من آثار برالوالدين إجابة الدعوة، فإن البار بالوالدين الغالب أنه يكون مستجاب الدعوة،
فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أويس القرني
قال: (يأتيكم أهل اليمن أرق قلوباً فيهم أويس القرني -رجل كان باراً بأمه- وكان به برص
فدعا الله عز وجل فأذهبه إلا قدراً يسيراً في قدمه، من رآه منكم فليسأله أن يدعو له) فكان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مع علو قدره وارتفاع مكانه وصحبته لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يتفقد البعوث في الجهاد حتى وجده فعزم عليه بأن يستغفر له.
فمن فضائل البر إجابة الدعوة،
وقل أن يكون الإنسان باراً بوالديه ويحجب عن دعوة، ما من إنسان يوفق لبر
الوالدين إلا كانت دعوته مستجابة، وإذا توسل لله عز وجل ببر الوالدين فرج الله كربته ونفس الله
همه وغمه، كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الثلاثة النفر
الذين دخلوا الغار (قال الثالث: اللهم إنك تعلم أنه كان لي والدان، وكنت آتي بالعشي فأحلب فلا
أغبق قبل غبوقهما، وإني قد نأى بي طلب الشجر يوماً فتأخرت عليهما، فقدمت وقد ناما فاحتلبت
لهما وقمت على رأسيهما فكرهت أن أوقظهما حتى طلع الصبح، والصبية يتضاغون عند قدمي،
اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه، ففرج الله الصخرة عنهم
حتى خرجوا). فمن كان باراً بوالديه استجاب الله دعوته وفرج الله كربته، والله لن تجد باراً يساء
في الحياة غالباً، لن يطلب طريقاً إلا سهله الله له، ولن يقرع باباً إلا فتحه الله في وجهه، ولا تمنى
أمراً من الخير إلا يسر الله له سبيله.
بر الوالدين من أعظم الأسباب التي توجب الرحمة من الله في
تيسير الأمور، والعكس بالعكس، فإن العاق ما حضر مكاناً إلا كان شؤماً على أهله،
حتى أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم أن الرحمة لا تنـزل على قوم فيهم قاطع رحم فكيف بالذي عق والديه؟! فالمقصود:
أن من أراد أن يجني ثمرة البر فمن أعظمها أن الله يجيب دعوته وأن الله يفرج كربته،
وأن الله تعالى يكون معه في شدته وعسره.