بسم الله الرحمن الرحيم
هناك قضية مهمة تمر على الكثير ممن يقرؤون على المرضى وعلى المسحورين ومن بهم السحر وتتمثل هذه القضية في أن الجني عند القراءة يشعر المعالج بأنه لا يتأثر بالقرآن ، بل تجد بعضهم يقول : اقرأ ترى عادي جدا ، وبعضهم يقول : لو تقرأ من الحين إلى بكرة عادي ، وبعضهم لا يظهر أي تذمر من القراءة ، وبعضهم يكون ساكناً لا يتحرك، وكل هذه الأمور يقوم بها الجني الخبيث بقصد تثبيط القاريء ، وجعله يتوهم أن قراءته على هذا المريض لا تنفع ، وبأن تعبه هدر .
وفي الواقع وبطبيعة الحال وفي الحقيقة : أن الجني يعذب عذاباً شديدا ، ولكنه يظهر عدم تعذبه بالقراءة بهدف إيقاف القاريء عن القراءة .
والجني بذلك يتمثل بقول الشاعر:
إذا لم يكن غير الأسنة مركبا -- فما حيلة المضطر إلا ركوبها
فليس أمامه مجال إلا أن يظهر العذاب ، أو أن يخفيه ، ولكن المعالج الحاذق يوقن أشد اليقين أن القرآن يؤذيهم ويحرقهم ويزلزلهم ويخرجهم مهما قالوا ومهما فعلوا وأين كان نوعهم .
فلذلك أنبه من يقرأ على المرضى أن لا يلتفت إلى قولهم :
عادي!!