• أضاف البحث الجديد الذي أجراه العلماء في جامعة ألاباما الأمريكية المزيد من الفوائد والسمعة الطيبة لنبات الثوم بعد أن أثبتت مركباته الأساسية النشطة فعاليتها في الوقاية من الأمراض الرئوية.
وأوضح الباحثون أن الثوم يملك الكثير من التأثيرات الوقائية المفيدة
لصحة الإنسان التي تتراوح من تخفيض ضغط الدم ال ُ شرياني والكولسترول إلى معالجة الأورام السرطانية؛ وقد بينت الدراسة الجديدة أنه يحسن تدفق الدم في الرئتين؛ ويساعد على التنفس عند اختباره على مجموعة من الفئران المخبرية.
وقال هؤلاء في مؤتمر البيولوجيا التجريبية الذي انعقد في سان دييجو :
إن الثوم من النباتات الطبية ُالمدهشة؛ واستهلاك فصّين منه يوميًا يضمن
الحصول على الفوائد المرجوة.
وقام الباحثون في دراستهم بتحفيز ارتفاع ضغط الدم في رئتي عدد من
الفئران فيما يعرف بارتفاع الضغط الرئوي الرئيس الذي يزيد الجهد والعبء الواقع على القلب؛ وقد يسبب الوفاة؛ ُثم إعطاء الحيوانات الثوم على شكل مسحوق؛ واختبار تأثيره في صحة الرئتين؛ ووجد ال ُ خبراء أن مادة “آليسين” وهي المركب الكيميائي النشط في الثوم منع ارتفاع ضغط الدم في الرئتين في حين أن الثوم الذي تعرض للحرارة وتم غليه فقد تلك المادة لم ينجح في تحقيق هذا الأثر ... وأكدت دراسة أخرى عرضت بنفس المؤتمر فوائد الثوم في تحسين وظائف القلب وتنشيطه وإمكانية إضافته إلى الغذاء بأي كمية لأنه آمن وغير سام؛ ولابد من عدم تعريضه
للحرارة لتفادي إتلاف مركباته النشطة المفيدة للصحة القلبية والتنفسية. ويذكر العلماء أن أقوى الدراسات التحليلية وأدقها هي تلك التي أجراها الباحثون في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة والمنشورة في عام 2000 م في مجلة (حول الطب الباطني) إذ أشار الدكتور ( بتلر ) والدكتورة ( استيفنس ) أنهم تناولوا مجمل البحوث حول دور الثوم في خفض الكولسترول؛ ووجدوها تسعا وثلاثين دراسة؛ لم تستوف ست
وعشرون دراسة منها الشروط اللازمة لتصنيفها كدراسات معتبرة النتائج.
ونشر الدكتور( أكرمان ) من جامعة تكساس بحثه الإحصائي التحليلي في
مجلة (سجلات الطب الباطني) عام 2001 م وضمت خمسة وأربعين بحثًا؛ أكد فيها أن استعمال الثوم لمدة شهر أو ثلاثة أشهر يخفض نسبة الكولسترول بمقدار 4% أما إذا طالت مدة تناوله لستة أشهر أو أكثر فإنه يفقد تأثيره على خفض الكولسترول؛ وأضاف أنه لا فائدة للثوم في خفض السكر ولا فائدة تذكر للثوم في خفض ضغط الدم وذلك بعد تحليل هذه الدراسات المتوفرة.
وبالنظر إلى أمر آخر ألا وهو عدد الأشخاص الذين شملتهم هذه الدراسات حول الثوم والكولسترول نجد أنه لا يتجاوز بضعة آلاف وبمقارنة هذا العدد مع عدد الأشخاص الذين شملتهم دراسة أحد الأدوية الخافضة للكولسترول كاللبتور والتي وصلت إلى اليوم أربعمائة دراسة إحصائية حول استعماله فقط نجد أن العدد يصل إلى ثمانين ألف شخص؛ مما يفرض نوعًا من التأني في النصيحة في استعمال الثوم ابتداء من أنه خافض للكولسترول ناهيك عن استبدال الثوم بهذه الأدوية المدروسة.
كما ونلاحظ أنه في بداية التسعينيات كان يقال : إن الثوم يخفض نسبة
الكولسترول بمقدار 9%؛ ثم في عام 2000 م بمقدار 6%؛ وفي عام 2001 م بمقدار %4 ؛ مما يعكس مزيدًا من الدقة في نتائج البحوث التي أجريت حديثًا؛ بعيدًا عن الإثارة الإعلامية حول فوائد التداوي بالنباتات والأعشاب والتي تدغدغ مشاعر البعض حول فائدة هذا النبات أو ذلك العشب أو تلك الثمرة على غير أساس.