما دخلوا منزلها وجدوا الفأس التي كانت قد استخدمته لتحطيم القبر و عليه أثار غبار ذلك القبر ، و لكنهم عندما ذهبوا للمقبرة وجدوا شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى! .
أنتشر الرعب في البلدة و لم يعد السكان يدفنون موتاهم بتلك المقبرة و أصبحت مهجورة ..
كانت نهاية المزارع مؤلمة و في احد الأيام بينما كان احد المزارعين عائداً من عمله في إحدى المزارع بضواحي البلدة راكباً عربة تجرها الخيول مصطحباً زوجته و أولاده ، مر بالطريق المؤدي بالمقبرة و هناك توقف و أخذ يحكي لأسرته قصه القبر الملعون و شبح كارل القاتل ، و بينما كان يقص لهم حكاية ذلك القبر ، اخرج ذلك الفلاح مسدسه و أطلق عده طلقات على ذلك القبر ، فتناثرت أحجاره و أنصرف الفلاح في طريقه ، و بعد أن ابتعدوا عن المقبرة و بدون أي مقدمات أصيبت الخيول بالذعر و انطلقت مسرعة نحو المنحدر ، حاول الفلاح السيطرة عليها لكن دون جدوى ، مما اضطره لرمي أفراد أسرته من العربة قبل أن تصل إلى ذلك المنحدر ، و بعد أن حضر رجال البلدة لإنقاذ الفلاح المسكين وجدوه مشنوق بحبل متدلي من العربة و متأرجح بطرف المنحدر ، و عندما سألت الشرطة أفراد عائلته عن ما حصل ، أجابتهم زوجه الفلاح أن زوجها سخر من شبح كارل و أطلق النار على قبره ثم حصلت الحادثة .
و كما حصل في الحوادث السابقة وجدت الشرطة أن قبر كارل سليم و ليس به أي ضرر ، و بسبب الرعب و الغموض المحيط بهذا القبر ، قرر شرطيان التحقيق بهذا الأمر وانطلقا بسيارة إلى تلك المقبرة و وصلوا مع غروب الشمس ، حيث فتشوا المقبرة بحثاً عن أدلة ، و بعد أن أصابهم التعب نصبوا خيمة و جلسوا بجانب القبر و أشعلوا بعض الحطب لكي يتدفئوا ، و قام احدهم بالتقاط بعض الصور للموقع ، و بعدها انطلقوا بالسيارة عائدين للبلدة ، و في الطريق شاهد الشرطي الذي كان يقود السيارة أضواء من اللهب تلحق بالسيارة من الخلف ، فأصابه الذعر وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة مما أفقده السيطرة عليها فانقلبت عند المنحدر و بسبب السرعة العالية قذف الشرطي من السيارة و أصطدم بالسياج حيث قطع رأسه ، أما الشرطي الآخر فقد نجا بجراح خفيفة ، و عندما أفاق الشرطي من الغيبوبة أخبرهم أن زميله الذي قُتل بالحادث كان قد استهزأ بالقبر و عبث به قبل وقوع الحادث ، و أنه يعتقد أن ما حصل هو انتقام الشبح منهم .
بسبب تلك الحوادث المخيفة لم يعد احد يمر بدرب المقبرة وبسبب تلك الحوادث الغريبة و المتكررة لم يعد أحد يعبر الطريق المؤدي للمقبرة ، و بدأ الناس بنسيان تلك الحوادث الغريبة حتى قرر رجل من البلدة يدعى آرثر لويس أن يقتحم القبر و يحطمه و يخوض تلك المغامرة الخطرة ساخراً من تحذير الناس له ، و انطلق إلى المقبرة حاملاً معه مطرقة و أزميل ، و في منتصف الليل دوى صوت صراخ من اتجاه المقبرة ، و في الصباح توجه الناس للمقبرة و شاهدوا منظر مرعب جداً ، فقد وجدوا جثة آرثر معلقة عند بوابة المقبرة و قد تم شنقه بسلسلة كانت ملفوفة بالبوابة ، و قد ظهرت على وجهه علامات الخوف و الهلع و من الواضح أنه كان يحاول الهروب من شيء يطارده ، و قد وجدت الشرطة المطرقة و الأزميل عند القبر و لكن القبر بقي كما هو .
ضل الرعب مسيطرا على بلدة بولاسكي ولم ينتهي حتى 1950م عندما قامت شركة للتعدين و التنقيب بشراء ارض المقبرة ونقل بقايا الأضرحة القديمة و من ضمنها قبر كارل بروت إلى مقبرة البلدة ..
ربما أرتاح شبح كارل بعودة قبره إلى مقبرة البلدة حيث دفنت زوجته ، و توقفت تلك الإحداث الغريبة .
