الكواكب في خدمة الانسان وقواها مسخرة داخل كل فرد منا وهي سبعة قوى كما ذكر الاقدمون :
الشمس ينبوع القوة الحيوانية والقمر ينبوع القوة الطبيعية وزحل ينبوع القوة الماسكة والمشتري ينبوع القوة النامية والمريخ ينبوع القوة الغضبية والزهرة ينبوع القوة الشهوانية وعطارد ينبوع القوة الفكرية
في كل انسان تتواجد هذه القوى بنسب مختلفة , والانسان الحكيم يسودها ويتحكم بها , بينما ترى الجاهل تتحكم به طباعه البدائية خاصة قوة الشهوة والغضب .
لايمكننا نكران علم التنجيم وفائدتها العظيمة في معرفة الانسان لنفسه , فحين نرى زحل وهو راجع في برج الحمل الذي يدل على الراس ودماغ الانسان , ننصح ذلك الانسان بالا يعقد الامور ولايتعمق بالاشياء اكثر من الازم فيتوهم امور وافكار لاحقيقة لها , كذلك حين نرى المريخ الدال على الغضب والخصام والمشاجرة في الميزان فذلك الشخص ينبغي به ان يراعي علاقته مع الشركاء والزوج ولايسارع للشجار والخصام في كل صغيرة وكبيرة , لان هذا السلوك سيؤدي في نهاية المطاف الى الانفصال او الطلاق .
بمعنى ان نعرف ان سبب مشاكلنا من داخل انفسنا وليس من الخارج , لاالاجنان ولاالسحرة ولاالكواكب تتحكم بالانسان ولكن الانسان سيد نفسه ان ساد على طبائعه البدائية وتحكم بها وملكها وسيطر عليها فانه يسود العالم كما قالت الحكماء عليهم السلام : من ملك نفسه ملك العالم , وانما السيد حقا من ساد نفسه .
وفي كلام العرفاء من الصوفية قالوا النفس الامارة حالها الشهوة والغضب , فمن تحكم بهما ارتقى الى حال النفس الملهمة فتراه يسارع في الخيرات بحلمه وحكمته وبمداومته على حاله تطمئن النفس للخير وتثبت عليها حتى لايكاد يحركه شئ لفعل الشر او تخرجه من طوره , فكان حالهم حال الجبال الرواسي التي جعلها الله تعالى للارض قرارا , هكذا بهؤلاء الكرام تنصلح المجتمعات وتثبت او كما جاء في الحديث النبوي الشريف بهم يمطرون وبهم يرزقون وبهم يدفع الله البلاء عن اهل تلك الارض , اما انهم لم يملكوها بكثرة صوم وصلاة ولكن بالحلم والسخاء والنصيحة للناس ...
