سوف أكمل لكم قصتي . .
اخوتي ، قبل اسبوعين أو اكثر ، كنت جالسة بالقرب من النافذة وقد لفتَ نظري حمامة بحوش المنزل لا تتحرك بل واقفة وتنظر إلى اتجاه واحد ولا تحرك عينيها ابداً ، في البداية لم أعرها اهتماماً ، وبعد مرور 4 ساعات تقريباً ، جاءت لي الخادمة واخبرتني بأن هناك حمامة بحوش المنزل لم تتحرك منذو الصباح وقد حاولت ان تقترب منها ولكن الحمامة لا تتحرك ابداً بل واقفة وتنطر إلى اتجاه واحد ، فقلت لها بأنني قد رأيتها بالصباح ولكني لم اعرها اهتماماً ، قمتُ على الفور واتصلت بأخي وقال لي اطلبي من الخادمة ان تذهب نحوها وتقطر فوقها القليل من الماء المرقى ، وفعلاً ذهبت الخادمة واقطرت فوقها القليل من الماء المرقى ولكن دون جدوى فهذه الحمامة لاتتحرك . تركناها وقلت سأنتظر عودة زوجي من العمل لأرى ماذا نفعل بها .
عدتُ لأطمئن عليها بعد نصف ساعة تقريبا من تركنا لها ، فوجدناها قد ماتت بمكانها ، وعندما حضر زوجي الى المنزل قد قمنا بفحص الحمامة ولكن كانت سليمة ولم يكن بها شيء .
وبعد هذه الحادثة بأسبوع ، كعادتي جلست في الصباح وعندما فتحت النافذة رأيت حمامة سوداء بنفس المكان الذي رأيت فيه الحمامة السابقة ، ولكن هذه الحمامة كانت وكأنها تائهة واخذت تتجول في حوش المنزل ، شككت بأمرها ، اتصلت في أخي على الفور وطلبتُ منه المجيء ، وعند قدومه قام بأخذ الحمامة وذهب بها الى الشيخ ، كي نتأكد أن الحمامة ليس بها عمل ، وعند رؤية الشيخ للحمامة قال بأن هذه الحمامة قد قام أحد بفقأ عينيها فأصبحت عمياء وأن هناك شعر قد رُبط بأحد ساقيها .
أترون اخوتي ، حتى الطير الأليف لم تتركه بحاله ، فما ذنب هذا الطير أن تفقأ عينه وتجعله أعمى ؟! والله قد ألمني قلبي حزناً على هذا الطير ، وعرفتُ لما كان يتجول في الحوش خائفاً ، لأنه لا يرى ! وقال الشيخ بأن المغزى من فقأ العين هو ان يجعل المسحور أعمى ، أي بالرغم من الالآم التي اشعر بها في العين ، تريد ايضاً ان تعمي بصري.
هذه الساحرة قد أعمى الله بصرها وقلبها ، فصارت تتلذذ بفعل المنكرات وإيذاء الأبرياء ، فحينما يضعف الإيمان ويموت الضمير و يصبح كل شيء مباح : كلام الزور ، أذية البشر ، الخيانة ، القتل . . .
حينما يضعف الإيمان ويموت الضمير يتحول الإنسان لوحش كاسر ينتظر فريسة للانقضاض عليها.
حينما يضعف الإيمان ويموت الضمير تظهر الإنسانية كلمه لا معنى لها و لا رديف..و تصير الأسنان حادة و اللحم الإنساني سهل المضغ.
حينما يضعف الإيمان ويموت الضمير يكون الخاص عام و العام خاص .الحلال حرام و الحرام حلال .
حينما يضعف الإيمان ويموت الضمير تغفو العقول وتثور الأحقاد تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد حواسه قيمتها..ويغدو صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين لا تبصر وصاحب إذن لا تسمع وصاحب قلب لا يدرك.
حينما يضعف الإيمان ويموت الضمير ، يموت الإنسان بذاته ليخرج منه شيطان بصورة إنسان .
ولكن كل شيء له نهاية ، مهما عَمَلتْ فلكل شيء نهاية ، اشكر الله لأنه الهمني الصبر والقوة ، والحمدلله لأن الله نجاني من الكثير فالآن عندما أشعر بالألم واحس بالتعب فأقوم بالوضوء والتوجه بالدعاء لرب العالمين واعطي أكثر وقتي للعبادة ، اما هي فقد أعمى بصرها وقلبها لدرجة أن لا ترى امامها إلا الشر فصارت تتلذذ بفعل المنكرات وإيذاء الناس بغير وجه حق فأصبحت تعطي أكثر وقتها لأعمال السحر والشعوذة وكيفية الانتقام مني وأذيتي ليلاً نهاراً .
فهذه الساحرة نست الله ، فأنساها نفسها ، يقول الله جل وعلا : { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ } .
