الموازنة الاسمية
للميزان السابق قيمة اخرى ذات اهمية كبرى لا باس من ايرادها هنا –فهو يستخدم للموازنة الاخلاقية بين شخصين او عدة اشخاص يراد استطلاع ما ينتج عن اتصالهم بالطبيعة فيما اذا اقبلوا على متاجرة او زيجة او مصادقة الى غير ذلك من وجوه الارتباطات المختلفة التي تدعو اليها مطالب الحياة والتي كثيرا ما تنفصم عراها تبعا لحكم تلك الطبيعية الثابتة .
فبمثل هذه الموازنة يسهل فهم الكثير من اسباب الاتصالات والانفصالات التي اشرنا اليها سابقا
وليست هذه الموازنة قاصرة على دراسة الوجهة الاخلاقية بل تتعداها الى معرفة الحظ مما نشير اليه بالدروس التالية ان شاء الله تعالى .
ولا يفوتنا ان نذكر ان علماء الارفاق والطلسمات والخرف يستطيعون استخلاص وسائل التفريق والتوفيق بين اصحاب المسميات بعد اجراء هذه الموازنة – والموازنة الاسمية معناها ايجاد قوى كل اسم وبيان زيادة ونقص هذه القوى بين المسميات واستنباط ما يحدث عن امتزاجها ببعضها تبعا لقانون التآلف والتخالف الحرفي .
فللموازنة بين نبوية وكل من احمد وسليم . فيما اذا طلب كلاهما يدها لمعرفة مع ايهما تتفق اخلاقا وطبيعة وحالا . وهل يكون هناك تنافر ومع من فيهما تسعد حالا نرسم الجدول الاتي فاناظر الى احمد ونبوية يجدان احمد مائي وهي ترابي ويجد ان النارية المشتركة بينهما قوية فيها ضعيفة فيه وان نبوية معدومة المائية في حين توفرها في احمد وان الترابية متوفرة فيها حال انعدامها منه فهما بذلك يكملان بعضهما بعضا مما يساعد على الائتلاف المحدود .
بينما نجد ان سليم توفرت فيه كل الطبايع والنار والتراب متقابلان على ان قواه في اي طبيعة اقل مما هو مماثل لها في الجدول فهو على ذلك مكمل للطبايع الناقصة في نبوية بحيث يكون كنجم يدور حول كوكبه ثم نعود فننظر نظرة تحليلية الى كل طبيعة من الطبائع الاربعة .
فنجد ان نسبة القوة النارية بين احمد ونبوية 19 : 30 اي ان قوة احمد النارية تعادل 2 على 3 ثلثي تقريبا من قوة نبوية . وعليه فهو اقل منها انفعالا وهي اكثر منه استبدادا وكبرياء وصلابة . وبموازنة نبوية مع سليم تكون النسبة 16 له و30 لها : اي قوته النصف تقريبا . وهذا مما يجعلها اقل سيطرة عليه وهو اكثر خشوعا لها لانها اكثر انفعالا واصطباغا بالقوة النارية من سليم . نسبة تغلبها على احمد بمقدار 2 على 7 وبما ان احمد معدوم القوة الترابية بينما هي متوفرة في نبوية . فذلك يظهر فيها قوة الصبر والتحمل رغم استبدادها وكبريائها . ويقربها الى احمد طبيعة الجاذبية المتمكنة في حروف التراب على ان الانفعال الناري الموجود في احمد والجمود التام الترابي الموجود في نبوية يثير المشاكل بينهما مما يقلل ويضعف بينهما وبين سليم حيث انفعاله اقل من احمد . وبالبحث عن القوة الهوائية بين احمد ونبوية نجد انها معدومة عندهما . وهذا يؤكد حدوث النزاع مما يؤدي الى الانفصال فيما اذا ظهرت كواكبهما في البروج الهوائية ظهور عداء .
ستعرفون الكواكب وحلولها في البروج عند الكلام على الارصاد الفلكية
وفي هذه الحالة يكون الامل ضعيفا جدا في الاتصال وبمعنى اوضح ان كلا منهما يسهل عليه ان يبيع الاخر .
(اما سليم )فله من القوة الهوائية ما يكفي لتحسين علاقته مع نبوية الا ان وجود الهوائية عنده وانعدامها عندها يجعلها ثابتة ويجعله متحيرا – ثم ان كثرة القوة المائية عند احمد .
(المعدومة عند نبوية ) تلطف من حدة القوة النارية عنده وتساعده على حسن السياسة واخذ الامور بالهوادة كما انها تساعده على تضحية مركزها عنده بطبيعة مائيته .
والخلاصة : هي انه ليس من مصلحة نبوية ان تتصل باحمد – ومن مصلحتها ان تتصل بسليم .