ذهب أخي إلى مكان ما، ووقف في أحد الشوارع، وبينما هو كذلك ولم يكن يشتكي من شيء إذ سقط مغشياً عليه وكأنه رمي بطلقة من بندقية على رأسه، فتوقعنا أنه أصيب بعين، أو بورم سرطاني، أو بجلطة دماغية، فذهبنا به لمستشفيات ومستوصفات عديدة، وأجرينا له أنواع الفحوصات والأشعة، وكان رأسه سليماً لكنه كان يشتكي من ألم أقض مضجعه وحرمه النوم والعافية لفترة طويلة، بل إذا اشتد عليه الألم لا يستطيع التنفس فضلاً عن الكلام، فقلت له : هل معك مال نتصدق به عنك لعل الله أن يشفيك؟ قال : نعم، فأعطاني بطاقة الصراف البنكي فسحبت منها ما يقارب الخمسة آلاف ريال، واتصلت برجل صالح يعرف الفقراء ليوزعها عليهم، وأقسم بالله العظيم أن أخي شفي من مرضه في نفس اليوم وقبل أن يصل الفقراء شيء، وعلمت حقاً أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج، والآن لأخي سنة كاملة لم يشتك من رأسه أبداً، والحمدلله، وأنصح المسلمين أن يعالجوا مرضاهم بها.
نعم يا أخي و اختي إنها الصدقة بنية الشفاء، ربما تكون قد تصدقت كثيراً ولكن لم تكن تفعل ذلك بنية أن يعافيك الله من مرضك، فجرب الآن، ولتكن واثقاً بأن الله سيشفيك، أشبع فقيراً، أو إكفل يتيماً، أو تبرع لوقف خيري أو صدقة جارية، إن الصدقة لترفع الأمراض والأعراض من مصائب وبلايا، وقد جرب ذلك الموفقون من أهل الله فوجدوا الدواء الروحي أنفع من الحسي، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج بالأدعية الروحية والإلهية، وكان السلف الصالح يتصدقون على قدر مرضهم وبليتهم، ويخرجون من أعز ما يملكون، فلا تبخل على نفسك إن كنت ذا مال ويسار، فها هي الفرصة قد حانت.