الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

معالج راقي وحالة واقعية :

مملكة القصص الواقعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ساالي
    كاتب الموضوع
    كبار الأعضاء
    • Oct 2010
    • 18 



    نورة والغواية


    جاءني بعد صلاة العصر في المسجد مع أحد الإخوة الفضلاء ..
    رأيت وجهه شاحب اللون .. تكاد الدمعة تسيل على خديه وهو ينظر إليّ !
    مكثنا سوياً نتبادل أطراف الحديث عن الأحوال والأخبار .. ثم قال صاحبي وفقه الله :

    إنها حياة أسيفة ! ملؤها الأحزان والهم والغم ..
    يا سبحان الله !

    عائلة تعيش في نعمة من الله تعالى ، الحياة حلوة خضرة لديهم ، كل شيء جميل في حياتهم ، ولكن
    هذه العائلة انقلب أمرها رأساً على عقب ؟!

    لم تعد تلك العائلة المحمودة الطريقة ، ولم تعد تلك العائلة المتميزة في تربية أبنائها ، ولم تعد العائلة تعيش في هناء وعافية ؟

    لقد ذاقت ألواناً من العذاب والجحيم والضيق في حياتها ، منذ ثلاثة أشهر ..كل هذا بسبب ابنتهم المتدينة الطائعة لربها !

    قلتُ : سبحان الله ! طائعة لربها ومنها هذا الجحيم ، كيف ؟

    قال صاحبي وفقه الله : يا رعاك الله أخي الغالي ، هذا والدها واسمع منه ما يقول لتعجب من حالها كما عجبت قبلك .. .

    قال والدها : لا أدري ما أقول وما أترك ؛ ولكني سوف أخبرك عن ابنتي كما عهدتها ، والآن بعد أن تغير حالها ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون .

    إنها ابنتي الغالية .. لا أعرف ما الذي أصابها ..

    ابنتي هذه كانت متفوقة في دراستها والحمد لله ، وعلى خلقٍ جمّ والحمد لله ، وذات جمال متميز والحمد لله ، وطموحة والحمد لله ، إنها في مقتبل عمرها وزهرة من الزهور والأهم من ذلك أنها على قدر كبير من الالتزام وطاعتها لربها .


    تعود بيتنا منها كل شيء جميل ، فهي من توقظنا لصلاة الفجر ، وهي صاحبة قيام في الليل ، وصيام لله تعالى في النهار .

    بيتنا بدونها كأنه بيتٌ خرب ! كانت على قدرٍ كبير من الخلق مع والديها فهي بارّة بي وبأمها ..

    والله إني لأفتخر بها بين الأقرباء وأحْسد عليها .. معاملتها مع إخوانها وأخواتها رائعة تفوق الوصف ، تعطف على الصغير ، وتحترم وتقدّر الكبير ، وتعرف له حقه ..

    هي السبب بعد الله تعالى في إخراج التلفاز من بيتنا !! وهي السبب بعد الله سبحانه في هداية البيت بأكمله ، لقد كانت شعلة خير للبيت ولكل الأقرباء والقريبات .. كان كثيرٌ من الأقرباء يتمنى أن تكون لأحد أبنائه ، وكذا النساء كنّ يتمنيّنها لأولادهن ..!

    إنها ابنتي نورة الكل يحبها الصغير قبل الكبير ..
    أما نشاطها الدعوي في البيت و خارجه فحدث ولا حرج ..

    أما في البيت فهي تخصص دُولاباً صغيراً في غرفتها ؛ تضع فيه الأشرطة والمحاضرات والكتيبات لتهدي الضيوف والزوار ، تدَّخر من مصروفها الشهري ؛ لكي تشتري هذه الأشرطة ، وبكميات كثيرة

    وكانت تقول :

    " يا أمي نغذي قلوب ضيوفنا إيمانياً أنفع لنا عند الله من تغذيتهم جسمانياً "

    وأما في مدرستها ، فمعلماتها يندهشن من حماسها ونشاطها ، يثنين عليها دائماً ويدعين الله تعالى أن يصونها وأن يحفظها ..

    وأما صديقاتها .. فلكي تعرف مكانتها عندهن ، فحين تغيب عن مدرستها .. فذاك يوم يكون بيتنا مليئاً بالزوار من صديقاتها ليطمئنوا عليها ، ناهيك عن الاتصالات الكثيرة والمتكررة من أجلها .

    هذه بعض الجوانب التي فقدناها في ابنتي وهذا حالها بالأمس .

    وأما اليوم ومنذ ثلاثة أشهر سابقة فمن هي نورة ؟

    وماذا عن حالها ؟


    ومالذي أصابها وغير أمرها رأساً على عقب ، بل غير مجرى حياتنا كلها ، البيت لم يعد بيتنا ، والعائلة لم تعد كما كانت معهودة .. لم نعد نعرف ابنتنا كما عهدناها !!

    لابد للمرء من ضيقٍ ومن سعة * * * ومن سرورٍ يوافيه ومن حزنِ
    والله يطلب منه شكر نعمته * * * ما دام فيها ويبغي الصبر في المحنِ
    فما على شدة يبقي الزمان يكن * * * ولا نعمة تبقي على الزمن

    أول ما أنكرتُ من أمرها .. رفع صوتها على والديها ..!!
    أسلوبها مع والدتها تغير .. فتارة ترفع صوتها ثم تندم وتأتي لتبكي عندها تعتذر لها .. ؟!
    وتارة تجادل أمها بأسلوب سخرية واستهزاء ؟!! فتعجب منها أمها ..

    استقبالها للضيوف ساء ولم تعد ترحب بهم ، على العكس تماماً حين تعلم أن هناك ضيوفاً تغلق على نفسها حجرتها ولا تخرج وتقول متعبة وأريد النوم ؟

    أصبحت تحب العزلة بشكل غريب .؟؟.بل حتى طعامها لم يعد كالمألوف .. أصبحت تأكل بشراهة ومن غير أدب تحلت به من قبل ؟

    استمرت هذه الحالة قرابة الأسبوعين ..

    وذات يوم وعند الثانية ليلاً : سمعت صوت صرخة مفزعة عالية لابنتي هذه
    فقمت فزعاً من فراشي نحو حجرتها ..

    فجدتها ...

    (( وذات يوم وعند الثانية ليلاً : سمعت صوت صرخة مفزعة عالية لابنتي هذه !!
    فقمت فزعاً من فراشي نحو حجرتها ..

    وجدتها تبكي فزعة وقلقة واضعة وجهها على وسادتها ، ولا تريد أن ترفعه عنها ..

    حاولت تَهْدِأتَها وقلت لها : أنا والدك ، لم تصدِّق في البداية ! وتقول لا .. لا أنت لست والدي ... !

    ثم حين هدأت ووجدتني مع أمها عند رأسها هدأت ، وقالت لأمها : لا تتركيني أنام بمفردي ؛ ابقي معي ؟

    قلت لها :
    ماذا أصابك ، خيراً رأيت .. فلم تجب غير أنها قالت كابوس مزعج فقط وتعوذتْ من الشيطان ..

    لم تذهب في اليوم الثاني لمدرستها ، أصبحت طريحة الفراش من سهر البارحة كما تقول أمها ..
    ولكني استغربت حالتها حين دام نومها أكثر من خمسة عشر ساعة ؟!

    ذهبت إليها .. أيقظتها ..
    نورة .. نورة ..
    - نعم ، أريد النوم أنا متعبة ؟
    - ألم يكفك النوم طوال اليوم ؟
    - لا يا أبي ، أنا متعبة وأريد الراحة ، وسوف أكون بخير إن شاء الله ، ولكن أريد أن أرتاح قليلاً .

    خرجتُ من غرفتها غير أني لم أطمئن على حالها !!

    أخبرتُ والدتَها وقلت لها ما بال نورة إلى الآن نائمة ؟

    فقالت : ربما أنه من سهرها البارحة ؛ فهي متعبة وتأخرتْ بالنوم ! ظننتُ الأمر عادياً ..
    ولكن ؟!

    بدتْ أعراض تظهر عليها غير سويّة !
    وأخلاقها ومعاملتها مع الجميع في البيت لم نعرفها من ابنتنا !
    أصبحت تغيب عن مدرستها كثيراً ..
    تحصيلها العلمي تدنى قليلاً ..؟
    أخلاقها أصبحتْ عدوانية بشكل بسيط .. ثم تطور الأمر ..والأغرب من هذا كله :

    أنها أصبحت لا تصلي ! ويَمرُّ عليها وقت الصلاة ولا تقوم البتة للصلاة !!

