بسم الله الرحمن الرحيم
المعلوم من الدين بالضرورة أن صنفاً من الملائكة لا يفارق جنس بني ادم مسلماً كان أو كافراً فهو لا يزال مرابطاً عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ ابن ادم من قول إلا لديه رقيب عتيد ، وهؤلاء هم الحفظة الموكلون من قبل العلي الكبير بإحصاء أعمال هذا الإنسان ، فلا بد من صرف حديث ( لا تدخل الملا ئكة بيتاً فيه تما ثيل أو تصاوير ) إلى طائفة خاصة من الملائكة .. وهذا هو اعتقاد أكثر العلماء : قال النووي في شرحه لمسلم : ( قال العلماء : هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة هم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار وأما الحفظة فيد خلون في كل بيت ولا يفارقون بني ادم في كل حال لأنهم مأورون بإحصاء أعمالهم وكتباتها)
( 14/84 ) .
قال الشوكاني عن المقصود بهذه الطائفة ( قيل : أراد الملائكة السياحين غير الحفظة وملائكة الموت . قال في معالم السنن : الملائكة الذين ينزلون بالبركة والرحمة ، وأما الحفظة فلا يفارقون الجنب وغيره )
نيل الأوطار (2/106) .
وقال في حاشية ابن عابدين : ( وامتناع الملائكة قيد بملائكة الرحمة إذ الحفظة لا يفارقون الإنسان إلا عند الجماع والخلاء
( كذا في شرح البخاري ) (1م649).
وقال الإمام القسطلاني في " إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري " ضمن عبارة جامعة لأحكام كثيرة في باب الصور والتصوير مبيناً ماهو مكروه وما هو جائز من حيث الا ستعمال ثم تحريم التصوير ذاته فيقول :
( والحاصل مما سبق كراهة صورة حيوان ـ أي ما فيه روح ـ منقوشة على سقف أو جدار أو وسادة منصوبة أو ستر معلق أو ثوب ملبوس ، وأنه يجوز ما على أرض وبساط يداس ومخدة يتكأ عليها و مقطوع الرأس وصورة شجر ، ويحرم تصوير حيوان على الحيطان والسقوف والأرض ونسج الثوب ، ومن اتخذ هذه الصور عوقب بحرمان دخول ملائكة الرحمة بيته فلا تصلي عليه ولا تستغفر له )
إذن ثبت تخصيص النص في عموم الملائكة .