هدت «مدينة الإنسولين» Insulin City فرانكفورت الألمانية على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أي الثلاثاء والأربعاء والخميس، ثم مدينة «تور» الفرنسية، تجمعا صحافيا كبيرا دعت إليه «سانوفي» الشركة الرائدة في توفير إنسولين ثابت الجودة على نطاق واسع من العالم؛ وهو لانتوس (إنسولين جلارجين insulin glargine)، العلامة التجارية الرائدة عالميا في الإنسولين، للتأمل في تراث عمره 90 عاما في مجال معالجة مرض السكري منذ عام 1923. والإنسولين هو أساس الحياة والنشاط وهو الذي يمنح فرصة الاستمتاع بالحياة وممارسة النشاطات المختلفة. ويعتبر اليوم من العناصر المهمة جدا في علاج السكري، هذا المرض الآخذ بالازدياد بشكل مطرد خلال العقد الماضي والحالي.
إن وظيفة الإنسولين الأساسية هي تنظيم عملية حرق الدهون والكربوهيدرات حتى يستفيد منهما الجسم، وقد أعطى الإنسولين لمرضى السكري الأمل في حياة طبيعية. ومع أنه تم التعرف على وظيفة الإنسولين في أجسامنا في منتصف القرن التاسع عشر، فإن العالم انتظر حتى عام 1916 عندما نجح العالم الروماني نيكولا باوليسكو في تطوير خلاصة من البنكرياس وأثبت أنها تخفض السكر في دماء الكلاب المصابة بالسكري.
* إنسولين صناعي انطلاقا من التسليم بالاكتشاف الذي أظهر أن الإنسولين يكون أكثر نقاء وأفضل قبولا في حالة البلورة، استطاعت «هوشت» أن تتقدم لتصبح في عام 1936 أول منشأة صناعية تبدّل كامل إنتاجها إلى هذا الشكل البلوري الجديد، مطلقة مجموعة من منتجات الإنسولين الجديدة بشكل سريع ومتتابع نسبيا خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. وخلال خمسينات القرن الماضي، كانت الشركة قد بدأت في تسويق مجموعة من منتجات الإنسولين. وقد ضمت المنتجات الجديدة «ديبو - إنسولين هوشت كلار» و«كومب - إنسولين» مع إطلاق أفضل وأوسع. كما طورت «هوشت» أيضا «لونغ إنسولين» الذي يدوم مفعوله 18 - 26 ساعة (على الرغم من تحقيق أقصى تأثير بعد 3 - 8 ساعات). وفي ستينات القرن الماضي. ومنذ 1970-1971 كان يتم استخدام الإنسولين النقي في جميع تحضيرات الشركة، واختفت حساسيات الإنسولين تماما تقريبا. وفي عقد السبعينات، كان الهدف الرئيس لعلماء «هوشت» إنتاج إنسولين بشري لمعالجة المرضى. وقد حدث الاختراق العلمي الكبير في عام 1976، عندما نجحت الشركة في إنتاج أول نموذج شبه اصطناعي للإنسولين البشري. والمادة الأساسية كانت الإنسولين الخنزيري. وكونها تختلف عن الإنسولين البشري بوجود حمض أميني واحد فقط، فقد تمت إزالة هذا الحمض بواسطة الأساليب الكيميائية الحيوية.
ثم أظهرت دراسة نفذها المجلس الاستشاري الأميركي الوطني لمرض السكري عام 1976 أن الطلب العالمي المتنامي على الإنسولين قد يصعب تلبيته من خلال الموارد الطبيعية بحلول عام 2000. ولتوفير الإنسولين لـ100 ألف مريض بالسكري لسنة واحدة، يتطلب الأمر بنكرياسا مستأصلا من 3 ملايين عجل أو 14 مليون خنزير.
