القلـــب واللســـان والمـــرء بينهمـــا ...
والمؤمـــن الحــق ... يصــدق قلبــه ... ويوافقــه في ذلك لسانــه ...
فسريرته كالصفحة البيضاء تقرؤها في صدق حديثه ..
ونقاء قلبه .. ينمّ عنه لسانه .. ويترجمه فيه عمله ..
وهو هيّن .. ليّن ..مطواع ..كريمٌ .. سمحٌ..
وبأمثال هؤلاء المؤمنين تهتدي القلوب ..
وعلى ألسنتهم تجري كلمات النصح والترشيد والهداية سائغة ..
تلج الأفئدة .. وترتاح لها النفوس .. وتستقر في الأرواح ..
وذلك مايجب أن يكون عليه شأن الدعاة إلى الله
القلـــب واللســـان والمـــرء بينهمـــا ...
أما المنافقـــون .. والذين في قلوبهــم مــرض ..
فسريرتهم الســـوداء..
تنضح في سوء قولهم ..
ورداءة فعلهم ..
هم كالسوس الذي ينخر في الجسد خفية ... حتى يتآكل ويتلف ...
كذلك هم يفسدون العقول بضلالهم ... وكثيراً مايلبسون رداء التقوى ... يسعون لمآربهم بشتى الطرق . ..
ومختلف الوسائل ...
فهم عوامل هدم وفساد وتنفير ..! بضمائرهم الميتة .. وقلوبهم المجحفة .. والسنتهم الفاسدة ..
القلـــب واللســـان والمـــرء بينهمـــا ...
في قصة قديمة هي في الحقيقة مثل وعبرة :
أن أحد الأمراء استدعى لقمان الحكيم وأعطاه شاة وأمره أن يذبحها ...
ويأتيه بأطيب مافيها .. ففعل وأتاه بقلبها ولسانها ..
ثم قام فأعطاه شاتاً أخرى وأمره أن يذبحها ويأتيه بأخبث مافيها ..
فأتاه بقلبها ولسانها ..
فاستغرب الأمير وقال :
عجباً مامعنى ذلك ؟ في الحالين تأتيني بقلبها ولسانها ؟!
قال لقمان : يامولاي !
إن لسان المرء وقلبه .. لا أطيب منهما .. إذا طابا..
ولا أفسد منهما .. إذا فسدا ..!
اللهم اجعل السنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك ، وأسرارنا بطاعتك
انك على كل شيء قدير وحسبُنا الله ونعم الوكيل ...