هذه الرواية كانت سببا في حيرة المحققين والناس من حولها فنسمع احيانا ونرى افلاما عن القتل والجريمة وان المكان اصبح مسكونا بالاشباح وتلك الأشباح الغاضبة بسبب نهايتها الأليمة و البشعة ، و لهذا نجد أن الزمن توقف بها عند تلك اللحظة و أصبحت تكرر قصة مقتلها ، ماذا لو كانت تلك الأشباح تريد أن تخبرنا عن هوية من قتلها ؟ أتذكر قصة قرأتها بهذا الموقع بقلم الأستاذ أياد العطار بعنوان رؤية الميت في الحلم – قصص عجيبة ، القصة تتحدث عن فتاه اسمها زونا هيستر شو التي توفيت عام 1897م في قرية جرينبراير ، لكنها عادت للظهور في أحلام أمها ماري هيستر لتخبرها أنها ماتت مقتولة على يد زوجها ادوارد ، حيث تتحقق العدالة بعد ذلك و يقبض على القاتل ، و قصتنا اليوم تحكي عن شبح لم يظهر في الأحلام فقط ، بل تلبس بشخص ليكشف عن قاتله و يخبر عن الأدلة بالتفصيل .
تبدأ الأحداث يوم 21/ 2/ 1977م ، في الساعة 8:40 مساءً ، عندما تلقى قسم مكافحة الحرائق اتصال يفيد بوجود حريق بالطابق الخامس عشر من عمارة تقع بمنطقة لنكولن بارك بمدينة شيكاغو الينويس الأمريكية ، و بعد أن اقتحم رجال الإطفاء الشقة و استطاعوا إخماد النيران و بعد انقشاع الدخان ، وجدوا جثة محترقة جزئيا لامرأة عارية من الملابس ملفوفة ببعض الستائر المحترقة ، وتم استدعاء الشرطة للتحقيق بالأمر ، وعندما وصل المحقق جوزف ستاشولا بدء بالتحقيق و تبين له سريعا أن الجثة تعود إلى تيريسيتا باسا , وهي مواطنة فلبينية الأصل من مواليد عام 1929م انتقلت للولايات المتحدة الأمريكية للعمل كطبية أمراض تنفسية في مستشفى أيدج واتر في شيكاغو .
الضحية تريسيتا باسا - 46 عام .
و بفحص الجثة جيدا وجد المحقق سكين مطبخ مغروز بصدر الضحية ، كما لفت انتباهه عدم وجود أثار اقتحام للشقة ، حيث أن باب الشقة سليم مما يرجح أن الضحية تعرف القاتل جيداً ، و بعد رفع البصمات لم يعثروا على مشتبه به ، كما لم يستطع الطب الجنائي تحديد أذا ما تعرضت الضحية للاغتصاب أم لا .
وتم استجواب زملاء تيريسيتا بالمستشفى و كلهم أكدوا أنها كانت طيبة و متعاونة مع الجميع و لا يمكن أن يكون لها أعداء ، كما قامت الشرطة بمراجعة الاتصالات الواردة لهاتف الشقة و قد وجدت مكالمتان ، الأول كانت الساعة 7:10 مساءً و الأخرى كانت الساعة 7:30 و مدة المكالمة حوالي 20 دقيقة ، وتم التحقيق مع من قام بالاتصال , حيث كان الاتصال الأول من أصدقاء القتيلة بخصوص شراء تذاكر ، أما الاتصال الثاني فكان مع زميلتها بالعمل . بالنهاية وصل المحقق إلى طريق مسدود فلا يوجد حتى خيط واحد يقوده للقاتل
القتيلة تعاود الظهور
العمارة حيث تقع شقة القتيلة ؟
بعد ستة شهور من الجريمة بدأت سيدة تدعى ريمي شوى برؤية كوابيس مزعجة ومرعبة جداً ، حيث كانت ترى القتيلة تيريسيتا و خلفها مباشرة يقف رجل ذو ملامح بدت مألوفة بالنسبة لها ، لكن تلك الملامح لم تكن واضحة المعالم بحيث تتمكن من تمييز صاحبها ... هذه الكوابيس زادت حدتها بالتدريج ، إذ بدأت ريمي تشاهد اللحظات الأخيرة الرهيبة من حياة تيريسيتا وكيفية مقتلها . جدير بالذكر أن ريمي شو هي ممرضة تعمل بنفس المستشفى ، وهي زميله للقتيلة ، وفلبينية الجنسية أيضاً .
بالنهاية اضطرت ريمي إلى أن تخبر زوجها الطبيب جوس تشوا عن كوابيسها الغريبة ، فحاول أن يطمئنها قائلا بأن ما يحصل لها هو مجرد شعورها بفقدان زميلتها بالعمل وقام بصرف أدوية مهدئة و منومة لها . لكن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد ، فالمسكينة ريمي شو لم تعد تضايقها الكوابيس فقط ، بل لاحظ زوجها تغيرات بدأت تطرأ على صوتها ، أصبح صوتها يشبه صوت القتيلة ! .. وصارت تتعرض لحالات من الإغماء المتكرر تردد خلالها بصوت القتيلة عبارة : أنا تيريسيتا و قد قتلني الآن شويري .
المحقق جوزيف ستاتشولا ؟
وعندما وصلت الامور لهذه المرحلة الخطيرة قرر زوج ريمي إبلاغ الشرطة . و بينما كان المحقق جوزيف ستاتشولا جالسا في مكتبه وصله اتصال من مركز شرطة إيفان ستون يدعوه للحضور حالاً لظهور شاهد يكشف تفاصيل مقتل تيريسيتا باسا ، و هناك بقسم الشرطة التقى المحقق جوزيف بالشاهدة ريمي تشوا و زوجها و أخبرته بتفاصيل عجيبة حقاً حيث قالت : أن من قتل تيريسيتا هو الآن شويري ، وهو عامل ومنظف في المستشفى ، و أنه سرق منها عقد لؤلؤ و حلقات أذن ذهبية ، وهذه المجوهرات كانت هدية أشتراها والدها من فرنسا ثم أعطاها لأمها ، كما أخبر الشبح على لسان ريمي أن المجرم قد أهدى المجوهرات لصديقته ، كما أعطتهم اسم و رقم هاتف كين باسا ابن عم القتيلة و أسماء أشخاص آخرين مع أرقام هواتفهم للتأكد من صحة كلامها بخصوص المجوهرات ...
كانت قصة مذهلة وتفاصيل عجيبة حقا لم يصادف المحقق جوزيف في حياته مثيلا لها ، ورغم عدم تصديقه لهذا الكلام إلا أنه لم يكن هناك خيار أخر للمحقق جوزيف إلا أن يتأكد من المعلومات التي حصل عليها خصوصاً وأن التحقيق بالأساس كان قد وصل إلى طريق مسود .
الآن شويري ؟
توجه المحقق جوزيف برفقه مساعده لي أبلين إلى منزل الآن شويري ، و تم تفتيش البيت ، وبالفعل وجدوا المجوهرات هناك ، وألقي القبض على آلان وتم نقله إلى مركز الشرطة للتحقيق معه ، وتم التحقيق أيضا مع صديقته وشريكته في المنزل يانكا كاملوك ، التي قالت بأن آلان أعطاها تلك المجوهرات واخبرها أنها هدية متأخرة لرأس السنة ، حدث ذلك بعد أيام قليلة على مقتل الضحية تريسيتا .
في مركز الشرطة زعم آلان شويري أنه بريء و أنه وجد المتهمة مقتولة عندما وصل إلى شقتها و أنه سرق المجوهرات و هرب ، و بعد ضغوط مكثفة من المحقق أعترف المتهم قائلا : أن تيريسيتا باسا طلبت منه أن يحضر إلى شقتها لإصلاح تلفازها المعطوب ، و عندما دخل شقتها شاهدها ترتدي تلك المجوهرات فساوره الطمع و هجم عليها و خنقها بيده حتى فقدت وعيها ثم أحضر سكيناً من المطبخ و طعنها عده مرات بصدرها ثم نزع عنها ملابسها بغرض اغتصابها ، لكنه خاف أن يكتشف أمره ، فغطى جسدها بالستائر المتوفرة بالشقة و أشعل النار فيها و لاذ بالفرار .