وفي بداية عقد الثمانينات، طورت الشركة أسلوبها في ابتكار بكتيريا معدلة جينيا لإنتاج الإنسولين. كما بدأت الشركة في بناء منشأة للصناعة الحيوية. والأهم من كل ذلك، هو أن خبرة الشركة الطويلة في التخمير على نطاق واسع لإنتاج المضادات الحيوية كان لها بالغ التأثير والفائدة فيما أقدمت عليه الشركة. وبسبب عدم وضوح التشريع الألماني والرفض الشعبي الأولي لأساليب الهندسة الجينية في إنتاج الأدوية، كان على الشركة أن تنتظر حتى عام 1998 لتتمكن من بناء منشأة لإنتاج الإنسولين البشري عن طريق استخدام جسيمات دقيقة معدلة جينيا.
في عام 1999، أطلقت الشركة إنسولينا بشريا مؤتلف تحت مسمى «إنسومان»، والذي بدل الإنتاج جذريا من خلال قطع الاعتماد على الموارد الحيوانية. وفي عام 2001، أطلقت سانوفي «لانتوس»، إنسولينا تناظريا طويل المفعول (على مدار 24 ساعة) والذي أرسى الأسس الجديدة للعلاج بالإنسولين في العالم. وفي 2005، أطلقت الشركة «أبيدرا»، إنسولينا تناظريا سريع المفعول وقادرا على مساعدة المرضى لتحقيق النسب المناسبة للسكر في الدم أثناء الأكل أو بعده فورا، بحيث يمكن تكييف الجرعة مع وجبة الأكل.
* بدائل الإنسولين ما زالت «سانوفي دايابيتس» تقوم بأعمالها من مركزها الرئيس التاريخي في هوشت فرانكفورت، بألمانيا - حيث تجمع مساهميها من قسم البحوث والتطوير، وقسم الشؤون الصناعية والتطوير، وقسم تصنيع الأجهزة الطبية، وحيث يتم إنتاج «لانتوس» و«أبيدرا» اليوم - والاستمرار السلس للإبداع والنجاح. وإضافة إلى منتجاتها من الإنسولين، نقدم أنظمة ذكية لمراقبة مستوى الغلوكوز في الدم، أجهزة وخدمات يستفيد منها مرضى السكري حول العالم.
ومع مرور الوقت، أصبحت بدائل الإنسولين واحدة من الاختيارات المستخدمة لمرض السكري، وتوجد هذه البدائل على هيئتين، واحدة قصيرة المفعول وأخرى ممتدة المفعول تسمى الإنسولين القاعدي. في عام 2000 قامت شركة «سانوفي - أفينتس» بتطوير عقار جديد يطلق عليه أنسولين جلارجين، يمتد مفعوله حتى 24 ساعة. وكان الأول من نوعه في العالم وانفراجة في عقاقير علاج مرض السكري.
وقد قدم اكتشاف الإنسولين الكثير لإنقاذ حياة مرضى السكري وحسن نوعية حياتهم، واليوم فإن مرضى السكري يستطيعون التمتع بحياتهم بشكل طبيعي لا بل وممارسة الألعاب الرياضية، ومع هذا فإن الرحلة لا تزال مستمرة - رحلة التطوير والبحث لإيجاد علاجات للسكري وطرق لتحسين حياة المرضى بأفضل شكل ممكن.
ارتبط السكري من النوع الثاني بزيادة الوزن والسمنة والآن مع انتشار العلاج بالمناظير الجراحية المتطورة للسمنة الزائدة أمكن للشخص التخلص من أكثر من نصف وزنه في وقت قصير.
وقد أجاب البروفيسور ألدو ملدوناتو أستاذ الغدد الصماء والسكري ونائب الرئيس في «سانوفي» ورئيس أبحاث السكري العالمية، عن أسئلة «الشرق الأوسط» ضمن فعاليات المؤتمر:
* إلامَ تشير أبحاثكم بالنسبة لتعديل العلاج أو الاستغناء عن البعض منه، بعد إجراء مثل هذه العملية؟
- نعود إلى القاعدة العلاجية وهي أن خفض الوزن لمريض السكري النوع الثاني يفيد كثيرا بل يعتبر علاجا مهما مهما كانت الوسيلة المتبعة لخفض الوزن وقد وجدنا أن كثيرا من المرضى أمكنهم الاستغناء عن أقراص السكري نهائيا بعد خفض أوزانهم بجراحة المناظير.
