الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ما هى إلا محاولة لفك الاشتباك بين جيشين متنحارين فى رؤوس بعض الرقاة والمهتمين بالعلاج والرقية فنحاول أن نسلط الضوء على الفروق الواضحة والتى غفل عنها قصداً أو عمداً من ذكرنا لكى يحيى من حييَ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة وفى حد زعمى أن ليس كل جآن مسلم يُستعان به إنما يُستعان بالتقي الورع .
وقد يتطاير تساؤلٌ في أذهان الناس كيف تعرف أنه تقياً ورعاً وكيف تجزم بإسلامه ؟
هذا ستجده في طيات الفوارق بارك الله فيك فتأمل وتدبر ترشد .
المستعين بالجان المسلم : يعبد الله ولا يشرك به شيئاً وكلما تقرب من الله تقربوا هم منه واستأنسوا به وصلاح من معه من جن هو صلاحه ( فالمرء على دين خليله ) .
المستعين بالشيطان : يعبد الشيطان ولايشرك به شيئاً وكلما تقرب من الشيطان تقبروا منه واستأنسوا به ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) .
المستعين بالمسلم : زاده وزادهم الذكر والصيام والقيام وفعل الطاعات وترك المنكرات .
المستعين بالشيطان : زاده أمور شركية وكفرية وفعل المحرمات واجتناب الخيرات .
الجآن المسلم : لايريد من وراء جهاده مع الراقى جزاءً ولاشكوراً سوى الجنة فهناك من يجاهد مع من لايرى بالاستعانة دون أن يدرى بذلك .
الشيطان : يريد من وراء فعله تكثير سواد أهل النار من المسلمين وجمع الأموال والذبائح لشياطين الجن .
الجن المسلم : الراقى معه مجتهد وله علمه والفوائد بينهم متبادلة .
المستعين بالشيطان : الساحر لاقيمة له بل هو تمثال أو صورة أمام الناس فقط ينفذ الأوامر .
المستعين بالمسلم : الراقى هو الرافع لراية الجهاد بلرقية ونفع العباد والجان تحت رايته .
المستعين بالشيطان : تابع لشيطانه لايخالف أمره قيد شعره .
الجن المسلم : لايتدخلوا فى علاج لو طلب منهم الراقى ذلك ولو صرفهم عنه لانصرفوا وتركوه بهدوء كما دخلوا .
المستعين بالشيطان : لابد من تدخل الشيطان فى كل عمل ولو تاب الساحر لانهالت عليه حمم من العقوبات حتى يرجع عن توبته .
المستعين بالجن المسلم : لايشترط أخذ الإذن منهم لرقية الناس بواسطة الرقية الشرعية ولايمانعون فى نفع الناس مهما كانوا ومهما كان سحرهم ودون مقابل .
المستعين بالشيطان : لايعالج أو يستقبل أحداً إلا بموافقة الشيطان على ذلك وليس كل عمل مقبول عنده .
المستعين بالمسلم : لو وقع فى محظور أو فتور أو فى بعد عن الله وانغمس المستعين بهم فى المعاصى تركوه وانفضوا من حوله حتى يعقد توبة .
المستعين بالشيطان : كلما زاد كفراً وغياً وضلالاً قربوه وإذا تاب عاقبوه حتى يعصى الله من جديد .
المستعين بالمسلم : يقولون لما لايعرفونه من العلم ( الله أعلم ) ويتحرون التثبت .
المستعين بالشيطان : هم أعلم من الله وأقدر .
المستعين بالمسلم : يحرصون على أن الاعتقاد يكون فى الله وعدم صرف قلوب الناس إلى غير الله فتجدهم يأخرون شفاء الحالات كى لايُعتقد فى هذا الراقى المستعين بهم من دون الله وكى لايدخلوا الغرورو والكبر إلى قلبه .
المستعين بالشيطان : يحرص على صرف قلوب الناس إلى غير الله تعالى .
المستعين بالمسلم : هم من يأتوه ويعرضوا عليه العون والتعاون فيما يقدرون عليه .
المستعين بالشيطان : يحتاج لعزائم ورياضات وأقسام وكفر وشرك حتى يبنوه واحداً منهم .
الجن بالمسلم : تشعر معه بانشراح صدر وإقبال على الله تعالى وانشراح صدور الناس لك .
المستعين بالشيطان : تشعر معه بانقباض وبعد عن رب العباد ونفراً العباد منك .
الجان المسلم : قد لايظهر لك ولايُسمعك صوته كى لايفتنك فى دينك وتتنكس فى عقيدتك وتتعلق بغير الله .
الشيطان : يُظهر على يديك كرامات ـ زعموا ـ كى يغتر الناس بك ويُفسد عليك دينك الذى هو عصمة أمرك .
الجآن المسلم : يتحرى الصدق فيما ينقله إليك ولاأحد معصوم من الخطأ والزلل .
الشيطان : الكذب ديدنه وزاده .
الجآن المسلم : يتدارسون مع الراقى القرآن والسنة ويحرصون على حلقات الذكر ويتحرون فى علاجهم الحسى أن يوافق الشرع .
الشيطان : يتدارس من وليه كيف نلحق الضرر بفلان و فلان وكيف نفتن علان ويحرص على كل مافيه أذىً لابن آدم .
الجآن المسلم : تشفى بفضل الله على أيدهم الحالات شفاءً لايغادر سقماً وهذا بإذن الله تعالى وبتوفيق منه وهو الشافى .
الشيطان : تشقى على يديه الحالات .
ما تقدم كان غيض من فيض وإلا فالفوارق كثيرة وكثيرة جداً لعل الله يرزقنا العدل فى معالمة الخلق والعباد وأن لايجعل ألسنتنا حجة علينا يوم نلقاه .
والله الهادى إلى سبيل الرشاد .