المستشفى حيث كانت تعمل تريسيتا ؟
بعد هذه الاعترافات و تعرف أهل وأقارب الضحية على المجوهرات ، تم تحويل الآن شويري للمحكمة ، و في 21 يناير عام 1979 وقف الآن شويري أمام القاضي و لجنة المحلفين معترفاً بجريمته ، لكنه عاد بعد عدة أيام ليغير أقواله ، حيث ادعى انه لم يغادر منزله ليلة مقتل الضحية وأنه كان يلعب القمار مع صديقته و شخص أخر ، وأن المجوهرات التي وجدوها معه أهدتها له القتيلة بنفسها بعدما قدم لها عدة خدمات ، وأن اعترافه السابق بقتل الضحية أنتزع منه بالضرب و التهديد . لكن هيئة المحلفين لم تصدق هذا الكلام ، فليس من المعقول أن تعطي الضحية مثل هذه المجوهرات الثمينة والتي تحمل ذكريات عزيزة على قلبها مقابل خدمات بسيطة ، ومن المستحيل أن تقدمها هديه لأي أحد ، كما أن المتهم لم يستطع إثبات تواجده ليله الجريمة ، حيث نفت صديقته ادعاءه انه سهر معها تلك الليلة . ورغم وجود جميع القرائن التي تؤكد ضلوع آلان شويري بقتل الضحية إلا أن المحلفين ترددوا في إصدار قرار لمدة لخمس أيام وذلك بسبب غرابة القضية وملابساتها العجيبة ، خصوصا مسألة الأحلام والكوابيس التي أدت للإيقاع بالقاتل ، وبالنهاية تم الحكم على المتهم بالسجن 14 سنة بتهمة القتل و السرقة و التخريب .
المقبرة التي دفنت فيها تريسيتا في الفلبين
أما السيدة ريمي تشوا فقد انتهت معاناتها مع الكوابيس والتلبس و عادت لطبيعتها . فيما قامت أسرة القتيلة تيريسيتا بنقل جثمانها إلى مسقط رأسها في الفلبين حيث دُفنت هناك .
المؤسف في القضية هو أنه في عام 1983 م تم أطلاق آلان شويري بعد أن قضى خمس سنين فقط بالسجن نتيجة لحسن السلوك ، ولاحقا تزوج بامرأة أسمها ناعومي كانت تحضر جلسات محاكمته ، وقد حاول الكثير من الصحفيين إجراء مقابلة معه ليسألوه هل كان مذنب فعلاً أما أنه بريء ؟ .. لكنه انتقل من مدينة شيكاغو إلى جهة مجهولة و اختفى عن أنظار الإعلام للأبد .
كتب وافلام مستوحاة من قضية تريسيتا باس ؟
تم عمل الكثير من الأفلام و الكتب المستوحاة من قضية مقتل تيريسيتا باسا ، من أهمها كتاب من تأليف جون اوبراين و إدوارد بومان بعنوان "صوت من القبر voice from the grave " ، وتم تحويله لاحقا لفيلم حمل نفس العنوان من انتاج عام 1996م.
آراء وملاحظات المشككين بالقضية :
لم تسلم ملابسات قضية تريسيتا من التشكيك ، وقال فريق المشككين بأن لديهم عدة نقاط ومآخذ منها :
1 - ربما عرفت ريمي بعض الأشياء عن المجرم الآن شويري باعتبار أنهم كانوا يعملوا بنفس المستشفى ، لهذا ربما كانت ريمي تعلم بزيارة الآن لمنزل الضحية ذلك اليوم ، أو ربما لاحظت ارتباكه بالعمل بعد الجريمة ، و بسبب تأنيب ضميرها ، قررت ابتكار حيله تلبسها بشبح الضحية حتى تبعد اللوم عنها لعدم تبليغها عن القاتل بسرعة .
2 - نقلاً عن زملاء ريمي بالعمل فقد كانت هناك مشاكل تخص العمل بين ريمي و آلان ، حيث كان كل منهما ينتقد الأخر بدعوى الإهمال بالعمل ، أضافه إلى أن ريمي كانت قد تقدمت بالسابق شكوى لأداره المستشفى ضد آلان ، تدعي فيها أنه مازحها عبر التلفون ، و هذا يدل على توتر العلاقة بينهما.
3 - ظهور الكوابيس و التلبس بعد 6 شهور من الجريمة و خصوصاً بعدما تم طرد ريمي من العمل بالمستشفى و التي عانت من حالة نفسية بسبب الطرد .