* إننا نقوم معكم بجهود كبيرة لرفع التوعية عند الجمهور بأهمية الوقاية من الإصابة بالسكري ومن مضاعفاته. وعلى الرغم من ذلك تشير الإحصاءات والدراسات إلى توقع زيادة المرض بنحو 60 بحلول عام 2030. كيف تفسرون ذلك؟
- أوافقك على ذلك بل أستغرب هذا التناقض كثيرا وقد يعود لوجود قصور في أمور كثيرة منها الثقة في إمكانية تطبيق إجراءات الوقاية بطريقة صحيحة وثانيا إلى المسار الطبيعي لمرض السكري، وثالثا لا يمكن تطبيق جميع إجراءات الوقاية بنفس الدرجة في جميع دول العالم.
وتحدث البروفسور ملدوناتو عن مستحضر ليكسوميا Lyxumia، وهو أحد الأنواع الجديدة والحديثة في تركيبها وعملها ويمكن أن تستعمل مضافة إلى الإنسولين ذي جودة الثبات وهو لانتوس في هذه الحالة. ويكون التحكم في الغلوكوز بواسطة ليكسوميا. و«هما منتجان مختلفان بيولوجيا ووظيفيا وهناك منتج آخر تم إعادة تركيب لانتوس سميناه مؤقتا بـU300 ولم يتقرر بعد ماذا سيكون اسمه التجاري عند الإنتاج».
المستحضر U300 سيكون أكثر ثباتا من لانتوس حيث يتميز بمرونة أكثر في عمله بحيث يمكن للمريض أن يأخذ الحقنة في وقت متسع يوميا مثل 8 - 12 صباحا. والتركيب الأساس لهذا المنتج سوف يحرر الإنسولين الذي بدوره يخفض نسبة سكر الدم. ويتوفر ليكسوميا متوفر بألمانيا وفرنسا وبريطانيا كمرحلة أولى وفي نهاية 2014 سيتوفر بأميركا.
* هل يحتوي الإنسولين «الجديد» على أي نسبة من مستخلصات الخنزير؟
- لا، وذلك لأن هذه الأنواع هي مصنعة فلا تحتوي حتى على رائحة الخنزير حسب تعبيره.
* أول مريض عولج بالإنسولين
* شهد عام 1921 تقدما أساسيا بفضل أبحاث نفذها فريدريك بانتينغ، وشارلز بست، وجيمس كوليب، وجون ماكليون في جامعة تورونتو. فقد نجحوا في استخراج الإنسولين من بنكرياس الحيوانات واختبار تأثيراته على البشر.
المريض الأول كان اسمه ليونارد تومسون وعمره 14 عاما. قبل معالجته بالإنسولين، كان ضعيفا جدا، وزنه أقل من 30 كلغم ويقع في الغيبوبة بشكل متكرر. وبفضل الإنسولين، تحسنت حالته خلال أسابيع قليلة وعاش 13 عاما أخرى من دون مشكلات صحية تذكر ومات نتيجة إصابته بالتدرن الرئوي.
* رحلة شاقة عبر التاريخ
* في عام 1907، نشر يورغ لودفيغ زولزر طبيب من برلين بحثا حول «معالجة مرض السكري بواسطة مواد مستخرجة من البنكرياس». لم تُثر الدراسة حينها سوى القليل من الاهتمام بسبب تأثيراتها الجانبية الخطيرة. لكن وانطلاقا من اختبارات زولزر، بدأت «فاربفركه هوشت» في عام 1910 تهتم بمعالجة مرضى السكري وعقدت اتفاقا مع البروفسور إرنست فالن من يتعلق ببراءة اختراع حول مواد مستخرجة من البنكرياس.