    حين ترى أمها وأخواتها يصلين تقول لهن : يكفي صلاة ، لا فائدة ؟!
    الكل استغرب حالها ،
    أهذه نورة الملتزمة التي أَدْخَلت الإيمان إلى البيت ؟
    أهذه نورة التي كانت توقظنا لصلاة الفجر ؟!
    أهذه نورة التي كانت تبكي إذا لم تدرك الصلاة في وقتها ؟!

    حاولتُ الجلوس معها وأن أتفهّم أمرها وما الذي أصابها ..

    لم أخرج بكبير فائدة .. ذكَّرتُها بماضيها المشرق ، ونشاطها للدعوة إلى الله تعالى وحب الجميع لها ، ولم تبالي !!

    خاطبتها ووعظتها ونهرتها .. غير أن حالتها مع الأيام كانت تزداد سوءاً .
    .
    وأكثر ما كان يزعجني ,, أنها تقتنع مؤقتاً وتعدك خيراً ، وسرعان ما تفعل نقيض ما ذكرتُ لها ..

    قالت لي أمها :
    اعرضها على الطبيب لربما حدث لها أمر ما ولم تفصح به ..

    عرضتُها على أمهر الأطباء ، وأشهر المستشفيات في المدينة ، عملوا لها كل الفحوصات اللازمة ، وتخرج نتيجتها أنها سليمة ولله الحمد !!

    حار فكري ماذا أفعل معها ..
    اتصلت بعمِّها ليحدثها ويقنعها ويعرف ما بها .. فهي تحبه وقريبة منه وترتاح له كثيراً ، تكلم معها قليلاً على انفراد ثم قال :
    سآخذ نورة لبيتنا تغير جوَّها بعض الأيام لعلها ترتاح وأكلمها هناك .. رحبت بالفكرة وقلت كما تشاء .

    وبعد ثلاثة أيام ونحن مشغولون عليها لا نعرف حالها ، أتصل علي أخي وقال :

    هل ابنتكم تشاهد التلفاز ؟
    قلت لا ، قال هي منذ أخذتها وهي تتابعه لحظة بلحظة ننام وهي مستيقظة فالذي أعرفه عنها أنها ملتزمة ولا تشاهد هذا ، والغريب أني لا أراها تصلي الصلاة .. وليس ثمة عذر !

    رجعت ابنتنا مع عمها ولا نعرف ما الذي أصابها .. تطور أمرها سوءاً ..

    أصبحت تطلب التلفاز في المنزل ، وتحب الخروج للأسواق ، وأصبحت تقتني من العطورات الشيء الكثير ، وهذا ما لم نعهده عنها البتة ؟!

    أي حالة هذه بالله عليك ، والله لا أعرف ما الذي أصنعه لابنتي ، احترتُ فيها ما الذي غيَّرها وغيَّر مجرى حياتها وحياتنا .
    اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ..

    سهرت أعـينٌ ونامت عيـونٌ * * * وفي أمور تكون أو لا تكـونُ
    فادرإ الهمّ ما استطعت عن النفس * * * فحملانـُك الهــموم جنونُ
    إنّ رباً كـفاك بالأمس مـا كـان * * * سيكفيك في غـدٍ ما يـكون

    هذا ما عندي عن ابنتي .
    ووالله إنها مأساة وجحيم لنا في بيتنا .. ونريد أن نرفع عنا هذا العذاب الذي لا يطاق ..

    قال صاحبي وفقه الله :

    هذا الذي ذُكر بعضٌ مما هو في الحقيقة ، وستعرف الكثير حين تقرأ عليها علّ الله أن ينفع بها وأن يرفع عنها هذا الضر ، وأن يفتح على يديك .

    قلتُ : لا بأس الموعد الليلة بعد صلاة العشاء .. إن شاء الله .

    وصلتُ إلى المنزل : !!!!!

    وصلت إلى المنزل وأخذتُ أقرأ عليها الرقية الشرعية ، قرابة الساعة .. ثم سألتُها :

    هل تشعرين بأمر في جسدك ، أو حركة أو .. ؟
    تساؤلات عدة .
    مفادها : لا ، أحياناً ، لا غير .

    وفي اليوم الثاني .. بدأت الرقية وهكذا قرابة أسبوع ،

    حتى جاء يوم رفضت الخروج للرقية ، وأن يُقْرَأ عليها ، وارتفع صوتها على والدها ورفضتْ الخروج ..
    حاول والدها أن يثني عزمها ووعدها بأن تكون الأخيرة ؟!!

