إن الدعاء من أفضل القربات إلى الله تعالى ، ولكل قربة حتى تكون كاملة المنفعة آداب ينبغي أن تتوفر فيمن يتعبد بها ، وعبادة الدعاء هي من أكثر العبادات التي تحتاج لتمامها إلى الإتيان بآدابها وإليك أهم آداب الدعاء :
قال الإِمام الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه الإِحياء: آدابُ الدعاء عشرة:
• أن يترصَّدَ الأزمان الشريفة؛ كيوم عَرَفَة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار.
• أن يغتنمَ الأحوالَ الشريفة؛ كحالة السجود، والتقاء الجيوش، ونزول الغيث، وإقامة الصلاة وبعدَها. قلتُ: وحالة رقّة القلب.
• استقبالُ القبلة ورفعُ اليدين ويمسحُ بهما وجهه في آخره .
• خفضُ الصوت بين المخافتة والجهر .
• أن لا يتكلَّف السجعَ وقد فسَّر به الاعتداء في الدعاء، والأولى أن يقتصر على الدعوات المأثورة، فما كل أحد يُحسن الدعاءَ فيخاف عليه الاعتداء . وقال بعضهم : ادعُ بلسان الذلّة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق، ويُقال: إن العلماء والأبدال لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات ويشهد له ما ذكره اللّه سبحانه وتعالى في آخر سورة البقرة ﴿رَبَّنا لا تُؤَاخِذْنا﴾ إلى آخرها البقرة: 286. لم يخبر سبحانه في موضع عن أدعية عباده بأكثر من ذلك. قلتُ: ومثلهُ قول اللّه سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم:﴿وَإِذْ قالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً﴾ إلى آخره إبراهيم:35. قـلـتُ : والمختار الذي عليه جماهير العلماء أنه لا حجرَ في ذلك، ولا تُكرهُ الزيادةُ على السبع، بل يُستحبّ الإِكثارُ من الدعاء مطلقاً.
• التضرّعُ والخشوعُ والرهبة، قال اللّه تعالى:
﴿إنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ في الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وكانُوا لَنا خاشِعِينَ﴾ الأنبياء:90 .
وقال تعالى:
﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً﴾ الأعراف:55
• أن يجزمَ بالطلب ويُوقن بالإِجابة ويصدقَ رجاءه فيها، ودلائلُه كثيرةٌ مشهورة ، قال سفيان بن عُيينة رحمه اللّه: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن اللّه أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ
﴿قال أنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قالَ إِنَّكَ منَ المُنْظَرِينَ ﴾. الأعراف: 14ـ 15
• أن يُلحّ في الدعاء ويكرّره ثلاثاً ولا يستبطىء الإِجابة .
• أن يفتتح الدعاء بذكر اللّه تعالى. قلتُ: وبالصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد الحمد للّه تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضاً.
• وهو أهمّها والأصل في الإِجابة ، وهو التوبةُ وردُّ المظالم والإِقبال على اللّه تعالى .