أما بالنسبة لي فهذه الحادثة غريبة جداً ، لأن المعلومات التي أخبرت بها ريمي تشوا حساسة جداً و أذا كانت قصة التلبس مزيفة فهذا يعني أنها شريكة بالجريمة ، لقد سمعنا عن قصص كثيرة تواصل بها الأحياء مع بعض أقاربهم الأموات بالأحلام ، فلهذا لا أستبعد صدق ريمي تشوا ، فما رأيكم أنتم ؟
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س
تبدأ الأحداث يوم 21/ 2/ 1977م ، في الساعة 8:40 مساءً ، عندما تلقى قسم مكافحة الحرائق اتصال يفيد بوجود حريق بالطابق الخامس عشر من عمارة تقع بمنطقة لنكولن بارك بمدينة شيكاغو الينويس الأمريكية ، و بعد أن اقتحم رجال الإطفاء الشقة و استطاعوا إخماد النيران و بعد انقشاع الدخان ، وجدوا جثة محترقة جزئيا لامرأة عارية من الملابس ملفوفة ببعض الستائر المحترقة ، وتم استدعاء الشرطة للتحقيق بالأمر ، وعندما وصل المحقق جوزف ستاشولا بدء بالتحقيق و تبين له سريعا أن الجثة تعود إلى تيريسيتا باسا , وهي مواطنة فلبينية الأصل من مواليد عام 1929م انتقلت للولايات المتحدة الأمريكية للعمل كطبية أمراض تنفسية في مستشفى أيدج واتر في شيكاغو .
الضحية تريسيتا باسا - 46 عام .
و بفحص الجثة جيدا وجد المحقق سكين مطبخ مغروز بصدر الضحية ، كما لفت انتباهه عدم وجود أثار اقتحام للشقة ، حيث أن باب الشقة سليم مما يرجح أن الضحية تعرف القاتل جيداً ، و بعد رفع البصمات لم يعثروا على مشتبه به ، كما لم يستطع الطب الجنائي تحديد أذا ما تعرضت الضحية للاغتصاب أم لا .
وتم استجواب زملاء تيريسيتا بالمستشفى و كلهم أكدوا أنها كانت طيبة و متعاونة مع الجميع و لا يمكن أن يكون لها أعداء ، كما قامت الشرطة بمراجعة الاتصالات الواردة لهاتف الشقة و قد وجدت مكالمتان ، الأول كانت الساعة 7:10 مساءً و الأخرى كانت الساعة 7:30 و مدة المكالمة حوالي 20 دقيقة ، وتم التحقيق مع من قام بالاتصال , حيث كان الاتصال الأول من أصدقاء القتيلة بخصوص شراء تذاكر ، أما الاتصال الثاني فكان مع زميلتها بالعمل . بالنهاية وصل المحقق إلى طريق مسدود فلا يوجد حتى خيط واحد يقوده للقاتل
القتيلة تعاود الظهور
العمارة حيث تقع شقة القتيلة ؟
بعد ستة شهور من الجريمة بدأت سيدة تدعى ريمي شوى برؤية كوابيس مزعجة ومرعبة جداً ، حيث كانت ترى القتيلة تيريسيتا و خلفها مباشرة يقف رجل ذو ملامح بدت مألوفة بالنسبة لها ، لكن تلك الملامح لم تكن واضحة المعالم بحيث تتمكن من تمييز صاحبها ... هذه الكوابيس زادت حدتها بالتدريج ، إذ بدأت ريمي تشاهد اللحظات الأخيرة الرهيبة من حياة تيريسيتا وكيفية مقتلها . جدير بالذكر أن ريمي شو هي ممرضة تعمل بنفس المستشفى ، وهي زميله للقتيلة ، وفلبينية الجنسية أيضاً .
بالنهاية اضطرت ريمي إلى أن تخبر زوجها الطبيب جوس تشوا عن كوابيسها الغريبة ، فحاول أن يطمئنها قائلا بأن ما يحصل لها هو مجرد شعورها بفقدان زميلتها بالعمل وقام بصرف أدوية مهدئة و منومة لها . لكن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد ، فالمسكينة ريمي شو لم تعد تضايقها الكوابيس فقط ، بل لاحظ زوجها تغيرات بدأت تطرأ على صوتها ، أصبح صوتها يشبه صوت القتيلة ! .. وصارت تتعرض لحالات من الإغماء المتكرر تردد خلالها بصوت القتيلة عبارة : أنا تيريسيتا و قد قتلني الآن شويري .
