الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

ليس لأي مسلم مهما كان شأنه أن يُكفر مؤمناً بذنب فعله حتى ولو كان ارتكب كبيرة من الكبا

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عدراء
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Jan 2013
    • 48 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ليس لأي مسلم مهما كان شأنه أن يُكفر مؤمناً بذنب فعله حتى ولو كان ارتكب كبيرة من الكبائر حتى ولو قاتل المؤمنين فقد قال الله في المؤمنين {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} مع أنهم اقتتلوا سمَّاهم الله مؤمنين ولم يخلع عنهم اسم الإيمان

    ولذلك انظر إلى فراسة أصحاب رسول الله وأدبهم الباهر عندما حدثت الفتنة بين الإمام علي رضي الله عنه وسيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال بعض أصحاب الإمام علي في حق أتباع سيدنا معاوية {أمشركونَ هُمْ ؟ - وفى رواية: أكفارٌ هم؟- قالَ: مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا – وفى رواية: من الكفر فرُّوا _ قِيْلَ: أَمُنَافِقُونَ هُمْ؟ قالَ: إنَّ المنافقينَ لا يذكرونَ الله إلا قليلاً قيلَ: فَمَا هُمْ قالَ: إخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا) {السنن الكبرى للبيهقي)

    كما قال الله في القرآن إخواننا ظلمونا إخواننا أساءوا إلينا لكنهم ما داموا يقولون (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ويُصَلُّون لله ويصومون لله ويحتكمون إلى شرع الله ويعملون بكتاب الله فكيف لمسلم مهما كان شأنه أن يحكم عليهم بغير ذلك؟ مع أنهم يُقاتلون إخوانهم المؤمنين ناهيك عن الكبائر الأخرى تعالوا معي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وانظروا في أمره الغريب العجيب مع بعض أصحابه الذين ارتكبوا الكبائر في عصره

    جهَّز رسول الله صلي الله عليه وسلم عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة وأمر أصحابه أن يكتموا هذا الخبر فلا يعلم به أهل مكة إلا وهم على أبواب مدينتهم حتى لا يُكثر فيهم القتل فهو الرحمة العظمى صلوات ربي وتسليماته عليه فجاء رجل من خاصة المؤمنين من أهل بدر واسمه حاطب بن أبي بلتعة وكتب كتاباً إلى قريش وجاء بجارية وقال: أوصلي هذا إلى قريش وإذا أوصلتيه فأنت حرة لوجه الله وهذه خيانة عظمى لأنه يُخبر الأعداء بما دبره وقدَّره رسول الله صلي الله عليه وسلم ويروي هذه الواقعة الإمام علي رضي الله عنه فيقول{بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم أَنَا والزُّبَيْرَ والْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً – أي امرأة - وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلا ارْتِدَادًا وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : لَقَدْ صَدَقَكُمْ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ: إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ}[1]

    عفا عنه صلي الله عليه وسلم وغفر له ولم يتهمه بالتكفير ولم يُقم عليه حداَ ولم يُعرضه لقتل لأن النبي صلي الله عليه وسلم يعلم أن قضية الإيمان موضعها القلب ولا يطلع على القلب إلا الرحمن عز وجل أما الأعمال التي يعملها الإنسان فأمرها مفوضٌ إلى من يقول للشيء كن فيكون

    تعالوا إلى جريمة أخرى من هذه الجرائم {أُتِيَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ: اضْرِبُوهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ قَالَ: لا تَقُولُوا هَكَذَا لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ}[2] أي يطلب منهم أن يقولوا له بدلاً من ذلك: هداك الله أصلح شأنك الله تاب عليك الله لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان رحمة مهداة لكل خلق الله ومَن معه من جنود هذه الرحمة الإلهية من الصحابة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين

    وروي أيضاً{ أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم وَكَانَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم : لا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }[3] مع أنه يشرب الخمر لأن نفسه سولت له ذلك لكن في قلبه حبُّ الله وفي قلبه حبُّ رسول الله صلوات ربي وتسليماته عليه فكيف يُحكم عليه بالكفر؟

    لا يستطيع أهل الإيمان أن يحكموا على أي إنسان بالكفر في هذه الدنيا وهذه الأكوان إلا إذا أتى بما يخالف ما دخل به في الإيمان كأن يجحد الرحمن عز وجل أو أن يتحدى الله ولا يقيم فرائضه ويجحد هذه الفرائض حتى من يترك هذه الفرائض متكاسلاً فله التوبة إلى الله والرجوع إلى الله لكن الذي يُحكم عليه بالكفر من يجحد هذه الفرائض ويُهَون منها ويسب فاعليها أو يشتم الذين يقومون بها وشرطه أن يكون قوله يُجمع عليه علماء الأُمة الأنجاب الأقطاب العدول وأن يكون في حالة كمال وعى وأن يكون بالغاً عاقلاً فلو قال قولاً في حالة ذهاب عقله لا يؤاخذ عليه وإذا كان جاهلاً لا يعلم لا يؤاخَذ على ذلك بل إن الإمام الشوكاني قال ( من سجد لغير الله جاهلاً فليس مشركاً) لأنه لا يعرف حُكم هذا الأمر

    أُعلمه أولاً ما ينبغي عليه لله لكن لا أسارع بسب الجاهل واتهامه بالكفر وهو لا يعلم ما ينبغي علمه من دين الله وإن كان شرب خمراً أو أخذ مسكراً وغاب عن وعيه وهذى في قوله لا نؤاخذه على هذا القول لأنه يهذي بعد فقدان العقل وإن كان صغيراً لا يُدرك أو كبيراً وصل به السن إلى أرذله وأُصيب بالزهايمر مثلاً ولا يستطيع أن يسيطر على أفكاره وكلماته فهذا لا نؤاخذه بأقواله

    دين الله هو دين التيسير الذي دعانا إليه البشير النذير وأوصانا صلي الله عليه وسلم أن نسير على ذلك بين المؤمنين فلا نتهم المؤمنين بأمر يأباه رب العالمين وينهى عنه سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم ولا نُعلن أنفسنا وصاه على هذا الدين بل نترك الأمر لله والقلوب بين يدي الله وهو الذي يعلم ما فيها ويحاسب فاعليها هو الله جل شأنه قال صلي الله عليه وسلم { الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ }[4]
    مواضيع ذات صلة
  • الخاتم السليماني
    نائب المدير العام
    • Oct 2010
    • 9941 
    • 375 

    #2
    ماشاء الله عليك
    مبارك القلم الذين تكتبين به
    تعليق
    • الله أعلم بالسرائر
      Banned
      • Aug 2011
      • 7470 
      • 658 
      • 239 

      #3
      بارك الله فيكي واحسنتي على هذا الكلام الاكثر من رائع
      تعليق
      • sima23
        أعضاء نشطين
        • Jun 2009
        • 1727 

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
        موضوع قيم و مفيد و ياريت كل الناس تفهم المعنى لأنو في زمننا هذا صار كثير صعب.
        بارك الله فيك و عليك و جعله الله في ميزان حسناتك.
        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        • عدراء
          كاتب الموضوع
          أعضاء نشطين
          • Jan 2013
          • 48 

          #5
          لا شكر على واجب اخوتي الكرام
          تعليق
          • جيهان عبد الظاهر
            عضو نشيط
            • Jun 2013
            • 2989 
            • 19 

            #6
            ابدع القلم اللذى كتب الموضوع جزيتى خيرااااااااااااااااااااااااااا وشكراااااااااااااااااااااا
            تعليق
            يتصفح هذا الموضوع الآن
            تقليص

            المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

            يعمل...
            X