قصة جريج الذي كان من أمة عيسى عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
كان ذاك الذي يقال له جريج من أمة عيسى من الذين كانوا على دين المسيح ، على شريعته ، من الذين كانوا يصلون صلاة المسيح عيسى ويصومون صيامه على حسب تعاليم المسيح عيسى ، فهذا جريج كان منهم ، من اعتزل الناس للعبادة ، كان تجرد كانت له أم تأتيه من وقت إلى وقت إلى الصومعة التي هو اعتزل فيها لعبادة الله ، كان هو وليا حقيقيا اتبع المسيح عليه السلام اتباعا كاملا ، أدى الواجبات واجتنب المحرمات بعد أن تعلم ما هو الواجب في شريعة عيسى وما هو الحرام في شريعة عيسى وتمسك بالنوافل ، زاد على الفرائض ، تجرد للعبادة ، اعتزل الناس خارج المدينة في مكان مرتفع بنى صومعة من طين ليس بناء فخفخة ، لأن همه الآخرة ، تجرد لعبادة الله ثم الناس أهل البلد صاروا يعتقدون فيه حتى ملك تلك البلاد صار يعتقد فيه ، عنده جريج صار إنسانا مُعْتَقَدا فيه تقيا عابدا من العباد الصالحين ، ثم امرأة فاسدة قالت لبعض الفاسدين الفاسقين أنا أفتنه فذهبت إليه وتعرضت له ، صومعته في مكان مرتفع وهي وقفت بحيث يراها مقابل بابه ، صارت تتعرض له فلم يلتفت إليها ، ما استطاعت أن تفتنه ، ثم هناك كان بالقرب من ذلك المكان رجل راع يرعى ، فواقعها هذا الراعي فحملت منه ثم لما ظهر حملها قالت هذا من جريج ، لما تأكدوا أنها حامل بأن وضعت ذهبوا إليه وبأيديهم الفؤوس ليهدموا له صومعته ، قالوا هذا الذي كنا نحن نعتقد فيه أنه ولي الله بفجر بهذه المرأة ويُحْبِلُها ، أخذوه ووضعوا في عنقه حبلا وجروه وهدموا صومعته بالفؤوس ثم قال لهم أمهلوني حتى أصلي ركعتين ، توضأ ، أمة عيسى كان لهم وضوء وصلاة فيها ركوع وسجود كما نحن ، توضأ وصلى ركعتين ثم قال لهذا الغلام المولود الذي وضعته هذه المرأة البَغِي يا غلام من أبوك فقال أبي الراعي ، الله أنطقه فلما سمعوا هذه التبرئة انكبوا عليه يقبلونه ويتمسحون به وقالوا له نبني لك صومعتك من ذهب ، قال لا أعيدوها كما كانت من طين ، هذا من أمة عيسى ولي من أولياء الله .