بسم الله الرحمن الرحيم مادفعني إلى تدوين هذا الموضوع وطرحه مجموعة تساؤلات وعدّة أسباب أذكر منها:
1-إنّ من الناس من يعظّم الجن ويرفعهم أكبر من قدرهم بكثير وينسب لهم ما ليس فيهم بجهل أو بعلم
حتّى لقد ذهب بعض الحمقى الجهلة إلى درجة تقديسهم وتنزيههم عن النّقص والخطأ
مع العلم أنّ هذه الكائنات الماورائية يعتريها ما يعتري البشر وتسري عليها جميع قوانين نشوء الحياة وزوالها
2-قصور فهم البعض ومحدوديّة عقولهم عن إدراك واقعهم وبيئتهم وحتّى أنفسهم والمحيط من حولهم ككل
وليس عندهم مستوىً وقدر كاف من الإنسجام والتوافق
3-هناك الكثير من الأشخاص نمط حياتهم وطريقة عيشهم وتركيبة أفكارهم مزيج وخليط من التّناقضات والعكوس الفريدة الغريبة العجيبة
4-فئة من البشر أصحاب الأهواء الشيطانية والأمزجة البهيميّة لا يهمّهم أية وسيلة كانت لتحقيق أهدافهم وغايتهم وعلى رأسها المال والجنس ولو على حساب تدمير حياة غيرهم وسخط ربّ العالمين؟ وهنا يأتي دور صيّادي الإنس الإستغلاليين وإنتهازيي الجن الظّالمين، المستعدّين ومتهييئين لكل أنواع الشرور والفظائع بشكل كامل ومدروس ومتقن، بطرق محكمة وخبرة عميقة وباع طويل حتّى إبليس بنفسه يحضر ليتعلّم ويستفيد من تجاربهم الخبيثة وأساليبهم اللعينه الجهنّمية
5-الكثير من السّحرة ومن يدّعون أنفسهم شيوخ متمكّنين يظنّون ويتوهّمون أنّهم على الجن حاكمون مقتدرون وفي الحقيقة الجن لهم مسخِّرين وعليهم كمثل الدّواب راكبين ،هذا إذا لم يكونوا مشعوزين مخادعين نصّابين كذبة غشّاشين ماكرين، المادّة أعمت قلوبهم وأصمّت أذانهم لمستوىً أصبحوا به لايرون ولايسمعون غيرها، بل ومنهم من نصب شباك صيده في شبكة المعلومات وغيرها...
وقد تعجبك أشكالهم وتغرَّك مظاهرهم ولو حاورتهم لوجدتهم فارغين من الداخل والخارج ومجرّد هواة صائدي جوائز يحتاجون إعادة تأهيل بالخير الحقيقي ليكونوا نافعين إجتماعياً قبل كلّ شيء !
6-لماذا الجن والشياطين لا يطلبون من الإنس حلّ مشكلا تهم لوحدهم في عالمهم ؟وهنا أصل اللعبه وبيت القصيد !!
7-الجن لا يقدّمون خدماتهم مجانا"وعربون محبّة لطالبهم وهم المستفيدين الأكثر والأكبر في جميع صفقات الأخذ والعطاء مهما تكن صغيرة وبسيطة في نظرنا ولا يغرنّك أن منهم مسلمين فكم من المسلمين غير ملتزم ويعرف ويحرِف وبمرق من الدين كالسهم من الرمية ويبيع ويشتري بإسم الدين ؟؟؟؟...
8-إذا لم يستطع المرء حلّ مشكلته بالوسائل الطبيعية المتاحة الممكنه في عالمه كيف يطلب من العالم الآخر التدخّل في مالايعنيه ويسلّم له زمام أمره بشكل مطلق كامل!!!
