خواص سُوْرَةُ آلِ عِمْرَانَ
خَاصِّيَّتُها : إِنْ كُتِبَتْ بِزَعْفَرَان وَعُلِّقَتْ علَى امْرَأةٍ تُرِيدُ الْحَمْلَ تَحْمِلُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى. وَمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ فِي أُذُنِ الدَّابَّةِ إذا رَامَ رِيَاضَتَها : ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾. فإنَّ اللهَ يَهْدِيها وَيُصْلِحُ حَالَها. وَمَنْ تَلاها سَبْعَاً فِي وَجْهِ مَنْ تُريدُ تَسْخِيرَهُ ، أَذَّلَّهُ اللهُ لَكَ وَانْقَادَ لِمَا تُحِبُّه مِنْهُ. وَمَنْ تَلاها علَى دَابَّةٍ يُرِيدُهَا أنَّ تَرُومَ وَلَدَ غَيرِها رَامَتْهُ. وَمَنِ اسْتَدامَها سَبْعَاً مَسَاءً وَصَبَاحَاً بِنِيَّةِ تَسْخِيرِ العَالَم سَخَّرَهُ اللهُ لَهُ. وَإذا دَخَلْتَ علَى الْحَاكِمِ أَوْ الْمَلِكِ الغَضْبَان وَأنْتَ خَائِفٌ مِنْهُ تَقُولُ أَطْفَأْتُ غَضَبَكَ بِلا إِلَهَ إلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾. فَإِنَّكَ لاَ تَرَى مِنْهُ إلاَّ خَيراً . وَمِنْ خَصَائِصِها أَنَّها تُعَلَّقُ علَى الْمُعْسِر فَيُيَسِّرُ اللهُ عَلَيْهِ.
وَمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ عِنْدَ لِقَاءِ العَدُوِّ فإِنَّ اللهَ يُظَفِّرُهُ وَيَنْصُرُهُ علَى العَدُوِّ وَهِيَ : ﴿الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾.. قَالَ: وَإِنْ كَانُوا عَدَدَ الرَّمْلِ.
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" اِسمُ اللهِ الأعْظَمُ فِي هَاتَينِ الآيَتَيْنِ: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾. وَفي فاتحةِ سُوْرَةِ آلِ عِمرانَ: ﴿الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، يَرْفَعُهُ، قَالَ:"اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ الذي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي ثَلاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ: فِي الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه". قال القاسم فالتمَسْتُهَا إنه: ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.
قَالَ القاسم: "فَالتمَسْتُها فَوَجَدْتُها فِي البَقَرَةِ، «آيةَ الكرسِيِّ»: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾. وَفِي فاتحةِ آلِ عِمْرانَ: ﴿الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾. وفِي طه: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ... ﴾ .
قَولُهُ تَعَالى: ﴿هُوَ الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.
خَاصِّيَّتُها: لِزَوَالِ البَلادَةِ، وَزِيَادَةِ الحِفْظِ وَالفِطْنَةِ: مَنْ كَتَبَها فِي السَّاعَةِ السَّادِسَةِ مِنْ يَومِ الْجُمُعَةِ بِزَعْفَرَان وَمَاءِ وَرْدٍ إِنْ أَمْكَنَ، وَمَحَاهَا بِمَاءٍ نَهْرٍ وَشَرِبَهُ سَبْعَ جُمَعٍ مُتَوالِيَاتٍ ، وَتَحْفَظُ فِي ذَلِكَ مَنْ أكَلَ مَا فِيهِ سُمٌّ نَالَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُرِيد.
قَولُهُ تَعَالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. مَنْ دَاومَ علَى تِلاوَتِها بَعْدَ الفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ وَعِنْدَ قِيَامِهِ مِنْ مَضْجَعِهِ نَالَ الرِّزْقَ وَالسَّعَةَ ، وَأَثْمَرَ مَا بِيَدِهِ وَزَالَ فَقْرُهُ.
قَولُهُ تَعَالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ .
لِجَلْبِ الرِّزْقِ وَلِمَنْ يُرِيدُ أنْ يَخْطِبَ امْرَأَةً فليَكْتُبْها وَيُعَلِّقْهَا.
وَمَنْ تَلاها مِئَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ صُبْحِ يَومِ الْجُمُعَةِ كَثُرَ خَيْرُهُ إلى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَصَاحِبُ الْخُطْبَةِ إنْ عَلَّقَهَا يُنْصَرُ وَيُجَابُ إلى الْخُطْبَةِ .
قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانَوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. خَاصِّيَّتُها: لِزَوَالِ الْهَمِّ وَالغَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَسَلْوَةٌ لِمَنْ أَضَرَّ بِهِ العِشْقُ وَيَسْكُنُ بِها قَلْبُ مَنْ أُصِيبَ فِي مَالِهِ ، أَوْ وَلَدِهِ أَوْ أَهْلِهِ. تُكتَبُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ يَومَ الأَحَدٍ فِي إِنَاءٍ طَاهِرٍ نَظِيفٍ، وَيُغْسَلُ بِمَاءٍ عَذْبٍ طَاهِرٍ وَيَشْرَبُ مِنْهُ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَوَالِيَاتٍ يَزُولُ عَنْهُ ذَلِكَ .
قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذين لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
خَاصِّيَّتُها : أنَّها تُقَوِّي القَلْبَ وَتَفْتَحُهُ لِقَبُولِ العِلْمِ وَفِعْلِ الْخَيْرِ ، مَنْ كَتَبَها "أَوَّل يومٍ مِنْ فَصْلِ الرَّبِيعِ" بِزَعْفَرَان وَمَحَاهَا بِمَاءٍ طَاهِرٍ، مَنْ شَرِبَ مِنْ ذَلِكَ الماءِ أعانَهُ اللهُ علَى الْخَيْرِ وَالإِقَامَةِ إلى الصَّلَواتِ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِها: وَمَنْ كَثَّرَ مِنْ شُرْبِ مَحْوِهَا فِي غَيرِ ذَلِكَ اليومِ نَالَ ذَلِكَ .
قَولُهُ تَعَالى: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الذين يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ .
خَاصِّيَّتُها : مَنْ أَدْمَنَ علَى قِرَاءَتِهَا ثَبُتَ إِيمَانُهُ، وَطَهُرَ قَلْبُهُ، وَأَمِنَ مِنْ خِزْيِ اللهِ فِي الدنْيَا وَالآخِرَة
وَإذا كُتِبَتْ فِي إِنَاءٍ مِنْ خَشَبٍ طَاهِرٍ وَمُحِيَتْ بِمَاءِ زَمْزَم إِنْ أَمْكَنَ وَشَرِبَها الرَّجُلُ الذي يَقُوُم لِصَلاةِ الليلِ قَامَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الوَقْتِ الذي يُرِيدُ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةِ نَوْمٍ.
قَولُهُ تَعَالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الذين آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
خَاصِّيَّتُها: تَمْنَعُ الآبِقَ وَالْمَرْأَةَ الناشز، تُكْتَبُ علَى قُرْصِ خُبْزِ شَعِيرٍ وَيُطْعَمُ لَهُمَا فَإِنَّهُ يَمْنَعُهُما مِنْ ذَلِكَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى. وَمَنْ قَرَأَهَا فِي نَوْمِهِ فَسَأَلَ اللهَ تَعَالى أن يَرْزُقَهُ وَلَدَاً صَالِحَاً يُسْتَجَابُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى .