دليل محبتك لله عز وجل
دليل محبتك لله عز وجل اتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهركوباطنك ,ودليل محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعك لسنة رسول الله صلى اللهعليه وسلم في
ظاهرك وباطنك ,ودليل محبتك لعباد الله تعالى أن تكون صادقالمعاملة معهم وأن لا تخدعهم , فكما تحب ألاّ تُخدع فلا تخدع و أكثر أهل الطريقيُخدعون لصدقهم
ولإخلاصهم يقولون : هذا لا يقول إلا صدقا وحقا فيتبعونه , فإذابه يخدعهم ويوجههم لنفسه لا إلى ربه ,فيا طلاب العلم:
لا تستغلوا صدقالصادقين وإخلاص المخلصين لحظوظكم النفسانية بل حولوهم إلى الله عز وجل حتى يتعلمواقول الحق ولا يخشوا في الله لومة لائم لأنهم إذا تعلقوا بالله تعالى فإنهم يأخذونبوصية الله عز وجل حيث يقول تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)
وإذا دعوتم أحدا ً إلى الله تعالى ولم يستجب لكم وغضبتم , انظروا هل هذاالغضب لله عز وجل أم لأنفسكم ؟ فإن كان لله تعالى فوجب عليكم أن تنظروا في سيرةرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف عامل قومه عندما دعاهم إلى الله عز وجل ولميستجيبوا له وأما إن كان غضبكم لأنفسكم فهذا من الشرك الخفي , وهذا ليس من شأنالصادقين المخلصين في الدعوة إلى الله تعالى , لأن الصادق المخلص يعلم أن مراده لنيتحقق إذا لم يرد الله تعالى ويعلم كذلك أنه ليس له من الأمر شيء فيفوض أمر إلىالله عز وجل . لذ ترى شخصاً تنفعل له الأرواح وشخصا آخر لا تنفعل له الأرواح , كلهذا له تعلق بالصدق والإخلاص , فلا تلتفتوا إلى مكانتكم عند الخلق على حساب دينكم , فمن التفت إلى الخلق على حساب دينه لم يبق له مكان في الدين ولا في الإسلام ولا فيالرجولة .
- علينا أن نتأدب بآداب الشريعة
علينا أن نتأدب بآداب الشريعة والطريق الى الله , ونتمسك بتوجيه أسيادنا الصالحين لأنهم لا يتكلمون عن هوى , بل يتكلمون بالله ببركة سيدنارسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يحرمهم من هذا , لأنهم ورّاث رسول الله صلىالله عليه وسلم , فإذا التزمنا بذلك نبتت فينا الحقيقة وعار علينا ألاّ نتمسك بآدابمن سبقنا , وعار علينا أن نتمسك بالعصبية , لأنها صفة الجاهلية , والله تعالى يقول : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عربيوأعجمي إلا بالتقوى , مع أنه صلى الله عليه وسلم من العرب ولسانه عربي وكتابه عربي , فمن فرق فهو منحرف عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم, وضل الطريق وأضل غيره.
- مراقبة الله تعالى لعباده
مراقبة الله لعباده قديمة , والمشاهدة منالعبد لربه حادثة , يمكن أن تتغير , والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد علىالحادث قال تعالى : ( إن الله كان عليكم
رقيبا ً ) . تفكروا في هذه الآية , وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى , قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهههواه ) , ولم يقل ذلك ربنا في حق أية
معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى , لذانهانا عن اتباع الهوى فقال : ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , وهذا أثقل منالسموات والأرض على من يفهم . وعار
عليكم يا أهل الطريق أن تقولو ا ما لاتفعلون , قولوا وافعلوا , واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة , ولكن إذا ذقتم حلاوةالإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ,
فإذا لم تشعروا بهذهالحلاوة فيكفيكم علمكم بأن الله يراكم وهو القائل : ( ولن يتركم أعمالكم ) , ويقولسبحانه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .
سيف الشريعة
سيف الشريعة الطاهرة مسلط على عاتق المؤمن , فإذا لم يتقيدبالأوامر والنواهي الشرعية , فإن سيف الشريعة يقطع عزته ويسلمه إلى نفسه الأمارةبالسوء والعياذ بالله تعالى , فيضيع عمره بالمخالفات , ويكون مثله مثل البهائم التيتأكل وترعى في المرعى ثم ترجع إلى المأوى وسبب ضياعه عدم صحبته للمرشدين .