    فخرجَتْ .. وأخذتُ أسألها عن حالها ، لِمَ تغير أمرها ، ولِمَ هذا الذي حصل لها ولأهلها ؟
    أكلُّ هذا لا يعد شيئاً ألا يوجد سبب ؟ وبعد حوار دام أكثر من ساعة اقتنعت بالرقية وأن هذا كلام رب العالمين وفيه شفاء لكل شيء .

    ثم قلتُ لها :
    أريدك أن تكتبي عن حالتك كيف كنتِ ؟ والآن ، أريدك أن تسجلي كل ما يدور في خاطرك بلا تحفظ في أوراق ، أريد أن أقف على الحالة كاملة ولا تدعي شاردة ولا واردة إلا ذكرتها وتفهمتْ أنه لا بد من المعاونة مع الراقي حتى تخرج من هذا الحال التي هي فيه وأكدتُ عليها ضرورة الصدق في هذه الأمور . .. ونسأل الله أن يعيننا على الخير والنفع .

    وَعَدَتْ خيراً ، شرعتُ في الرقية .. وغبت عنها يومين أو ثلاثة وجاء والدها لي بأوراق في ظرفٍ مغلق وقال هذه من ابنتي وقالت لي : لا تفتحها . وهذه هي الأوراق التي طلبت .

    قلت : خيراً موعدنا اليوم بعد العشاء .

    تصفحتُ أوراقها وقرأتها وتمعّنت فيها ، وكان فيها مأساتها ، وشيء مما ذكرت من نشاطها في الدعوة وأنها أحست بفقد الكثير من دينها وحتى الصلاة لا تصليها وذكرت أمور غريبة ، مما يَقَن لدىّ أنها بحاجة ماسة للرقية .. فكان مما ذكرت :

    " أقول لك وهذا لا يعلم به أحد سواك بعد الله ، ولقد أخفيته عن والديّ خشية أن يتهموني بأمر أنا منه بريئة ؟!
    ولقد حاولتُ قدر المستطاع أن أجاهد نفسي في علاجه وأن أصرفه عني فلم أقدر ! أصبح يزعجني كثيراً وهو السبب في ما أنا فيه من البعد عن الدين وعن كل معاني الحياة المؤمنة الطيبة التي طالما طمحت لأن أكون فيها طيلة عمري ..
    إنّ شيئاً بداخلي يأمرني بأمور مخلة للشرع !
    ولكن استجابة لك والله ولأني أريد أن أرجع كما كنت بُحْتُ لك بها ( وأرجوك أن لا تخبر والديّ بهذا فقد يظنّـان بي ظن سوء ) إنّ شيئاً بداخلي ولا أعرف ما هو يأمرني :

    بسماع الغناء !
    وأن أخرج متعطرة للأسواق كاشفةً وجهي !!
    وإذا رأيت رجلاً غريباً عني أصبح يزين لي الوقوع معه في الزنا والعياذ بالله ؟!!
    ووالله أشعر أني أدفع لهذا الأمر دفعاً لا أملك لنفسي رده !!
    ويأمرني بترك الصلاة ، والتفكر بذات الله سبحانه تعالى الله عما يقول علوا كبيراً ، وهأنا أبكي لحالي هذا .. !
    فقدتُ ديني وأخشى أن أموت على هذه الحالة .. ؟ والعياذ بالله

    اسألك بالله أن لا تخبر بهذا والديّ ، فإنْ وجدتَ لديك العلاج فثق تماماً أني سوف أفعل المستحيل لأن تعود نورة كما كانت ، وإن لم تجد عندك دوائي فدعني علّ الله أن يلطف بي ولا تتعب نفسك ولتدخر هذا الوقت لأناس آخرين ينتفعوا من الرقية ..أختك الحائرة "

    هذا ما ذكرتْ ، وإنها وربي لمأساة وأيُّ مأساة .. و في الليل وبعد صلاة العشاء .. وحين وصلت منزلهم .. شرعت في القراءة عليها مستعيناً بالله تعالى .. راجياً أن يفتح الله عليّ ..