9-سطحيّة وبساطة وسذاجة بعض الأ فراد وضعف إرادتهم وشخصيتهم ومعاناتهم عقد النّقص والأمراض النفسية والرّهاب الإجتماعي, وشياطين الإنس والجن يستغلّون ذلك إلى أقصى الحدود لتنفيذ مآربهم وأغراضهم الدنيئة
10-شخصياً أكره أن يتدخّل شخصٌ ما في حياتي الطبيعية بغير إرادتي وأن يملي عليّ طريقة عيشي
فضلاً عن أن يتدخّل الجن في عقيدتي بالله وصلتي به تحت أي مسمّى وشرطٍ كان ولن أزعن وأرضخ لِما يمليه عليَّ العفاريت من شروط وتوجيهات وإن كانت في الظاهر جميلة ومغرية وموافقة للشرع الحنيف وفي باطنها السُّم الزعاف والوقوع في متاهة مظلمة وسجن وتقييد العقل والروح ممّا يقتضي تكبيل وربط الجسد بالضرورة كنتيجةً حتمية لذلك ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل فسخ العقد المبرم.
هذا غيض من فيض؛ وللرد على ذلك أقول مستعيناً بالله وعليه المعوّلُ :
1-إنّ الله سبحانه وتعالى عندما خلق الجن وصوّرهم ومنحهم من الهبات والصّفات والقدرات الخارقة والإمكانية الرهيبة المعجزة،كلّ ذلك يناسب ويوافق عالمهم وطريقة عيشهم وبه يصلح حالهم وتتم به وتكمل حياتهم، وهي أشياء بديهية طبيعيه بسيطة بالنّسبة لهم في عالمهم،وبالرّغم من ذلك لطاقتهم حدّ فاصل ومجال معيّن لا يستطيعون تجاوزه أبداً ولا يملكون لأنفسهم ضراً أو نفعاً ولا خلوداً أو تغيير مصير؟ فكيف لفاقد الشيء يعطيه لغيره! ليعجب به وينسب له صفات الربوبية وهو مخلوق ، على ماذا؟؟؟؟.. والإنسان خليفة الله في الأرض وهو أقوى من الجن بكثير بخصائصه الجسمانية والعقلية والروحية ولكن على قلوبٍ أقفالها
2-الحياة العصريّة بمختلف جوانبها وشتّى أشكالها وأغلب صورها جعلت الإنسان يميل ويتجّه إلى المادّة أكثرمن أي شيء آخر ويخلع مايسمّى مبادئ وقيم وأخلاق ويدوس عليها ويلقيها في سلّة المهملات المنسيّة ولايلتزم بعهد وقانون أودين إلا إذا اقتضت الضرورة والمصلحة آنياً ومن الجانب الذي يهوى ويشتهي ويرضي رغباته ويشبع غرائزه ويحقق نزواته، ويتصرّف بقسوة تتبرأ منها الوحوش الكاسرة في أدغالها وظلمٍ أعمى لا حدود له،و بقناعةٍ تامّة واعتقاد جازم وفكر راسخ لايقبل الجدل قطعاً بأن تحقيق السّعادة وجنّة الأرض تقتضي ذلك وتبرّره وتثبته
3-إدّعاء الإذن الروحاني ليس حكراً على أحد ولايملكه أحد أبدا إنما هواستعداد نفسي وعقلي قلباً وجسدا وروح لنيل القبول والرضا والتواصل لدى العالم الروحاني لايتأتّى إلا موهبةً من الله نورانية عالية يمنحها الله لمن أطاعه وأحبّه واتّقاه ظاهرا وباطنا وسرّا وعلانية ، أو اكتساباً على يد علماء عاملين روحانيين حقيقيين أتقياء لله مخلصين كمشائخ الطرق الربّانية (كن كما شاء الإله تنل الفوز والنجاح بقدرته وإذنه) أمّا خلاف ذلك كمشائخ يتعاملون بالعلوي والسفلي ومشائخ سفليين فهؤلاء وأتباعهم يملكون إذناً وإجازة كبيرة من إبليس وأعوانه ومنهم يأتيهم الفتوح والمدد على قدر فسادهم وضلالهم ولاحول ولا قوّة إلا بالله العليِّ العظيم
