الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

لوتخلقت باسم الله {الكريم }

السور والآيات والأسماء الحسنى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقيــــس
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Feb 2013
    • 463 
    • 21 



    هذا الإسم له دلالات كبيرة
    وجدير بالإنسان أن يتخلّق بهذا الاسم
    لأنه من الأسماء التي يمكن لكل امريءٍ أن يتخلّق بها
    فيرقى بها إلى الله سبحانه
    وأسماء الله كما تعلمون، منها أسماء خاصة بالله عز وجل
    كالخالق، القديم
    وهناك أسماء أُمرنا أن نتخلق بها، واسم الكريم واحد منها

    اسم الكريم ؛ ثابت بنص القرآن الكريم
    وهو ثابت في قوله تعالى
    ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾ سورة الانفطار

    وهذه الآية تخاطب القلب والعقل معاً، وقد ورد هذا الاسم بصيغة اسم التفضيل في آية أخرى بقوله تعالى:
    ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)﴾
    (سورة العلق)
    فالكريم في قوله تعالى :
    ﴿ يَاأَيُّهَا الاِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾
    والأكرم في قوله تعالى :
    ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الاِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾

    قال العلماء :
    كل صفة محمودة تسمى كرماً على خلاف ما يظنه معظم الناس
    من أن فلاناً كريم يعني أنه يعطي، وعطاؤه كثير

    فكلمة كريم شاملة واسعة
    فالحلم كرم، السخاء كرم، اللطف كرم، الصبر كرم، المروءة كرم ..
    فالكرم يعني أيّة صفة حميدة يتصف بها الإنسان
    بل إن الصفات الحميدة كلها تلخص بكلمة واحدة هي الكرم
    بينما الصفات الخسيسة كلها تلخص بكلمة واحدة هي اللؤم

    وعلى النقيض الذل وهو :
    أن يقف الكريم بباب اللئيم، فالخسيس لئيم والمتكبر لئيم
    والجحود لئيم، والذي يحب ذاته على حساب الآخرين لئيم، والبخيل لئيم
    كل الصفات الخسيسة تجمعها كلمة لئيم
    وكل الصفات المحمودة تجمعها كلمة كريم

    والواقع يثبت أن الناس رجلان برٌّ كريم، وفاجر لئيم
    هكذا قال عليه الصلاة والسلام
    فليس معنى كريم الذي يُعطي العطاء الكثير فقط
    بل إن الحليم كريم، اللطيف كريم، الرحيم كريم، الصافي كريم
    الودود كريم، المُنصف كريم

    ومن معاني الكريم من كان كريم النسب
    من هو الكريم بن الكريم ابن الكريم بن الكريم ؟
    إنه سيدنا يوسف، قال عليه الصلاة والسلام
    (( يوسف أكرم الناس ))

    من معاني الكريم من كان ذا صورة حسنة
    والدليل قول الله عز وجل حينما وصف سيدنا يوسف، قال الله عز وجل
    ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)﴾ سورة يوسف

    فالكرم يُستعمل بمعنى النسب الشريف
    ولا يُتحدث عن شرف النسب إلا بعد معرفة الله وتطبيق منهجه
    لا نتحدث عن النسب إلا بعد الإيمان
    إذا أضيف النسب إلى الإيمان فهو نور على نور
    فإنما يعزز المعنى من أن المرء الجميل الخلقة
    لابد له من خلق ودين يجمله كذلك، فتتم الصورة حسنةً صافية

    أما المقام الكريم
    فهو الجنة، فلا تعب هناك ولا نصب ولا خوف ولا حزن ولا حسد
    ولا تباغض، ولا شيء يزعج،
    ومن كان ذا مقام كريم في الجنة فقد فاز حفاً

    ومن معاني الكريم ؛ الشيء العزيز
    الذي تشتد الحاجة إليه ، يحتاجه كل شيء في كل شيء
    ويقلُ وجوده ولا يستغنى عنه إطلاقاً
    والدليل قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾
    سورة الحجرات