ملاحظة
لا شك أن المقابر مرعبة وبالذات في الليل لأنه يسودها السكون المريب وهي أماكن مهجورة لهذا يكون أغلبها مرتع للجن و الأشباح الهائمة ، و كما لاحظت فأن ولاية كنتاكي الأمريكية مشهورة بالكثير من حوادث و قصص الأشباح و من بينها قصتنا هذه ، و هذا دليل تأثر سكانها بالفلكلور الشعبي القديم ، و الملاحظ أن الحادثة حصلت عام 1938 م حيث كانت البلاد في ذلك الوقت على أعتاب الحرب العالمية الثانية و التدهور الاقتصادي و البطالة و الجهل و في هذا الوسط تكثر الخرافات و ربما تكون لها أصل من الحقيقة لكن الناس تبالغ بتضخيم الأمور .
المشككون بهذه القصة ينكرون تلك الحادثة على اعتبار ان ضحايا ذلك الشبح لم يتم تدوين أسماءهم في سجل الوفيات الخاص بتلك البلدة ، الوحيد الذي وجد اسمه مسجل بتلك الملفات هو كارل بروت و قد تركت ملاحظة أمام اسمه انه توفي بطلق ناري في رأسه ، و لكن تاريخ وفاته يختلف عما هو مذكور بالقصة .
ربما حصلت بعض الوفيات الغامضة و لكن ليس لهذا الحد ، أنا شخصياً اعتقد أن سبب رواج تلك الأسطورة المرعبة هي شركة التعدين التي جاءت فيما بعد و استولت على ارض المقبرة ..
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س
فكثيراً ما تبدأ أفلام الرعب بقصة شباب يذهبون في نزهة و يخيمون بجانب مقبرة ملعونة ، و لسوء حظهم يكون أحدهم مشاغبا فيعبث بأحد القبور ، و بسبب فعلته تنطلق الأشباح الغاضبة لتطاردهم و تقتلهم واحدا تلو الأخر ، و لكن هل فكرت عزيزي القارئ انه ربما تكون لأفلام الرعب تلك شيء من الصحة والحقيقة ؟ هل فكرت أنه الأشباح من الممكن أن تطارد البشر وتقتلهم ؟! ..
قد تقول بأن ذلك مستحيل ، لكن قصتنا لهذا اليوم تدور في نطاق هذا المضمون ، ويقال أنها حقيقية ..
شرارة قصتنا انطلقت من بلدة صغيرة تدعى بولاسكي تابعة لولاية كنتاكي الأمريكية . حدث ذلك منذ زمن بعيد ..
بولاسكي هي مقاطعة صغيرة في ولاية كنتاكي مع بزوغ الشمس وتسلل خيوطها الذهبية إلى غرفته ، أستيقظ كارل بروت ، الذي تعود دائماً أن يذهب باكراً للعمل بعد أن يتناول إفطاره و يودع زوجته الحبيبة و يتجه إلى ورشة تقطيع الأخشاب ، فهو يعمل نجاراً هناك ، و تمر الأيام و كارل يكافح من أجل أن يوفر لقمة العيش و أيجار البيت . و في ليلة من ليالي الشتاء البارد عام 1938 م ، عاد كارل إلى منزله منهكا يأمل أن يجد الطعام الشهي و الحضن الدافئ من زوجته الحبيبة ، و لكنه لم يجدها في استقباله عند الباب كالعادة ، دخل يبحث عنها في المطبخ فلم يجدها ، و أثناء بحثه عنها سمع أصوات همهمة و ضحك تصدر من غرفه النوم ، و عندما فتح باب الغرفة وجد زوجته تخونه مع عشيقها على فراشه .. الجميع شعر بالصدمة ، لكن صدمه كارل خالطها الغضب و الحزن ..
كارل بروت امسك زوجته متلبسة بالخيانة العشيق هرب مسرعاً من النافذة تاركاً عشيقته لوحدها تواجه قدرها المحتوم ، اخذ كارل سلسلة حديدية كان يربط بها الأخشاب و لفها حول عنق زوجته و أخذ يخنقها و لم يسمع حشرجة صوتها و هي ترجوه أن يسامحها ، و ما هي إلا لحظات حتى باتت جثة هامدة ، لم يعرف كارل ماذا يفعل ؟ فقام مذعوراً و أخرج مسدسه من الدولاب و أطلق النار على رأسه لعله يفوق من هذا الكابوس المزعج و مات في الحال ، و بهذا أطلق كابوس سوف يلاحق سكان بلدة بولاسكي لمدة عشر سنوات . وعندما تجمع الجيران حول المنزل و شاهدوا الجثتين ، تم استدعاء الشرطة و التي أكدت حادثة القتل و الانتحار ، وتقرر دفن جثامين الزوجين ، لكن أسره الزوجة المقتولة رفضت أن يتم دفن جثة أبنتهم بجانب جثة من قتلها ، بل طالبت أن يتم دفن جثة كارل في مقبرة أخرى في ضواحي البلدة ، و هذا ما تم فعلاً .