بعد سنتين، تم الاتفاق مع البروفسور فرديناند بلوم من فرانكفورت حول: مواد مستخرجة من البنكرياس لمعالجة مرضى السكري. هنا أيضا لم تكن نتائج العلاج مرضية وبالتالي فض الطرفان تحالفهما طبيا في عام 1914. وقد تسببت الحرب العالمية الأولى في وقف الأبحاث. وفي عام 1921، بدأت الشركة في إنتاج مواد مستخرجة من البنكرياس لمعالجة السكري بعد إخضاعها للاختبار من قبل الأطباء. وقد تلا ذلك توقيع عقود مع الكثير من المسالخ لجمع بنكرياس العجول والمواشي، ومن ثم إنشاء مؤسسة لإنتاج الإنسولين، والتي بدأ العمل فيها بعد سنتين.
كانت «هوشت» قد بدأت في عام 1912 بإجراء اختبارات على المواد المستخرجة من بنكرياس الحيوانات لمعالجة مرضى السكري. وفي عام 1921، كان الإنسولين على مسافة غير قصيرة من عملية إنتاجه كيميائيا، وبعيدا أكثر من أساليب التكنولوجيا الحيوية في إنتاجه. فطوال 60 عاما تقريبا، كان على المصابين بمرض السكري أن يتعاملوا مع الإنسولين المستخرج من بنكرياس الحيوانات المذبوحة في المسالخ. وقد وفرت العقود التي أُبرمت في عام 1921 مع مسالخ إقليمية كميات كافية من أنسجة البنكرياس من العجول والماشية. بعدها تم نقل الغدد من الكثير من المسالخ الكبيرة والصغيرة في شاحنات مبردة إلى المصنع، حيث جرى تخزينها في أقبية مبردة ضخمة.
في غضون ذلك، نالت الشركة المصادقة على جودة منتجاتها من لجنة الإنسولين الألمانية، التي أسسها أوسكار مينكوسكي. هذا التكريس أتاح لـ«هوشت» إنتاج الإنسولين ليس فقط عن طريق أساليب البحث المثبتة والخاصة بها، بل أيضا من خلال أسلوب تورونتو المعروف سابقا والذي تم تطويره الآن. وقد أطلقت «هوشت» «إنسولين هوشت» في أوروبا في أكتوبر (تشرين الأول) 1923.
إن وظيفة الإنسولين الأساسية هي تنظيم عملية حرق الدهون والكربوهيدرات حتى يستفيد منهما الجسم، وقد أعطى الإنسولين لمرضى السكري الأمل في حياة طبيعية. ومع أنه تم التعرف على وظيفة الإنسولين في أجسامنا في منتصف القرن التاسع عشر، فإن العالم انتظر حتى عام 1916 عندما نجح العالم الروماني نيكولا باوليسكو في تطوير خلاصة من البنكرياس وأثبت أنها تخفض السكر في دماء الكلاب المصابة بالسكري.
* إنسولين صناعي انطلاقا من التسليم بالاكتشاف الذي أظهر أن الإنسولين يكون أكثر نقاء وأفضل قبولا في حالة البلورة، استطاعت «هوشت» أن تتقدم لتصبح في عام 1936 أول منشأة صناعية تبدّل كامل إنتاجها إلى هذا الشكل البلوري الجديد، مطلقة مجموعة من منتجات الإنسولين الجديدة بشكل سريع ومتتابع نسبيا خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. وخلال خمسينات القرن الماضي، كانت الشركة قد بدأت في تسويق مجموعة من منتجات الإنسولين. وقد ضمت المنتجات الجديدة «ديبو - إنسولين هوشت كلار» و«كومب - إنسولين» مع إطلاق أفضل وأوسع. كما طورت «هوشت» أيضا «لونغ إنسولين» الذي يدوم مفعوله 18 - 26 ساعة (على الرغم من تحقيق أقصى تأثير بعد 3 - 8 ساعات). وفي ستينات القرن الماضي. ومنذ 1970-1971 كان يتم استخدام الإنسولين النقي في جميع تحضيرات الشركة، واختفت حساسيات الإنسولين تماما تقريبا. وفي عقد السبعينات، كان الهدف الرئيس لعلماء «هوشت» إنتاج إنسولين بشري لمعالجة المرضى. وقد حدث الاختراق العلمي الكبير في عام 1976، عندما نجحت الشركة في إنتاج أول نموذج شبه اصطناعي للإنسولين البشري. والمادة الأساسية كانت الإنسولين الخنزيري. وكونها تختلف عن الإنسولين البشري بوجود حمض أميني واحد فقط، فقد تمت إزالة هذا الحمض بواسطة الأساليب الكيميائية الحيوية.