- أنواع العلم
العلم نوعان , كسبي و وهبي , أما الأول فتحصيله يكونبالاجتهاد والمثابرة , والثاني طريقه تقوى الله والعمل الصالح , وهذا العلم يسمىالعلم اللدني قال تعالى: {
وعلّمناه من لدنّا علما } وهذا العلم النافع يهبهالله تعالى لمن يشاء من عباده المتقين وإليه أشار الإمام الشافعي رحمه الله بقوله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي__فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأنالـعـلم نـور __ ونور الله لا يهدى لعاصي
- النظر الى الأجانب
نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجاليُذهب الحياء من الوجه , ويطفئ نور الإيمان من القلوب وفي الحديث : [ النظرة سهممسموم من سهام إبليس ] . هذا
السهم يدخل القلب عن طريق جارحة البصر , لذلك أمرالله المؤمنـين والمؤمنات بغض البصر فقال :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن }.
- السير والسلوك ليس بالكلام
السير والسلوك ليس بالكلام بل بالقلب , وعلامته :
(1) - التمسك بالشرع ظاهراً وباطناً .
(2) – الأخذ منالدنيا بمقدار الحاجة , لأن التفكر في أفعال الله وصفاته يمنع الإشتغال في الدنياأكثر من الحاجة قال تعالى : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك منالدنيا } وترك العمل في الدنيا ليس دليلا على عدم محبتها ,بل هو مغـاير للشرعالشريف , فيجب العمل فيها بمقدار الحاجة مع عدم التعلق القلب بها إقبالاًوإدباراً.
- التوحيد في العبادة
التوحيد في العبادة معناه : إفراد المعبود بالعبادة , وإذا ثبت عند المريد التوحيد فإنه لا يتعمّد فعل المعصية , وإذا وقع فيها فإنهيتوب ويستغفر ويرجع ويكاد أن يذوب حياءً من الله عز وجل , فإذا لم يشعر بذلك ولميكترث بفعل المعصية فعليه أن يقوي إيمانه بكثرة الذكر وتلاوة القرآن الكريم وقراءةسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا فعل ذلك عظمت خشية الله في قلبه بإذن اللهتعالى وعندها يستحي من الله إذا وقع في معصية أو غفلة.
- العمل بالاخلاص صار مفقود
العملُ بالاخلاص صار مفقوداً ؛ فالإنسان لايرجع عما كان مُصِرَّاً عليه من المخالفات الشرعية ويَسأل عن أحكام الاخلاص ، فيقول : كيف أفعلُ حتى يُفْتَح علَيَّ ؟ نقول : أنتَ أغلقتَ على نفسـك ، كيف يُفتَح عليك؟ فبالنسبة لأمثالنا ـ باستثناء البعض ـ السؤال عن ااخلاص أمر زائد ، لأنّ تطبيقالشريعة ناقص ؛ وهل يمكن للبناء أن يبنى بدون أساس ؟ الشريعة هي الأساس . فلو أنّمئات الكشوفات والكرامات خالفَتْ أحد أحكام الشريعة نتركُها جميعـاً ونأخذُبالشريعة .فأسرار هذا الدين تبقى غريبةً لا تُبيَّن ولا تؤخذ ، لأنّـه ليس هنـاك منيطلب ويطبِّق ، ومن يطلب فإنه يطلب لغرض ، فيكون طلبـه معلولاً .
- النية في دخول الخلوة
النيَّةُ في دخول الخلوة أن نقطعَ شرورَنا عنالناس ، ونمنعَ أنفسَنا من الخلق ، وبعدئذٍ إذا اشتغل صاحب الخلوة بالذكر وبقي معربِّه يستفيد . أما إ ذا كان متعلقاً بالخارج فيدخل الخلوة وهو بالجلوة . لذا ! التهيُّؤ للخلوة ضروري ، وكذلك في الاعتكاف .