بعد عدة أسابيع لاحظ الزائرون للمقبرة أن شاهد قبر كارل قد بداء يتغير لونه ( الشاهد هو حجر يوضع على القبر) وبدأت تظهر عليه بقع بيضاء تتشكل بنمط معين مكونة شكل أشبه بالسلسلة ، كما جفت الحشائش فوق قبره و شكلت حرف اكس ، أثار هذا الأمر الذعر بتلك البلدة و خشي الناس أن يكون هذا الأمر علامة على غضب روح كارل عليهم ، فقررت البلدية استبدال شاهد القبر و تغيير التراب فوق القبر ، و بهذا توقفت العلامات الغريبة عن الظهور و بدأ الناس في نسيان تلك الحادثة الغريبة .
قام احد الصبية بالسخرية من قبر كارل و في احد الليالي المقمرة ذهب مجموعة من الصبية و تسللوا إلى المقبرة و جلسوا يتسامرون و يقصون القصص المرعبة حول النار التي أشعلوها من بقايا الأوراق ، وأثناء ذلك قام أحد هؤلاء الصبية و يدعى جيمس كولينس بالسخرية من قبر كارل بروت و رمى شاهد القبر بأحجار كبيرة فتسبب بتشققه و كل هذا من أجل أن يضحك أصدقائه ، و انصرفوا لبيوتهم دون أن يحصل لهم شيء ، و في اليوم التالي و بينما كان جيمس يلعب بدراجته الهوائية ، زادت سرعتها فجأة و فقد التوازن و السيطرة عليها و أصطدم بشجرة ، الغريب بالأمر أن السلسلة التي تحرك الدراجة انفصلت عنها و طارت ثم التفت حول عنق جيمس فمات مختنقاً ! ..
شكلت هذه الحادثة الغريبة صدمة لسكان البلدة و أثارت الرعب فيهم ، و بالذات أصدقاء جيمس الذين أكدوا أن صديقهم قد عبث بشاهد القبر و قد حطم أجزاء منه ، لكن عندما تحققوا من قبر كارل بروت وجدوا أن شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى ، و هذه الحادثة زادت من خوف الناس و أصبحت أسطورة شبح كارل القاتل حديث الناس بالبلدة .
و بسبب حزنها على فقدان ابنها بذلك الحادث الغريب ، قررت الأم المفجوعة بفقدان أبنها أن تنتقم من شبح كارل و تدمر قبره و تنهي معاناة أهل البلدة ، فحملت فأسها و ذهبت للمقبرة و أطفئت نار قلبها و حطمت شاهد القبر ، عادت الأم من المقبرة و بدأت بنشر الغسيل على الحبال لكي تجف تحت أشعة الشمس ، و أثناء ذلك انزلقت قدمها فوقعت على حبال الغسيل و بطريقة غريبة التفت الحبال حول عنقها و ماتت مختنقة .
أصابت تلك الحادثة جيرانها بالرعب و خصوصاً أنهم قد سمعوها قبل أيام تتوعد بتحطيم قبر كارل ، و عندما دخلوا منزلها وجدوا الفأس التي كانت قد استخدمته لتحطيم القبر و عليه أثار غبار ذلك القبر ، و لكنهم عندما ذهبوا للمقبرة وجدوا شاهد القبر سليم لم يُمس بأذى! .
أنتشر الرعب في البلدة و لم يعد السكان يدفنون موتاهم بتلك المقبرة و أصبحت مهجورة ..
كانت نهاية المزارع مؤلمة و في احد الأيام بينما كان احد المزارعين عائداً من عمله في إحدى المزارع بضواحي البلدة راكباً عربة تجرها الخيول مصطحباً زوجته و أولاده ، مر بالطريق المؤدي بالمقبرة و هناك توقف و أخذ يحكي لأسرته قصه القبر الملعون و شبح كارل القاتل ، و بينما كان يقص لهم حكاية ذلك القبر ، اخرج ذلك الفلاح مسدسه و أطلق عده طلقات على ذلك القبر ، فتناثرت أحجاره و أنصرف الفلاح في طريقه ، و بعد أن ابتعدوا عن المقبرة و بدون أي مقدمات أصيبت الخيول بالذعر و انطلقت مسرعة نحو المنحدر ، حاول الفلاح السيطرة عليها لكن دون جدوى ، مما اضطره لرمي أفراد أسرته من العربة قبل أن تصل إلى ذلك المنحدر ، و بعد أن حضر رجال البلدة لإنقاذ الفلاح المسكين وجدوه مشنوق بحبل متدلي من العربة و متأرجح بطرف المنحدر ، و عندما سألت الشرطة أفراد عائلته عن ما حصل ، أجابتهم زوجه الفلاح أن زوجها سخر من شبح كارل و أطلق النار على قبره ثم حصلت الحادثة .