4-لكل شيء ثمن وسبب والجن والشياطين أنفسهم عندهم شعوربالنقص والضعف وميول وأهواء لايرون لها علاج ودواء و مسكّنات إلا في عالمنا وواقعنا بصورة اتفاق وبشكل معاهدة معنا أو التسلّط علينا نحن البشر بعشق أعمى طفيلي وتسلّط مجنون واستحواذ غبي كلّما سنحت الفرصة وتوافرت الظروف الملائمة والوسائل المناسبة وأخذ مايريدون منّا بأقلّ ثمن وبدون أدنى تضحية وتكلفة ويعيشون على ظلمة مخاوفنا وأوهامنا ويتغذّون بطاقة مشاعرنا السلبيّة وأفكارنا المشتتة وماأكثر ذلك للأسف الشديد
5-في هذا الزمن تغيّرت وألغيت الكثيرمن المفاهيم والأفكاروالمصطلحات والنظريات بشكل كبيرومتزامن وسريع حتى أنّ أهل العلوم والصناعات والفنون بمختلف أنواعهم وفئاتهم وجدوا أنفسهم مضطرّين للتسليم لها ومجبرين على العمل بها، ولست أبالغ إذا قلت أنّ مهندس الشّرالكوني إبليس نفسه تعلّم استخدام جميع الألات والأدوات بشتّى أنواعها وأجاد العزف على جميع الأوتار للتأثير على الإنسان ومعرفة نقاط ضعفه وميوله , بمستوى متقدّم وإتقان لا مثيل له, وطوّر أفكاره وخططه وغيّر عقليّته وقام بتعديل وتحديث قيمه وتعاليمه وأساليبه وحوّلها إلى غواية وخداع وضلالة عصريّة متجدّدة سلِسه لذيذة جذّابه حلوة رائقة ممتعة باهرة , بأجمل صورة وأبهى حلّة, وسخّر ووضع كل إمكاناته وطاقته وجهوده لخدمة ذلك ولحصد أكبر عدد من البشرية ودفعهم وسوقهم إليه بأيديهم وأرجلهم وعلى وجوههم لمحبّته وغرامه الجهنّمي الأبديّ الأسود مثل وجهه، لدرجة أنّه يأتي المرء من حيث يدري ومن حيث لايدري ويستخدم كل شيء من حوله ضدّه بما في ذلك أفكاره وخواطره, ولا يكلّ ولايملّ ولايتعب أوينام أبداً 24ب 24 تراه يزيد الغارقين غرقاً والجاهلين جهلا ولا ييأس من الطائعين ويحاول مع الصالحين ويدخل الشكوك في قلوب العابدين ليفسد عليهم إتصالهم بالخالق العظيم بنشاط كبير وهمّة لامثيل لها وباستراتيجية عالية التّقنيّة وتكتيكات فائقة الفعاليّة وبآلية متطوّرة تفوق خيال البشر لكن لاتعدوا كونها أكثر من أداة وهمية شديدة الظلمانية وبالغة التركيز المغناطيسي مشحونة ومشبعة بالطاقة الكونية السالبة؛وبزكاء كبير ودهاء شديد حتّى أنّه أكبر شرير على وجه الأرض من عهد أبينا آدم عليه السلام إلى يوم القيامة لا يصبّ على يديه قطرة ماء, لوحده أو بمساعدة أعوانه وخدّامه من شياطين الإنس والجن، وصدق الحبيب المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بقوله لو أراد الله أن لايعصى ماخلق إبليس ووالله الذي لاإله إلاهو لم أجد جملةً أبلغ من ذلك وصدق ربّ العزّة بقوله بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتَّخذوه عدوّاً إنّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير صدق الله الـعظيم
6-الجن والشياطين ابتلوا بما ابتلي به الإنس فمن أجل الهروب من واقعهم وتجاهل حقيقةِ خلقتهم القبيحة يقوموا بإختراق عالمنا والتكيّف مع بيئتنا والطّيور على أشكالها تقع