إذا انقطع الشغل بالقرآن وبالذكريهجم الشيطان ويَشحن النفـسَ ، والنفسُ تعطي الفتيلَ فينشغل الإنسان بذلك .
وثبتَ يقيناً عند الفقير أن الانشغال بالدنيا والعلومِ والمشيخةِ سببٌلعدم الفتح وللحرمان .
يَسمعون ويعتقدون ولا يعملون ، لِمَ ؟ لأنَّ انشغالالقلب بالدنيا غالبٌ على لذّةِ الدين ولذّةِ الشريعة المحمّدية ولذّةِ المحبَّةالربَّانية ، لذا لا يَصِلون .
- من يذكر الله ليفتح عليه
مَن يذكرُ الله ليُفْتَحَ عليه هذا مخالفٌ ،لأنه إذا جاء وقت الفتح فالله لا يستشيرك . عليك أن تذكر الله ولا تطلب الفتح ولاالكشف ولا الكرامة .
فالهدف من دخول الخلوة أن يقطع المؤمن علاقته عن الناس حتىيستريحوا من فِتنتِه ، وبينَه وبين ربِّه يطهِّر قلبَه من الأخلاق الذميمة ، ولايَطلبُ الكشفَ والكرامة والغرائب .
معنى هذا : أن لا يطلبَ العبدُ من الله شيئاًقبل أوانه ؛ لكن هذا غير الدعاء .
بعض الأولياء حَفظَهم الله من الكشف والكرامة .
- من سلم زمام أموره لنفسه
مَن سلَّم زمام أموره إلى نفسه كمَن سلَّمغنمه إلى الذئب ليرعاها . فإنه يأكلها أو يقتلها . لكن الذئب إذا أنهى حياة الغنمليس عليه مسؤولية في الدنيا ولا في الآخرة ، أما الإنسان فهو مسؤول ، سيفُ الشريعةمسلَّطٌ على عاتقه :? وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ? [ الصافات /24 ] . فإذااتَّبعنا هوى أنفسِنا تأكلُنا حتى تُذْهِبَ آخرَتَنا .
- عطاء الله تعالى ليس على طلب العبد
عطاءُ الله ـ ليس على طلب العبد ،لكنَّه تعالى يعطـي عندما يريد ولا يستشير أحداً ؛ لأنه سبحانه سميع بصير عليم ،يَعلمُ قصدَ العبد ويعلم إخلاصَه ويعلم هل عرف ربَّه أم لا .
العطاء يأتي منالله أحياناً بالتجلِّيات وأحياناً بالواردات وأحياناً بالفيوضات . فإذا أتاك شيءمن ذلك تشعر كأن حنفيَّة فُتحتْ ، فتفرح بها ، وتبقى تحت رحمته تعالى ، فيُطهَّرظاهرُك وباطنُك بهذه التجليات .
والتجلِّياتُ إما أن تكون صفاتيِّةً أوذاتيَّةً ؛ فمَن حصلتْ لـه التجليات الذاتية لا يمكنه أن يتحرك لثقلها . أماالتجليات الصفاتية فهي أخفُّ . واللهُ تعالى يفتحُ بلطفه ، وكذلك بلطفه وبرحمتهيسكِّر . فلو أعطانا ربنا أكثر مما نتحمل ننقطع عن الأكل والشرب والناس ، وتحصلعندنا الوحشة منهم ، ونذهب إلى الجبال.
- القصد من التذكير بأسماء الله الحسنى
القصد من التذكير بأسماء اللهالحسنى ـ السميع ، البصير ، العليم ـ أن يَنـزجر المؤمن عن المعاصي ولو كان في مكانخالٍ ، ويقفَ على قوله تعالى : ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [ النساء/1 ] ، وليس القصدُ شرحَ أسماء الله الحسنى .