و كما حصل في الحوادث السابقة وجدت الشرطة أن قبر كارل سليم و ليس به أي ضرر ، و بسبب الرعب و الغموض المحيط بهذا القبر ، قرر شرطيان التحقيق بهذا الأمر وانطلقا بسيارة إلى تلك المقبرة و وصلوا مع غروب الشمس ، حيث فتشوا المقبرة بحثاً عن أدلة ، و بعد أن أصابهم التعب نصبوا خيمة و جلسوا بجانب القبر و أشعلوا بعض الحطب لكي يتدفئوا ، و قام احدهم بالتقاط بعض الصور للموقع ، و بعدها انطلقوا بالسيارة عائدين للبلدة ، و في الطريق شاهد الشرطي الذي كان يقود السيارة أضواء من اللهب تلحق بالسيارة من الخلف ، فأصابه الذعر وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة مما أفقده السيطرة عليها فانقلبت عند المنحدر و بسبب السرعة العالية قذف الشرطي من السيارة و أصطدم بالسياج حيث قطع رأسه ، أما الشرطي الآخر فقد نجا بجراح خفيفة ، و عندما أفاق الشرطي من الغيبوبة أخبرهم أن زميله الذي قُتل بالحادث كان قد استهزأ بالقبر و عبث به قبل وقوع الحادث ، و أنه يعتقد أن ما حصل هو انتقام الشبح منهم .
بسبب تلك الحوادث المخيفة لم يعد احد يمر بدرب المقبرة وبسبب تلك الحوادث الغريبة و المتكررة لم يعد أحد يعبر الطريق المؤدي للمقبرة ، و بدأ الناس بنسيان تلك الحوادث الغريبة حتى قرر رجل من البلدة يدعى آرثر لويس أن يقتحم القبر و يحطمه و يخوض تلك المغامرة الخطرة ساخراً من تحذير الناس له ، و انطلق إلى المقبرة حاملاً معه مطرقة و أزميل ، و في منتصف الليل دوى صوت صراخ من اتجاه المقبرة ، و في الصباح توجه الناس للمقبرة و شاهدوا منظر مرعب جداً ، فقد وجدوا جثة آرثر معلقة عند بوابة المقبرة و قد تم شنقه بسلسلة كانت ملفوفة بالبوابة ، و قد ظهرت على وجهه علامات الخوف و الهلع و من الواضح أنه كان يحاول الهروب من شيء يطارده ، و قد وجدت الشرطة المطرقة و الأزميل عند القبر و لكن القبر بقي كما هو .
ضل الرعب مسيطرا على بلدة بولاسكي ولم ينتهي حتى 1950م عندما قامت شركة للتعدين و التنقيب بشراء ارض المقبرة ونقل بقايا الأضرحة القديمة و من ضمنها قبر كارل بروت إلى مقبرة البلدة ..
ربما أرتاح شبح كارل بعودة قبره إلى مقبرة البلدة حيث دفنت زوجته ، و توقفت تلك الإحداث الغريبة .
ملاحظة
لا شك أن المقابر مرعبة وبالذات في الليل لأنه يسودها السكون المريب وهي أماكن مهجورة لهذا يكون أغلبها مرتع للجن و الأشباح الهائمة ، و كما لاحظت فأن ولاية كنتاكي الأمريكية مشهورة بالكثير من حوادث و قصص الأشباح و من بينها قصتنا هذه ، و هذا دليل تأثر سكانها بالفلكلور الشعبي القديم ، و الملاحظ أن الحادثة حصلت عام 1938 م حيث كانت البلاد في ذلك الوقت على أعتاب الحرب العالمية الثانية و التدهور الاقتصادي و البطالة و الجهل و في هذا الوسط تكثر الخرافات و ربما تكون لها أصل من الحقيقة لكن الناس تبالغ بتضخيم الأمور .
المشككون بهذه القصة ينكرون تلك الحادثة على اعتبار ان ضحايا ذلك الشبح لم يتم تدوين أسماءهم في سجل الوفيات الخاص بتلك البلدة ، الوحيد الذي وجد اسمه مسجل بتلك الملفات هو كارل بروت و قد تركت ملاحظة أمام اسمه انه توفي بطلق ناري في رأسه ، و لكن تاريخ وفاته يختلف عما هو مذكور بالقصة .
ربما حصلت بعض الوفيات الغامضة و لكن ليس لهذا الحد ، أنا شخصياً اعتقد أن سبب رواج تلك الأسطورة المرعبة هي شركة التعدين التي جاءت فيما بعد و استولت على ارض المقبرة ..
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س