7-لايخفى على من عنده أقل إلمام بالأعمال الروحانية أنّه ليتمّ عمل ما بشكل صحيح يجب توافر شروطه كاملة أهمّها توفير أجواء ملائمة وإطلاق طاقة أثيرية مناسبة وكافية أو لنقل مادة الأكتوبلازم لتمكين الروح المطلوبة من الحضور أوالتجسّد أوتلقّي أمر الخدمة المرادة ولكن هذا الشرط لا يستطيع تحقيقه إلا الكمّل من البشر الروحانيين الحقيقيين فما البديل؟ الجواب على ذلك هو استنشاق البخور وامتصاص هذه المادّة من جسد المحضِّر أو الوسيط مباشرةً، ويبدوا هذا واضحاً وجليّاً لأهل النّظر,أضف إلى ذلك من شروط المعاهدة والخدمة القيام بطقوس وأفعال وترتيلات محدّده في أوقات معينة لتوليد طاقةٍ مناسبة ومخصوصة والتواصل عن طريق العين الثالثة والتخاطر الفكري العميق لفتح بوّابة الوصل بين البعدين، ومن رحمة الله بالبشر أنّ هذه العين مغلقة وخاملة لحدٍ ما، إلا في حالات استثنائية من الإستبصار الواعي الطبيعي الضروري لكن عبدة الشيطان والسّحرة والكثير من المغفّلين المغرَّر بهم يقوموا بإيقاظها وتفعيلِها بطرق سفلية شركيّة ليتمكّنوا من الإتِّصال بسيّدهم إبليس وجنوده وبذلك يثبتون ولائهم وانتمائهم له ويفسحون المجال له بإختراق أجسادهم ودمج كيانه الخبيث فيها لكي يصبحوا طواغيت وأباليس بشرية ويصير الظلام عندهم كالنور وبالعكس... ولا مجال للعودة والتراجع كلّيّاً بعد ذلك أبداً إلا مارحِم ربّي ؛ ولقد كنت على وشك الوقوع في هذا المطب السحيق المهلك بغير دراية لولا أن تداركني الله بلطفه وعنايته وكدت أقع في براثن الشيطان ضحيّة بسبب نفسي الشريرة أكثر من ألف ابليس أنا العبد الضعيف النَكِرَه أمام فضل الله ومنّه وكرمه وسِعَتِ رحمته
8-في ربيع عمري تعلّمت درساً لن أنساه ماحييت ودفعت ثمنه باهظاً, بأنّه يجب استنفاد كل الوسائل والسّبل والأخذ بجميع الأسباب كاملةً مع التّوكل على الله وطلب العون منه لحل المشكلة الطارئة طبيعياً بشكل تام وأن لا ألجئ إلى الحلول الميتافيزيقية إلا بعد فشل ذلك تماماً وبحال كون المشكلة روحانية أصلاً ودون تقديم أي تنازلات نهائياً لا لإنس ولا للجن وغيرهم أبدا على حساب شرع الإسلام وعقيدتي بالله ؛ ولعذاب الدنيا وحسراتها ومرارتها أهون من الآخرة بكثير حتّى لو اضطرّني الأمر إلى الفقر والجوع والعيش كفافا والقبول بأدنى مستوى من الحياة الدنيا ,المهم هو أن لا أخسر الله ربّي ولو خرجت الرّوح من الجسد ومهما كانت نتيجة هذا الإختيار * بسم الله الرحمن الرحيم قل هل ننبِّئُكُم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً * ولا أطلب إلا من الله أن يسخِّر لي خلقه بما يصلح لحالي في هذه الدنيا التي هي طريق الآخرة ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه وكفى بالله وكيلاً ولقد أعطاني الله وعوَّضني الكثير والكثير من نعمه التي لاتعد وتحصى فله الحمد والمِنَّة
9-إنّ الله لايغيّر مابقومٍ حتّى يغيّروا مابأنفسهم ، إذا كان الإنسان لا يملك الإرادة والمقدرة الكافية والعزم القوي على صياغة وتقرير وتغيير واقعه وقدره ومصيره, من ذاته وتلقاء نفسه ، فلا يتوقّع من غيره تقديم ذلك على طبق من ذهب "! ولنفرض جدلاً أحدٌ ما من الإ نس أوالجن قام بذلك عبثاً ؟ لاينفع ذلك ولا يفيد بتاتاً !! لأنّ الشخص غير مستعد لقبول وتلقّي ذلك إطلاقاً وبشكل كامل
10-الكمال لله وحده تبارك وتعالى ولا أحد معصوم من الخطأ ولايخطئ أبدا، لكن المصيبة هي أن لا نتعلّم من أخطاءنا وأن نستمرّ بها وربّما نزيدها ،ومن المفيد تماماً الـتعلّم من أخطاء الآخرين والإستفادة من تجاربهم ،( أنت - أنتي صنيعة اختيارك) والله وليُّ التّوفيق .