فمَن أراد أن يَقوى في دينهواستقامته عليه أن يتفكّر في صفات ربّه حتى تكون صفات ربّه مهيمنة عليه ، فإذا كانالسميع البصير العليم مهيمناً عليه يعيش تحت مراقبة الله :? إِنَّ اللَّهَ كَانَعَلَيْكُمْ رَقِيباً? [ النساء/1 ] ، فلا يستطيع أن يقول أو يفعل شيئاً مخالفاً للهتعالى ؛ لأنّ الله تعالى يقـول : ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَاتُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? [ ق /16 ] . ما دام يعلمُ علينا أن نستحيِيَ من علمه . فلو اجتمع جاهل مع عالم يستحييأن يتكلم في حضرته ؛ فكيف لا نستحيي من علم الله ؟
لو سألت مَن يخالف الشريعة : هل آمنت بالله ؟ يقول : نعم . هل آمنت بصفاته ؟ يقول : نعم . هل آمنت بأنّه يراك ؟يقول : نعم . إِذَنْ لِمَ لا تستحيي منه ؟ معناه : لا يجاهدون أنفسهم حتى يتخلّصوامن الأخلاق الذميمة . هذا تقسيم الله ؛ يُقِرّون بصفات الله تعالى لكن لا يجاهدونأنفسهم ، قال ربنا تبارك وتعالى :? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْسُبُلَنَا ? [ العنكبوت /69 ] ؛ فالهدايةُ من الله ، والطلبُ من العبـد .
فعلىالعاقل أن يتفكّر بأنّ الله كما لا يرضى لعباده الكفر ، كذلك لا يرضى لهم المخالَفة . فعلينا أن نسعى في رضاه .
ليس هناك أسهل من التمسّك بالكتاب والسُّنَّة . فإيمانُك بأنَّ الله يراك ويعلمُ ما في ضميرك ليس فيه تعب .
- الإنسان يأتي للدنيا مرة واحدة
الإنسان يأتي للدنيا مرةً واحدةً ؛ ففيهذه المرة لابد له من الاعتقاد الصحيح – وهو اعتقادُ أهل السنة والجماعة – والتمسكِبالشريعة والسنة النبوية . فكيف تخالفُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وتطلبُالشفاعة منه ؟ وكيف تخالفُ الله تعالى وتطلبُ محبتَّه ؟ وبالمخالفة يمكن أن يقع غضبالله . ولذا طُلِب منا الاستغفارُ والتوبةُ ، فقال تعالى :? وَتُوبُوا إِلَىاللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [ النور/31 ] . فالتوبة واجبة من كل ذنب ؛ لأن من وقع في معصية يُفتح له باب إلى الكفر ، لكن لايكون كافراً .
هذا هو الإسلام الذي رضيَه الله لنا عندما قال : ? وَرَضِيتُلَكُمُ الإِسْلامَ دِينَاً ? [ المائدة/3 ] . فكيف نرضى أن نترك هذا ونبقـى معالنفس .. مع الدنيا .. مع المشيخة .. مع الجاه ؟ فاللهُ وجَّهنا إلى الإيمان وجعلنامن أمة سيد المرسلين وأعْلَمَنا أن هذا حلالٌ وهذا حرام . هذه أفضل نعمة ، فعليناأن نشكر الله عليها .
إذا لم يكن القلب مملوءا بالكبر
إذا لم يكن القلبُ مملوءاً بالكِبْرِوالعُجْبِ والرِّياءِ تأتي إليه الفضائل الإلهية ؛ فالمانع للفضائل الإلهية هو مايصل إلى القلب من المخالَفات عن طريق النفس والشيطان .
- إذا ثبت عندك الإيمان بأن الله يراك
إذا ثبت عندك الإيمان أنَّ اللهيراك ويعلم ما في داخلك عليك أن تعمل بمقتضى هذا الإيمان ؛ فإن كنتَ تاجراً – عندماتعرض البضاعة على الزبون – تفكَّر بأن الله يراك ، حينذاك لا تخادع ولا تراوغ أحداً . وهكذا كل واحد في مجال عمله
- خذلان المؤمنين في الدنيا
خِذلانُ المؤمنين في الدنيا وذُلُّهم ليس لهقيمة ، لأن هذه الدنيا ولو دامت لأحد مائة سنة تنتهي ؛ فهي لا تتسع لعذاب الكافروكذلك لا تتسع لجزاء المؤمن ، لأن مدتها قصيرة والعمرَ قصير ؛ لذا يبقى كلا الأجرينفي الآخرة . فالكافر يبقى دوماً في جهنم والمؤمن يبقى دوماً في الجنة .