    طال وقت الرقية .. وبدأت أثار التعب تظهر على نورة ! واصلت الرقية ..
    وأكثرت من قراءة بعض الآيات من سورة يوسف ، ومن الآيات التي تحرم البغي والزنا والدفع نحو الرذيلة كقول الله تعالى :

    ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِين ) َ [ يوسف : 23 _ 29 ]

    وقول الله تعالى : ( وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ) [ النساء : 27 ]

    وقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا ً [ الفرقان : 68 ]
    وقوله :  وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) [ الإسراء :32 ]

    بدأت نورة تتعب أكثر وأكثر .. وبدأ الصراخ والعويل .. وبدأ تخبط شيطانها ، وصُرِعَت !

    استمرت الرقية وحتى العاشرة ليلاً ..

    كان يقول ويصرخ وينطق على لسانها :

    أريدها أن تكفر بالله !! لا أريدها أن تصلي ! ولا تقرأ القرآن ! أريدها فاسقة ، عاصية ، متبرجة أريدها .. وأريدها .. وانقطع صوته ..

    وسبحان الله ! صدق الله إذ يقول في كتابه :
    ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ البقرة : 109 ]

    استمررت في الرقية تالياً آيات الوعظ والترغيب والمغفرة ، والآيات التي تدعو إلى الإسلام والاستسلام لله
    ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [ آل عمران : 19]

    ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) [ الأنعام : 125 ]

    ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [ الزمر : 22 ]

    ثم دار الحديث مع العراض ، وبدأت الصولات والجولات ..

    - لِمَ هذا الظلم وهذا العدوان على هذه المرأة الصالحة ؟ هل آذتك هل تسببت لك بالضرر ؟

    - فلم يجب شيئاً ! ثم قال .. لا أريدها أن تكون هكذا تدخل الجنة ولا أدخلها .

    - ولم لا تسعى في الدخول إلى الجنة .. اسلم تسلم .. واعبد الله على بصيرة والحق بالجان المسلم لعل الله أن يرحمك فيعتقك من النار .. سنين طويلة تعذب بني الإنسان .. سنوات كلها ظلم وفجور ومعصية للواحد القهار وهو القادر على أن يأخذك بغتة ، ولكن يمهلك لعلك أن ترجع وتتوب ..

    استغفر الله مما يعلم الله * * * إن الشقي لمن لا يرحمُ الله
    ما أحلم الله عمن لا يراقبه * * * كلٌ مُسيءٌ ولكن يحلمُ الله
    فاستغفر الله ما كان من زللٍ * * * طوبى لمن كفّ عما يكره الله
    طوبى لمن حسنت منه سريرته * * * طوبى لمن ينتهي عما نهى الله

    تُب .. تُب إلى الله ، ولا تطع الشيطان فهو سيدخلك معه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها .. لن يغني عنك قيد أنملة ولا أدنى شيء من العذاب..ألم تسمع قول الله تعالى :

    ( وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ إبراهيم : 21 _ 22 ]

    انظر إلى حالك يا مسكين .. لن تنجو من عذاب الله تعالى يوم القيامة .. وسيكون حالك الخلود في نار جنهم إلا أن يرحمك ربك .!! ولئن أسلمت لربك فالبشرى لك من رب رحيم .. غفران ذنبك ، أهذا فقط ؟ لا بل وأيضاً تبدل سيئاتك إلى حسنات .. فهل أكرم من رب العالمين ؟ فليتك تعقل وقرأت عليه :

    ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [ الفرقان : 70 ]

    بقيت الرقية مستمرة قرابة أحد عشر يوماً ، وفتر ما كان يعتريها من الآلام والوساوس الشيطانية ، وبعدها أذن الله جلّ في علاه أن يرفع الضر عن نورة وأن يخرج الجان من جسدها ؛ كي تعيش حياتها كما كانت مع أسرتها سعيدة رضية ، ولترجع لها همتها في الدعوة إلى الله تعالى وإلى ما كانت عليه ،
    وذهبت معتمرة إلى بيت الله الحرام شكراً لله تعالى على هذه النعمة والعافية ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
    والفضل لله وحده .
    مواضيع ذات صلة
  • الوادي
    أعضاء نشطين
    • Dec 2010
    • 199 

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    • محب الروح النقيه
      أعضاء نشطين
      • Aug 2012
      • 279 

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق
      • الأماني
        أعضاء نشطين
        • Jan 2010
        • 353 

        #4
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        يتصفح هذا الموضوع الآن
        تقليص

        المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

        يعمل...
        X