((انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا))
ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام
الإيمان والأرواح واختلافها
أتاه رجل فقال له إن أناسا يزعمون أن العبد لا يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو مؤمن ولا يسفك دما حراما وهو مؤمن فقد كبر هذا علي وحرج منه صدري حتى أزعم أن هذا العبد الذي يصلي ويواريني وأواريه أخرجه من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه فقال (عليه السلام) صدقك أخوك إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول خلق الله الخلق على ثلاث طبقات فأنزلهم ثلاث منازل فذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فأما ما ذكره الله جل وعز من السابقين السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ المطعم والمشرب ونكحوا الحلال من النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنبهم ثم قال تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ورَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ثم قال في جماعتهم وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ يقول أكرمهم بها وفضلهم على سواهم فهؤلاء مغفور لهم ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا يزال العبد مستكملا هذه الأرواح الأربعة حتى تأتي عليه حالات فقال وما هذه الحالات فقال علي (عليه السلام) أما أولهن فما قال الله ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً فهذا تنقص منه جميع الأرواح وليس بالذي يخرج من الإيمان لأن الله الفاعل به ذلك وراده إلى أرذل العمر فهو لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا الصيام بالنهار فهذا نقصان من روح الإيمان وليس بضاره شيئا إن شاء الله وتنقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم ما حن إليها وتبقى فيه روح البدن فهو يدب بها ويدرج حتى يأتيه الموت فهذا بحال خير الله الفاعل به ذلك وقد تأتي عليه حالات في قوته وشبابه يهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة وتقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا لامسها تفصى من الإيمان وتفصى الإيمان منه فليس بعائد أبدا أو يتوب فإن تاب وعرف الولاية تاب الله عليه وإن عاد فهو تارك للولاية أدخله الله نار جهنم وأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله سبحانه الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ يعني محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ في منازلهم وإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الإيمان وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ لأن الدابة تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن قال له السائل أحييت قلبي.
=====
من كتاب تحف العقول عن ال الرسول
ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام
الإيمان والأرواح واختلافها
أتاه رجل فقال له إن أناسا يزعمون أن العبد لا يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو مؤمن ولا يسفك دما حراما وهو مؤمن فقد كبر هذا علي وحرج منه صدري حتى أزعم أن هذا العبد الذي يصلي ويواريني وأواريه أخرجه من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه فقال (عليه السلام) صدقك أخوك إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول خلق الله الخلق على ثلاث طبقات فأنزلهم ثلاث منازل فذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فأما ما ذكره الله جل وعز من السابقين السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ المطعم والمشرب ونكحوا الحلال من النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنبهم ثم قال تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ورَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ثم قال في جماعتهم وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ يقول أكرمهم بها وفضلهم على سواهم فهؤلاء مغفور لهم ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا يزال العبد مستكملا هذه الأرواح الأربعة حتى تأتي عليه حالات فقال وما هذه الحالات فقال علي (عليه السلام) أما أولهن فما قال الله ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً فهذا تنقص منه جميع الأرواح وليس بالذي يخرج من الإيمان لأن الله الفاعل به ذلك وراده إلى أرذل العمر فهو لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا الصيام بالنهار فهذا نقصان من روح الإيمان وليس بضاره شيئا إن شاء الله وتنقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم ما حن إليها وتبقى فيه روح البدن فهو يدب بها ويدرج حتى يأتيه الموت فهذا بحال خير الله الفاعل به ذلك وقد تأتي عليه حالات في قوته وشبابه يهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة وتقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا لامسها تفصى من الإيمان وتفصى الإيمان منه فليس بعائد أبدا أو يتوب فإن تاب وعرف الولاية تاب الله عليه وإن عاد فهو تارك للولاية أدخله الله نار جهنم وأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله سبحانه الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ يعني محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ في منازلهم وإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الإيمان وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ لأن الدابة تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن قال له السائل أحييت قلبي.
=====
من كتاب تحف العقول عن ال الرسول