الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الحسد عافانا الله وإياكم :

مملكة الفوائد والمجربات الصحيحة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الخاتم السليماني
    كاتب الموضوع
    نائب المدير العام
    • Oct 2010
    • 9941 
    • 374 

    قال صلى الله عليه وسلم
    "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
    فهو أمراض القلوب أشد خطراً وأعظم ضرراً من أمراض الأبدان
    وأمراض القلوب إما نتيجة شهوة أوشبهة
    والتعريف الأدق للحسدهو كراهة النعمة عند الغير وتمني زوالها.
    فالحسد له أنواع عديده ولكن نجملها بالتعريفات التالية :
    - تمني زوال النعمة من الغير لتعود إليه هو.

    -تمني زوال النعمة من الغير ولو لم تعد إليه هو.

    -يتمنى إن كان مريضاُ أن يكون الجميع مرضى، وإن كان فقيراً أن يكون الجميع فقراء، وإن كان جاهلاً أن يكون الجميع أجهل منه، وهكذا؛ وهذا النوع الأخير هو أسوأ الأنواع جميعاً.
    -تمني أن يكون مثل صاحب النعمة، وهذا يسمى حسداً تجاوزاً، وإلا فهي غبطة وتنافس وتمني أن يكون له مثل ما لصاحب النعمة دون تمني زوالها عنه وذهابها منه.
    لهذا علينا أن نكثر من هذا الدعاء: "اللهم إنا نسألك نفوساً مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك، وتخشاك حق خشيتك"
    فالقناعة كنز لا يفنى، والرضا بما قسمه الله نعمة كبرى، وسعادة عظيمة، ودرجة عليا لا ينالها إلا الزهاد العباد.
    فالحسد مذموم مقبوح، وما يتولد منه من بغي، وعداوة، وبغضاء، وفساد لذات البين، أشد ذماً وأعظم جرماً وأسوأ مصيراً؛ والحسد المقرون بالبغي لا يصدر من فطرة سوية، ولا نفس أبية، ولكن مصدره ومرده إلى النفوس المريضة، والفطر المعوجة، والقلوب الحقودة الخاوية من نور الإيمان واليقين.
    وعن أنس رضي الله عنه قال: كنا يوماً جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهـل الجنـة"، قال: فطلع رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه، قد علق نعليه في يده الشمال، فسلم؛ فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل، وقال في اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل؛ فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له: إني لاحيت أبي، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت، قال: نعم؛ فبات عنده ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله تعالى ولم يقم إلا لصلاة الفجر؛ قال: غير أني ما سمعته يقول إلا خيراً؛ فلما مضت الثلاث وكدت أن احتقر عمله قلت: يا عبد الله، لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكـذا، فأردت أن أعرف عملك، فلم أرك تعمل عملاً كثيراً ، فما الذي بلغ بك ذلك؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت؛ فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه؛ قال عبد الله: فقلت له: هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق".
    وقال بكر بن عبد الله المزني التابعي: كان رجل يغشى بعض الملوك، فيقوم بحذاء الملك فيقول: أحسن إلى المحسن بإحسانه ، فإن المسيء سيكفيه إساءته. فحسده رجل على ذلك المقام والكلام، فسعى به إلى الملك فقال: إن هذا الذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم أن الملك أبخر20. فقال له الملك: وكيف يصح ذلك عندي؟ قال: ندعوه إليك، فإنه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البخر. فقال له: انصرف حتى أنظر. فخرج من عند الملك فدعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاماً فيه ثوم، فخرج الرجل من عنده وقام بحذاء الملك على عادته، فقال: أحسن إلى المحسن بإحسانه، فإن المسيء سيكفيه إساءته. فقال الملك: ادن مني. فدنا، فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم. فقال الملك في نفسه: ما أرى فلاناً إلا صدق. قال: وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة أوصلة، فكتب له كتاباً بخطه إلى عامل من عماله: إذا أتاك كتابي هذا فاذبحه واسلخه واحش جلده تبناً وابعث به إلي. فأخذ الكتاب وخرج . فلقيه الرجل الذي سعى به ، فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: خط الملك له بصلة. قال: هبه لي! فقال: هو لك. فأخذه ومضى به إلى العامل. فقال له العامل: في كتابك أن أذبحك وأسلخك. قال: إن الكتاب ليس هو لي، فالله الله في أمري حتى ترجع إلى الملك. فقال: ليس لكتاب الملك مراجعة. فذبحه وسلخه وحشا جلده تبناً وبعث به. ثم عاد الرجل إلى الملك كعادته، وقال مثل قوله، فعجب الملك، وقال: ما فعل الكتاب ؟ فقال : لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته له . قال له الملك: إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر. قال: ما قلت ذلك. قال: فلم وضعت يدك على فيـك؟ قال: لأنه أطعمني طعامـاً فيه ثوم فكرهت أن تشمه. قال: صدقت، ارجع إلى مكانك، فقد كفى المسيء إساءته.
    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X