المحقق جوزيف ستاتشولا ؟
وعندما وصلت الامور لهذه المرحلة الخطيرة قرر زوج ريمي إبلاغ الشرطة . و بينما كان المحقق جوزيف ستاتشولا جالسا في مكتبه وصله اتصال من مركز شرطة إيفان ستون يدعوه للحضور حالاً لظهور شاهد يكشف تفاصيل مقتل تيريسيتا باسا ، و هناك بقسم الشرطة التقى المحقق جوزيف بالشاهدة ريمي تشوا و زوجها و أخبرته بتفاصيل عجيبة حقاً حيث قالت : أن من قتل تيريسيتا هو الآن شويري ، وهو عامل ومنظف في المستشفى ، و أنه سرق منها عقد لؤلؤ و حلقات أذن ذهبية ، وهذه المجوهرات كانت هدية أشتراها والدها من فرنسا ثم أعطاها لأمها ، كما أخبر الشبح على لسان ريمي أن المجرم قد أهدى المجوهرات لصديقته ، كما أعطتهم اسم و رقم هاتف كين باسا ابن عم القتيلة و أسماء أشخاص آخرين مع أرقام هواتفهم للتأكد من صحة كلامها بخصوص المجوهرات ...
كانت قصة مذهلة وتفاصيل عجيبة حقا لم يصادف المحقق جوزيف في حياته مثيلا لها ، ورغم عدم تصديقه لهذا الكلام إلا أنه لم يكن هناك خيار أخر للمحقق جوزيف إلا أن يتأكد من المعلومات التي حصل عليها خصوصاً وأن التحقيق بالأساس كان قد وصل إلى طريق مسود .
الآن شويري ؟
توجه المحقق جوزيف برفقه مساعده لي أبلين إلى منزل الآن شويري ، و تم تفتيش البيت ، وبالفعل وجدوا المجوهرات هناك ، وألقي القبض على آلان وتم نقله إلى مركز الشرطة للتحقيق معه ، وتم التحقيق أيضا مع صديقته وشريكته في المنزل يانكا كاملوك ، التي قالت بأن آلان أعطاها تلك المجوهرات واخبرها أنها هدية متأخرة لرأس السنة ، حدث ذلك بعد أيام قليلة على مقتل الضحية تريسيتا .
في مركز الشرطة زعم آلان شويري أنه بريء و أنه وجد المتهمة مقتولة عندما وصل إلى شقتها و أنه سرق المجوهرات و هرب ، و بعد ضغوط مكثفة من المحقق أعترف المتهم قائلا : أن تيريسيتا باسا طلبت منه أن يحضر إلى شقتها لإصلاح تلفازها المعطوب ، و عندما دخل شقتها شاهدها ترتدي تلك المجوهرات فساوره الطمع و هجم عليها و خنقها بيده حتى فقدت وعيها ثم أحضر سكيناً من المطبخ و طعنها عده مرات بصدرها ثم نزع عنها ملابسها بغرض اغتصابها ، لكنه خاف أن يكتشف أمره ، فغطى جسدها بالستائر المتوفرة بالشقة و أشعل النار فيها و لاذ بالفرار .