-
دليل محبتك لله عز وجل اتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهركوباطنك ,ودليل محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعك لسنة رسول الله صلى اللهعليه وسلم في
ظاهرك وباطنك ,ودليل محبتك لعباد الله تعالى أن تكون صادقالمعاملة معهم وأن لا تخدعهم , فكما تحب ألاّ تُخدع فلا تخدع و أكثر أهل الطريقيُخدعون لصدقهم
ولإخلاصهم يقولون : هذا لا يقول إلا صدقا وحقا فيتبعونه , فإذابه يخدعهم ويوجههم لنفسه لا إلى ربه ,فيا طلاب العلم:
لا تستغلوا صدقالصادقين وإخلاص المخلصين لحظوظكم النفسانية بل حولوهم إلى الله عز وجل حتى يتعلمواقول الحق ولا يخشوا في الله لومة لائم لأنهم إذا تعلقوا بالله تعالى فإنهم يأخذونبوصية الله عز وجل حيث يقول تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)
وإذا دعوتم أحدا ً إلى الله تعالى ولم يستجب لكم وغضبتم , انظروا هل هذاالغضب لله عز وجل أم لأنفسكم ؟ فإن كان لله تعالى فوجب عليكم أن تنظروا في سيرةرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف عامل قومه عندما دعاهم إلى الله عز وجل ولميستجيبوا له وأما إن كان غضبكم لأنفسكم فهذا من الشرك الخفي , وهذا ليس من شأنالصادقين المخلصين في الدعوة إلى الله تعالى , لأن الصادق المخلص يعلم أن مراده لنيتحقق إذا لم يرد الله تعالى ويعلم كذلك أنه ليس له من الأمر شيء فيفوض أمر إلىالله عز وجل . لذ ترى شخصاً تنفعل له الأرواح وشخصا آخر لا تنفعل له الأرواح , كلهذا له تعلق بالصدق والإخلاص , فلا تلتفتوا إلى مكانتكم عند الخلق على حساب دينكم , فمن التفت إلى الخلق على حساب دينه لم يبق له مكان في الدين ولا في الإسلام ولا فيالرجولة .
- علينا أن نتأدب بآداب الشريعة
علينا أن نتأدب بآداب الشريعة والطريق الى الله , ونتمسك بتوجيه أسيادنا الصالحين لأنهم لا يتكلمون عن هوى , بل يتكلمون بالله ببركة سيدنارسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يحرمهم من هذا , لأنهم ورّاث رسول الله صلىالله عليه وسلم , فإذا التزمنا بذلك نبتت فينا الحقيقة وعار علينا ألاّ نتمسك بآدابمن سبقنا , وعار علينا أن نتمسك بالعصبية , لأنها صفة الجاهلية , والله تعالى يقول : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عربيوأعجمي إلا بالتقوى , مع أنه صلى الله عليه وسلم من العرب ولسانه عربي وكتابه عربي , فمن فرق فهو منحرف عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم, وضل الطريق وأضل غيره.
- مراقبة الله تعالى لعباده
مراقبة الله لعباده قديمة , والمشاهدة منالعبد لربه حادثة , يمكن أن تتغير , والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد علىالحادث قال تعالى : ( إن الله كان عليكم
رقيبا ً ) . تفكروا في هذه الآية , وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى , قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهههواه ) , ولم يقل ذلك ربنا في حق أية
معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى , لذانهانا عن اتباع الهوى فقال : ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , وهذا أثقل منالسموات والأرض على من يفهم . وعار
عليكم يا أهل الطريق أن تقولو ا ما لاتفعلون , قولوا وافعلوا , واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة , ولكن إذا ذقتم حلاوةالإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ,
فإذا لم تشعروا بهذهالحلاوة فيكفيكم علمكم بأن الله يراكم وهو القائل : ( ولن يتركم أعمالكم ) , ويقولسبحانه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .
سيف الشريعة
سيف الشريعة الطاهرة مسلط على عاتق المؤمن , فإذا لم يتقيدبالأوامر والنواهي الشرعية , فإن سيف الشريعة يقطع عزته ويسلمه إلى نفسه الأمارةبالسوء والعياذ بالله تعالى , فيضيع عمره بالمخالفات , ويكون مثله مثل البهائم التيتأكل وترعى في المرعى ثم ترجع إلى المأوى وسبب ضياعه عدم صحبته للمرشدين .
