سؤال : أين الروح فى جسم الإنسان؟
الروح هي السر الذي به يحيا الإنسان ويمارس حياته ويبصر
ويسمع ويتحرك ويعلم ويعمل ، فإذا خرجت الروح جزئياً
توقفت معظم أجهزة جسم الإنسان ولم يبق إلا القليل
الذي يحفظ حياته كالقلب والجهاز التنفسي وذلك في النوم ،
وإذا خرجت خروجاً نهائياً توقفت كل أجهزة الإنسان
وفارق الحياة الدنيا كلها
ورغم هذه القيمة البالغة للروح فقد عجز العلم الحديث والعلماء
والحكماء والفلاسفة وغيرهم عن إدراك حقيقتها ،
بل وعن موضعها في جسم الانسان ، ونستطيع أن نقول أن الروح
من الحقائق الإلهية المعنوية التى يُرى آثارها ولا تدرك في ذاتها
فوجود الحياة والحركة في الإنسان دليل على وجود الروح فيه ،
وتوقف أجهزة الإنسان وأعضاؤه عن الحركة دليل على خروج الروح،
لكن ما هيئتها؟ وما شكلها؟ وما طبيعتها ؟
وأين محلها في جسم الإنسان ؟ فهذا شيء لا يعرفه إلا خالقها ،
وهذا ما عناه القرآن بقوله
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}
الإسراء85
ونستطيع أن نضرب لها أمثلة من العالم المنظور
والغير المرئي الذي نعيش فيه :
- فمن العالم الحسي :
الكهرباء التي نلمس آثارها في الأجهزة التى تقوم بتشغيلها
والأنوار التى تنبعث من مصابيحها ولكن لا أحد يستطيع
أن يرى الكهرباء في ذاتها
- ومن العالم الغير المرئي (أي المعنوي) :
الحب والكره اللذان يحدثان لكثير من بني الإنسان ،
فتلمس أثر الحب أو الكره في تصرفات المحبين والكارهين
ولكننا لا نستطيع أن ننظر إلى الحب ذاته أو الكره عينه رأي العين
إذاً فالروح سر خفي يحمل في طياته سر الحياة للإنسان ،
ولما كان سرها من الله {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} ص72
فكانت لطيفة نورانية لا تدرك بالأجهزة الظاهرة الحسية ،
وفي ذلك يقول الإمام الإمام أبوالعزائم رضي الله عنه :
الروح صورة مولاها ومبدعها
فكيف يدركها جسمي وحيطاتي
عالون لو شهدوا أنوار طلعتها
خروا لها سجداً شوقا لحظواتى
الروح في صفوها لو أنها ظهرت
نفساً على الكون تخفيه بجلوات