اذا كان فى هروبك حياة جديدة لكبريائك وكرامتك
التى أهدرت تحت مسميات الحب والحنين والغيرة
ومصطلحات اخرى مزخرفة لا انتهاء لها
اذا شعرت بأن الحزن بدا ينسج خيوطه حول ك النقى
ويخنق بقايا الفرح فيك وبأنهم أصبحوا مصدرا
عظيما لهذا الحزن
اذا شعرت بأن احساسك تجاههم غباء
وخيالك بهم غباء ولهفتك عليهم غباء لا يفوقه غباء وبأنك بدأت
تتحول مع الوقت الى مهرج مضحك
اذا شعرت بأن الطريق المؤدى اليهم بدأ يشعر بك
وبأن الارض التى تقف عليها أمامهم بدأت تشعر بك
وبأن الجدران المحيطه بك معهم بدأت تشعر بك
ومازالوا هم فى طور اللاشعور بك
اذا شعرت ان المنطق يرفض احساسك
وبأن قيمك ترفض أحساسك وبأن نقاءك يرفض أحساسك وبأن
احساسك يرفض نفسه
اذا باءت محاولاتك للوصول الى قلوبهم بالفشل
وباءت محاولاتك لتجاهلهم بالفشل وباءت محاولاتك
لنسيانهم بالفشل
اذا ضاق عليك الحلم وضاق عليك الامل
وضاق عليك النبض وضاق عليك المكان وضاعت ملامح
الزمان فى عينيك
اذا أكسبوك عادات الحزن وفتحوا قابليتك للالم
ودربوك على الحزن والانكسار وعلموك البكاء بلا
انتهاء
اذا شعرت بأنك فجرت ينابيع الغرور فى داخلهم
وبأنك ضخمتهم حد الانفجار وتقزمت أمامهم حد
التلاشى فأصبحو أضخم من أن يروك أمامهم وأصبحت
أصغر من أن تراهم
اذا لاحظت أنك بدأت ان تتلوث كى تصل اليهم
وبدأت لا تشبه نفسك كى ترضيهم وبدأت ترقص فوق النار
كى تبهرهم وبدأت تخون كى تلفت انتباههم
اذا اصبح ليلك فى بعدهم نارا عظيمة واصبح يومك معهم
نارا أعظم وأصبحت تضاريس وقتك وسويعاته
معاناة لا تنتهى
اذا اكتشفت أن شيئا ما فى داخلك بدأ ان يموت
وأن شيئا ما فيك بدأ يذبل كالورد المقطوف وانك بدأت
تنتهى كالسراب فى اخر الطريق
اذا لاحظتهم يتلذوذون باذلالك ويتعمدون نكرانك
ويقفزون فوق رفت حلمك الجميل بهم وكأنهم أصدروا
حكما خفيا باعدامك
اذا لمحت أثار البكاء عليهم فوق وسادتك
او شعرت بسمهم يسرى فى عروقك او اكتشف خنجرهم
الغادر فى ظهرك المطمئن لهم
اذا سمعتهم يتهامسون بما ليس فيك ويلصقون بك من التهم
ما لا تعلم ويقذفونك بالباطل ويرمون
براءتك بذنب الذئب
اذا اصبح احساسك فانوسا مشتعلا فى عينيك
واصبح صوتك المرتعش لا يعبر عنك واصبح صمتك
المصطنع لا يسترك
اذا طال انتظارك فوق محطات صراعهم
ولمحت قطارات ايامك تفر أمامك كالجواد الغاضب وشعرت بأن
لا شئ بقى معك سوى ظلك المنطفئ
اذا شعرت بأنهم بدؤا يسيئون فهمك ويمزقون تاريخك
ويشوهون عراقة احساسك ويطفئون مصابيح
طريقك اليهم
اذا شعرت بان نفسك لا تستحق منك كل هذا الشقاء
وبأنهم لا يستحقون منك كل هذا الاحساس
اذا شعرت بهذه الاسباب
الى الله ارجع اليه
لانك وصلت لمرحلة ذابت فيها الذات
واختفى كل امل لديك سوى خالقك
ولكن !!
قبل أن تهرب ... تذكر !!
أن المواجهه هى الحل
