النمط الثالث من ذكر الأسماء الحسنى :
الحي، القيوم، الرحمن، الرحيم ,الملك القدير، العلي، العظيم، الكبير، المتعال.
قال:البوني هذا القسم من الأسماء يحتوي على أذكار المراقبين، وفيه أعمال جليلة البرهان. فالحي القيوم اسمان جليلان، ذكر لأهل الحضرة، وهو من أذكار إسرافيل وملائكة الصور أجمعين، يصلح أن يذكر من مبادئ الفجر إلى طلوع الشمس، يجد ذاكره من الزيادة والخشية والتطلع إلى طلب الفضائل ما لم يعهده قبل، ومن نقش الاسمين عند طلوع الشمس من يوم الجمعة مستقبل القبلة على ذكر وأمسكه عنه أحيا الله ذكره إن كان خاملا، وأحيا رزقه إن كان قليلا. وأما الرحمن الرحيم فأذكار شريفة للمضطرين وأمان للخائفين لا ينقشه أحد في خاتم في يوم جمعة آخر النهار فيرى ما يكرهه ما دام عليه. ومن أكثر من ذكره كان ملطوفا به في كل أموره. وأما الملك والقدير فذكر يذكر عند كل ذي ملك وقدرة فإنه ما من ملك يستديم هذا الذكر في عموم أوقاته إلا ثبت ملكه وانبسطت قدرته، ويصلح للسالك الذي تغلبه شهوات نفسه، فإنه ما يستديم ذكره من هذا مقامه إلا بعث الله إليه قوة ملكية تؤيده وتنصره على من يخالفه من عوالمه. وأما العلي العظيم فللتنزيه. والكبير المتعال مناسب للتنزيه أيضا، وهما اسمان لائقان بأهل التعظيم من أرباب الأحوال ليس للعامة في الذكر بهما قسم.