1-إنّ من الناس من يعظّم الجن ويرفعهم أكبر من قدرهم بكثير وينسب لهم ما ليس فيهم بجهل أو بعلم
حتّى لقد ذهب بعض الحمقى الجهلة إلى درجة تقديسهم وتنزيههم عن النّقص والخطأ
مع العلم أنّ هذه الكائنات الماورائية يعتريها ما يعتري البشر وتسري عليها جميع قوانين نشوء الحياة وزوالها
2-قصور فهم البعض ومحدوديّة عقولهم عن إدراك واقعهم وبيئتهم وحتّى أنفسهم والمحيط من حولهم ككل
وليس عندهم مستوىً وقدر كاف من الإنسجام والتوافق
3-هناك الكثير من الأشخاص نمط حياتهم وطريقة عيشهم وتركيبة أفكارهم مزيج وخليط من التّناقضات والعكوس الفريدة الغريبة العجيبة
4-فئة من البشر أصحاب الأهواء الشيطانية والأمزجة البهيميّة لا يهمّهم أية وسيلة كانت لتحقيق أهدافهم وغايتهم وعلى رأسها المال والجنس ولو على حساب تدمير حياة غيرهم وسخط ربّ العالمين؟ وهنا يأتي دور صيّادي الإنس الإستغلاليين وإنتهازيي الجن الظّالمين، المستعدّين ومتهييئين لكل أنواع الشرور والفظائع بشكل كامل ومدروس ومتقن، بطرق محكمة وخبرة عميقة وباع طويل حتّى إبليس بنفسه يحضر ليتعلّم ويستفيد من تجاربهم الخبيثة وأساليبهم اللعينه الجهنّمية
5-الكثير من السّحرة ومن يدّعون أنفسهم شيوخ متمكّنين يظنّون ويتوهّمون أنّهم على الجن حاكمون مقتدرون وفي الحقيقة الجن لهم مسخِّرين وعليهم كمثل الدّواب راكبين ،هذا إذا لم يكونوا مشعوزين مخادعين نصّابين كذبة غشّاشين ماكرين، المادّة أعمت قلوبهم وأصمّت أذانهم لمستوىً أصبحوا به لايرون ولايسمعون غيرها، بل ومنهم من نصب شباك صيده في شبكة المعلومات وغيرها...
وقد تعجبك أشكالهم وتغرَّك مظاهرهم ولو حاورتهم لوجدتهم فارغين من الداخل والخارج ومجرّد هواة صائدي جوائز يحتاجون إعادة تأهيل بالخير الحقيقي ليكونوا نافعين إجتماعياً قبل كلّ شيء !
6-لماذا الجن والشياطين لا يطلبون من الإنس حلّ مشكلا تهم لوحدهم في عالمهم ؟وهنا أصل اللعبه وبيت القصيد !!
7-الجن لا يقدّمون خدماتهم مجانا"وعربون محبّة لطالبهم وهم المستفيدين الأكثر والأكبر في جميع صفقات الأخذ والعطاء مهما تكن صغيرة وبسيطة في نظرنا ولا يغرنّك أن منهم مسلمين فكم من المسلمين غير ملتزم ويعرف ويحرِف وبمرق من الدين كالسهم من الرمية ويبيع ويشتري بإسم الدين ؟؟؟؟...
8-إذا لم يستطع المرء حلّ مشكلته بالوسائل الطبيعية المتاحة الممكنه في عالمه كيف يطلب من العالم الآخر التدخّل في مالايعنيه ويسلّم له زمام أمره بشكل مطلق كامل!!!
9-سطحيّة وبساطة وسذاجة بعض الأ فراد وضعف إرادتهم وشخصيتهم ومعاناتهم عقد النّقص والأمراض النفسية والرّهاب الإجتماعي, وشياطين الإنس والجن يستغلّون ذلك إلى أقصى الحدود لتنفيذ مآربهم وأغراضهم الدنيئة
10-شخصياً أكره أن يتدخّل شخصٌ ما في حياتي الطبيعية بغير إرادتي وأن يملي عليّ طريقة عيشي
فضلاً عن أن يتدخّل الجن في عقيدتي بالله وصلتي به تحت أي مسمّى وشرطٍ كان ولن أزعن وأرضخ لِما يمليه عليَّ العفاريت من شروط وتوجيهات وإن كانت في الظاهر جميلة ومغرية وموافقة للشرع الحنيف وفي باطنها السُّم الزعاف والوقوع في متاهة مظلمة وسجن وتقييد العقل والروح ممّا يقتضي تكبيل وربط الجسد بالضرورة كنتيجةً حتمية لذلك ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل فسخ العقد المبرم.