ثم أظهرت دراسة نفذها المجلس الاستشاري الأميركي الوطني لمرض السكري عام 1976 أن الطلب العالمي المتنامي على الإنسولين قد يصعب تلبيته من خلال الموارد الطبيعية بحلول عام 2000. ولتوفير الإنسولين لـ100 ألف مريض بالسكري لسنة واحدة، يتطلب الأمر بنكرياسا مستأصلا من 3 ملايين عجل أو 14 مليون خنزير.
وفي بداية عقد الثمانينات، طورت الشركة أسلوبها في ابتكار بكتيريا معدلة جينيا لإنتاج الإنسولين. كما بدأت الشركة في بناء منشأة للصناعة الحيوية. والأهم من كل ذلك، هو أن خبرة الشركة الطويلة في التخمير على نطاق واسع لإنتاج المضادات الحيوية كان لها بالغ التأثير والفائدة فيما أقدمت عليه الشركة. وبسبب عدم وضوح التشريع الألماني والرفض الشعبي الأولي لأساليب الهندسة الجينية في إنتاج الأدوية، كان على الشركة أن تنتظر حتى عام 1998 لتتمكن من بناء منشأة لإنتاج الإنسولين البشري عن طريق استخدام جسيمات دقيقة معدلة جينيا.
في عام 1999، أطلقت الشركة إنسولينا بشريا مؤتلف تحت مسمى «إنسومان»، والذي بدل الإنتاج جذريا من خلال قطع الاعتماد على الموارد الحيوانية. وفي عام 2001، أطلقت سانوفي «لانتوس»، إنسولينا تناظريا طويل المفعول (على مدار 24 ساعة) والذي أرسى الأسس الجديدة للعلاج بالإنسولين في العالم. وفي 2005، أطلقت الشركة «أبيدرا»، إنسولينا تناظريا سريع المفعول وقادرا على مساعدة المرضى لتحقيق النسب المناسبة للسكر في الدم أثناء الأكل أو بعده فورا، بحيث يمكن تكييف الجرعة مع وجبة الأكل.
* بدائل الإنسولين ما زالت «سانوفي دايابيتس» تقوم بأعمالها من مركزها الرئيس التاريخي في هوشت فرانكفورت، بألمانيا - حيث تجمع مساهميها من قسم البحوث والتطوير، وقسم الشؤون الصناعية والتطوير، وقسم تصنيع الأجهزة الطبية، وحيث يتم إنتاج «لانتوس» و«أبيدرا» اليوم - والاستمرار السلس للإبداع والنجاح. وإضافة إلى منتجاتها من الإنسولين، نقدم أنظمة ذكية لمراقبة مستوى الغلوكوز في الدم، أجهزة وخدمات يستفيد منها مرضى السكري حول العالم.
ومع مرور الوقت، أصبحت بدائل الإنسولين واحدة من الاختيارات المستخدمة لمرض السكري، وتوجد هذه البدائل على هيئتين، واحدة قصيرة المفعول وأخرى ممتدة المفعول تسمى الإنسولين القاعدي. في عام 2000 قامت شركة «سانوفي - أفينتس» بتطوير عقار جديد يطلق عليه أنسولين جلارجين، يمتد مفعوله حتى 24 ساعة. وكان الأول من نوعه في العالم وانفراجة في عقاقير علاج مرض السكري.