- أنواع العلم
العلم نوعان , كسبي و وهبي , أما الأول فتحصيله يكونبالاجتهاد والمثابرة , والثاني طريقه تقوى الله والعمل الصالح , وهذا العلم يسمىالعلم اللدني قال تعالى: {
وعلّمناه من لدنّا علما } وهذا العلم النافع يهبهالله تعالى لمن يشاء من عباده المتقين وإليه أشار الإمام الشافعي رحمه الله بقوله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي__فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأنالـعـلم نـور __ ونور الله لا يهدى لعاصي
- النظر الى الأجانب
نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجاليُذهب الحياء من الوجه , ويطفئ نور الإيمان من القلوب وفي الحديث : [ النظرة سهممسموم من سهام إبليس ] . هذا
السهم يدخل القلب عن طريق جارحة البصر , لذلك أمرالله المؤمنـين والمؤمنات بغض البصر فقال :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن }.
- السير والسلوك ليس بالكلام
السير والسلوك ليس بالكلام بل بالقلب , وعلامته :
(1) - التمسك بالشرع ظاهراً وباطناً .
(2) – الأخذ منالدنيا بمقدار الحاجة , لأن التفكر في أفعال الله وصفاته يمنع الإشتغال في الدنياأكثر من الحاجة قال تعالى : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك منالدنيا } وترك العمل في الدنيا ليس دليلا على عدم محبتها ,بل هو مغـاير للشرعالشريف , فيجب العمل فيها بمقدار الحاجة مع عدم التعلق القلب بها إقبالاًوإدباراً.
- التوحيد في العبادة
التوحيد في العبادة معناه : إفراد المعبود بالعبادة , وإذا ثبت عند المريد التوحيد فإنه لا يتعمّد فعل المعصية , وإذا وقع فيها فإنهيتوب ويستغفر ويرجع ويكاد أن يذوب حياءً من الله عز وجل , فإذا لم يشعر بذلك ولميكترث بفعل المعصية فعليه أن يقوي إيمانه بكثرة الذكر وتلاوة القرآن الكريم وقراءةسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا فعل ذلك عظمت خشية الله في قلبه بإذن اللهتعالى وعندها يستحي من الله إذا وقع في معصية أو غفلة.
- العمل بالاخلاص صار مفقود
العملُ بالاخلاص صار مفقوداً ؛ فالإنسان لايرجع عما كان مُصِرَّاً عليه من المخالفات الشرعية ويَسأل عن أحكام الاخلاص ، فيقول : كيف أفعلُ حتى يُفْتَح علَيَّ ؟ نقول : أنتَ أغلقتَ على نفسـك ، كيف يُفتَح عليك؟ فبالنسبة لأمثالنا ـ باستثناء البعض ـ السؤال عن ااخلاص أمر زائد ، لأنّ تطبيقالشريعة ناقص ؛ وهل يمكن للبناء أن يبنى بدون أساس ؟ الشريعة هي الأساس . فلو أنّمئات الكشوفات والكرامات خالفَتْ أحد أحكام الشريعة نتركُها جميعـاً ونأخذُبالشريعة .فأسرار هذا الدين تبقى غريبةً لا تُبيَّن ولا تؤخذ ، لأنّـه ليس هنـاك منيطلب ويطبِّق ، ومن يطلب فإنه يطلب لغرض ، فيكون طلبـه معلولاً .
- النية في دخول الخلوة
النيَّةُ في دخول الخلوة أن نقطعَ شرورَنا عنالناس ، ونمنعَ أنفسَنا من الخلق ، وبعدئذٍ إذا اشتغل صاحب الخلوة بالذكر وبقي معربِّه يستفيد . أما إ ذا كان متعلقاً بالخارج فيدخل الخلوة وهو بالجلوة . لذا ! التهيُّؤ للخلوة ضروري ، وكذلك في الاعتكاف .
إذا انقطع الشغل بالقرآن وبالذكريهجم الشيطان ويَشحن النفـسَ ، والنفسُ تعطي الفتيلَ فينشغل الإنسان بذلك .
وثبتَ يقيناً عند الفقير أن الانشغال بالدنيا والعلومِ والمشيخةِ سببٌلعدم الفتح وللحرمان .
يَسمعون ويعتقدون ولا يعملون ، لِمَ ؟ لأنَّ انشغالالقلب بالدنيا غالبٌ على لذّةِ الدين ولذّةِ الشريعة المحمّدية ولذّةِ المحبَّةالربَّانية ، لذا لا يَصِلون .
- من يذكر الله ليفتح عليه
مَن يذكرُ الله ليُفْتَحَ عليه هذا مخالفٌ ،لأنه إذا جاء وقت الفتح فالله لا يستشيرك . عليك أن تذكر الله ولا تطلب الفتح ولاالكشف ولا الكرامة .
فالهدف من دخول الخلوة أن يقطع المؤمن علاقته عن الناس حتىيستريحوا من فِتنتِه ، وبينَه وبين ربِّه يطهِّر قلبَه من الأخلاق الذميمة ، ولايَطلبُ الكشفَ والكرامة والغرائب .
معنى هذا : أن لا يطلبَ العبدُ من الله شيئاًقبل أوانه ؛ لكن هذا غير الدعاء .
بعض الأولياء حَفظَهم الله من الكشف والكرامة .
- من سلم زمام أموره لنفسه
مَن سلَّم زمام أموره إلى نفسه كمَن سلَّمغنمه إلى الذئب ليرعاها . فإنه يأكلها أو يقتلها . لكن الذئب إذا أنهى حياة الغنمليس عليه مسؤولية في الدنيا ولا في الآخرة ، أما الإنسان فهو مسؤول ، سيفُ الشريعةمسلَّطٌ على عاتقه :? وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ? [ الصافات /24 ] . فإذااتَّبعنا هوى أنفسِنا تأكلُنا حتى تُذْهِبَ آخرَتَنا .
- عطاء الله تعالى ليس على طلب العبد
عطاءُ الله ـ ليس على طلب العبد ،لكنَّه تعالى يعطـي عندما يريد ولا يستشير أحداً ؛ لأنه سبحانه سميع بصير عليم ،يَعلمُ قصدَ العبد ويعلم إخلاصَه ويعلم هل عرف ربَّه أم لا .
العطاء يأتي منالله أحياناً بالتجلِّيات وأحياناً بالواردات وأحياناً بالفيوضات . فإذا أتاك شيءمن ذلك تشعر كأن حنفيَّة فُتحتْ ، فتفرح بها ، وتبقى تحت رحمته تعالى ، فيُطهَّرظاهرُك وباطنُك بهذه التجليات .
والتجلِّياتُ إما أن تكون صفاتيِّةً أوذاتيَّةً ؛ فمَن حصلتْ لـه التجليات الذاتية لا يمكنه أن يتحرك لثقلها . أماالتجليات الصفاتية فهي أخفُّ . واللهُ تعالى يفتحُ بلطفه ، وكذلك بلطفه وبرحمتهيسكِّر . فلو أعطانا ربنا أكثر مما نتحمل ننقطع عن الأكل والشرب والناس ، وتحصلعندنا الوحشة منهم ، ونذهب إلى الجبال.
- القصد من التذكير بأسماء الله الحسنى
القصد من التذكير بأسماء اللهالحسنى ـ السميع ، البصير ، العليم ـ أن يَنـزجر المؤمن عن المعاصي ولو كان في مكانخالٍ ، ويقفَ على قوله تعالى : ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [ النساء/1 ] ، وليس القصدُ شرحَ أسماء الله الحسنى .
فمَن أراد أن يَقوى في دينهواستقامته عليه أن يتفكّر في صفات ربّه حتى تكون صفات ربّه مهيمنة عليه ، فإذا كانالسميع البصير العليم مهيمناً عليه يعيش تحت مراقبة الله :? إِنَّ اللَّهَ كَانَعَلَيْكُمْ رَقِيباً? [ النساء/1 ] ، فلا يستطيع أن يقول أو يفعل شيئاً مخالفاً للهتعالى ؛ لأنّ الله تعالى يقـول : ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَاتُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? [ ق /16 ] . ما دام يعلمُ علينا أن نستحيِيَ من علمه . فلو اجتمع جاهل مع عالم يستحييأن يتكلم في حضرته ؛ فكيف لا نستحيي من علم الله ؟
لو سألت مَن يخالف الشريعة : هل آمنت بالله ؟ يقول : نعم . هل آمنت بصفاته ؟ يقول : نعم . هل آمنت بأنّه يراك ؟يقول : نعم . إِذَنْ لِمَ لا تستحيي منه ؟ معناه : لا يجاهدون أنفسهم حتى يتخلّصوامن الأخلاق الذميمة . هذا تقسيم الله ؛ يُقِرّون بصفات الله تعالى لكن لا يجاهدونأنفسهم ، قال ربنا تبارك وتعالى :? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْسُبُلَنَا ? [ العنكبوت /69 ] ؛ فالهدايةُ من الله ، والطلبُ من العبـد .
فعلىالعاقل أن يتفكّر بأنّ الله كما لا يرضى لعباده الكفر ، كذلك لا يرضى لهم المخالَفة . فعلينا أن نسعى في رضاه .
ليس هناك أسهل من التمسّك بالكتاب والسُّنَّة . فإيمانُك بأنَّ الله يراك ويعلمُ ما في ضميرك ليس فيه تعب .
- الإنسان يأتي للدنيا مرة واحدة
الإنسان يأتي للدنيا مرةً واحدةً ؛ ففيهذه المرة لابد له من الاعتقاد الصحيح – وهو اعتقادُ أهل السنة والجماعة – والتمسكِبالشريعة والسنة النبوية . فكيف تخالفُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وتطلبُالشفاعة منه ؟ وكيف تخالفُ الله تعالى وتطلبُ محبتَّه ؟ وبالمخالفة يمكن أن يقع غضبالله . ولذا طُلِب منا الاستغفارُ والتوبةُ ، فقال تعالى :? وَتُوبُوا إِلَىاللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [ النور/31 ] . فالتوبة واجبة من كل ذنب ؛ لأن من وقع في معصية يُفتح له باب إلى الكفر ، لكن لايكون كافراً .
هذا هو الإسلام الذي رضيَه الله لنا عندما قال : ? وَرَضِيتُلَكُمُ الإِسْلامَ دِينَاً ? [ المائدة/3 ] . فكيف نرضى أن نترك هذا ونبقـى معالنفس .. مع الدنيا .. مع المشيخة .. مع الجاه ؟ فاللهُ وجَّهنا إلى الإيمان وجعلنامن أمة سيد المرسلين وأعْلَمَنا أن هذا حلالٌ وهذا حرام . هذه أفضل نعمة ، فعليناأن نشكر الله عليها .
إذا لم يكن القلب مملوءا بالكبر
إذا لم يكن القلبُ مملوءاً بالكِبْرِوالعُجْبِ والرِّياءِ تأتي إليه الفضائل الإلهية ؛ فالمانع للفضائل الإلهية هو مايصل إلى القلب من المخالَفات عن طريق النفس والشيطان .
- إذا ثبت عندك الإيمان بأن الله يراك
إذا ثبت عندك الإيمان أنَّ اللهيراك ويعلم ما في داخلك عليك أن تعمل بمقتضى هذا الإيمان ؛ فإن كنتَ تاجراً – عندماتعرض البضاعة على الزبون – تفكَّر بأن الله يراك ، حينذاك لا تخادع ولا تراوغ أحداً . وهكذا كل واحد في مجال عمله
- خذلان المؤمنين في الدنيا
خِذلانُ المؤمنين في الدنيا وذُلُّهم ليس لهقيمة ، لأن هذه الدنيا ولو دامت لأحد مائة سنة تنتهي ؛ فهي لا تتسع لعذاب الكافروكذلك لا تتسع لجزاء المؤمن ، لأن مدتها قصيرة والعمرَ قصير ؛ لذا يبقى كلا الأجرينفي الآخرة . فالكافر يبقى دوماً في جهنم والمؤمن يبقى دوماً في الجنة .
-