قال ابن القيم في كتاب الروح - نقلاً عن أبي عبد الله القرطبي (صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع مع الأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصاً موسي) وقد أخبر (ما من مسلم يسلّم علي إلا ردّ الله علي روحي حتي أرد عليه السلام)[1] إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غُيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون ولا نراهم
وقد نقل كلام القرطبي وأقره أيضا الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في شرح عقيدة أهل السنة ونصه: قال أبو عبد الله القرطبي قال شيخنا أحمد بن عمر القرطبي صاحب المفهم في شرح مسلم: والذي يزيح هذا الإشكال (أن الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال) ويدل على ذلك أن الشهداء بعد موتهم وقتلهم { أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ} وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحقُّ وأولي
وذكر القرطبي أن أجساد الشهداء لا تبلي وقد صَحَّ عن جابر (أن أباه وعمرو ابن الجموح رضي الله تعالى عنهم - وهما ممن استشهد بأُحد ودُفنا في قبر واحد - حفر السيلُ قبرهما فوُجدا لم يتغيرا وكان أحدهما قد جُرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأُميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت - وكان بين ذلك وبين أُحد ستٌ وأربعون سنة)
ولما أجري معاوية العين التي استنبطها بالمدينة - وذلك بعد أُحد بنحو من خمسين سنة - ونقل الموتى أصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فسال منه الدم ووُجِدَ عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس
وروي جميع أهل المدينة أن جدار النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لما أنهدم أيام الوليد - بدتْ لهم قدمُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان قد قتل شهيداً وقد ذكر الشيخ ابن تيمية: أنه لما حصل الهدم بَدَتْ لهم قدمٌ بساقٍ وركبة ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال: هذه ساقُ عمر وركبته فَسُرِّيَ عن عمر بن عبد العزيز[2] أ هـ
وقد ألف في هذا الموضوع الإمام الحجة أبو بكر بن الحسين البيهقي رسالة خاصة جمع فيها جملة من الأحاديث التي تدل على حياة الأنبياء وبقاء أجسادهم وكذلك ألف الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة خاصة بذلك
[1] رواه أبو داود في سننه و أحمد في مسنده و البيهقي في سننه الكبرى و الطبراني في معجمه وحسنه الإمام الألباني
[2] اقتضاء الصراط المستقيم 365 لشيخ الإسلام ابن تيمية
وقد نقل كلام القرطبي وأقره أيضا الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في شرح عقيدة أهل السنة ونصه: قال أبو عبد الله القرطبي قال شيخنا أحمد بن عمر القرطبي صاحب المفهم في شرح مسلم: والذي يزيح هذا الإشكال (أن الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال) ويدل على ذلك أن الشهداء بعد موتهم وقتلهم { أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ} وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحقُّ وأولي
وذكر القرطبي أن أجساد الشهداء لا تبلي وقد صَحَّ عن جابر (أن أباه وعمرو ابن الجموح رضي الله تعالى عنهم - وهما ممن استشهد بأُحد ودُفنا في قبر واحد - حفر السيلُ قبرهما فوُجدا لم يتغيرا وكان أحدهما قد جُرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأُميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت - وكان بين ذلك وبين أُحد ستٌ وأربعون سنة)
ولما أجري معاوية العين التي استنبطها بالمدينة - وذلك بعد أُحد بنحو من خمسين سنة - ونقل الموتى أصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فسال منه الدم ووُجِدَ عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس
وروي جميع أهل المدينة أن جدار النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لما أنهدم أيام الوليد - بدتْ لهم قدمُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان قد قتل شهيداً وقد ذكر الشيخ ابن تيمية: أنه لما حصل الهدم بَدَتْ لهم قدمٌ بساقٍ وركبة ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال: هذه ساقُ عمر وركبته فَسُرِّيَ عن عمر بن عبد العزيز[2] أ هـ
وقد ألف في هذا الموضوع الإمام الحجة أبو بكر بن الحسين البيهقي رسالة خاصة جمع فيها جملة من الأحاديث التي تدل على حياة الأنبياء وبقاء أجسادهم وكذلك ألف الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة خاصة بذلك
[1] رواه أبو داود في سننه و أحمد في مسنده و البيهقي في سننه الكبرى و الطبراني في معجمه وحسنه الإمام الألباني
[2] اقتضاء الصراط المستقيم 365 لشيخ الإسلام ابن تيمية