وقد قدم اكتشاف الإنسولين الكثير لإنقاذ حياة مرضى السكري وحسن نوعية حياتهم، واليوم فإن مرضى السكري يستطيعون التمتع بحياتهم بشكل طبيعي لا بل وممارسة الألعاب الرياضية، ومع هذا فإن الرحلة لا تزال مستمرة - رحلة التطوير والبحث لإيجاد علاجات للسكري وطرق لتحسين حياة المرضى بأفضل شكل ممكن.
ارتبط السكري من النوع الثاني بزيادة الوزن والسمنة والآن مع انتشار العلاج بالمناظير الجراحية المتطورة للسمنة الزائدة أمكن للشخص التخلص من أكثر من نصف وزنه في وقت قصير.
وقد أجاب البروفيسور ألدو ملدوناتو أستاذ الغدد الصماء والسكري ونائب الرئيس في «سانوفي» ورئيس أبحاث السكري العالمية، عن أسئلة «الشرق الأوسط» ضمن فعاليات المؤتمر:
* إلامَ تشير أبحاثكم بالنسبة لتعديل العلاج أو الاستغناء عن البعض منه، بعد إجراء مثل هذه العملية؟
- نعود إلى القاعدة العلاجية وهي أن خفض الوزن لمريض السكري النوع الثاني يفيد كثيرا بل يعتبر علاجا مهما مهما كانت الوسيلة المتبعة لخفض الوزن وقد وجدنا أن كثيرا من المرضى أمكنهم الاستغناء عن أقراص السكري نهائيا بعد خفض أوزانهم بجراحة المناظير.
* إننا نقوم معكم بجهود كبيرة لرفع التوعية عند الجمهور بأهمية الوقاية من الإصابة بالسكري ومن مضاعفاته. وعلى الرغم من ذلك تشير الإحصاءات والدراسات إلى توقع زيادة المرض بنحو 60 بحلول عام 2030. كيف تفسرون ذلك؟
- أوافقك على ذلك بل أستغرب هذا التناقض كثيرا وقد يعود لوجود قصور في أمور كثيرة منها الثقة في إمكانية تطبيق إجراءات الوقاية بطريقة صحيحة وثانيا إلى المسار الطبيعي لمرض السكري، وثالثا لا يمكن تطبيق جميع إجراءات الوقاية بنفس الدرجة في جميع دول العالم.
وتحدث البروفسور ملدوناتو عن مستحضر ليكسوميا Lyxumia، وهو أحد الأنواع الجديدة والحديثة في تركيبها وعملها ويمكن أن تستعمل مضافة إلى الإنسولين ذي جودة الثبات وهو لانتوس في هذه الحالة. ويكون التحكم في الغلوكوز بواسطة ليكسوميا. و«هما منتجان مختلفان بيولوجيا ووظيفيا وهناك منتج آخر تم إعادة تركيب لانتوس سميناه مؤقتا بـU300 ولم يتقرر بعد ماذا سيكون اسمه التجاري عند الإنتاج».
المستحضر U300 سيكون أكثر ثباتا من لانتوس حيث يتميز بمرونة أكثر في عمله بحيث يمكن للمريض أن يأخذ الحقنة في وقت متسع يوميا مثل 8 - 12 صباحا. والتركيب الأساس لهذا المنتج سوف يحرر الإنسولين الذي بدوره يخفض نسبة سكر الدم. ويتوفر ليكسوميا متوفر بألمانيا وفرنسا وبريطانيا كمرحلة أولى وفي نهاية 2014 سيتوفر بأميركا.