هذا غيض من فيض؛ وللرد على ذلك أقول مستعيناً بالله وعليه المعوّلُ :
1-إنّ الله سبحانه وتعالى عندما خلق الجن وصوّرهم ومنحهم من الهبات والصّفات والقدرات الخارقة والإمكانية الرهيبة المعجزة،كلّ ذلك يناسب ويوافق عالمهم وطريقة عيشهم وبه يصلح حالهم وتتم به وتكمل حياتهم، وهي أشياء بديهية طبيعيه بسيطة بالنّسبة لهم في عالمهم،وبالرّغم من ذلك لطاقتهم حدّ فاصل ومجال معيّن لا يستطيعون تجاوزه أبداً ولا يملكون لأنفسهم ضراً أو نفعاً ولا خلوداً أو تغيير مصير؟ فكيف لفاقد الشيء يعطيه لغيره! ليعجب به وينسب له صفات الربوبية وهو مخلوق ، على ماذا؟؟؟؟.. والإنسان خليفة الله في الأرض وهو أقوى من الجن بكثير بخصائصه الجسمانية والعقلية والروحية ولكن على قلوبٍ أقفالها
2-الحياة العصريّة بمختلف جوانبها وشتّى أشكالها وأغلب صورها جعلت الإنسان يميل ويتجّه إلى المادّة أكثرمن أي شيء آخر ويخلع مايسمّى مبادئ وقيم وأخلاق ويدوس عليها ويلقيها في سلّة المهملات المنسيّة ولايلتزم بعهد وقانون أودين إلا إذا اقتضت الضرورة والمصلحة آنياً ومن الجانب الذي يهوى ويشتهي ويرضي رغباته ويشبع غرائزه ويحقق نزواته، ويتصرّف بقسوة تتبرأ منها الوحوش الكاسرة في أدغالها وظلمٍ أعمى لا حدود له،و بقناعةٍ تامّة واعتقاد جازم وفكر راسخ لايقبل الجدل قطعاً بأن تحقيق السّعادة وجنّة الأرض تقتضي ذلك وتبرّره وتثبته
3-إدّعاء الإذن الروحاني ليس حكراً على أحد ولايملكه أحد أبدا إنما هواستعداد نفسي وعقلي قلباً وجسدا وروح لنيل القبول والرضا والتواصل لدى العالم الروحاني لايتأتّى إلا موهبةً من الله نورانية عالية يمنحها الله لمن أطاعه وأحبّه واتّقاه ظاهرا وباطنا وسرّا وعلانية ، أو اكتساباً على يد علماء عاملين روحانيين حقيقيين أتقياء لله مخلصين كمشائخ الطرق الربّانية (كن كما شاء الإله تنل الفوز والنجاح بقدرته وإذنه) أمّا خلاف ذلك كمشائخ يتعاملون بالعلوي والسفلي ومشائخ سفليين فهؤلاء وأتباعهم يملكون إذناً وإجازة كبيرة من إبليس وأعوانه ومنهم يأتيهم الفتوح والمدد على قدر فسادهم وضلالهم ولاحول ولا قوّة إلا بالله العليِّ العظيم
4-لكل شيء ثمن وسبب والجن والشياطين أنفسهم عندهم شعوربالنقص والضعف وميول وأهواء لايرون لها علاج ودواء و مسكّنات إلا في عالمنا وواقعنا بصورة اتفاق وبشكل معاهدة معنا أو التسلّط علينا نحن البشر بعشق أعمى طفيلي وتسلّط مجنون واستحواذ غبي كلّما سنحت الفرصة وتوافرت الظروف الملائمة والوسائل المناسبة وأخذ مايريدون منّا بأقلّ ثمن وبدون أدنى تضحية وتكلفة ويعيشون على ظلمة مخاوفنا وأوهامنا ويتغذّون بطاقة مشاعرنا السلبيّة وأفكارنا المشتتة وماأكثر ذلك للأسف الشديد
