قصة رحمة بنت إبراهيم وقصة ولي من حلب
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة بنت إبراهيم التي مضى عليها منذ توفيت ألف ومائة وشئ لأنها كانت في القرن الثالث الهجري ، فهذه رحمة عاشت نحو ثلاثين عاما لا تأكل ولا تشرب هي صحيحة الجسم صحيحة الفكر والأعصاب ، ما منعها ترك الأكل والشرب من قوة المشي ولا منعها من صحة الفكر ولا منعها من الفهم ظلت طيلة هذه المدة بلا أكل ولا شرب وهي صحيحة الجسم ليكون هذا عبرة للمؤمنين حتى يعرفوا أن الله تعالى هو الذي يخلق الصحة وهو الذي يحفظ الصحة فيمن يشاء من عباده إلى الوقت الذي شاء على حسب علمه الأزلي فلو كانت الصحة يخلقها الأكل والشرب هذه المرأة ما عاشت هذه المدة الطويلة وهي صحيحة الفكر ، صحيحة الجسم .كذلك أناس غيرها ، منذ خمسة عشر عاما أنا كنت بحلب فقال لي أحد مشايخ حلب قال رجل من أهل الجزيرة وهو شيخ من أهل العلم منذ أربع عشرة عاما لم يأكل ولم يشرب وهو يتجول يسافر من بلد إلى بلد ، قال نزل عندي ضيفا فلم يأكل ولم يشرب ، كل هذا دليل لنا على أن نعتبر لنزداد يقينا بأن الله تعالى هو خالق كل شئ ، هو خالق الجوع والعطش هو خالق الخبز وهو خالق الشبع عند تناول الخبز وهو خالق الري عند شرب الماء ليس الماء يخلق الري وليس الخبز يخلق الشبع وليس الطعام يحفظ الصحة بطبعه إنما الله تعالى جعله سببا .