ذكرتُ في اخر مشاركة لي بأن الساحرة لم تتركني بحالي بل واصلت سحرها وتجرأت إلى ان تحوم حول منزلي وترمي الطلاسم ، وكان البيت مراقب من قبل زوجها واصدقاء ابنائها المراهقين .
بل وصلنا إلى مرحلة بدأُ ابنائي يشتكون من آلالآم في مناطق عدة واحياناً بثقل في الجسم وكثرة النوم وناهيكم عن وجود خدش او وجود مكان اصابع يد على الرقبة او الصدر.
مع أنهم كانو يقومون بتحصين أنفسهم دوماً بالماء المرقى وتلاوة القرآن ودهن اجسامهم بالزيت المرقى قبل النوم.
ولكي اختصر عليكم الاحداث ، فبعد ملاحظتنا انها لازالت تحوم حول البيت وانها تتردد على المقبرة التي تقع خلف منزلنا ، فهذه المقبرة لا يوجد عليها حارس وكما ان ابوابها مفتوحة ولا يوجد بها سور من الناحية أخرى.
وفي يوم من الأيام ، أردتُ انا وابنائي الخروج بعد فترة الظهر الى منزل أمي ، وفي لحظة خروجنا من المنزل شاهدنا بالصدفة الساحرة وهي متجهة الى الشارع الذي يؤدي الى منزلي وعندما رأيناها عدنا دراجنا فغيرت مسارها واتجهت الى نحو المقبرة ، فأردنا بأن نتأكد بأنها لا تريد ان تضع السحر امام منزلي ، فأتجهنا الى البيت واذا بنا نتفاجأ بزوجها بجانب منزلي وابنتها نازله من السيارة وفي يدها كيس وكادت ان ترش اما البيت لولا انهم عندما شاهدونا فرّوا بالهروب وهنا أيقنت بأن الساحرة وزوجها بينهما اتصال، فهي في سيارتها لوحدها والزوج في سيارته مع ابنته ! فالساحرة تذهب الى المقبرة والزوج يأتي بالقرب من منزلي .
وبعد هذه الحادثة ذهبت الى مركز الشرطة لتقديم بلاغ آخر ، بالرغم أن عليها تعهد بعدم المرور امام منزلي ، وقمت بأستشارة محامي وشرحت له معاناتي النفسية والجسدية ، والحمدلله كان متفهم جداً وهو انسان ملتزم يؤمن بالسحر والجن وشرحت له معاناتي ومعاناة اولادي والضرر النفسي والمعنوي لي ولهم من جراء هذه الساحرة ، وقال لي المحامي انه من الضروري علي الذهاب الى دكتور نفسي ويشخص حالتي وبعدها يعطيني شهادة تؤكد بأن المرض الذي اعاني منه هو مرض روحي وليس نفسي، وهذا لأن البلد الذي اعيش فيه ليست لديهم قوانين او عقوبات تعاقب ممارسي السحر والشعوذة . وبعد زيارتي للدكتور النفسي لا أريد ان اطيل عليكم الكلام ولكن خلاصة الكلام ان الطب النفسي لايعترف بالجن والمس فكيف نقنع الدكتور النفسي بأن هناك فرق بين الصرع والمس من الجن ؟ لأن المسحور يدرك تماماً مايحصل حوله ولكن المصروع يتشنج ولايدرك مايدور حوله .
علماً بأن في وقت زيارتي للطبيب النفسي مع زوجي ومحاولة التحدث معه عن الموضوع وقلت له القصة بأكملها. فحاول ان يستفزني وشخّص حالتي بأنني اعاني من مشاكل مع زوجي ليس إلا . وفي هذه الاثناء قد حضر الجني وساءت حالتي امامهم ، وتكلمت بعدة لغات منها الاندونيسية ، وبعدما حاول زوجي تهدأتي بالماء المرقى ، ورجعت الى حالتي الطبيعية ، قال لي الطبيب انا لا أصدق انا استطيع التحدث ايضاً باللغه الهنديه !! واذا صدقتكِ بأنك تعانين من المس فيجب علي ان استقيل من وظيفتي فما فائدة شهادة الطب النفسي لدي !
لا اطيل عليكم الكلام ، ولكن احسست بأن معظم الاطباء النفسيين هم الذين يحتاجون الى علاج ، لأن اكثريتهم لايؤمنون بالسحر واغلبيتهم شيوعيين ومنهم هذا الدكتور الذي أكد لي بأنه لايؤمن ابداً بالسحر والمس.
وبعدما تحوّلت قضيتي مع الساحرة من مركز الشرطة الى النيابة ، وحاولت جاهدة إيصال رسالتي الى مجلس النواب وبأنه لابد ان تكون هناك عقوبات لممارسي السحر والشعوذة ، والطلب من النيابة العامة مراقبة هذه الساحرة لأنها كما علمنا انها تسافر لعدة بلدان لعمل السحر واعذروني لأنني لا استطيع ان اذكر هذه البلدان.
ولكن لم تكن هناك استجابة من قبل النواب ومركز الشرطة والنيابة العامة . . . وان علي الانتظار لمدة سنة كي يُفتح الملف الخاص بقضيتي في النيابة العامة.
لكنني لم استسلم ، لأنني على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سوف ينصرني عليها ، مثلما أعطاني قوة الصبر والإيمان ، سوف ينصرني على هذه الساحرة ونراها بالجرم المشهود .
فقد واصلت علاجي بنفسي لعدة أشهر ، وداومت على صلاة الليل وتلاوة القرآن والدعاء ولله الحمد، قد تستغربون من الذي سوف اقول له لكم الآن . فكانت هناك محاولات عدة من العارض للخروج من الجسد ولكنه لايستطيع ، وحاول زوجي بأن يأتي بشيخ لكي يعرف سبب عدم مقدرة الجني الخروج من الجسد ؟
وفعلاً عند قدوم الشيخ ، تكلم الجني وقد حاول الخروج ولكنه لم يستطيع ، ثم عرفنا من هذا الشيخ بأن في بيتنا جيش من الجن أي خلال الأربع سنوات ، كانت الساحرة تتردد على المشعوذين وترسل جيوشاً من الجن إلى منزلي ، ولهذا لم يستطع العارض الخروج لأنهم كانو يضربونه ويهددونه بالقتل .
وأن العارض عندما تكلم مع الشيخ أخبر الشيخ بأنه قد أسلم وانه لايريد إيذائي ، وفعلاً لعدة اسابيع لم اكن اشعر بآلآلآم كما في السابق ، واذا اردت ان اصلي ، أصلي بدون أن اشعر بدوار او تعب .
لولا أن هذه الساحرة الخبيثة كانت تجدد العمل وتكثر من ذهابها الى المشعوذين ، وقد علمتُ من البعض بأنها ذاهبة الى العمرة في بداية شهر مايو مع أحدى اخواتها .
وكنت أعلم في نفسي بأنها لا تنوي الذهاب للعمرة ، انها ساحرة خبيثة مشعوذة كيف لها بأن تذهب لبيت الله الحرام ، بل أنها توهم الناس من حولها بأنها تريد الذهاب للعمرة .
قبل ذهابها الى العمرة كما تزعم ، كنت في حالة صحية جيدة ، لأن كما قلت لكم بأن العارض لا يقوم بأذيتي ، ولكن بعد ذهاب الساحرة بثلاثة ايام ساءت حالتي واصبحت اتكلم بلهجة جديدة وهي اللهجة المغربية.
سوف أكمل لكم بقية القصة في وقت لاحق ، لذلك لأنني كلما بدأت الكتابة اشعر بالتعب الشديد .
يتبـع . . .