5-في هذا الزمن تغيّرت وألغيت الكثيرمن المفاهيم والأفكاروالمصطلحات والنظريات بشكل كبيرومتزامن وسريع حتى أنّ أهل العلوم والصناعات والفنون بمختلف أنواعهم وفئاتهم وجدوا أنفسهم مضطرّين للتسليم لها ومجبرين على العمل بها، ولست أبالغ إذا قلت أنّ مهندس الشّرالكوني إبليس نفسه تعلّم استخدام جميع الألات والأدوات بشتّى أنواعها وأجاد العزف على جميع الأوتار للتأثير على الإنسان ومعرفة نقاط ضعفه وميوله , بمستوى متقدّم وإتقان لا مثيل له, وطوّر أفكاره وخططه وغيّر عقليّته وقام بتعديل وتحديث قيمه وتعاليمه وأساليبه وحوّلها إلى غواية وخداع وضلالة عصريّة متجدّدة سلِسه لذيذة جذّابه حلوة رائقة ممتعة باهرة , بأجمل صورة وأبهى حلّة, وسخّر ووضع كل إمكاناته وطاقته وجهوده لخدمة ذلك ولحصد أكبر عدد من البشرية ودفعهم وسوقهم إليه بأيديهم وأرجلهم وعلى وجوههم لمحبّته وغرامه الجهنّمي الأبديّ الأسود مثل وجهه، لدرجة أنّه يأتي المرء من حيث يدري ومن حيث لايدري ويستخدم كل شيء من حوله ضدّه بما في ذلك أفكاره وخواطره, ولا يكلّ ولايملّ ولايتعب أوينام أبداً 24ب 24 تراه يزيد الغارقين غرقاً والجاهلين جهلا ولا ييأس من الطائعين ويحاول مع الصالحين ويدخل الشكوك في قلوب العابدين ليفسد عليهم إتصالهم بالخالق العظيم بنشاط كبير وهمّة لامثيل لها وباستراتيجية عالية التّقنيّة وتكتيكات فائقة الفعاليّة وبآلية متطوّرة تفوق خيال البشر لكن لاتعدوا كونها أكثر من أداة وهمية شديدة الظلمانية وبالغة التركيز المغناطيسي مشحونة ومشبعة بالطاقة الكونية السالبة؛وبزكاء كبير ودهاء شديد حتّى أنّه أكبر شرير على وجه الأرض من عهد أبينا آدم عليه السلام إلى يوم القيامة لا يصبّ على يديه قطرة ماء, لوحده أو بمساعدة أعوانه وخدّامه من شياطين الإنس والجن، وصدق الحبيب المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بقوله لو أراد الله أن لايعصى ماخلق إبليس ووالله الذي لاإله إلاهو لم أجد جملةً أبلغ من ذلك وصدق ربّ العزّة بقوله بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتَّخذوه عدوّاً إنّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير صدق الله الـعظيم
6-الجن والشياطين ابتلوا بما ابتلي به الإنس فمن أجل الهروب من واقعهم وتجاهل حقيقةِ خلقتهم القبيحة يقوموا بإختراق عالمنا والتكيّف مع بيئتنا والطّيور على أشكالها تقع
7-لايخفى على من عنده أقل إلمام بالأعمال الروحانية أنّه ليتمّ عمل ما بشكل صحيح يجب توافر شروطه كاملة أهمّها توفير أجواء ملائمة وإطلاق طاقة أثيرية مناسبة وكافية أو لنقل مادة الأكتوبلازم لتمكين الروح المطلوبة من الحضور أوالتجسّد أوتلقّي أمر الخدمة المرادة ولكن هذا الشرط لا يستطيع تحقيقه إلا الكمّل من البشر الروحانيين الحقيقيين فما البديل؟ الجواب على ذلك هو استنشاق البخور وامتصاص هذه المادّة من جسد المحضِّر أو الوسيط مباشرةً، ويبدوا هذا واضحاً وجليّاً لأهل النّظر,أضف إلى ذلك من شروط المعاهدة والخدمة القيام بطقوس وأفعال وترتيلات محدّده في أوقات معينة لتوليد طاقةٍ مناسبة ومخصوصة والتواصل عن طريق العين الثالثة والتخاطر الفكري العميق لفتح بوّابة الوصل بين البعدين، ومن رحمة الله بالبشر أنّ هذه العين مغلقة وخاملة لحدٍ ما، إلا في حالات استثنائية من الإستبصار الواعي الطبيعي الضروري لكن عبدة الشيطان والسّحرة والكثير من المغفّلين المغرَّر بهم يقوموا بإيقاظها وتفعيلِها بطرق سفلية شركيّة ليتمكّنوا من الإتِّصال بسيّدهم إبليس وجنوده وبذلك يثبتون ولائهم وانتمائهم له ويفسحون المجال له بإختراق أجسادهم ودمج كيانه الخبيث فيها لكي يصبحوا طواغيت وأباليس بشرية ويصير الظلام عندهم كالنور وبالعكس... ولا مجال للعودة والتراجع كلّيّاً بعد ذلك أبداً إلا مارحِم ربّي ؛ ولقد كنت على وشك الوقوع في هذا المطب السحيق المهلك بغير دراية لولا أن تداركني الله بلطفه وعنايته وكدت أقع في براثن الشيطان ضحيّة بسبب نفسي الشريرة أكثر من ألف ابليس أنا العبد الضعيف النَكِرَه أمام فضل الله ومنّه وكرمه وسِعَتِ رحمته
8-في ربيع عمري تعلّمت درساً لن أنساه ماحييت ودفعت ثمنه باهظاً, بأنّه يجب استنفاد كل الوسائل والسّبل والأخذ بجميع الأسباب كاملةً مع التّوكل على الله وطلب العون منه لحل المشكلة الطارئة طبيعياً بشكل تام وأن لا ألجئ إلى الحلول الميتافيزيقية إلا بعد فشل ذلك تماماً وبحال كون المشكلة روحانية أصلاً ودون تقديم أي تنازلات نهائياً لا لإنس ولا للجن وغيرهم أبدا على حساب شرع الإسلام وعقيدتي بالله ؛ ولعذاب الدنيا وحسراتها ومرارتها أهون من الآخرة بكثير حتّى لو اضطرّني الأمر إلى الفقر والجوع والعيش كفافا والقبول بأدنى مستوى من الحياة الدنيا ,المهم هو أن لا أخسر الله ربّي ولو خرجت الرّوح من الجسد ومهما كانت نتيجة هذا الإختيار * بسم الله الرحمن الرحيم قل هل ننبِّئُكُم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً * ولا أطلب إلا من الله أن يسخِّر لي خلقه بما يصلح لحالي في هذه الدنيا التي هي طريق الآخرة ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه وكفى بالله وكيلاً ولقد أعطاني الله وعوَّضني الكثير والكثير من نعمه التي لاتعد وتحصى فله الحمد والمِنَّة
9-إنّ الله لايغيّر مابقومٍ حتّى يغيّروا مابأنفسهم ، إذا كان الإنسان لا يملك الإرادة والمقدرة الكافية والعزم القوي على صياغة وتقرير وتغيير واقعه وقدره ومصيره, من ذاته وتلقاء نفسه ، فلا يتوقّع من غيره تقديم ذلك على طبق من ذهب "! ولنفرض جدلاً أحدٌ ما من الإ نس أوالجن قام بذلك عبثاً ؟ لاينفع ذلك ولا يفيد بتاتاً !! لأنّ الشخص غير مستعد لقبول وتلقّي ذلك إطلاقاً وبشكل كامل
10-الكمال لله وحده تبارك وتعالى ولا أحد معصوم من الخطأ ولايخطئ أبدا، لكن المصيبة هي أن لا نتعلّم من أخطاءنا وأن نستمرّ بها وربّما نزيدها ،ومن المفيد تماماً الـتعلّم من أخطاء الآخرين والإستفادة من تجاربهم ،( أنت - أنتي صنيعة اختيارك) والله وليُّ التّوفيق .