    والكريم الشيء الذي تكثر منافعه، قال تعالى:
    ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)﴾ سورة النمل
    كتاب كريم
    كله منافع، كله فوائد، كله حقائق، كله توجيهات صائبة، كله خيرات
    كله بركات،
    إذن معنى القرآن الكريم صار واضحاً
    لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
    القرآن الكريم ليس فيه باطل ولا غلط، ليس فيه خلل ولا تناقض
    وليس فيه مخالفة للواقع، ولا ضعف في أسلوبه
    ليس فيه معالجة سريعة، ولا معالجة متناقضة
    قرآن كريم، خلا من كل شائبة
    يعني المعنى الذي يجمع كل هذه المعاني
    الكرم، يعني الكمال، قرآن كريم أي: خلا من كل عيب

    وإذا قلنا مكارم الأخلاق
    يعني أفضلها وأحسنها وأرفعها وأسماها

    التعريف الدقيق لإسم الكريم
    هو الواجب الوجود المنزّه عن كل عدم وعن كل نقص
    العزيز الذي لا إله غيره
    هذا الكلام يُلخّص بصفات ثلاث، وجوده ووحدانيته وكماله
    فالله كريم يعني موجود وواحد وكامل

    ومن ثم لابد من شرح هذه التعاريف الدقيقة لهذا الاسم العظيم
    الكريم
    هو الذي يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق
    تفضل علينا وأوجدنا دون أن يكون لنا حق في أن نوجد
    ليس لنا حق عنده بل تفضل علينا وأوجدنا
    فنعمة الإيجاد ابتدأها الله دون استحقاق منا
    ويتبرع بالإحسان من غير سؤال

    فإذا قلت يا كريم العفو .. ما هو العفو الكريم ؟
    عفو الله عز وجل ليس معناه أن يلغي العقاب فحسب
    وليس معناه أن ينسي الناس ذنبك أيضاً
    ولكن عفو الله معناه، أن يُنسيك ذنبك، معنى دقيق جداً
    المؤمن ـ من كرم الله عز وجل ـ له جاهلية، و قد ينسى أن له جاهلية
    فيعيش في جو لطيف، والله عز وجل يكرمه، هذا معنى كريم العفو

    ومن معاني الكريم
    أنه يستر الذنوب ويخفي العيوب
    فربنا عز وجل يظهر من عبده الكرم الجميل ويستر القبيح

    ومن المعاني الجميلة أن الكريم متغافل، يتغافل
    الكريم لا يغفل ولكنه يتغافل، قال تعالى:
    ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾ سورة إبراهيم

    الكريم يتغافل، واللئيم يدقق بالعيوب، يتبّع العيوب

    والكريم ؛ إذا استغفره عباده غَفَرَ لهم
    ولا يذكّرهم بأنواع معاصيهم وقبائحهم وفضائحهم.

    والكريم إذا أتاه عباده بالطاعات اليسيرة قابلهم بالثواب الجزيل
    فلذلك جعلنا أهلاً لمعاهدته فقال
    ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وإيَّايَ فَارْهَبُونِي ﴾

    الله كريم، والكريم جعلنا أهلاً لمحبته، قال تعالى ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾

    الكريم هو الذي يعطي من غير مِنّة ولا يحوجك إلى وسيلة

    والكريم لا يُقنط العصاة من توبة، قال تعالى:
    ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾ سورة الزمر

    الكريم ؛ إذا أعطى أجزل، وإذا عصي أجمل .. حليم

    الكريم ؛ هو الذي لا تتخطاه الآمال
    والكريم دائم المعروف كثير النوال، ذو الطول والإنعام
    يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
    هذه كلها أوصاف قرآنية

    وإن الله حيّيٌ كريم، ومن حيائه وكرمه أنه يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما خائبتين
    وفي الحديث القدسي
    ((ما أنصفني عبدي، أستحي أن أعذبه ولا يستحي أن يعصيني))
    (( وما قال عبد قط يا رب ثلاثاً إلا قال الله لبيك يا عبدي ))

    بل إنَّ الكريم يغضب على من لا يسأله، قال عليه الصلاة والسلام :
    (( إن الله عز اسمه كريم يحب مكارم الأخلاق ويبغض سفاسفها ))