المستشفى حيث كانت تعمل تريسيتا ؟
بعد هذه الاعترافات و تعرف أهل وأقارب الضحية على المجوهرات ، تم تحويل الآن شويري للمحكمة ، و في 21 يناير عام 1979 وقف الآن شويري أمام القاضي و لجنة المحلفين معترفاً بجريمته ، لكنه عاد بعد عدة أيام ليغير أقواله ، حيث ادعى انه لم يغادر منزله ليلة مقتل الضحية وأنه كان يلعب القمار مع صديقته و شخص أخر ، وأن المجوهرات التي وجدوها معه أهدتها له القتيلة بنفسها بعدما قدم لها عدة خدمات ، وأن اعترافه السابق بقتل الضحية أنتزع منه بالضرب و التهديد . لكن هيئة المحلفين لم تصدق هذا الكلام ، فليس من المعقول أن تعطي الضحية مثل هذه المجوهرات الثمينة والتي تحمل ذكريات عزيزة على قلبها مقابل خدمات بسيطة ، ومن المستحيل أن تقدمها هديه لأي أحد ، كما أن المتهم لم يستطع إثبات تواجده ليله الجريمة ، حيث نفت صديقته ادعاءه انه سهر معها تلك الليلة . ورغم وجود جميع القرائن التي تؤكد ضلوع آلان شويري بقتل الضحية إلا أن المحلفين ترددوا في إصدار قرار لمدة لخمس أيام وذلك بسبب غرابة القضية وملابساتها العجيبة ، خصوصا مسألة الأحلام والكوابيس التي أدت للإيقاع بالقاتل ، وبالنهاية تم الحكم على المتهم بالسجن 14 سنة بتهمة القتل و السرقة و التخريب .
المقبرة التي دفنت فيها تريسيتا في الفلبين
أما السيدة ريمي تشوا فقد انتهت معاناتها مع الكوابيس والتلبس و عادت لطبيعتها . فيما قامت أسرة القتيلة تيريسيتا بنقل جثمانها إلى مسقط رأسها في الفلبين حيث دُفنت هناك .
المؤسف في القضية هو أنه في عام 1983 م تم أطلاق آلان شويري بعد أن قضى خمس سنين فقط بالسجن نتيجة لحسن السلوك ، ولاحقا تزوج بامرأة أسمها ناعومي كانت تحضر جلسات محاكمته ، وقد حاول الكثير من الصحفيين إجراء مقابلة معه ليسألوه هل كان مذنب فعلاً أما أنه بريء ؟ .. لكنه انتقل من مدينة شيكاغو إلى جهة مجهولة و اختفى عن أنظار الإعلام للأبد .
كتب وافلام مستوحاة من قضية تريسيتا باس ؟
تم عمل الكثير من الأفلام و الكتب المستوحاة من قضية مقتل تيريسيتا باسا ، من أهمها كتاب من تأليف جون اوبراين و إدوارد بومان بعنوان "صوت من القبر voice from the grave " ، وتم تحويله لاحقا لفيلم حمل نفس العنوان من انتاج عام 1996م.
آراء وملاحظات المشككين بالقضية :
لم تسلم ملابسات قضية تريسيتا من التشكيك ، وقال فريق المشككين بأن لديهم عدة نقاط ومآخذ منها :
1 - ربما عرفت ريمي بعض الأشياء عن المجرم الآن شويري باعتبار أنهم كانوا يعملوا بنفس المستشفى ، لهذا ربما كانت ريمي تعلم بزيارة الآن لمنزل الضحية ذلك اليوم ، أو ربما لاحظت ارتباكه بالعمل بعد الجريمة ، و بسبب تأنيب ضميرها ، قررت ابتكار حيله تلبسها بشبح الضحية حتى تبعد اللوم عنها لعدم تبليغها عن القاتل بسرعة .
2 - نقلاً عن زملاء ريمي بالعمل فقد كانت هناك مشاكل تخص العمل بين ريمي و آلان ، حيث كان كل منهما ينتقد الأخر بدعوى الإهمال بالعمل ، أضافه إلى أن ريمي كانت قد تقدمت بالسابق شكوى لأداره المستشفى ضد آلان ، تدعي فيها أنه مازحها عبر التلفون ، و هذا يدل على توتر العلاقة بينهما.
3 - ظهور الكوابيس و التلبس بعد 6 شهور من الجريمة و خصوصاً بعدما تم طرد ريمي من العمل بالمستشفى و التي عانت من حالة نفسية بسبب الطرد .
أما بالنسبة لي فهذه الحادثة غريبة جداً ، لأن المعلومات التي أخبرت بها ريمي تشوا حساسة جداً و أذا كانت قصة التلبس مزيفة فهذا يعني أنها شريكة بالجريمة ، لقد سمعنا عن قصص كثيرة تواصل بها الأحياء مع بعض أقاربهم الأموات بالأحلام ، فلهذا لا أستبعد صدق ريمي تشوا ، فما رأيكم أنتم ؟
بقلم : حسين سالم عبشل
ك ا ب و س