* هل يحتوي الإنسولين «الجديد» على أي نسبة من مستخلصات الخنزير؟
- لا، وذلك لأن هذه الأنواع هي مصنعة فلا تحتوي حتى على رائحة الخنزير حسب تعبيره.
* أول مريض عولج بالإنسولين
* شهد عام 1921 تقدما أساسيا بفضل أبحاث نفذها فريدريك بانتينغ، وشارلز بست، وجيمس كوليب، وجون ماكليون في جامعة تورونتو. فقد نجحوا في استخراج الإنسولين من بنكرياس الحيوانات واختبار تأثيراته على البشر.
المريض الأول كان اسمه ليونارد تومسون وعمره 14 عاما. قبل معالجته بالإنسولين، كان ضعيفا جدا، وزنه أقل من 30 كلغم ويقع في الغيبوبة بشكل متكرر. وبفضل الإنسولين، تحسنت حالته خلال أسابيع قليلة وعاش 13 عاما أخرى من دون مشكلات صحية تذكر ومات نتيجة إصابته بالتدرن الرئوي.
* رحلة شاقة عبر التاريخ
* في عام 1907، نشر يورغ لودفيغ زولزر طبيب من برلين بحثا حول «معالجة مرض السكري بواسطة مواد مستخرجة من البنكرياس». لم تُثر الدراسة حينها سوى القليل من الاهتمام بسبب تأثيراتها الجانبية الخطيرة. لكن وانطلاقا من اختبارات زولزر، بدأت «فاربفركه هوشت» في عام 1910 تهتم بمعالجة مرضى السكري وعقدت اتفاقا مع البروفسور إرنست فالن من يتعلق ببراءة اختراع حول مواد مستخرجة من البنكرياس.
بعد سنتين، تم الاتفاق مع البروفسور فرديناند بلوم من فرانكفورت حول: مواد مستخرجة من البنكرياس لمعالجة مرضى السكري. هنا أيضا لم تكن نتائج العلاج مرضية وبالتالي فض الطرفان تحالفهما طبيا في عام 1914. وقد تسببت الحرب العالمية الأولى في وقف الأبحاث. وفي عام 1921، بدأت الشركة في إنتاج مواد مستخرجة من البنكرياس لمعالجة السكري بعد إخضاعها للاختبار من قبل الأطباء. وقد تلا ذلك توقيع عقود مع الكثير من المسالخ لجمع بنكرياس العجول والمواشي، ومن ثم إنشاء مؤسسة لإنتاج الإنسولين، والتي بدأ العمل فيها بعد سنتين.
كانت «هوشت» قد بدأت في عام 1912 بإجراء اختبارات على المواد المستخرجة من بنكرياس الحيوانات لمعالجة مرضى السكري. وفي عام 1921، كان الإنسولين على مسافة غير قصيرة من عملية إنتاجه كيميائيا، وبعيدا أكثر من أساليب التكنولوجيا الحيوية في إنتاجه. فطوال 60 عاما تقريبا، كان على المصابين بمرض السكري أن يتعاملوا مع الإنسولين المستخرج من بنكرياس الحيوانات المذبوحة في المسالخ. وقد وفرت العقود التي أُبرمت في عام 1921 مع مسالخ إقليمية كميات كافية من أنسجة البنكرياس من العجول والماشية. بعدها تم نقل الغدد من الكثير من المسالخ الكبيرة والصغيرة في شاحنات مبردة إلى المصنع، حيث جرى تخزينها في أقبية مبردة ضخمة.
في غضون ذلك، نالت الشركة المصادقة على جودة منتجاتها من لجنة الإنسولين الألمانية، التي أسسها أوسكار مينكوسكي. هذا التكريس أتاح لـ«هوشت» إنتاج الإنسولين ليس فقط عن طريق أساليب البحث المثبتة والخاصة بها، بل أيضا من خلال أسلوب تورونتو المعروف سابقا والذي تم تطويره الآن. وقد أطلقت «هوشت» «إنسولين هوشت» في أوروبا في أكتوبر (تشرين الأول) 1923.