    سفاسف الأمور يعني أن يرى شخصاً سخيفاً
    والموضوع المعالج سخيف جداً وهو بخيل زيادة، وأناني
    ومحور حياته مصالحه، هذه سفاسف الأمور
    أما إذا اطلّع على قلبك فرآه قلباً يهتم لعامة المسلمين وقضاء حاجاتهم
    فهذا من مكارم الأخلاق

    قالوا : الكريم الذي لا يبالي كم أعطى ولا لمن أعطى
    بل إن الكريم من إذا رُفعت حاجة إلى غيره لا يرضى

    الكريم من إذا جُفي عاتب وما استقصى

    الكريم ؛ لا يُضيّع من لاذ به، ولا يضيع من التجأ إليه

    هذه تعاريف دقيقة جداً
    الملخص يجب أن تعتمد على الله وحده، وأن تلتجئ إليه
    وأن تُعلّق عليه كل الآمال، وأن تقطع آمالك من البشر جميعاً
    إذا كنت ترغب في أن تسعد في الدنيا والآخرة

    الكريم من إذا هجرته وصلك، إذا مرضت عادك، إذا وافيت من سفر زارك
    إذا افتقرت أحسن إليك

    فمن أدقّ معاني الكرم، أنَّ الكريم من بني البشر
    إذا رفعت إليه حاجة عاتب نفسه، لِمَ لمْ يبادرْ إلى قضائها
    قبل أن تسأله هذه الحاجة ؟ هذا واللهِ معنى دقيق


    وبعد... فما حظ العبد من هذا الاسم ؟
    قال العلماء : قد يتصف العبد بأنه كريم
    إذ لا يمكن أن يكون الإنسان كريماً كرماً مطلقاً، فكرم الإنسان كرم نسبي
    لكنَّ الكريم كرماً مطلقاً هو الله وحده .. إن الله يحب المُلحين في الدعاء

    الإنسان كي يكون كريماً يجب أن يتجاوز عن ذنوب المسيئين
    ويجب أن يوصل النفع إلى جميع الخلق
    لن تكون كريماً إلا إذا عمَّ نفعك كل الناس وكل الخلق حتى الحيوانات

    لن تكون كريماً إلا إذا عمَّ خيرُكَ الناس جميعاً
    وأنا أقول لكم والله إذا أسأت إلى مجوسي، أو إلى عابد صنم أو إلى مُلحد
    والله هذه الإساءة إثمها أضعاف مضاعفة عن إساءتك لمسلم
    لأن هذا عرف الدين من خلال إساءتك أنه عدوان
    فأبعدته عن الدين بهذه الإساءة

    الكريم من بني البشر صفوح عن الذنوب
    ستّار للعيوب تارك للانتقام مسبغ للإنعام

    هذا الاسم الإلهي العظيم
    أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نتخلّق بأخلاق الله، هذا الكرم
    أن تصل من قطعك، وأن تعفو عمن ظلمك، وأن تعطي من حرمك
    وأن يكون صمتك فكراً ونطقك ذكراً ونظرك عبرةً

    إن سيدنا موسى حينما ناجى ربه
    قال يا رب : إنه لتعرض إلي الحاجة أحياناً فأستحي أن أسألك
    أفأسأل غيرك ؟
    فأوحى الله إليه : أن يا موسى لا تسأل غيري
    وسلني حتى ملح عجينك وعلف شاتك

    حُكِيَ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    أنه جاءه إنسان ليلة يسأله حاجة
    فقال : يا غلام ارفع السراج، ولما رفع السراج : قال سلني حاجتك
    لماذا فعل هذا ؟
    قال : لئلا أرى في وجهه ذُلَّ السؤال، حتى لا يُحرج
    فلا يخجل إن عرفنا من هو
    هذا من كرم سيدنا علي

    وكذلك أحد العلماء، كان لا يناول الفقير شيئاً بيده
    بل يضعه على الطاولة ثم يقول له: خذه
    لئلا تكون يده عُليا ويد الفقير سفلى



    مواضيع ذات صلة
  • الوليد
    أعضاء نشطين
    • Jan 2014
    • 1231 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X